Please Wait
5342
إن الذنوب لاتقاس بمعیار واحد و لیست بمستوى مشترک بحیث کل الذنوب توزن بمیزان واحد و تعطى درجة متساویة، بل الذنوب متفاوتة فی الرتبة و الدرجة فمنها ما یندرج تحت الذنوب الکبیرة و منها ما یندرج تحت الذنوب الصغیرة، و منها ما هو حق الله تعالى و منها ما یصنف ضمن حقوق الناس. کذلک لا یمکن القول بان الذنوب الکبیرة کلها على مستوى واحد من القبح و الشناعة و إن اشترکت فی العنوان.
ثم إن اقتراف شخص للذنب لایعد مبررا لیقع الآخر فی الذنوب و المعاصی. اضف الى ذلک انه ینبغی للجمیع ان یهتدی بکلام رسول الله (ص) و یجعله المصباح الذی یستنیر به و الرایة التی یسیر خلفها، فی جمیع میادین الحیاة و منها قوله (ص): "... طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَى لِمَنْ مَنَعَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ إِخْوَانِه...".
للاجابة عن السؤال لابد من الالتفات الى بعض النقاط المهمة:
1. کما تعلمون أن الذنوب لیست بمعیار و مستوى واحد بحیث کل الذنوب توزن بمیزان واحد و تعطى درجة متساویة، بل الذنوب متفاوتة فی الرتبة و الدرجة فمنها ما یندرج تحت الذنوب الکبیرة و منها ما یندرج تحت الذنوب الصغیرة، و منها ما هو حق الله تعالى و منها ما یصنف ضمن حقوق الناس. کذلک لا یمکن القول بان الذنوب الکبیرة کلها على مستوى واحد من القبح و الشناعة و إن اشترکت فی العنوان. و من هنا لایمکن القول بان ما صدر منکما یقع فی مستوى واحد، فمن صدر منه الذنب خطأ او غفلة أو زلت به قدمه لغفلة ما لا یتساوى مع ذلک الشخص الذی یعرف قبح الذنب و شناعته و یعرف ان ما یقوم به ذنب ومع ذلک یقترفه و یصر علیه و...! فمن الطبیعی أن یکون ذنبه أشد قبحاً.
2. لما کان الذنب یعد تمردا على الاوامر الالهیة و إعراضا عنها، فلا ریب انه من هذه الزاویة (زاویة کونه تمردا و عنادا و معصیة لأوامر و نواهی المنعم المتفضل) یکون کبیرة و إن کان فی حد نفسه صغیرا. من هنا ینبغی للانسان المؤمن أن یراعی حرمة الله تعالى و ساحته المقدسة و الا یتجاوز الخطوط التی رسمها الله حتى اذا کانت بمستوى الذنوب الصغیرة.
3. الکل منا یعلم ان الذنب الذی یعقبة عودة الى الذات و التفات الى شناعة الفعل و الندم على ما بدر من معصیة و الأوبة الى الله تعالى و التوبة من الذنب، لاریب انه و انطلاقا من الوعد الالهی لا یعد ذا أثر قطعا و ان الله تعالى غفار الذنوب، و هذا المعنى أکدته الکثیر من الآیات و الروایات کقوله تعالى: "وَ هُوَ الَّذی یَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبادِهِ وَ یَعْفُوا عَنِ السَّیِّئاتِ وَ یَعْلَمُ ما تَفْعَلُون".[1] بل الاکثر من ذلک ان الله تعالى یحب التوابین " إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ التَّوَّابینَ وَ یُحِبُّ الْمُتَطَهِّرین".[2] بل انه سبحانه و بفضله و رحمته یبدل السیئات بالحسنات " إِلاَّ مَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِکَ یُبَدِّلُ اللَّهُ سَیِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَ کانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحیما".[3]
4. و الجدیر بالذکر أن اقتراف شخص للذنب لایعد مبررا لیقع الآخر فی الذنوب و المعاصی. و من هنا کان علیک ان تخبری زوجک بان اقترافک الذنب لا یسقط عنه المسؤولیة و لا یبرر له الوقوع فی المعصة، خاصة مع توبتک و ندمک على ما بدر منک. ثم ان الزوجین اللذین یریدان ان یعیشا تحت سقف واحد الى نهایة العمر لابد ان یسعى کل واحد منها لتعزیز شخصیة الآخر و خلق حالة من التکامل لدیه و تسدیده الى الطریق الصحیح، لا ان یحصى احدهما على الآخر زلاته و اخطاءه التی وقع فیها، فان هذا بعید عن روح التعاون الاسری و الاخلاقی و لا یخدم مصلحة الاسرة، اضافة الى افتقاده للمبرر الشرعی.
5. على الجمیع ان یهتدی بکلام رسول الله (ص) و یجعله المصباح الذی یستنیر به و الرایة التی یسیر خلفها، فی جمیع میادین الحیاة و منها قوله (ص): "... طُوبَى لِمَنْ شَغَلَهُ خَوْفُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ خَوْفِ النَّاسِ طُوبَى لِمَنْ مَنَعَهُ عَیْبُهُ عَنْ عُیُوبِ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ إِخْوَانِه...".[4]