بحث متقدم
الزيارة
5614
محدثة عن: 2013/01/15
خلاصة السؤال
أرید رداً شافیاً وافیاً و بشکل ما قلّ و دلّ عن صحة هذه المرویّات جزاکم الله تعالى خیراً، لأن هذا الکلام یمس شخص أمیر المؤمنین (ع) بشکل محزن و هناک الکثیر ممن یصدقون هذه الأقاویل. فقد روی أن النبی (ص) جاء إلى بیت علی و فاطمة لیوقظهم لصلاة اللیل فقال لهم: یا علی الصلاة الصلاة ألا تصلیان!!، فقال علی (ع): أنفسنا بید الله إنشاء بعثها و إنشاء أمسکها، فضرب النبی (ص) على فخذه و قال: و کان الإنسان أکثر شئ جدلا.!!
السؤال
أرید رداً شافیاً وافیاً و بشکل ما قلّ و دلّ عن صحة هذه المرویّات جزاکم الله تعالى خیراً، لأن هذا الکلام یمس شخص أمیر المؤمنین (ع) بشکل محزن و هناک الکثیر ممن یصدقون هذه الأقاویل. فقد روی أن النبی (ص) جاء إلى بیت علی و فاطمة لیوقظهم لصلاة اللیل فقال لهم: یا علی الصلاة الصلاة ألا تصلیان!!، فقال علی (ع): أنفسنا بید الله إنشاء بعثها و إنشاء أمسکها، فضرب النبی (ص) على فخذه و قال: و کان الإنسان أکثر شئ جدلا.!!
الجواب الإجمالي
لم یرد هذا الحدیث إلّا فی المصادر السنیة، کصحیح البخاری[1] فی باب فضیلة صلاة اللیل و الإهتمام بها، و لم یذکر فی أیّ من المصادر الشیعیة، فمن هنا لا یکون لهذا الحدیث إعتبار لا زم حسب المبانی العقائدیة و الکلامیة للشیعة.
مع هذا هناک عدة ملاحظات ترد على مفهوم الحدیث جدیرة بالإهتمام:
1ـ نظراً إلى تردد النبی الأکرم (ص) المستمر إلى بیت إبنته السیدة الزهراء (س) و حیث أن الإمام علیا (ع) و أولاده أیضاً هم الرواة لهذه الحادثة، و على ضوء القرائن المحیطة بالحادثة یظهر أن هذه الروایة بصدد بیان مزاح من الطرفین أی من قبل النبی (ص) و الإمام علی (ع) بالأخص جواب النبی (ص) و عمله، حیث یشیران إلى تعجبه (ص)، و من هنا نجد أکثر شروح أهل السنة للحدیث تفسر عبارة "فضرب النبی (ص) على فخذه" تعجب النبی (ص) من سرعة جواب الإمام علی[2]، کما حمل البعض فعل النبی (ص) هذا على تأسفه و على هذا الأساس أعلنوا إمکان ضرب الشخص لبدنه حین التأسف! و هذا الإستدلال إدعاء فحسب لا یمکن إثباته.
2ـ هذا الحدیث ورد بشأن صلاة اللیل التی هی صلاة مستحبة، لذا فعلى فرض صحة الروایة و جدّیة کلام الإمام علی (ع) لا تمس هذه الروایة مقامه الشریف بسوء عند أهل السنة، فشارحوا هذا الحدیث من أبناء السنة إعتبروا هذه الروایة دلیلاً على فضیلة الإمام علی (ع) حیث قدّم مصلحة نشر العلم على منفعته الشخصیة، و أنه روى کل هذه الحادثة من دون أیّ نقص و حذف أو تحریف و تغییر.[3] بید أنه ـ کما بینا ـ نحن لا نقبل یحمل کلام النبی (ص) على الجدّیة على فرض قبولنا للحدیث.
3ـ على فرض صحة الروایة، لم تزل هذه الحادثة فی دفاع عن المدرسة الکلامیة للشیعة الإمامیة فی مقابل ثقافة التیار الجبری، فالنبی هنا لم یظهر اسفه إلّا على النزعة الجبریة المرتفعة من ظاهر کلام الإمام علی (ع). بالأخص و إن من رواة هذا الحدیث الإمام السجاد (ع) الذی ما برح یقاوم بنی أمیة الذین إستغلوا حربة التیار الجبری للوصول إلى أهدافهم، و لعله (ع) أراد بنقل هذه الروایة أن یتحدّى ثقافة التیار الجبری الحاکم على ذلک العصر.
 

[1]  البخاری الجعفی، محمد بن إسماعیل أبو عبد الله، الجامع الصحیح المختصر، ج 1، ص 379، ح 1075، دار إبن کثیر، الیمامة ـ بیروت، الطبعة الثالثة، 1407 ق.
[2]  النووی، أبو زکریا یحیى بن شرف بن مری، المنهاج شرح صحیح مسلم بن الحجاج، ج 3، ص 126، دار إحیاء التراث العربی، بیروت، الطبعة الثانیة، 1392 ق، العسقلانی، أحمد بن علی بن حجر أبو الفضل، فتح الباری فی شرح صحیح البخاری، ج 4، ص 106، دار المعرفة، بیروت، 1379 ق.
[3]  فتح الباری، نفس المصدر، عمدة القاری، نفس المصدر.
