Please Wait
10692
يمكن القطع نظراً لتعاليمنا الدينية القرآنية و الروائية بأن تقسيم القرآن إلى سور قد تمّ في زمن النبي محمد (ص)، و عند أخذ الأحاديث الواردة عنه (ص) في ثواب قراءة بعض السور في الإعتبار حيث ذكرت السور فيها بالإسم، يتضح بأن تسمية كثير من السور قد تمّ في زمن النبي (ص) و باختياره. و من حيث أن النبي محمد (ص) لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى، فحينئذ يمكن أسناد أسماء هذه السور لله سبحانه و تعالى.
لتتضح المسألة بشكل أفضل نتابع البحث في فرعين:
الف) زمان تقسيم القرآن إلى سور
يمكن القطع نظراً لتعاليمنا الدينية (القرآنية و الروائية) بأن تقسيم القرآن إلى سور قد تمّ في زمن النبي محمد (ص) حيث يمكن الإستدلال على هذا الأمر بأدلة كثيرة، منها إن الله سبحانه و تعالى يقول للنبي محمد (ص) في مقام التحدي للمشركين "أَمْ يَقُولُونَ افْترَئهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْترَيَاتٍ وَ ادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِين".[1]
فعندما يطلب الله من المشركين أن يأتوا بعشر سور كسور القرآن فلابد أن يكون القرآن قد قُسّم على شكل سور من البداية ليكون لهذا الطلب و الدعوة معنىً، فلو لم يكن مقسّماً هكذا لا يكون لهذه الدعوة معنىً و ستقابل حينئذ من قبل المشركين بالإعتراض.
ب) مَن الذي سمّى السور القرآنية؟
عندما نأخذ الأحاديث الواردة عن النبي محمد (ص) في ثواب قراءة بعض السور في الإعتبار حيث ذكرت السور فيها بالإسم، يتضح بأن تسمية كثير من السور قد تمّ في زمن النبي محمد (ص) و بأختياره.
نشير إلى عدة روايات كمثال على ما نقول:
أـ روى أبي بن كعب بأن النبي محمد (ص) قال: "من قرأ سورة آل عمران أعطي بكل آية منها أماناً على جسر جهنم".
ب) روى بريدة عن النبي محمد (ص) أنه قال: "من قرأ سورة البقرة و آل عمران جاء يوم القيامة تظلّانه على رأسه مثل الغمامتين أو مثل الغيابتين".[2]
ج) عن عقبة بن عامر عن النبي محمد (ص): "أنزلت عليَّ آيات لم ينزل مثلهن، المعوذتان".[3]
و من حيث أن النبي محمد (ص) "مَا يَنطِقُ عَنِ الهْوَى"إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْىٌ يُوحَى" [4] يمكن حينئذ إسناد تسمية هذه السور لله سبحانه و تعالى.
ما تجدر الإشارة إليه هنا هو، بما أن لبعض السور عدة أسماء نسبة للمواضيع المتعددة التي تتناولها يمكن الإحتمال بأن بعض أسمائها كان من قبل أشخاص غير النبي محمد (ص).
[1] هود، 13.
[2] الجعفري، يعقوب، الكوثر، ج 2، ص 57، بي جا، بي تا.
[3] الطبرسي، فضل بن حسن، تفسير جوامع الجامع، ج 4، ص 563، إنتشارات جامعة طهران و مديرية الحوزة العلمية في قم، الطبعة الأولى، طهران، 1377 ش.
[4] النجم، 3 و 4.