Please Wait
6732
تعتبر مسالة حریة المرأة من المسائل التی تحظى باهمیة کبیرة فی الفکر الاجتماعی و السیاسی الغرب، فقد عاشت المرأة حالة خطرة من سحق حقوقها و بقیت تعیش تحت هیمنة الرجال فی مجتمعات تسحق حقوقها الفردیة و الاجتماعیة، بل هناک من ینظر الى الیها کمخلوق حقیر ما خلقت الا لخدمة الرجل. و قد استمرت هذه النظرة فی المجتمع الغربی فترة طویلة جداً حتى عصر النهضة، بل الى ما بعد النهضة، و قد استغلت المرأة الغربیة التحولات التی حصلت فی الغرب لتحث الخطى و تضاعف الجهد من اجل استعادت حقوقها فتشکلت الجمعیات المطالبة بحقوق المرأة و التی عرفت فیما بعد بالفمنیسم.
و یمکن القول بان حصیلة الحرکة الفمنیسمیة و ما قدمته للمرأة الغربیة عبارةعن: ضمان حریة الرأی، و حق الاجهاض (اسقاط الجنین)، و الطلاق حتى مع عدم المبررات الموضوعیة، و الاستقلال المالی، والحریة الجنسیة و الحضور الفاعل فی المیادین العامة، و من ثمار هذه الحرکة الطویلة ارتفاع سن الزواج و کثرة الطلاق و انتشار ظاهرة العزوبة و انحطاط الاسر و تفکک عراها، و الشعور بحالة الخصام و العداء بین الجنسین و محاولة اقصاء الجنس الآخر، بالاضافة الى الاغتراب و ضیاع الهویة لدى النساء، و رواج حالة الشذوذ الجنسی، و من المشاکل الاخرى التی ظهرت للمرأة انتشار حالة الفقر النسوی و شیوع الکثیر من الامراض الروحیة و الجسمیة...
هذه المطعیات الوخیمة التی حصلت علیه المرأة یکشف لنا ان الحرکة الفمنیسمیة قد اخطأت الطریق عندما رکزت على معالجة بعض الابعاد و أهملت ما هو أهم فانقذت المرأة من جانب لکنها اسقطتها فی هوة سحیقة و دوامة من المشاکل المعقدة، حتى ان بعض دعاة الفمنیسمیة فضلا عن منتقدیها اعترفوا بان المرأة تغربت و انفصلت عن فطرتها مما أدى الى ضیاعها و اصابتها بالقلق و الاضطراب.
یقول الدکتور تونی جرانت و هو من منتقدی الفمنیسیمة: صحیح أن المرأة المعاصرة قد استقلت فی شؤونها و لکنها اصبحت تعیش حالة من العطش الروحی و الظمأ النفسی، متزلزلة و قلقة للغایة غریبة عن ذاتها بل هی اکثر حیرة من أمها و جدتها.
من القضایا التی تحظى باهتمام الانسان المعاصر و الفکر الحدیث قضیة حقوق المرأة، و ان کان الدفاع عن حقوقها یعود الى قرون طویلة، و لکن القضیة ما زالت حیّة فی الاوساط الثقافیة و الاجتماعیة. و کثیرا ما یدور بحث حقوق المرأة حول محور المساواة مع الرجل فی جمیع الحقوق على المستویین الفردی و الاجتماعی، و کذلک تحریر المرأة من کافة القیود الاجتماعیة و الفردیة السائدة.
و لکی نجیب عن السؤال اجابة وافیة الى حد ما، لابد من الاشارة الى تاریخ الدفاع عن حقوق المرأة فی الغرب و التی تعرف الیوم بالفمنیسم (الحرکة النسویة)، کی نتمکن من الحکم على القضیة بموضوعیة.
