بحث متقدم
الزيارة
5197
محدثة عن: 2011/02/24
خلاصة السؤال
ما هو شرط قبول إدعاء الاسلام من قبل الاشخاص؟
السؤال
ورد فی القرآن صریحاً قوله تعالی: (اجتنبوا کثیراً من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا)، و کذلک قوله: (ولا تقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمناً ).و لکن من جانب آخر، نقل عن أمیر المؤمنین و باقی الائمة (ع) أیضاً قولهم: "اذا استولی الصلاح علی الزمان و أهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزیة فقد ظلم، و اذا استولی الفساد علی الزمان و أهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر) و کذلک قولهم: "من الحزم سوء الظن".
ا.ما هو القانون العام فی مورد الظن بالآخرین الذی یجب علینا (أو یجوز)؟
ب. و بشکل خاص، فانا نری بعض الاشخاص من المقیمین فی بلد غیر مسلم، حینما یقومون بشراء اللحم، فیقول لهم البائع انی مسلم و هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة ، فانهم لا یکتفون بهذا الکلام و لا یثقون به. و هم یقدمون فی بعض الاحیان أدلة، من قبیل قولهم (لا وثوق الیوم بأی أحد) أو قولهم (ان هذا البائع لم یشاهد فی المسجد أبداً، و تبث فی محله الموسیقی المحرمة)، و بهذه الکلمات یقومون برد ادعائه. فهل هذا العمل صحیح أم باطل؟ و فی مقام التحقیق و توفیر الرزق الحلال، الی أی مدی یجب علینا التفحص (أو التجسس)؟ فهل یجب الثقة بمجرد قول الطرف المقابل، و ترتیب الاثر علیه، أم یجب المزید من الاحتیاط؟
3. ما هو المراد من التعبد فی لسان الشریعة؟وما هی شروط هذا التعبد؟ و ما هو الدلیل الذی یمکن إقامته لإثبات ان بعض الامور تعبدیة (بشکل عام) و کیف یتم تعیین مصادیق تلک الامور؟
الجواب الإجمالي

فی المجتمع الذی یعیش فیه المسلمون أو المحلة الخاصة بالمسلمین- و ان کانت فی بلاد غیر اسلامیة – وقد کونوا لهم مجتمعاً، یستطیع الانسان الانتفاع بذبائحهم من دون سؤال[1].

و فی البلاد غیر الاسلامیة و فی مجتمع المسلمین، اذا وثقنا بإسلام شخص، فانه یمکننا حمل أعماله و أقواله علی الفعل الصحیح و الشرعی[2]. و لکن اذا شککنا بهذا الامر، و لم تتوفر قرائن تثبت انه مسلم، و کان المجتمع غیر اسلامی، فلا یمکن إجراء أصالة الصحة فی عمله و قوله، و ذلک لان هذا الاصل یجری فی مورد المسلمین (الذین نقطع بکونهم مسلمین). و علی فرض القول بجریان أصالة الصحة فی فعل و قول غیر المسلم، فحیث ان الاصل فی الذبیحة عدم التذکیة[3]، فلا یجوز الانتفاع بذبائحه. نعم، اذا کان مجتمع المسلمین و المتدینین یتعامل معه معاملة المسلم و کانوا یتناولون من ذبائحه، فانه یمکن إجراء أصالة الصحة فی قول و فعل هؤلاء المتدینین، و بالتالی یمکن الوثوق به و التناول من ذبائحه. و بعبارة خری: فی المجتمع الاسلامی یمکن الدخول الی السوق و شراء اللحوم التی تباع فیه و تناولها من دون حاجة الی سؤال و تفحص، و کذلک یمکن حمل المعاملات التی تجری فیه علی الصحة، و من الناحیة الفقهیة، فان سوق المسلمین (أی ما یعرض و یباع فی سوق المسلمین، له معاییر و ضوابط شرعیة و یمکن ترتیب الآثار الشرعیة لتلک الضوابط من دون تفحص و تدقیق، و ذلک مثل الجواز و صحة البیع و الشراء، و الطهارة، و کونه حلالاً و...) هو دلیل مهم جداً علی حلیة الاموال الموجودة فیه و التی یتم التعامل علیها. یقول سماحة آیة الله العظمی بهجت (ره) فی هذا المجال: "ان ما یباع فی سوق المسلمین من الذبائح و الجلود و التی هی بحاجة الی تذکیة، یجوز شراؤها من دون فحص عن التذکیة و عن کون البائع مستحلاً لذبائح أهل الکتاب أو مستحلاً للتطهیر بالدباغ أم لا. و کذلک ما کان منها فی أرض الاسلام و ما صنع منها فی أرض الاسلام من الالبسة. و الظاهر صدق سوق المسلمین و أرض الاسلام علی غلبة المسلمین علی ذلک المحل"[4].

