Please Wait
5722
کان النبي الاکرم (ص) یستشیر اصحابه عملاً بالامر الالهي في الآیة المباركة: (وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلين)[1].
و یقول الامام الرضا (ع) في هذا المجال: "إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) كَانَ يَسْتَشِيرُ أَصْحَابَهُ ثُمَّ يَعْزِمُ عَلَى مَا يُرِيدُ"[2]. و من نماذج استشارة النبي (ص) للناس ما یلي:
- ورد في المصادر التاریخیة في واقعة بدر أنه حینما عسکر النبي الاکرم (ص) خلف البئر في منطقة بدر قال له الحباب بن المنذر: يا رسول اللَّهِ، فإِنَّ هذا ليسَ بمنزل، فانهضْ بالنَّاس حتَّى نأتيَ أَدنى ماءٍ من القوم، فننزلهُ، ثمَّ نُغَوِّرُ ما وراءهُ منْ القلب، ثمَّ نبني عليه حوضًا فنملؤُهُ ماءً، ثمَّ نقاتلُ القومَ، فنشربُ ولا يشربُونَ، فقال رسول اللَّهِ: لقدْ أَشرتَ بالرَّأي. فنهضَ رسول اللَّهِ و منْ معهُ من النَّاسِ، فسار حتَّى إذا أَتى أَدنى ماءٍ منْ القومِ نزلَ عليهِ، ثمَّ أَمر بالقلبِ فَغُوِّرَتْ، و بنى حوضًا على القليبِ الَّذي نزلَ عليه، فملِئَ ماءً، ثُمَّ قذفُوا فيه الآنيَةَ[3].
- خرج النبي مع مجموعة من اصحابه من المدینة قاصداً مکة، و ارسل رجلاً لیستکشف له خبر مشرکي قریش. و بعد مدة جاءه ذلک الرجل بخبر مفاده ان قریشاً تنوي منعه من سفر العمرة. فقال النبي (ص) اشیروا علي أیها الناس.فقام أبو بکر و قا:ل یا رسول الله لقد خرجنا من المدینة لزیارة بیت الله و لا نرید أن نسفک دم أحد. فلنتوجه الی بیت الله، فان منعونا قاتلناهم. فقال النبی (ص): امضوا علی اسم الله...[4].
حین نزلت الآیة الکریمة(يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً ذلِكَ خَيْرٌ لَكُمْ وَ أَطْهَرُ فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحيم)[5] استشار النبي (ص) أمیر المؤمنین علیاً (ع) حول تعیین مقدار الصدقة الذي لم تعینه الآیة.[6]
- و کذلک اعتبر النبي الاکرم (ص) في معرکة احد- و کما ورد في السؤال- ان رأي الاکثریة هو الحاسم للامر، و رجح الخروج من المدینة علی التحصن بها و المقاومة في داخل المدینة.[7]
- كذلك استشار النبي الاکرم (ص) سلمان الفارسي ایضاً في بعض الغزوات کغزوة الخندق و عمل بمشورته.[8]
[1] آل عمران: 159.
[2] الشیخ الحر العاملي، وسائل الشیعة، ج12، ص44، مؤسسة آل البیت علیهم السلام، قم، الطبعة الاولی، 1409ق.
[3] ابن هشام، السیرة النبویة، تحقیق: السقا، مصطفی، الابیاري، ابراهیم، شلبي، عبد الحفیظ، ج1، ص620، دار المعرفة، بیروت.
[4] ابن کثیر، ابو الفداء، اسماعیل بن عمر، البدایة والنهایة، ج4، ص173، دار الفکر، بیروت، 1407ق.
[5] المجادلة: الآیة:12.
[6] الحسکاني، عبید الله بن عبد الله، شواهد التنزیل لقواعد التفضیل، تحقیق و تصحیح: المحمودي، محمد باقر، ج2، ص315، وزارة الثقافة والارشاد الاسلامي، مجمع احیاء الثقافة الاسلامیة، طهران، الطبعة الاولی، 1411ق.
[7] الطبرسي، الفضل بن الحسن، اعلام الوری باعلام الهدی، ج1، ص176، مؤسسة ال البیت (ع)، قم، الطبعة الاولی، 1417ق، السبحاني، جعفر، الرحلة الابدیة ( دراسة و تحلیل کامل لسیرة النبي الاکرم صلی اله علیه واله وسلم)، ص531، بستان الکتب، قم، الطبعة الاولی
[8] ابن اثير، عز الدين بن الأثير أبو الحسن على بن محمد الجزري (م 630)، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج2، ص269 بيروت، دار الفكر، 1409/1989.