من الملاحظ ان نسبة النساء فی المجتمع تساوی نسبة الرجل بل فی الکثیر من الاحیان تفوق نسبتهن نسبة الرجال، و لکن مع ذلک بقیت المرأة تعیش تحت هیمنة الرجال و تعیش فی مجتمعات تسحق حقوقهن الفردیة و الاجتماعیة، بل هناک من ینظر الى المرأة کمخلوق حقیر ما خلقت الا لخدمة الرجل. ففی الیونان القدیمة و التی کانت تمثل مرکز الحضارة فی حینه، کانت المرأة تعیش وضعا مزریا لا ینسجم بحال من الاحوال مع تلک الحضارة العملاقة، فقد کانوا ینظرون الى المرأة کعنصر مولد للنسل و محقق لملذات الرجال و لا تعد شریکا لحیاة الرجل؛ و ذلک لانها لا تتوفر على العناصر و القوى البشریة الکاملة، بل المرأة منبع الشقاء و المشاکل، و انها لا تملک الروح الانسانیة الخالدة فلا تستحق الحیاة بعد وفاة زوجها، بل ینظر الیونانیون الى المرأة نظرة تشاؤمیة خطیرة جدا حیث یرونها عنصرا غیر قابل للتطهیر و انه و لید الشیطان و لا یحق له الخوض و الاشتراک فی أی عمل الا ما یتعلق بتلبیة الغریزة الجنسیة للرجال و خدمتهم.[1]
أما المرأة فی المجتمع الرومانی القدیم فلیس حالها بافضل من المرأة الیونانیة، حیث کانت تعیش وضعا قاهراً للغایة و کان ینظر الیها کرمز للشیطان و ان روح المرأة من سنخ الارواح الشریرة و انها مظهر انحراف العقول، و من هنا لم یکن الرجل الرومانی یتحرز عن الحاق الاذى بالمرأة الى الحد الذی کانوا یحضرون علیها الضحک و الکلام!! بل الاکثر من ذلک انهم لا یدرجونها ضمن التعداد السکانی للبلاد، و انما یدرجونها ضمن الاثاث و المتاع المتوفر فی المنازل فمن هنا تورث شأنها شأن سائر المتاع الموروث.[2]
و قد استمرت هذه النظرة فی المجتمع الغربی فترة طویلة جداً حتى عصر النهضة، بل الى ما بعد النهضة، بل نجد بعض المجتمعات حرمة المرأة حق الملکیة و الارث و الحقوق الاجتماعیة و...
فعلى سبیل المثال نجد المرأة الهندیة ینظر الیها کمخلوق شریر انما وجد لخداع الرجال، و فی بعض القبائل الاسترالیة لا تدرج المرأة عندهم ضمن مصادیق الکائن البشری.[3]
اما فی بلاد مصر و الصین و الدول الافریقیة و سائر بقاع العالم فبقیت المرأة تعیش الحرمان على جمیع المستویات و تعیش التبعیة للرجال و تخضع لخدمتهم و تلبیة غرائزهم، شأنها شأن أخواتها فی سائر البلدان و الحضارات.
