بحث متقدم
الزيارة
7559
محدثة عن: 2012/04/17
خلاصة السؤال
ورد في القرآن الكريم وصف الرزق بالحلال و الطيب، ما الفرق بينهما؟
السؤال
ورد في القرآن الكريم وصف الرزق بالحلال و الطيب، ما الفرق بينهما؟
الجواب الإجمالي

مفردة "الطيب" تطلق في صحاح اللغة[1] على خلاف الخبيث. و قال صاحب لسان العرب: الطِّيبُ على بناء فِعْل والطَّيِّب نعت وفي الصحاح الطَّيِّبُ خلاف الخَبيث قال ابن بري: الأَمر كما ذكر، إِلا أَنه قد تتسع معانيه فيقال: أَرضٌ طَيِّبة للتي تَصْلُح للنبات ورِيحٌ طَيِّبَةٌ إِذا كانت لَيِّنةً ليست بشديدة وطُعْمة طَيِّبة إِذا كانت حلالاً وامرأَةٌ طَيِّبة إِذا كانت حَصاناً عفيفةً ومنه قوله تعالى "الطيباتُ للطَّيِّبين".[2]

و ذهب صاحب قاموس القرآن الى القول بان كلمة الطيب تعني ملائمة الطبع، و نقل عن الراغب الاصفهاني أنه قال: وأصل الطيب ما تستلذه الحواس وما تستلذه النفس؛ لانه اذا طاب الشيء مالت النفس اليه. و في الختام اشار الى بعض الآيات التي توضح المراد من المعنى، كقوله تعالى " يا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلالًا طَيِّباً وَ لا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ".[3]

ثم قال صاحب قاموس القرآن: يجوز الاكل بشرطين: كونه حلالا لا حق للآخرين فيه، و ميل النفس اليه و عدم تنفرها منه كالقاذورات و....

فاذا كان المراد من الحلال، الحلال الشرعي فلابد من الرجوع الى الآيات و الروايات لمعرفة كافة شروطه، و الا فالحلال ما لم يكن للآخرين حق فيه و لا يزاحم حقوق الناس، و متابعة الشيطان تعني – ظاهراً- التجاوز و الميل من الحلال و الطيب. و يستفاد من الآية الكريمة أن كل ما لذ و مالت اليه النفس و لم يكن للآخرين حق فيه فاكله جائز[4]. و لكن التحديد الشرعي للحلال يقوم على اساس النصوص الشرعية فما أباحه الشرع جاز و ما حرمه لم يجز حتى مع التذاذ النفس به.

من هنا قال صاحب القاموس: و المراد من الطيبات و الخبائث في الآية الكريمة، الطيبات و الخبائث الواقعية، و لا يكون الملاك فيها رأي الناس فقط؛ فما يحرم شرعا إنما حرمته بسبب خبثه الواقعي و ان كان العرف لا يعده من الخبائث؛ كالزنا و عدم التعفف فقد ينظر اليهما البعض نظرة ايجابية لا تنطوي على شيء من الخبائث!! و كذلك الذبائح التي لا تتوفر على شروط التذكية الشرعية و تناول الحشرات و الديدان و... التي لا تعد لدى الكثير من الناس من الخبائث؛ و لكنها لما كانت من الخبائث الواقعية من هنا حرمها الشرع و منع من الاقتراب منها، و بهذا رسم الشارع المقدس الطريق أمام الانسان لمعرفة الخبائث الواقعية التي لا مجال لمعرفتها الا من خلال الشرع.[5]

 


[1] الجوهري، اسماعیل بن حماد، الصحاح، ج 1 ص 173، دار العلم، بیروت، 1410 ق.

[2] ابن منظور، لسان العرب، ج 1 ص 563، دار صادر، بیروت، 1414 ق.

[3] البقرة، 168.

[4] : القرشي، سید علي اکبر، قاموس قرآن، ج 4، ص 257- ص 261، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1371 ش.

