Please Wait
8700
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی
ان عید النیروز من الاعیاد التی تحتفل بها الشعوب الفارسیة فی ایران و الدول المجاورة کما یحتفل بها الکرد فی المناطق التی یسکنونها مثل العراق و ترکیا وسوریا و هو من الاعیاد القدیمة التی کانت رائجة قبل الاسلام.
و نحن من خلال مراجعة المصادر التی تحت ایدینا لم نجد روایة مؤیدة له ولم نجد فقیها تعرض له الى زمن الشیخ الطوسی المتوفى (460هـ) حیث نقل فی مصباح المتهجد الروایة التالیة عن معلى بن خنیس عَنْ مَوْلانَا الصَّادِقِ (ع) فِی یَوْمِ النَّیْرُوزِ قَالَ: إِذَا کَانَ یَوْمُ النَّیْرُوزِ- فَاغْتَسِلْ وَ الْبَسْ أَنْظَفَ ثِیَابِکَ وَ تَطَیَّبْ بِأَطْیَبِ طِیبِکَ وَ تَکُونُ ذَلِکَ الْیَوْمَ صَائِماً فَإِذَا صَلَّیْتَ النَّوَافِلَ وَ الظُّهْرَ وَ الْعَصْرَ فَصَلِّ بَعْدَ ذَلِکَ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ تَقْرَأُ فِی أَوَّلِ کُلِّ رَکْعَةٍ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِی لَیْلَةِ الْقَدْرِ- وَ فِی الثَّانِیَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ یَا أَیُّهَا الْکَافِرُونَ- وَ فِی الثَّالِثَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ- وَ فِی الرَّابِعَةِ فَاتِحَةَ الْکِتَابِ- وَ عَشْرَ مَرَّاتٍ الْمُعَوِّذَتَیْنِ- وَ تَسْجُدُ بَعْدَ فَرَاغِکَ مِنَ الرَّکَعَاتِ سَجْدَةَ الشُّکْرِ وَ تَدْعُو فِیهَا یُغْفَرُ لَکَ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَة [1]
کذلک رواها عن المعلى بن خنیس أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی کِتَابِ الْمُهَذَّبِ حیث قَالَ: حَدَّثَنِی السَّیِّدُ الْعَلامَةُ بَهَاءُ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الْحَمِیدِ بِإِسْنَادِهِ إِلَى الْمُعَلَّى بْنِ خُنَیْسٍ عَنِ الصَّادِقِ (ع): أَنَّ یَوْمَ النَّیْرُوزِ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی أَخَذَ فِیهِ النَّبِیُّ (ص) لأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ (ع) الْعَهْدَ بِغَدِیرِ خُمٍّ- فَأَقَرُّوا لَهُ بِالْوَلایَةِ فَطُوبَى لِمَنْ ثَبَتَ عَلَیْهَا وَ الْوَیْلُ لِمَنْ نَکَثَهَا وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی وَجَّهَ فِیهِ رَسُولُ اللَّهِ (ص) عَلِیّاً- إِلَى وَادِی الْجِنِّ وَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعُهُودَ وَ الْمَوَاثِیقَ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی ظَفِرَ فِیهِ بِأَهْلِ النَّهْرَوَانِ- وَ قَتَلَ ذِی الثَّدْیَةِ وَ هُوَ الْیَوْمُ الَّذِی فِیهِ یَظْهَرُ قَائِمُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ وُلاةَ الاَمرِ وَ یُظْفِرُهُ اللَّهُ بِالدَّجَّالِ- فَیَصْلِبُهُ عَلَى کُنَاسَةِ الْکُوفَةِ- وَ مَا مِنْ یَوْمِ نَیْرُوزٍ إِلا وَ نَحْنُ نَتَوَقَّعُ فِیهِ الْفَرَجَ لاَنَّهُ مِنْ أَیَّامِنَا حَفِظَهُ الْفُرْسُ وَ ضَیَّعْتُمُوهُ ثُمَّ إِنَّ نَبِیّاً مِنْ أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسْرَائِیلَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ یُحْیِیَ الْقَوْمَ الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَأَمَاتَهُمُ اللَّهُ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَیْهِ أَنْ صُبَّ عَلَیْهِمُ الْمَاءَ فِی مَضَاجِعِهِمْ فَصَبَّ عَلَیْهِمُ الْمَاءَ فِی هَذَا الْیَوْمِ فَعَاشُوا وَ هُمْ ثَلَاثُونَ أَلْفاً فَصَارَ صَبُّ الْمَاءِ فِی یَوْمِ النَّیْرُوزِ سُنَّةً مَاضِیَةً لَا یَعْرِفُ سَبَبَهَا إِلَّا الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ وَ هُوَ أَوَّلُ یَوْمٍ مِنْ سَنَةِ الْفُرْسِ- قَالَ الْمُعَلَّى وَ أَمْلَى عَلَیَّ ذَلِکَ فَکَتَبْتُ مِنْ إِمْلَائِه.[2]
و قد اعتمد مشهور المتاخرین من الفقهاء هذه الروایة و قالوا باستحباب غسل یوم النیروز قال صاحب الجواهر: و أما غسل یوم النیروز فعلى المشهور بین المتأخرین بل لم أعثر على مخالف فیه لخبر المعلى بن خنیس عن الصادق (ع) المروی عن المصباح.[3]
الا ان السید الخوئی ( قدس) لم یعمل بالروایة لانها مرسلة و قال: و هی( روایة معلى بن خنیس) مرسلة لا یمکن الاعتماد علیها إلا بناء على التسامح فی أدلّة السنن و لا نقول به.[4]
من هنا یمکن القول انه لایمکن القطع باضفاء الصبغة الدینیة على هذا العید واعتباره من الاعیاد الدینیة؛ لکن تبقى مسالة لابد ان تبحث هنا وهی لو سلمنا ان الشارع المقدس لم یعتبر هذا العید عیدا دینیا فهل نهى عنه وحرمه بحیث لایجوز الاحتفال به؟
فی مقام الجواب عن السؤال نقول: انه وردت روایة نقلها ابن شهر آشوب فی المناقب حیث قال: حکی أن المنصور تقدم إلى موسى بن جعفر بالجلوس للتهنئة فی یوم النیروز و قبض ما یحمل إلیه فقال (ع): إنی قد فتشت الأخبار عن جدی رسول الله (ص) فلم أجد لهذا خبرا و إنه سنة للفرس و محاها الإسلام و معاذ الله أن نحیی ما محاه الإسلام. فقال المنصور: إنما نفعل هذا سیاسة للجند فسألتک بالله العظیم إلا جلست فجلس و دخلت علیه الملوک و الأمراء و الأجناد یهنونه و یحملون إلیه الهدایا و التحف...[5]
ومن الواضح ان هذه الروایة ضعیفة السند لان ابن شهرآشوب لم یذکر سندها بل انه ذکرها بقوله ( وحکی) وهذا یدل على التضعیف فلایمکن الاستناد الیها.
کما انه لابد من الالتفات الى ان قضیة الاحتفال بعید النیروز قضیة کانت شائعة و رائجة فلو کانت مخالفة للاسلام و للشریعة الاسلامیة لنهى عنها الائمة بقوة ولوصل الینا هذا النهی ولا یصح الاکتفاء بروایة واحدة لقلع جذور مثل هکذا عادة راسخة وهذا یکشف ان هذا العمل یدخل فی باب المباحات خاصة اذا احتفل الناس بایام یظهر لهم عظمة الخالق وجمال سحر الطبیعة التی تذکرهم بقدرة الله تعالى وهو ما یعبر عنه الیوم فی الجمهوریة الاسلامیة بیوم الطبیعة بالاضافة الى القیام بکثیر من الامور التی حث الشارع علیها من قبیل النظافة و صلة الرحم و ادخال السرور على المؤمنین و رفع الخصومات و اطلاق سراح المعتقلین و.... و یؤید ذلک انه قد جاء ذکر النیروز امام الائمة علیهم السلام ولم یتعرضوا للنهی عنه و ابطاله.[6]
نعم هناک بعض العادات مثل القفز على النار و ما شابه ذلک فلا یوجد لها دلیل شرعی بل هی الى الخرافة اقرب منها الى الشریعة.
وفی الختام نشیر الى ما قاله امیر المؤمنین (ع) انه قال: کُلُّ یَوْمٍ لَا یُعْصَى اللَّهُ فِیهِ فَهُوَ عِیدٌ.[7]