Please Wait
5229
أبصر آیة الله علی أکبر المرندی و العارف الکبیر النور عام 1314 هـ ق، فی اسرة مؤمنة فی مدینة مرند. و کان و الده ملا علی المقدس، من علماء آذربایجان البارزین.
تملذ علی أکبر المرندی على ید والده و بعض علماء آذربایجان فی المقدمات الاولیة و العلوم المقدماتیة ثم شد الرحال قاصدا مدینة تبریز للتزود من العلم و الاستفادة من علمائها کآیة الله الانکجی. و قد وفق المرندی لزیارة البقاع المشرفة فی العراق فالقى رحلة فی مدینة النجف الاشرف و تعرف فی تلک الایام على العلامة الطباطبائی و أخوته و شارکهم السکن فی حجرة واحدة.
و کان المرندی مغرما بل مسحورا بالسید آیة الله القاضی حیث لازم ذلک العارف الکبیر ست عشرة سنة فی السیر و السلوک و لم ینقطع عن الدرس الحوزوی فی العلوم الرسمیة و المتعارفة. و کان مجدا و مثابرا فیها أیضا.
و کانت زمیلا و معاصرا للسید الخوئی و کانت تربطهما علاقة و صداقة صمیمة جدا و کانت مثالا للصداقة و الإخاء بحیث کان یلهج بها الخاص و العام، و کثیرا ما کان السید الخوئی (ره) یردد قولته المعروفة: من الجدیر شد الرحال من النجف الى مرند لزیارة آیة الله المرندی.
و بعد مدة اقترح الاطباء – بسبب تدهور وضعه الصحی - علیه مغادرة النجف الاشرف و استجابة لمشایخه و تلامذته صمم على العود مکرها الى آذربایجان عام 1320هـ و القى رحله فی مدینة تبریز، و عندما شاع صیته فی المنطقة ترکها متوجها الى مسقط رأسه مدینة مرند.
و عندما تم اخراج الامام الخمینی (ره) و ابعاده الى ترکیا اصدر بیانا أعلن فیه دعمه و تأییده للسید الامام، و عندما انطلقت شرارة الثورة الاسلامیة المبارکة فی ایران کان له الدور الکبیر فی حث الناس على الالتحاق بها و حمایتها و تثبیت الحکومة الاسلامیة.
من الصفات البارزة التی تحلّى بها (ره) الابتعاد عن الشهرة و الحذر من العناوین. و لکن الکبار من معارفة کانوا یحضرون عنده و یتشرفون بخدمته، حتى تمکن العلامة الطهرانی من ازاحة الستار و اماطة اللثام عن هذه المجهولیة فی کتابه " مهر تابان".
و اخیرا رحل ذلک العارف الکبیر فی شهر فروردین عام 1373 هـ ش ملتحقا بالرفیق الاعلى.
مقطع من وصیته رحمه الله
....لا تخرجوا عن جادة الشرع و لا تضعوا قدما خارج هذا الاطار أبدا، و لا تنظروا الى إبناء الدنیا، فان الکثیر منهم نسی الآخرة و سار فی رکب الشیطان. إنهم أسرى الشهوات النفسانیة و سیندمون بعد الموت. لا تغفلوا عن الله تعالى فی السلوک و العمل و الکلام مطلقا فانه حاضر یشهد ما یبدر منکم " وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرید" و کل شیء بیده سبحانه فتوکلوا علیه فی جمیع أمورکم .... و التزموا مهما استطعتم بالصلاة فی أول وقتها و حسن الخلق فانه علامة أهل الجنة و تجنبوا سوء الخلق فانه علامة أهل النار.[i]
الجدیر بالذکر أنه صدر کتاب تحت عنوان " عارف ناشناخته= العارف المجهول" تعرض فیه مؤلفه لحیاة آیة الله علی أکبر المرندی، یمکن الرجوع الیه للاطلاع على حیاة الرجل تفصیلا.