[5] انظر:نفس المصدر.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • متى یحین وقت الخمس لمن تاخر فی استلام اجرة عمله؟
    5375 الحقوق والاحکام 2008/09/21
    حصلنا علی أجوبة من مکاتب المراجع حول هذا السؤال، نعرضها أمامکم:حضرة آیة الله العظمی السیسانی (مدظله):نعم یجب علیه دفع خمسها فوراً.حضرة آیة الله العظمی الخامنئی (مدظله):یعتبر ذلک من أباح سنة القبض، فاذا صرفه فی سنة القبض علی مؤونته فلا خمس علیه.حضرة آیة الله العظمی مکارم الشیرازی ...
  • هل یوجد دعاء لمغفرة الناس عوضا عن تضییع حقوقهم؟
    1200 العملیة 2022/04/06
    ان الحقوق التي تجب على الانسان مراعاتها نوعان: النوع الاول الحقوق الإلهية، وطريق التعويض عنها هو تدارک ما اتلفه الشخص والتوبة. النوع الثاني هو حقوق الناس، وفي هذه الحالة يجب تحصیل رضاهم قدر الإمكان، وفي حالة عدم امکان الوصول إليهم أو الفساد الذي ينشأ من خلال اعلامهم بذلک ...
  • کیف یتطهر الانسان من الذنب؟
    7815 العملیة 2008/07/22
    سبل الغفران عن الذنوب و العفو عنها متعددة و نشیر فیما یلی الیها:1. التوبة و الرجوع الى الله مع مراعاة الشروط.2. الالتزام بالاعمال الصالحة فوق العادة التی توجب تکفیر الاعمال السیئة.3. اجتناب الذنوب "الکبیرة"  یوجب غفران الذنوب "الصغیرة".4. تحمّل متاعب و مصائب الدنیا و صعوبات البرزخ و المنازل الاولى ...
  • الرجاء إعطاء إیضاح بخصوص أسماء الله تعالى و کذلک بیان معانی و مفاهیم کل واحد منها؟
    4670 النظری 2010/09/19
    جاء فی القرآن الکریم: «و لله الأسماء الحسنى فادعوه بها و ذروا الذین یلحدون فی أسمائه»[1] إن لله تعالى أسماءً و صفات کثیرة، و قد ورد عدد کبیر منها فی دعاء الجوشن الکبیر. کما أن جمیع أسماء الله تدل على معانٍ ...
  • ما هو الفرق بین العقل (المدبر) و القلب (الإیمان و العشق).
    10205 النظری 2007/05/23
    توجد قوتان عظیمتان فی ترکیب الإنسان (العقل و العشق) و لکل واحدة من هذه القوى دور کبیر و فعال فی حیاة الإنسان، فالعقل مثله کالمصباح الشدید النور الذی یشع بنوره لیکشف الانحناءات و الانعطافات التی توجد فی الطریق الذی یسلکه الإنسان فی حیاته و هو بمثابة الآلة الحاسبة حیث یهتم ...
  • هل کان ارسطو من الانبیاء الالهیین؟
    5972 تاريخ بزرگان 2008/07/20
    ولد ارسطو الفیلسوف الغیزیاوی و العالم الیونانی الکبیر عام 384 ق. م فی استاگیرا الواقعة فی شمال الیونان. و کان ابوه نیکو ماخوس طبیباً فی بلاط ملک مقدونیة. و قد رحل ارسطو فی سن السابعة عشرة الی أثینا لتحصیل العلم و أصبح فی سنة 368 ق . م عضوا فی ...
  • ما حکم سمک الحفش؟
    6768 انواع ماهیان 2012/05/19
    من یقلّد مرجعاً کالإمام الخمیني (ره)، و شکّ بأن لسمک الکافیار حراشف (القشور = الصدف) أولاً، یمکنه أکله. و إذا کان یقلّد مرجعاً لا یُجوّز أکله، فلا إشکال في بیعه و شرائه لاستعماله في غیر الأکل. إذن یجب علی کل فرد العمل طبقاً لمرجع تقلیده في هذه ...
  • لماذا لم یشرع القرآن الزواج الموقت للذین لا یستطیعون الزواج الدائم؟
    5386 التفسیر 2009/07/09
    یجب ان نفسّر آیات القرآن معاً و الی جنب بعضها البعض لأن بعض الآیات تفسّر البعض الآخر. و فی هذه الآیة أمر بالتعفف للذین لا یتمکنون من أی نوع من الزواج (الدائم و الموقت) و لیس هذا دلیلاً علی عدم جواز الزواج الموقت، لأن الآیة 24 من سورة النساء واردة ...
  • هل یجوز لی إجراء عقد المحرمیة مع إمرأة أخرى قبل أن أغیّر جنسی الى الذکر؟
    5041 التفسیر 2010/12/21
    صحیح أن الفحصوصات المختبریة أثبتت التوجه و المیل الذکوری لدیک، و لکنک ما زلتی فی نظر الشرع أمراةً. لان الملاک فی التمییز بین الجنسین لدى الفقهاء بل وحتى لدى الطب نوع الآلة التناسلیة.و على هذا الاساس لا یعد مجرد المیل و الانجذاب للجنس ...
  • ما هو اسم النساء الاربع المصطفیات و ما اسم آبائهن؟
    9147 تاريخ بزرگان 2008/07/20
    لقد وجد عبر التاریخ الطویل للبشریة و فی ضمن قائمة الاولیاء و الصلحاء نساء مضحیات بسخاء فی طریق التوحید و الاهداف الالهیة و بقیت اسماؤهن لامعة دوماً علی جبین تاریخ البشریة. غیر أنا نجد الترکیز فی المصادر الاسلامیة و الروایات علی أسماء اربع نساء عظام عالیات المقام و اعتبار هن ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    276299 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    241118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    123075 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    109265 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    86132 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    56935 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    55313 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    53536 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    45429 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    44041 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...