بحث متقدم
الزيارة
2848
محدثة عن: 2012/11/11
خلاصة السؤال
كيف یمکن المحافظة علی اللسان حتى لا یرتكب معصية؟
السؤال
كيف یمکننی المحافظة علی لسانى حتى لا ارتكب معصیة؟
الجواب الإجمالي

اللسان كسائر أجزاء جسم الإنسان إذا خالف الشرائع والأحكام السماوية یصبح وسیلة للمعصیة، كما أنه إذا اتبع أوامر الشريعة یکون من وسائل الطاعة. لذلك فإن المحافظة علی هذه الوسیلة عن تجنب المعاصی تکون کالمحافظة علی سائر الأعضاء؛ مثل الیدین والرجلین... ولا یختلف كثيرًا عنها. اذن، فإن أفضل طريق لترک المعصیة هو التخلص من الجهل والغفلة. ان بعض الحلول العملية المهمة لتجنب الخطايا اللفظية والمحافظة علی اللسان هي: تقوية العلاقة مع الله والمعصومين(ع)، والالتفات الی آثار الخطيئة، وتقوية الإرادة.

الجواب التفصيلي

اللسان كسائر أجزاء جسم الإنسان إذا خالف الشرائع والأحكام السماوية یصبح من وسائل المعصیة، كما أنه إذا اتبع أوامر الشريعة یکون من وسائل الطاعة. لذلك فإن الاهتمام بهذه الوسیلة والمحافظة علیها في اجتناب المعاصی یکون کالمحافظة علی سائر الأعضاء کالید والرجل و....، ولا يختلف كثيرًا عنها، الا ان هناک اختلافا وحيدا وهو أن معظم الناس قد لا يأخذون معصیة اللسان على محمل الجد بينما من المحتمل أن يكون اغتيال الشخصية باستخدام اللسان أكثر إزعاجًا للطرف الآخر من الإصابات الجسدية التي لحقت به بواسطه سائر الاعضاء.

ان أهم الاسباب فی ارتکاب الذنوب ومعصية الله هو غفلة الإنسان وجهله. إذا استطاع الشيطان أن يغفل الإنسان عن مكانته وعظمة الله وحكمته ولطفه ونعمه التي لا تُحصى، وکذلک عن الأضرار الناتجة عن الذنوب، وما إلى ذلك، فسوف یجره بسهولة إلى وادي الخطيئة والعصيان. كما أن الجهل بالقيم الإنسانية، والجهل بالآثار القيّمة للنزاهة والعفة، والجهل بعواقب الخطيئة، وأخيراً الجهل بالأوامر والنواهي الإلهية يسبب ارتکاب الكثير من الذنوب والمعاصی. [1]

ان أفضل طريق للنجاة من الخطيئة، التخلص من الجهل والغفلة. إذا التفتنا دائمًا الی عظمة الله ونعمه التي لا تعد ولا تحصى والتي منحها لنا ولعباده الآخرين، سنسعی إلى شكر نعمه، ولا السعي للتمرد والعصيان. وإذا آمنا و ایقنا بعلم الله ولطفه وحكمته في التشريع وتحریم بعض الاعمال واباحة بعضها الآخر، سنجد أن كل ما أحله الله لنا هو بالتأكيد فیه صلاحنا وخیرنا كل ما حرمه علینا هو بالتأكيد یجلب الضرر الینا، فحینئذ لن نترک مافیه خيرنا وصلاحنا، ولن نسعی  وراءالشر والضرر.

وإذا التفت الإنسان الی قیمته ومكانته بين المخلوقات الأخرى، وأن هذه الخطيئة ستدمر هذه القيمة والمكانة، فلن يكون مستعدًا لفقد هذه القيمة العظيمة من أجل متعة عابرة لا قيمة لها.

الحلول العملية لاجتناب المعصیة:

فيما يلي بعض الحلول المهمة:

  1. تقوية العلاقة مع الله والمعصومين(ع): في مرحلة التجنب من الذنوب المتعلقة باللسان، يجب الالتفات الی أن الإنسان من خلال تقوية علاقته مع الله واللجوء إلى أهل البيت(ع) والتوسل بهم بشكل مستمر يمكنه القضاء على خطایا اللسان.[2]
  2. الالتفات الی الآثار الحمیدة المترتبة علی تجنب المعاصي والآثار القبیحة والمذمومة لارتكاب المعاصی: مع ملاحظة الآثار الحسنة لتجنب المعاصي والآثار السيئة لارتكاب الذنوب اللسانیة کالغيبة والنمیمة یمکننا المحافظة علی لساننا حتی لا نبتلی بالمعاصی المرتبطة به. نشیر هاهنا الی بعض الأمثلة من الآيات والأحاديث في الذنوب اللسانیة:

قال الله تعالى فی ذم الغيبة: «لا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَ يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ».[3]

قال رسول الله(ص): «يَأْتِي الرَّجُلُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَقَدْ عَمِلَ الْحَسَنَاتِ فَلَا يَرَى فِي صَحِيفَتِهِ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْئاً فَيَقُولُ أَيْنَ الَّتِي عَمِلْتُهَا فِي دَارِ الدُّنْيَا فَقَالَ لَهُ ذَهَبَتْ بِاغْتِيَابِكَ لِلنَّاسِ وَهِيَ لَهُمْ عِوَضُ اغْتِيَابِهِم».[4]، [5]

قال الإمام علي(ع): «طُوبَى لِمَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ عَمَلَهُ وَعِلْمَهُ وَحُبَّهُ وَبُغْضَهُ وَأَخْذَهُ وَتَرْكَهُ وَكَلَامَهُ وَصَمْتَهُ وفِعْلَهُ وَقَوْلَه‏.[6]

قال الإمام باقر(ع): «من نصائح لقمان الحكيم لابنه ...  مَنْ لَا يَمْلِكْ لِسَانَهُ يَنْدَمْ».[7]

  1. تقوية الإرادة: لكي تقابل الخطايا، يجب أن تكون لديك إرادة قوية. لان صاحب الارادة القویة هو من يفكر في ما یرید فعله جيدا ثم يقرر أن يفعله وينفذه بنشاط وثبات.[8]

 


[1]. مقتبس من مدخل، «طریق التخلص من المعصیة»، السؤال 5207 (الموقع: 5473).

[2]. مقتبس من مدخل، «طریق التخلص من وسوسة الشیطان»، السؤال 3859 (الموقع: 4110).

[3]. الحجرات، 12.

[4]. الديلمى، الحسن بن ابى الحسن، ارشاد القلوب، ج 1، ص 116، نشر الشریف الرضی، 1412ق.

[5]. راجع: «الغیبة و اهمیة التوبه منها»، السؤال 9478 (الموقع: 9436)

[6]. المجلسی، محمد باقر، بحارالانوار، ج 74، ص 241، بیروت، مؤسسة الوفاء، 1404ق؛ حرانى، حسن بن شعبه، تحف العقول، ص 100، قم، نشر جامعه المدرسين، 1404 ق.

[7]. الكلينى، الکافی، ج 2، ص 642، طهران، دار الكتب الإسلامية، 1365ش.

[8]. مقتبس من مدخل، «طرق تقویة الارادة»، السؤال 525 (الموقع: 572). هناک طرق عرضت لتقوية الإرادة، في هذا الصدد، "طرق تقوية الإرادة"، السؤال 525 (الموقع: 572)؛ لمزيد من المعلومات اقرأ الموضوعات التالیة: "مقارنة الكلام والصمت" السؤال 9135 (الموقع: 9608)؛ "الخطيئة وآثارها"، السؤال 204 (الموقع: 1073).

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...