بحث متقدم
الزيارة
5954
محدثة عن: 2011/09/06
خلاصة السؤال
ما مفهوم عبارات « الاحتیاط الواجب و الاحتیاط المستحب و الإقرب و الإقوی»؟
السؤال
ما مفهوم عبارات « الاحتیاط الواجب و الاحتیاط المستحب و الإقرب و الإقوی»؟
الجواب الإجمالي

یجب أولاً تبیین معنی کلمات الواجب و المستحب و الاحتیاط حتی یتضح معنی الاحتیاط الواجب و الاحتیاط المستحب.

الواجب: یطلق مصطلح الواجب على الفعل الذی یجب فعله و لایرضى المولى بترکه.

المستحب: یطلق مصطلح المستحب على الفعل الذی یحث الشارع على فعل من دون الزام بالفعل حیث یجوز للمکلف ترکه.

الاحتیاط: تارة یُقال أنه یجب علی الملکّف إما تقلید الأعلم أو الاحتیاط، و المراد من هذا الاحتیاط هو، رعایة کل الاحتمالات الفقهیة بحیث یطمئن المکلّف معها من أداء ما علیه من واجب. [1]

لکن إذا کتب المجتهد فی رسالته: الأحوط کذا. فحینئذ یقصدأن وجوب هذا العمل أو ترکه من باب الاحتیاط، [2] و تارة یصرح بأن استحباب القیام بفعل أو ترکه من باب الاحتیاط. فالاحتیاط الأول (الصیغة الاولی) احتیاط واجب، و الثانی احتیاط مستحب.

بعد هذه التوضیحات نقول:

إذا لم یکن لمرجع التقلید فی مسألة ما فتوی أی (رأی فقهی صریح) –لسبب أو لآخر- و أفتی بالاحتیاط، فهذا الاحتیاط یکون واجباً، فالمکلّف عندئذٍ لا یُمکنه ترک العمل بهذا الاحتیاط (بعلة إنها احتیاط) بل یجب علیه، أما العمل بهذا الاحتیاط أو أن یرجع فی هذه المسألة لمرجع تقلید آخر (مع رعایة الأعلم فالأعلم)[3] عنده فتوی صریحه فی هذه المسألة و یعمل علی رأیه.

أما إذا بیّن مرجع التقلید فتواه فی مسألة ما أولاً ثم احتاط فیها، یکون الاحتیاط هنا مستحباً، و عندها یجوز ترک العمل الاحتیاطی و إن کان العمل به مستحباً. لذلک ففی الاحتیاط الواجب یکون المکلّف مخیّرا بین العمل بالاحتیاط و فقا لمرجعه أو الرجوع الی رأی مرجع آخر، أما فی الاحتیاط المستحب یکون المقلّد مخیّراً بین العمل بهذا الاحتیاط أو العمل بفتوی مرجعه السابقة أو اللاحقة لهذا الاحتیاط. [4]

و للتمییر بین الاحتیاط الواجب و المستحب نشیر الى الضابطة التی ذکرها الامام الخمینی (قدس) فی هذا المجال حیث قال:

الاحتیاط المطلق فی مقام الفتوى من غیر سبق فتوى على خلافه أو لحوقها کذلک لا یجوز ترکه، بل یجب إما العمل بالاحتیاط أو الرجوع إلى الغیر الأعلم فالأعلم[5]، و أما إذا کان الاحتیاط فی الرسائل العملیة مسبوقا بالفتوى على خلافه کما لو قال بعد الفتوى فی المسألة: و إن کان الأحوط کذا، أو ملحوقا بالفتوى على خلافه کأن یقول: الأحوط کذا و إن کان الحکم کذا أو و إن کان الأقوى کذا، أو کان مقرونا بما یظهر منه الاستحباب کأن یقول: الأولى و الأحوط کذا جاز فی الموارد الثلاثة ترک الاحتیاط.[6]

أما الأقوی و الأقرب، فهما بحکم الفتوی و المقلد لا یحق له الرجوع للمجتهد الآخر، بل یجب علیه العمل برأی مجتهده. [7]



[1]  توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج1، ص27، م3.

[2]  توضیح المسائل المحشی للإمام الخمینی، ج1، ص34، م48.

[3]  هذه کلمتان من إسم التفضیل من مادة –علم-، و أکثر استعمال هذا الاصطلاح فی المورد الذی یفتی فیه مرجع التقلید بالاحتیاط الواجب فی مسألة ما، و المراد منه ان المقلّد یُمکنه الرجوع الی فتوی مجتهد آخر –علمه أقل من علم مرجعه و أکثر من علم باقی المراجع- و العمل بها، و إذا کان المرجع الثانی أیضاً یفتی بالاحتیاط الواجب فی نفس المسألة، یُمکنه الرجوع الی الثالث الذی أیضاً –علمه أقل من علم المرجع الثانی و أکثر من باقی المراجع- و هکذا.

[4]  مقتبس من جواب السؤال رقم 527 (الموقع: 5730).

[5]  هذا هو الاحتیاط الواجب.

[6]   تحریر الوسیلة، ج‏1، ص: 11، المسالة 34.

[7]  التبریزی، الشیخ جواد، صراط النجاة، ج5، ص365؛ العاملی، یاسین عیسی، الاصطلاحات الفقهیة فی الرسائل العملیة، ص156.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280273 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258850 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129648 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115694 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89575 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61076 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60380 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57382 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51659 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47724 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...