بحث متقدم
الزيارة
7371
محدثة عن: 2009/05/11
خلاصة السؤال
ما هو الهدف من خلق الإنسان؟
السؤال
هناک مجموعة تسمی بـ (شهود یهوه) قد طرح أحد هؤلاء أخیراً هکذا سؤال:
1. ماذا کان غرض و هدف الله سبحانه و تعالی من خلق العالم؟
و قد ذکر مثالاً فی هذا الصدد: ارید أن أشرب الشای فی قدح صنعته لهذا الأمر( هو شرب الشای)، فاذن غایتی و هدفی و مقصدی من صنع القدح هو شرب الشای. ففی خلق العالم کذلک، یجب ان ینسجم و یتحّد هدف الله سبحانه و تعالی مع غایته؟
2. جاء فی القرآن الکریم «و ما خلقت الجن و الانس الا لیعبدون» فاذا کان الهدف من خلق الإنسان هی عبادة الله تعالی، فیأتی هذا السؤال: ان أکثر أهل الأرض لم یعبدوا الله تعالی فهل هناک خطأ فی الخلق؟
فلماذا الموجود الذی خُلق للعبادة لم یعبد؟
و یضرب مثال بهذا الصدد و هو: صنعت تلفازاً لأجل ان أری البرامج المختلفة التی تُبث عبره و فی صنعی لهذا الجهاز کانت غایتی هی تلک. و بعد صنعی هذا رأیت انه لا یتطابق مع ما کنت اریده، و ان الجهاز یعمل لأمر آخر، ففی هذه الحالة اقول: من الیقین ان هناک خطأ قد حصل و علیه فاحاول أن أعمل شکلاً آخر لتلافی الخطأ فهل یصح انطلاقا من هذا المثال أن یقال: هل یوجد هناک خطأ فی خلق الله تعالی للإنسان؟
و هل تستطیعون ان تخبرونا بمعلومات عن شهوده یهوه و هل یوجد هناک مصدر یتناول هذه المجموعة؟
الجواب الإجمالي

ان فرقة شهود یهوه هی فرقة منسوبة الی المسیحیین حیث تتبنی اراء منحرفة حول خلق الإنسان، ظهور أسماء و صفات الله تعالی فی العالم و عن الإنسان و الدین.

الهدف من الخلق، عبادة الله تعالی الذییکفی لتحققها من الخلق، تحققها من بعض الأفراد ، کما لو ارید ان تتحقق اهداف مؤسسة تعلیمیة فلا حاجة ان یصلوا کل الأشخاص الی درجة من التخصص فی تلک المؤسسة. بل هناک کثیر من الأفراد لم یحصلوا إلا علی نسبة متوسطة من التخصص، فیکون وجود الأنبیاء و الأولیاء کذلک هو أفضل مصداق لتحقق الهدف النهائی من خلق الإنسان.

الجواب التفصيلي

شهود یهوه هی فرقة دینیة تُنسب الی المسیحیین و لها نشاط واسع فی أکثر دول العالم حیث ینتمی الیها ما یقارب 13 میلیون عضو. و مرکزها فی أمریکا و لها نشاط بشکل سری فی ایران.

اما المؤسس لهذه الجماعة هو چارلز تیز راسل الذی اسّسها عام 1980 م و قد إستخدموا عددا کبیرا من الراهبات فی نشاطهم.

و من أعمالهم المهمة هو بناء کنائس فی البیت و قد زاد نشاطهم بشکل دؤوب و مستمر یوماً بعد یوم. و من أهدافها کذلک هو إظهار المسیحیة دین محبة و سلام و ان الإسلام دین یدعو الی الخشونة و الحرب و ضد السلم حیث نشرواً کتاباً باسم "العالم الجدید" جمعوا فیه کل عقائدهم و افکارهم. تملک هذه الجماعة امکانات هائلة من الأجهزة السمعیة و البصریة الکبیرة یسعون من خلالها ان ینفذوا بین الشباب. [1]

و من أفکار هذه الجماعة التی أصبحت مذمومة حتی عند المسیحیین الیوم تراها فی کتاب "الحقیقة التی تهدی الی الحیاة الأبدیة" و کذلک "البشری لسعادتکم" أو فی مقالاتهم "برج الرصد".

من جملة أفکارهم و عقائدهم:

1. ان الشیطان هو المدبر اللامرئی لهذا العالم.

2. لا یملک الإنسان روحاً و عند ما یموت لا یبقی منه شیء حتی یحیا یوم القیامة.

3. بما ان الله تعالی رحیم فهو لا یستطیع أن یعذب الناس فی نار جهنم. [2]

فیظهر ان السؤال الذی طرح فی السابق یتعلق بهذه العقیدة و هو : ان الهدف من خلق الله سبحانه و تعالی لهذه الأرض هو أن یتمتع الإنسان فیها الی الأبد و هذه تتحقق فی جنة الفردوس التی تلی هذه الدنیا. [3]

فالسؤال المهم الذی هو ثمرة هذین السؤالین: لماذا لا یتحقق الهدف من الخلق (عبادة الله من الجن و الإنس) الذی ذکر فی القرآن و الکریم لان أکثر الناس لا یعبدون الله تعالی؟

الجواب:

بإعتقادنا و بناءً علی الأدلة العقلیة و الشرعیة ان الباری تعالی له ذات و صفات لها مقتضیاتها و من جملتها هو خلق العوالم و الموجودات المختلفة التی هی بدورها تجلیات و ظهورات لصفات الله تعالی و من بین تلک المخلوقات أبدع الباری تعالی مخلوقاً بحیث استطاع ان یکون تجلیاً للأسماء الإلهیة و هو الإنسان فهو القادر بإختیاره و إرادته ان یجتاز سبیل الخیر او الشّر. و باتباعه العلمی و العملی لله تعالی ان یکون خلیفته فی الأرض.