و اما البلدان غیر الاسلامیة (البلدان التی تکون فیها الاکثریة غیر مسلمة) فلا یمکن الحکم بحلیة الذبائح بأصالة الصحة، و ذلک لان الاصل هو ان الناس الذین یعیشون فی مثل هذه البلدان غیر مسلمین، فعلی هذا الاساس فان الشخص الذی یدعی الاسلام فی هذه البلدان، لا یمکن قبول ادعائه بسهولة، بل یجب ان نتیقن أولاً من صحة قوله، و من ثم نرتب علیه آثار الاسلام و نحمل أعماله علی الصحة و نعتبرها أعمالاً لشخص مسلم، فنستطیع مثلاً ان نتناول من الطعام الذی عنده (مثل اللحوم التی یجب ان یثبت إسلام ذابحها). و بناءً علی هذا، ففی مثل هذه البلدان، لا یمکن الوثوق بمجرد قول الشخص: أنا مسلم، أو ان هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة، بل یجب أولاً الوثوق باسلامه – بأی طریق من الطرق (مثل مشارکته فی اجتماعات المسلمین و مراعاة التکالیف الاسلامیة أو...)- و ذلک لان قاعدة سوق المسلمین مختصة بالبلدان الاسلامیة [5].



[1] الکلبایکانی، محمد رضا، هدایة العباد،2: 224، دار القرآن الکریم، قم ،1404.

[2] الانصاری، الشیخ مرتضی، فرائد الاصول: 717، مؤسسة النشر الاسلامی، قم.

[3] الامام الخمینی، کتاب الطهارة، الطبعة الحدیثة،4: 234.

[4] جامع المسائل (للبهجة)،4: 370.

[5] وسیلة النجاة،(مع حواشی الکلبایکانی) 1: 104، حاشیة رقم :3 ( و اما المأخوذ منه فی سوق الکفار فالاحوط الاجتناب عنه الا اذا عامل المسلم معه معاملة الطهارة مع احتمال احرازه لها).

