بحث متقدم
الزيارة
5310
محدثة عن: 2011/12/31
خلاصة السؤال
ما السبب و العلة فی تحریم بدل تأخیر القسط الذی یتقاضاه المصرف مقابل تماهل المقترض فی أداء الاقساط؟
السؤال
ما السبب و العلة فی تحریم بدل تأخیر القسط الذی یتقاضاه المصرف مقابل تماهل المقترض فی أداء الاقساط؟
الجواب الإجمالي
الربا القرضی هو: القرض الذی یجر زیادة، بأن یقرض مالا على أن یؤدی المقترض أزید مما اقترضه. و أما بدل التأخیر المصرفی فله عدة صفات تمیزه – الى حد ما- عن الربا القرضی، و لکن نحن نعلم ان کل قرض جر زیادة – مهما کانت- فهی ربا محرم. و على کل حال فان هذا الفارق المذکورة بین الربا القرضی و بین بدل التأخیر المصرفی جعل کلمة الفقهاء تختلف بین الجواز بشروط خاصة و بین الحرمة. و هذا ما تعرضنا له فی الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

یوجد فی الفقه نوعان من الربا المحرّم، الربا المعاملاتی و الربا القرضی. [1] و الربا القرضی هو: القرض الذی یجر زیادة، بأن یقرض مالا على أن یؤدی المقترض أزید مما اقترضه، سواء اشترطاه صریحا أو أضمراه بحیث وقع القرض مبنیا علیه. [2]

و بدل التأخیر المصرفی له عدة صفات تمیزه – الى حد ما- عن الربا القرضی، ففی الربا القرضی یؤخذ بنظر الاعتبار من أول الامر مقدار من المال کربح للمال المقترض فیجب على المقترض تسدید اصل المال مع الزیادة المضروبة علیه، و أما بدل التأخیر فلا یوجد هکذا شرط من أول العقد بان یعطی اکثر من المال المقترض و انما یوضع ذلک بعد التأخیر و التماهل فی تسدید القرض بعنوان بدل التأخیر.

و لکن نحن نعلم ان کل قرض جر زیادة – مهما کانت- فهی ربا محرم.

من هنا ذهب بعض مراجع التقلید العظام الى اعتبار عقوبة بدل التأخیر من مصادیق الربا القرضی المحرّم. [3]

و لکن و بسبب ما اشرنا الیه من الفرق بین عقوبة بدل التأخیر و بین الربا القرضی ذهب بعض مراجع التقلید العظام الى جواز اشتراط عقوبة بدل التأخیر و لکن بعقد مستقل غیر عقد القرض الاول. [4] و منهم من اجاز ذلک شریطة ان لا یحتسب مقدار البدل على اساس حساب الارباح الیومیة بان یحتسب لکل یوم –مثلا- ربحه و هکذا سائر الایام.

و قد وجهنا السؤال الى مکتب سماحة آیة الشیخ هادوی الطهرانی ( دامت برکاته) فاجاب سماحته:   إذا کانت غرامة التأخیر تحسب بطریقة النسبة المئویة من الاموال فی طوال الوقت، فهو حساب ربوی و فیه شبهة الربا. أما إذا کانت الأموال تؤخذ کغرامة علی التأخیر و فی وقت اعطاء القرض أو التسهیلات تذکر هذه النکتة فی المعاملة التی تعقد بین المصرف و المشتری، فلا مانع من أخذها.

و عل ى هذا الاساس، فمن أجاز بدل التأخیر فی المعاملات المصرفیة بالشروط المذکورة، فانه یجیز ذلک اذا کانت عقوبة البدل مذکورة فی ضمن العقد او ضم عقد مستقل او کانت تأخذ بدل التأخیر بان یلتزم المقترض بدفع بدل التأخیر و لکن لا بحساب النسبة المئویة و المحاسبات الربویة.



[2] الامام الخمینی (ره)، تحریر الوسیلة، ج‏1، ص: 653، المسألة التاسعة.

[4] انظر، الکلبایکانی، السید محمد رضا، مجمع المسائل، ج2، ص 91، نشر دار القرآن الکریم، قم،1409ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...