و قد سلط العلامة الطباطبائی الاضواء على الحالة التی تعیشها المرأة فی المجتمعات المختلفة قائلا:
تشترک جمیع هؤلاء الأمم و الشعوب المتحضرة و غیر المتحضرة: فی أن المرأة عندهم ما کانت ذات استقلال و حریة، لا فی إرادتها و لا فی أعمالها، بل کانت تحت الولایة و القیمومة، لا تنجز شیئا من قبل نفسها و لا کان لها حق المداخلة فی الشئون الاجتماعیة من حکومة أو قضاء أو غیرهما. و کان علیها: أن تشارک الرجل فی جمیع أعمال الحیاة من کسب و غیر ذلک. و کان علیها: أن تختص بأمور البیت و الأولاد، و کان علیها أن تطیع الرجل فی جمیع ما یأمرها و یرید منها.[4]
و مع بزوغ شمس الاسلام و تشریعاته التی أخذت بید المرأة لتضعها فی موضعها الحقیقی و اللائق بها، تخطت المرأة مرحلة التحقیر و الاذلال و تجاوز النظرة الدونیة التی ینظر بها الیها، فحظیت بالاحترام اللائق فی التشریع الاسلامی و فرض على الجمیع احترامها، بل فرضت العقوبة على من یتجاوز هذا الحق و یتخطى هذه الخطوط الحمراء التی رسمتها الشریعة، فی الوقت الذی نرى فیه المرأة فی المجتمع الغربی بقیت فی القرون الوسطى بل و ما بعد عصر النهضة تعیش حالة لا تلیق بشأنها کانسان و کانت تتعرض لانواع الظلم و الحیف لا لشیء الا لکونها إمرأة، فکانت مسلوبة الحریة و الارادة فی قضایا من قبیل اختیار الزوج، التعلیم، إبداء الرأی، و المشارکة فی المقررات الاجتماعیة، بل لا یحق لها التملک. ففی فترة التنویر الغربیة عام 1789 م و التی أقر فیها میثاق حقوق الانسان فی فرنسا و لکنه مع ذلک لم یشر الى حقوق النساء أو مساواتهن بالرجال و لو اشارة عابرة.[5]
فی مثل هذه الفضاءات المظلمة والاوضاع المزریة لم تجد المرأة ملاذا تلوذ به حتى لدى المفکرین و المحسوبین على الخط التنویری، و من هنا استغلت المرأة تطورها الفکری نسبة ما لتطالب بحقوقها المهدورة و لاجل العیش کإنسان یحظى بحقوقه الطبیعیة.
و قد استغلت المرأة الغربیة التحولات التی حصلت فی الغرب لتحث الخطى و تضاعف الجهد من اجل استعادت حقوقها فتشکلت الجمعیات المطالبة بحقوق المرأة و التی عرفت فیما بعد بالفمنیسم، و قد شیدت هذه الحرکات بنیانها على الاسس و المبانی الفلسفیة التی راجت فی المجتمع الغربی من قبیل اصالة الانسان و محوریته و التی عرفت فی اوساطهم بالاومانیسم او اصالة الانسان حیث جعلت الانسان هو المحور الذی تدور علیه الحرکة البشریة بجمیع ابعادها، و من قبیل العلمانیة و فصل الدین عن السیاسة و اقصاء الدین عن الکثیر من ساحات الحیاة و حصره فی الشؤون الفردیة فقط. کذلک استندت المرأة فی حرکتها على فلسفة اصالة الفرد و محوریته و التی تعنی ان کل شخص مالک لبدنه و کیانه و له الحق فی التصرف بهما کیفما شاء.
نعم، تحرکت المرأة انطلاقا من هذه المبانی و الاسس الفلسفیة لتسترجع حقوقها المسلوبة و تحظى بالمساواة بینها و بین الرجل فاقامت الکثیر من الحرکات الساعیة لاسترجاع ما سلب منها، و لکن الجدیر بالذکر هنا ان النساء و إن کن قد اتفقن على ضرورة ارجاع الحق المستلب و لکن هذا لا یعنی اتفاقهن على رؤیة واحد و برنامج مشترک، و من هنا تشعبت حرکة الفمنیسم الى اتجاهات مختلفة و باسماء و اهداف متفاوتة، نشیر الى بعضها هنا:
الفمنیسم اللیبرالی: و یمثل هذا الاتجاه اعرق الاتجاهات و اکثرها انتشارا، و یذهب اصحاب هذا الاتجاهات الى مساواة النساء بالرجال من خلال اصلاح القوانین و تغییر الهیکلیة السیاسیة و الاجتماعیة. کما یؤمن مفکروا هذا الاتجاه بامکانیة القضاء على فکرة سیادة الرجل من خلال احداث ثورة فی المصطلحات و الادبیات المتعارفة، و الحفاظ على استقلالیة المرأة فی شؤونها الفردیة و تقدیم تلک التشریعات الجدیدة على السنن و التقالید الاجتماعیة، الا ان اصحاب هذا الاتجاه دعوا الى المحافظة على النظام الاسری بالرغم من النقد اللاذع الذی وجهوه ضد النظام الاسری و الهیکلیة المتعارفة فیه.
