Please Wait
7797
ان تفاصیل کیفیة حیاة الإنسان فی الآخرة لیست واضحة بشکل تام الا للمعصومین(ع) و مع هذا فإن العلاقة الزوجیة بین الرجل و المرأة و التزامهما ترتبط بعالم الدنیا، فلیست النساء المؤمنات مجبرات علی أن یعشن فی الآخرة أیضاً مع أزواجهن فی الدنیا، نعم إذا کن راغبات فی ذلک یمکنهن أن یعشن معهم. و کذلک النساء اللواتی لم یکنّ قد تزوجّن فی هذه الدنیا أو النساء اللواتی کان أزواجهن غیر صالحین و من أهل جهنم، مثل آسیة زوجة فرعون فإن الجنة تتوفر فیها کل أنواع اللذائذ و منها الأزواج من الصالحین.
ورد فی الآیات و الروایات موارد قلیلة جدّاً حول کیفیة الحیاة فی الآخرة، فتفاصیل حیاة الإنسان بعد الموت فی الآخرة غیر واضحة بشکل تام الا للمعصومین(ع). لکن المسلّم به ان علاقة الزوجیة بین الرجل و المرأة و التزامهما ترتبط بعالم الدنیا، فالنساء اللواتی کان لهن فی الدنیا أزواج، غیر ملزمات بالعیش فی الآخرة مع نفس ذلک الشخص أیضاً، لأن عقد الزوجیة یتعلق بهذه الحیاة الدنیویة، و فی الآخرة کل إنسان مرهون بعمله و هو مسؤول عن أعماله و ان ورد فی بعض الروایات انه "ان الله یجعل النساء المؤمنات فی الآخرة بصورة الحور العین و یعشن فی الجنة مع أزواجهن الصالحین".[1] و لکن لیس معنی هذا ان تکون النساء المؤمنات مجبرات علی العیش فی الآخرة أیضاً مع أزواجهن فی الدنیا. نعم إذا کن راغبات فی ذلک یمکنهن أن یعشن معهم. و کذلک ورد فی تفسیر مجمع البیان: قیل هن الحور العین و قیل هن من نساء الدنیا، قال الحسن(ع):" هن عجائزکم الغمص الروص العمش، طهرن من قذارات الدنیا".[2]
و اما النساء اللاتی لم یتزوجن فی هذه الدنیا أو النساء اللاتی یکون أزواجهن من أهل جهنم مثل آسیة زوجة فرعون ، فإن الجنة تتوفّر فیها کل أنواع اللذائذ و منها الأزواج الصالحون، حیث ورد فی القرآن الکریم:"و فیها ما تشتهیه الأنفس و تلذ الأعین و أنتم فیها خالدون"[3] هذه الآیة شاملة لجمیع أنواع اللذائذ. و منها الأزواج الصالحون، و صرّحت آیة أخری بخصوص الأزواج فی الجنة فقالت "و لهم فیها أزواج مطهرة و هم فیها خالدون".[4] و یفهم من مجموع هذه الآیات ان نساء الجنة کرجالها یتمتّعون بکل أنواع اللذاّت التی یرغبون فیها، و منها لذة الحیاة مع زوج صالح مریح.
و قد ذکر القرآن الکریم فی بعض آیاته ان "الحور العین" هم الأزواج فی الجنة حیث یقول:"و زوّجناهم بحور عین"[5] و هذه الآیات تشمل النساء و الرجال من أهل الجنة، و ذلک لانه لیس هناک أی دلیل علی اختصاص هذا الوعد الإلهی بالرجال، و خصوصاً إذا دقّقنا فی کلمة "الحور" و کلمة "العین" و معناها اللغوی فإنه سیتضح ان نعمة الحور العین لا تختص بالرجال بل ستشمل النساء أیضاً.
بطبیعة الحال ان هذا لایعنی المنع من الالحاق بل وکما یقول المفسرون:
آیات القرآن الکریم تصرّح انّ من بین اهل الجنّة آباؤهم و أزواجهم و أبناؤهم الصالحون، و هذا انّما هو لإتمام النعمة علیهم، و کی لا یشعروا بفراق احبّائهم، و بما انّ تلک الدار متکاملة و کلّ شیء یتجدّد فیها، فإنّ أصحابها یدخلون فیها بوجوه جدیدة و اکثر محبّة و الفة. المحبّة التی تضاعف من نعم الجنّة لهم.
لا شکّ انّ الآیة أعلاه اشارت الى الآباء و الأزواج و الأبناء،[6] و لکن فی الواقع کلّ الأقرباء سیجتمعون هناک، لانّه من غیر الممکن وجود الأبناء و الآباء بدون إخوانهم و أخواتهم .. و حتّى جمیع اقربائهم، فالأب الصالح یلحق به ابناؤه و اخوته، و على هذا الأساس یکون حضور الأقرباء معهم بشکل طبیعی.[7]