بحث متقدم
الزيارة
5903
محدثة عن: 2014/05/18
خلاصة السؤال
هل یمکن أن توضّحوا لی شیئاً عن قبیلة بنی أسد فی الکوفة؟
السؤال
أرید توضیحاً حول قبیلة بنی أسد فی الکوفة؟ مع الشکر
الجواب الإجمالي
قبیلة بنی أسد، قبیلة تُنسب إلی أسد بن خزیمة، کانوا یعیشون فی بلاد نجد قبل الإسلام و کانوا یعبدون الکوکب عطارد. إعتنقوا الإسلام فی السنة التاسعة للهجرة و بعد الإسلام هاجروا إلی الحجاز. ثم بعد ذلک و فی سنة 19 هـ سکنوا أطراف الکوفة و فی حادثة کربلاء سارع بعض أفراد هذه القبیلة إلی نصرة الإمام الحسین (ع)، علی رغم وجود أفراد منهم فی جیش عمر بن سعد، و علی أساس بعض المصادر التاریخیة، إن دفن الجسد الطاهر للإمام الحسین (ع) و أجساد باقی الشهداء قد تمّ علی أیدی بعض رجال هذه القبیلة.
 
الجواب التفصيلي
کانت قبیلة بنی أسد قبیلة کبیرة جداً و ینتهی نسبهم  إلی شخص بإسم أسد بن خزیمة بن مدرکة بن الیاس بن مضر بن نزار. و هذه القبیلة – بطبیعة الحال- کسائر القبائل العربیة، تضم عدة بطون مختلفة فی داخلها منها: 1- بنو کاهل، بنو غنم بن دودان بن أسد؛ 2- بنو ثعلبة بن دودان بن أسد؛ 3- بنو عمرو بن قعین بن الحارث بن ثعلبة بن دودان بن أسد.[1] و کانوا یقطنون قبل الإسلام بلاد نجد.[2]
و کانت دیانتهم و عقیدتهم علی عبادة عطارد.[3] وفی السنة التاسعة للجرة قدم وفد من رؤساء هذه القبیلة علی النبی (ص) و أعلنوا إسلامهم[4] و بعد الإسلام هاجروا أیضاً و تفرقوا فی بلاد الحجاز.[5] ثم رحلوا إلی العراق و فی سنة 19 هـ سکنوا أطراف الکوفة.[6] و قد بقوا فی العراق إلی سنة 558 ق حیث حصل بینهم و بین الخلیفة آنذاک (المستنجد بالله) خلاف و منازعة، اضطروا علی أثرها الی ترک العراق، و قد کانوا إلی ذلک الحین یجهرون باعلان تشیعهم وولائهم لاهل البیت (ع).[7]
لقد حضر من قبیلة بنی أسد أفراد فی حادثة عاشوراء فی رکاب طرفی الحق و الباطل. و بناء علی المصادر التاریخیة لقد کان منهم جمع و فصیل فی جیش عمر بن سعد وقفوا بوجه الإمام الحسین (ع) و من أشهرهم و أکثر خباثة شخص بإسم حرملة[8] فقد نقلت المصادر التاریخیة صفاته الذمیمة و شقاءه فی حادثة کربلاء.
فی المقابل کان البعض منهم عازما علی نصرة الإمام الحسین (ع) لکنهم أخفقوا فی ذلک: یروی لنا التاریخ أن حبیب بن مظاهر الأسدی قال للإمام الحسین (ع) فی هذا الخصوص: یسکن هنا جمع من بنی أسد تربطنی بهم قرابة، فهل تسمح لی أن أدعوهم إلی نصرتک؟ لعل الله سبحانه أن ینفعک بهم، أو یدفع عنک بهم مکروهاً.
فأجازه الإمام و ذهب حبیب إلیهم و خطب فیهم خطبة بلیغة دعاهم بها إلی نصرة الإمام الحسین (ع) لکن الخبر وصل إلی عمر بن سعد فبعث الأزرق بن حرث الصیداوی بجیش لیحول دون وصولهم للإمام (ع)، و أخیراً تفرّق جیش بنی أسد علی أثر الحرب التی حصلت بینهما.[9]
لقد قام جمع من هذه القبیلة بعد حادثة عاشوراء بدفن أجساد الإمام و شهداء کربلاء، حیث تسجل لنا المصادر التاریخیة أن: لما رحل ابن سعد عن کربلاء بعد یوم عاشوراء مباشرة[10] أو بعد ثلاثة أیام [11] حسب بعض الأقوال، خرج قوم من بنی أسد کانوا نزولاً بالغاضریة إلی الحسین (ع) و أصحابه رحمة الله علیهم فصلوا علیهم و دفنوا الحسین (ع) حیث قبره الآن و دفنوا إبنه علی ابن الحسین الأصغر عند رجلیه و حفروا للشهداء من أهل بیته و أصحابه الذین صرعوا حوله مما یلی رجلی الحسین (ع) و جمعوهم فدفنوهم جمیعاً معاً و دفنوا العباس بن علی (ع) فی موضعه الذی قتل فیه".[12]
 

[1] کحالة، عمر رضا، معجم قبائل العرب القدیمة و الحدیثة، ج 1، ص 21، مؤسسة الرسالة، الطبعة السابعة، 1414 ق.
[2] نفس المصدر.
[3] نفس المصدر، ص 23.
[4] نفس المصدر، ص 22.
[5] نفس المصدر، ص 21.
[6] نفس المصدر.
[7] راجعوا: إبن أثیر، علی بن محمد، الکامل فی التاریخ، ج 11، ص 296، دار صادر، بیروت، 1385 ق.
[8] الطبری، أبو جعفر محمد بن جریر، تاریخ الأمم و الملوک، تحقیق: محمد أبو الفضل إبراهیم، ج 6، ص 65، دار التراث، بیروت، الطبعة الثانیة، 1387 ق.
[9] البلاذری، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تحقیق: زکار، سهیل، الزرکلی، الریاض، ج 3، ص 180، دار الفکر، بیروت، الطبعة الأولی، 1417 ق؛ إبن أعثم الکوفی، أبو محمد أحمد، الفتوح، تحقیق: علی شیری، ج 5، ص 90، دار الأضواء، بیروت، الطبعة الأولی، 1411 ق.
[10] إبن کثیر الدمشقی، البدایة و النهایة، ج 8، ص 189، دار الفکر، بیروت، بیجا بی تا.
[11] الطبرسی، فضب بن حسن، أعلام الوری بأعلام الهدی، ج 1، ص 470، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الثالثة، 1390 ق.
[12] الشیخ المفید، الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج 2، ص 114، مؤتمر الشیخ المفید، قم، الطبعة الأولی، 1413 ق؛ الطبرسی، فضل بن حسن، أعلام الوری بأعلام الهدی، ص 251، دار الکتب الإسلامیة، طهران، الطبعة الثالثة، 1390 ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...