الفمنیسم المارکسی: یرى مفکروا هذه المدرسة أن مشکلة المرأة و انحطاطها تکمن فی العلاقات الاقتصادیة و النظام الرأسمالی المهیمن علیه من قبل الرجال و عدم استقلالها فی المال و الثروة فعلیها ولوج هذا المضمار لتتحرر من هیمنة الرجال و من التبعیة لهم. ثم ان هذا الاتجاه یعد من المعارضین و الخصوم الاشداء لفکرة تشکیل الاسرة و یدعون الى استبدالها بالمطاعم العامة و دور الحضانة و ریاض الاطفال، لتنال المرأة حریتها و تتحرک فی التجمعات العامة بنحو اسهل من دون أیة قیود تؤسرها و تحد من حرکتها. و الجدیر بالذکر ان المارکسیة الحدیثة تعترف بایجابیات الاسرة و نقاط القوة الکامنة فیها.
الفمنیسم الرادکالی: یمیل اصحاب هذا الاتجاه نحو البحث عن جذور المشکلة النسویة و الظلم الذی یطالها و یرون ان اساس المشاکل الاجتماعیة ینطلق من هیمنة الرجل و سلطته؛ کتحقیر المرأة و اذلالها، کذلک یرون أن الزواج وسیلة خطرة جداً یستغلها الرجال لتکبیل ید المرأة، و ما الزواج الا رسالة لأسر المرأة و اعتقالها. و من هنا سعى الفمنیسم الرادیکالی لتشریع و اقرار قانون الاجهاض (اسقاط الجنین)، و الاغرب من ذلک انهم یدعون الى تغییر الاسالیب و العادة المتبعة فی المحافظة على النسل و استبدالها بسبل أخرى لا تلزم المرأة بقیود زائدة و تحریرها من المشاکل الاجتماعیة، من قبیل التلقیح الصناعی و دور الحضانة، بل ذهبوا الى اکثر من ذلک حینما دعوا الى تحقیق هذه الغرض و المحافظة على الجنس البشری من الانقراض، من خلال استعمال التقنیات الحدیثة لتجنیب المرأة مشاکل الحمل و الولادة.
الفمنیسم الاشتراکی: یرى مفکروا هذه المدرسة أن جانبا من مشاکل المرأة و انحطاطها یعود الى النظام الذکوری و الجانب الآخر یعود الى البعد الاقتصادی و النظام الرأسمالی. ویؤمن اصحاب هذه المدرسة بانه لا مبرر للزواج و تشکیل الاسرة، و یرون أن ذلک خدعة محضة، و لکنهم فی الوقت نفسه لا یرون ضرورة للتصدی لهذه الظاهرة الاجتماعیة، بل یرون الصراع الطبقی و مواجهة الفکر الذکوری أمراً لابد منه فی تحقیق حریة المرأة.
فمنیسم مابعد الحداثة: الافراط و التفریط فی بعض اتجاهات الفمنیسم أدى الى ظهور بعض الاتجاهات الافراطیة فی هذه الاتجاه و التی تقول بالنسبیة و نفی کل المعتقدات الثابتة و المتوارثة، حیث یرون ان انحطاط النساء یعود الى العامل الثقافی و الدینی و الجغرافی و...
