بحث متقدم
الزيارة
7834
محدثة عن: 2009/07/07
خلاصة السؤال
هل ان الزوج و الزوجة المؤمنین یعیشان معاً بعد الموت؟
السؤال
هل یمکن أن یعیش الزوج و الزوجة معاً بعد الموت؟ و إذا کان ذلک ممکناً فما هی تفاصیل ذلک و شروطه؟
الجواب الإجمالي

ان تفاصیل کیفیة حیاة الإنسان فی الآخرة لیست واضحة بشکل تام الا للمعصومین(ع) و مع هذا فإن العلاقة الزوجیة بین الرجل و المرأة و التزامهما ترتبط بعالم الدنیا، فلیست النساء المؤمنات مجبرات علی أن یعشن فی الآخرة أیضاً مع أزواجهن فی الدنیا، نعم إذا کن راغبات فی ذلک یمکنهن أن یعشن معهم. و کذلک النساء اللواتی لم یکنّ قد تزوجّن فی هذه الدنیا أو النساء اللواتی کان أزواجهن غیر صالحین و من أهل جهنم، مثل آسیة زوجة فرعون فإن الجنة تتوفر فیها کل أنواع اللذائذ و منها الأزواج من الصالحین.

الجواب التفصيلي

ورد فی الآیات و الروایات موارد قلیلة جدّاً حول کیفیة الحیاة فی الآخرة، فتفاصیل حیاة الإنسان بعد الموت فی الآخرة غیر واضحة بشکل تام الا للمعصومین(ع). لکن المسلّم به ان علاقة الزوجیة بین الرجل و المرأة و التزامهما ترتبط بعالم الدنیا، فالنساء اللواتی کان لهن فی الدنیا أزواج، غیر ملزمات بالعیش فی الآخرة مع نفس ذلک الشخص أیضاً، لأن عقد الزوجیة یتعلق بهذه الحیاة الدنیویة، و فی الآخرة کل إنسان مرهون بعمله و هو مسؤول عن أعماله و ان ورد فی بعض الروایات انه "ان الله یجعل النساء المؤمنات فی الآخرة بصورة الحور العین و یعشن فی الجنة مع أزواجهن الصالحین".[1] و لکن لیس معنی هذا ان تکون النساء المؤمنات مجبرات علی العیش فی الآخرة أیضاً مع أزواجهن فی الدنیا. نعم إذا کن راغبات فی ذلک یمکنهن أن یعشن معهم. و کذلک ورد فی تفسیر مجمع البیان: قیل هن الحور العین و قیل هن من نساء الدنیا، قال الحسن(ع):" هن عجائزکم الغمص الروص العمش، طهرن من قذارات الدنیا".[2]

و اما النساء اللاتی لم یتزوجن فی هذه الدنیا أو النساء اللاتی یکون أزواجهن من أهل جهنم مثل آسیة زوجة فرعون ، فإن الجنة تتوفّر فیها کل أنواع اللذائذ و منها الأزواج الصالحون، حیث ورد فی القرآن الکریم:"و فیها ما تشتهیه الأنفس و تلذ الأعین و أنتم فیها خالدون"[3] هذه الآیة شاملة لجمیع أنواع اللذائذ. و منها الأزواج الصالحون، و صرّحت آیة أخری بخصوص الأزواج فی الجنة فقالت "و لهم فیها أزواج مطهرة و هم فیها خالدون".[4]  و یفهم من مجموع هذه الآیات ان نساء الجنة کرجالها یتمتّعون بکل أنواع اللذاّت التی یرغبون فیها، و منها لذة الحیاة مع زوج صالح مریح.

و قد ذکر القرآن الکریم فی بعض آیاته ان "الحور العین" هم الأزواج فی الجنة حیث یقول:"و زوّجناهم بحور عین"[5] و هذه الآیات تشمل النساء و الرجال من أهل الجنة، و ذلک لانه لیس هناک أی دلیل علی اختصاص هذا الوعد الإلهی بالرجال، و خصوصاً إذا دقّقنا فی کلمة "الحور" و کلمة "العین" و معناها اللغوی فإنه سیتضح ان نعمة الحور العین لا تختص بالرجال بل ستشمل النساء أیضاً.

بطبیعة الحال ان هذا لایعنی المنع من الالحاق بل وکما یقول المفسرون: ‏

آیات القرآن الکریم تصرّح انّ من بین اهل الجنّة آباؤهم و أزواجهم و أبناؤهم الصالحون، و هذا انّما هو لإتمام النعمة علیهم، و کی لا یشعروا بفراق احبّائهم، و بما انّ تلک الدار متکاملة و کلّ شی‏ء یتجدّد فیها، فإنّ أصحابها یدخلون فیها بوجوه جدیدة و اکثر محبّة و الفة. المحبّة التی تضاعف من نعم الجنّة لهم.

لا شکّ انّ الآیة أعلاه اشارت الى الآباء و الأزواج و الأبناء،[6] و لکن فی الواقع کلّ الأقرباء سیجتمعون هناک، لانّه من غیر الممکن وجود الأبناء و الآباء بدون إخوانهم و أخواتهم .. و حتّى جمیع اقربائهم، فالأب الصالح یلحق به ابناؤه و اخوته، و على هذا الأساس یکون حضور الأقرباء معهم بشکل طبیعی.[7]



[1] السیوطی، الدر المنثور، ج 7، ص 633.

[2] مجمع البیان فی تفسیر القرآن، ج1، ص 163.

[3] الزخرف، 71.

[4] البقرة، 25.

[5] الطور، 20.

[6] رعد، 23.

[7] الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏7، ص: 395.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...