فیجب أن نلاحظ ما هو المقدار الذی استطاع الإنسان به ان یصل الی هذا الکمال و کیف تحقق هذا الهدف؟

اولاً: ان المسیرة العامة للإنسان فی طریقها الی الکمال. و فی الغالب یعتمد علی فطرته لشق طریقه. فإذا واجه خطأ و زلةً فهو بسبب الحکام الظالمین و أصحاب الأفکار الضالة الذین یرسمون الخطوط العامة لإنحطاط البشریة و یحرفونهم عن طریق العبودیة بانواع الحیل و الخداع و الزیف.

ثانیاً: إذا تحقق الهدف لبعض الناس یکفی فی تحقق ذلک الهدف.کما أن تحقق أهداف ای مؤسسة تعلیمیة لا یحتاج ان یصل کل الناس الی الدرجة العالیة و إنما هناک کثیر منهم یبقون فی منتصف الطریق و یکتفون بالحد الوسط من التخصص. فیعتبر وجود الأنبیاء و الأولیاء هو المصداق البارز لتحقق الهدف النهائی من خلق الإنسان.

ثالثاً: ان تشبیه الإنسان باجهزة لا إرادیة و لا شعوریة، کالتلفاز هو تشبیه خطأ، فان الانسان صانع لهذه الاجهزة حیث یعترف بسبب عدم الإحاطة التامة و نقص فی المعلومات أحیاناً ان النتائج التی توصّل الیها کانت نتائج غیر صحیحة و خاطئة لانّه استخدم طریقةً خاصة فقد تراه یعید هذه الطریقة من جدید لئلا یقع فی الخطأ. لکن خالق الإنسان هو الله سبحانه و تعالی فانه مطّلع علی کل شیء اطلاعاً تامّاً و یعرف جمیع أسرار الخلق و لا یخطأ، و لعلک تقول: إذن کیف لا یعبد کثیر من الناس الله تعالی؟

فاذا یعرف أسرار الخلق فلماذا لا یسعی مخلوقه و هو الإنسان الی الهدف (یعنی العبادة)؟

الجواب یجب ان یقال: ان الله سبحانه و تعالی قد خلق الی جانب الإنسان مخلوقات اخری و هی الملائکة و هم لا یعصونه و بأمره یعملون. فنلحظ من خلال ذلک إذا أراد الباری تعالی ان یخلق مخلوقات تعبده فقط لفعل ذلک مسبقاً لکنه أراد ان یخلق مخلوقاً یملک الحریّة و الارادة التامة فی عبادته فله الا یطیعه و یعصی أوامره، فإذا وجد من یعصی الله تعالی الیوم فهو نتیجة هذه الإرادة و الإختیار التام الذی وهبه للإنسان و هذا لا یتنافی مع خلقته. و من جهة اخری اذا حاولنا ان نغض الطرف عن تلک الفرق و المذاهب جمیعها و ان نری بمنظار اوسع رأینا ان هناک کثیراً من الناس یعبدون الله تعالی کل حسب إعتقاده و فکره.

نعم ان الإسلام هو الدین الحق فی آخرالزمان حسب التعالیم الإسلامیة و لکن الذین یعتقدون بغیر الإسلام فانهم ان لم یسمعوا بهذه التعالیم او سمعوا بشکل خاطئ و منحرف فهم معذورون.

نعم نحن نعتقد ان الله سبحانه و تعالی قد وعد عباده الصالحین بالغلبة و النصر و انه یرث الأرض فی نهایة المطاف و یتغلب علی جمیع مشاکله کما بشّرت به کل الأدیان الإلهیة.

و کما جاء فی القرآن الکریم: ان الامن و الاستقرار فی ذلک الیوم الموعود ناتج عن الاعداد الصحیح للاجابة عن سؤال الباری تعالى له یوم القیامة، وطی مرابت الکمال وسعادة الروح .

و عد الله الذین آمنوا منکم و عملوا الصالحات لیستخلفنّهم فی الأرض کما استخلف الذین من قبلهم و لیمکنن لهم دینهم الذی ارتضی لهم و لیبدلّنهم من بعد خوفهم امناً یعبدوننی لا یشرکون بی شیئاً. [4]

موضوعات ذات صلة:

1. الموضوع العام: الهدف من الخلق، الرقم 685 (الموقع: 732).

2. الموضوع العام: الهدف من خلق الإنسان و العالم، الرقم 1052 (سایت: ) .

3. الموضوع العام: الهدف من خلق الإنسان، الرقم 1108 (الموقع: 1766).



[1] فعالی، محمد تقی، الشمس و الاظلة ص 315.

[2] سایت التحقیق فی المسیح، للإطلاع الأکثر راجع سایت دائرة المعارف المسیحیة و سایت www.ngoic.com

[3] ان الله عز و جل رکب فی الملائکة عقلاً بلا شهوة و رکّب فی البهائم شهوة بلا عقل و رکّب فی بنی ادم کلیهما فمن غلب عقله شهوته فهو خیر من الملائکة و من غلبت شهوته عقله فهو شر من البهائم (وسائل الشیعة، ج 15، ص 209)، طبع آل البیت، عام 1409 هـ.ق.

[4] النور،55.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...