 
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما هو المصدر الرئيسي للإيمان؟ الشرع أم العقل؟
    2684 الحدیث 2021/08/29
    انّ المصدر الأساسي للإيمان هو العقل البشري. أي لأن الإنسان لدیه عقل يجب أن يؤمن. يقول الإمام علي(ع) في هذا الصدد: هبط جبرئيل‏ على‏ آدم (ع) فقال: يا آدم امرت أن أخيّرك واحدة من ثلاث فأختر واحدة ودع اثنتين، فقال له آدم: وما الثّلاث يا جبرئيل؟ فقال: العقل، ...
  • هل یجوز للرجال الاستماع الی ترجیع المرأة؟
    6090 الفلسفة الاحکام والحقوق 2010/11/09
    کما أشرمتم فإن بین المرأة و الرجل فروقاً کثیرة من ناحیة الخلقة، و لذلک فقد وضعت إحکام مختلفة لکل منهما. یقول سماحة آیة الله السید الخامنئی فی جواب السؤال التالی:س: هل یجوز للمرأة أن تقرأ مجالس العزاء، مع علمها بأنّ الأجانب ...
  • ما حکم الزواج مع الرجل المتزوج رغما على کراهة زوجه الأولى علما أن الامر قد یؤدی إلى الانتحار أو الطلاق؟
    5476 العملیة 2011/03/03
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • هل یمکن للجنب أن یدخل المسجد و یبقی فیه بالتیمم بدلاً من غسل الجنابة؟
    5121 الحقوق والاحکام 2008/07/20
    الشخص المجنب الذی وظیفته التیمم بدلاً من غسل الجنابة یمکنه دخول المسجد للاشتراک فی صلاة الجماعة او سماع الموعظة بالتیمم بدلاً من غسل الجنابة. یقول الامام الخمینی (ره) فی جواب سؤال بهذا الخصوص: یجوز ترتیب جمیع الآثار الشرعیة للغسل، علی التیم بدلاً من الغسل، الا ان یکون التیمم بدلاً من ...
  • ما هو تأثر الإيمان بالله تعالى في حياة الإنسان؟
    5316 ارتباط انسان و خدا 2015/05/23
    تارة تعالج هذه القضية من زاوية البحث الفلسفي و نظرة الحكماء للقضية ومن زاوية تأثير وجود الله تعالى على الحياة في بعدها التكويني، و ما هو الأثر الذي يتركه وجود الله على الإنسان من هذه الحيثية؟ و مما لاريب أنّ الفلاسفة الاسلاميين مجمعون على أن وجود الإنسان و ...
  • إذا کان الصحابة أعداءً فکیف تمکنوا من فتح عددٍ کبیر من المدن و البلدان؟
    7463 الکلام القدیم 2009/07/12
    لم یکن الصحابة جمیعاً أعداءً، و لم یسعَ الجمیع إلى الإمساک بزمام الحکم و بلوغ الخلافة. و لکن عدداً قلیلاً منهم ـ و الذین کانت بیدهم مقالید الأمور ـ وقعت بینهم الاختلافات، و لکن توجد بینهم نقاط اشتراکٍ و التقاء أیضاً، کما أننا لا نعتقد أن هؤلاء أصبحوا کفاراً و ...
  • ما هی الأدلة على عدم تحریف القرآن؟
    8810 علوم القرآن 2008/05/12
    التحریف و التغییر بالنسبة إلى القرآن بمعناه العام یشمل کل زیادة أو نقصان و کذلک تبدیل أماکن الألفاظ و التراکیب القرآنیة بین الآیات أو فی داخل الآیة نفسها.و قد أورد العلماء أدلة کثیرة على عدم تحریف القرآن، و لا یسعنا إلاّ أن ننقل بعض الأدلة العقلیة مما ذکر فی ...
  • کیف یمکن أن یرسل طعام و فواکه من الجنّة الی السیدة مریم(س)؟ و هل یمکن لسکنة الجنة أن یعودوا الی الدنیا؟
    7062 التفسیر 2010/11/09
    بملاحظة القرائن و الشواهد الموجودة فی الآیات و الروایات فإن طعام السیدة مریم کانت تحصل علیه مباشرة من الله من الجنة و من دون دخالة وسائط مادیة.و ما هو موجود فی التعالیم الدینیة هو أبدیّة حیاة الناس فی الجنة و تنعّمهم الدائمی بنعمها و لذّاتها- ...
  • کیف یمکن ان نثبت بواسطة القرآن وجود الامام ولی العصر (عج) و ظهوره؟
    7365 الکلام القدیم 2008/09/02
    فی البدایة یجب ان نعلم ان القرآن تحدث عادة بصورة عامة و ان التفاصیل وردت فی السنة و بالالتفات الی هذه الملاحظة، یمکننا الاستفادة من طائفین من الآیات القرآنیة فی اثبات وجود الامام المهدی (عج) و ظهوره:1. الآیات التی تقرر ضرورة وجود الحجة الالهیة بین الناس، و منها ...
  • هل لدعاء کمیل سند موثق؟
    5051 درایة الحدیث 2011/12/18
    کمیل بن زیاد یعتبر من خواص أصحاب أمیر المؤمنین و إبنه الإمام الحسن المجتبی (ع) و من شیعتیهما الحقیقیین، و دعاءُه المعروف بدعاء کمیل أملاه علیه الإمام علی (ع) و قد نقله الشیخ الطوسی الذی یعتبر من کبار علماء الشیعة و صاحب کتابین من الکتب الفقهیة الأربعة المعتبرة لدی الشیعة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279429 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257214 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128130 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113225 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88984 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59826 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59538 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56849 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49717 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47157 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...