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • کیف نقیّم علاقة الانسان بالدین و الدنیا؟
    7993 الکلام الجدید 2011/10/16
    مرّ فی الابحاث السابقة[1] البحث عن فاعلیة الدین و دوره الکبیر فی الحیاة المتطورة، و أن الانسان المعاصر و بسبب تعقد الحیاة فی العصر الراهن یتساءل عن الدور الذی یلعبه الدین فی حیاته؟ و ما هی المساحة التی یشغلها الدین فیها؟ و قد ...
  • ما هو سبب وجود الشیعة و السنة؟
    9375 الکلام القدیم 2007/03/08
    ان هذا السؤال طرح فی اکثر من موقع و فی الکثیر من المصنفات التی صنفت فی مجال الکلام و الفرق و الملل. و للاجابة عنه نشیر الی مقدمة مهمة و هی:شاء الله سبحانه ان یبعث لهذه البشریة رسولاً خاتماً للرسالات و هو محمد بن عبد الله صلى الله علیه ...
  • هل یحرم شراء سیارة بالأقساط بثمن أغلی؟ و ما حکم الاقتراض مع الربح لشراء سیارة نقداً؟
    6696 الحقوق والاحکام 2008/11/19
    شراء و بیع السلع کالسیارة بصورة مؤجلة بثمن أغلی من قیمتها نقداً صحیح. لکن حسب مفروض السؤال الثانی یکون العمل من مصادیق الربا القرضی المحرم. ...
  • طلب آیات من القرآن فی إثبات إمامة الامام علی (ع)
    18628 الکلام القدیم 2007/11/21
    ان أفضل طریق لاثبات إمامة الامام علی (ع) لاهل السنة هو التمسک بالقرآن و الروایات الواردة فی توضیح الآیات من کتبهم، و بالطبع فان من البدیهی أن یکون الانسان طالباً للحقیقة حتی لا یتشبث بالتوجیهات الخاطئة و غیر العقلائیة و یغمض عینیه عن رؤیة الحقیقة.إن فی القرآن الکریم آیات ...
  • ارجو بیان المصطلحات الواردة فی قوله تعالى«وَلا رَطْبٍ وَلا یَابِسٍ إِلاَّ فِی کِتَابٍ مُبِینٍ» بصورة مختصرة
    6026 التفسیر 2007/06/28
    مع أن المراد (بالکتاب المبین) فی بعض الآیات الأخرى هو (القرآن الکریم) أما فی هذه الآیة و الآیات المشابهة لها و التی تتحدث عن منبع العلم الإلهی و أساسه، فإن المراد(بالکتاب المبین) مرحلة العلم الإلهی بالمخلوقات قبل الخلق، و الذی یشمل الکتب الأخرى و الألواح الأخرى، و لکن کیفیته و ...
  • هل جاءت الإشارة فی القرآن الکریم إلى جسر الصراط؟
    10460 التفسیر 2008/02/16
    مع أن لفظ (جسر الصراط) لم یرد فی القرآن الکریم، إلا أنه ورد فی الروایات على وجه التصریح، فالإمام الصادق (ع) مثلاً عندما فسر کلمة مرصاد فی الآیة 14 من سورة الفجر، ذکر أن المرصاد جسر یمر على نار جهنم.و من أجل أن یتضح الموضوع نوضح بعض المطالب فیما ...
  • ما الفرق فی عدالة إمام الجمعة و الجماعة؟
    5495 الحقوق والاحکام 2011/11/20
    مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):العدالة عبارة عن ملکة نفسیة باعثة علی ملازمة التقوی المانعة من ترک الواجبات أو فعل المحرّمات الشرعیة، و یکفی حسن الظاهر لإحراز و إثبات العدالة؛ و یجوز بناء علی الأقوی إقامة الصلاة جماعة لمن لا یعتبر نفسه عادلاً، مع کون المأمومین ...
  • لماذا مشکوک التذکیة یحرم أکله و لبس جلده فی الصلاة و لکن یحکم بطهارة ملاقیه؟
    4096 بیشتر بدانیم 2017/05/31
    ینبغی توزیع الجواب وفقا لما ورد فی متن السؤال وجعله ضمن قسمین: الاجابة عن السؤال الأول: یمکن تصویر القضیة بصور مختلفة یحکم فی بعضها بالتذکیة فیما یحرم بالنجاسة و عدم التذکیة فی حالات أخرى. 1. الموارد التی یحکم فیها بالطهارة و التذکیة عبارة عن: الف: الحیوان مشکوک التذکیة ...
  • لماذا عطف ابن مرجانة بالواو علی عبید الله بن زیاد مع انه شخص واحد؟
    6038 درایة الحدیث 2009/04/30
    معنی هاتین الجملتین معاً ان عبید الله هو ابن زیاد و هو ابن مرجانة أی انه ذکر اسم ابیه و اسم امّه و مع ان عبید الله بن زیاد هو من بنی أمیّة ادعاءً و من آل زیاد و ان لعنهم یشمله أیضاً، و لکن بسبب دوره القبیح فی ...
  • الصلاة الواجبة التی صلّیتها هل یجوز لی إعادتها جماعة و هل یجب علیّ أن أقصد الوجوب أو الإستحباب؟
    5067 الحقوق والاحکام 2009/10/17
    یقول الفقهاء المعاصرون فی هذا الصدد: إذا اقیمت الجماعة یستحبّ لمن صلّی فرادی أن یعیدها جماعة. و إذا علم بعد ذلک ببطلان صلاته الاولی کانت صلاته الثانیة کافیة.[1]یقول الامام الخمینی ( قدس):لو کان مشتغلا بالنافلة فأقیمت الجماعة ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281891 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    263405 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130810 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119928 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90735 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62448 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62411 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58186 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    54017 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50478 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...