فما حصلت علیه المرأة فی العالم الغربی یبدو للوهلة الاولى أنه أمر باهر و مذهل للغایة و کان ثمرة جهود کبیرة بذلتها الحرکة الفمنیسمیة. و لکن السؤال المهم الذی یطرح على الساحة الثقافیة و الاجتماعیة الیوم هو: این تقف المرأة الغربیة الیوم بعد کل هذه الحریة و اطلاق العنان الذی حظیت به على المستویات الفردیة و الاجتماعیة؟ و هل تمکنت المرأة الغربیة من ارجاع کرامتها و المحافظة الى مکانتها و قیمتها الانسانیة؟ و بعبارة أخرى: هل تحقق للمرأة الغربیة الاطمئنان و الاستقرار الروحی و النفسی الذی کانت تحلم به؟ و هل تخلصت من حالة القلق و الاضطراب التی کانت تعیشها؟
یمکن القول بان حصیلة کل هذه الجهود و الصراع الطویل الذی خاضته المرأة الغربیة عبارة عن: انها ضمنت لنفسها حق الرأی، و حق الاجهاض (اسقاط الجنین)، و الطلاق حتى مع عدم المبررات الموضوعیة، و الاستقلال المالی، والحریة الجنسیة والحضور الفاعل فی میادین السیاسة و الاجتماع و الاقتصاد، و من ثمار هذه الحرکة الطویلة ارتفاع سن الزواج و کثرة الطلاق و انتشار ظاهرة العزوبة و انحطاط الاسر و تفکک عراها، و الشعور بحالة الخصام و العداء بین الجنسین و محاولة اقصاء الجنس الآخر، الاغتراب و ضیاع الهویة لدى النساء، ضعف الرجولة و الفتوة، انهیار الحدود الشخصیة و العامة فی الاسر و المجتمعات، و رواج حالة الشذوذ الجنسی، و من المشاکل الاخرى التی ظهرت للمرأة انتشار حالة الفقر النسوی و شیوع الکثیر من الامراض الروحیة و الجسمیة...بل عادت المرأة لتکون وسیلة بید النفعیین و الراسمالیین لتستغل مرة اخرى کوسیلة للاغراء و جلب المال و استغلال انوثتها حتى عادت کالکرة یتلاقفها الرجال!!!
هذه المطعیات الوخیمة التی حصلت علیه المرأة یکشف لنا ان الحرکة الفمنیسمیة قد اخطأت الطریق عندما رکزت على معالجة بعض الابعاد و اهملت ما هو أهم فانقذت المرأة من جانب لکنها اسقطتها فی هوة سحیقة و دوامة من المشاکل المعقدة، حتى ان بعض دعاة الفمنیسمیة فضلا عن منتقدیها اعترفوا بان المرأة تغربت و انفصلت عن فطرتها التی فطرها الله علیها مما أدى الى ضیاعها و اصابتها بالقلق و الاضطراب.
یقول الدکتور تونی جرانت و هو من منتقدی الفمنیسیمة: صحیح أن المرأة المعاصرة قد استقلت فی شؤونها و لکنها اصبحت تعیش حالة من العطش الروحی و الظمأ النفسی، متزلزلة و قلقة للغایة غریبة عن ذاتها بل هی اکثر حیرة من أمها و جدتها.[6]
[1] قائمی، علی، حیات زندگی زن در اندیشه ی اسلامی = المرأة فی الفکر الاسلامی، ص 41، انتشارات امیری، طهران، الطبعة الاولی، 1373 ش.
[2]نفس المصدر، ص 42.
[3] معصومی، مسعود، فمنیسم در یک نگاه = رؤیة للفیمنیسم، ص 19، موسسه آموزشی پژوهشی إمام خمینی، قم، 1387ش.
[4]العلامة الطباطبائی، محمد حسین، المیزان فی تفسیر القرآن، ج2، ص: 261، دفتر النشر الاسلامی التابع لجماعة المدرسین، قم، الطعبة الخامسة، 1417 ق.
[5] فمنیسم در یک نگاه، ص26.
[6] اسلاملو، نعیمه، و آخرون، زن ستم تاریخی ستم برابری، ص 80، موسسه فرهنگی هنری خیبر، طهران، الطبعة الاولی، 1389ش.