بحث متقدم
الزيارة
5045
محدثة عن: 2011/02/24
خلاصة السؤال
ما هو شرط قبول إدعاء الاسلام من قبل الاشخاص؟
السؤال
ورد فی القرآن صریحاً قوله تعالی: (اجتنبوا کثیراً من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا)، و کذلک قوله: (ولا تقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمناً ).و لکن من جانب آخر، نقل عن أمیر المؤمنین و باقی الائمة (ع) أیضاً قولهم: "اذا استولی الصلاح علی الزمان و أهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزیة فقد ظلم، و اذا استولی الفساد علی الزمان و أهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر) و کذلک قولهم: "من الحزم سوء الظن".
ا.ما هو القانون العام فی مورد الظن بالآخرین الذی یجب علینا (أو یجوز)؟
ب. و بشکل خاص، فانا نری بعض الاشخاص من المقیمین فی بلد غیر مسلم، حینما یقومون بشراء اللحم، فیقول لهم البائع انی مسلم و هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة ، فانهم لا یکتفون بهذا الکلام و لا یثقون به. و هم یقدمون فی بعض الاحیان أدلة، من قبیل قولهم (لا وثوق الیوم بأی أحد) أو قولهم (ان هذا البائع لم یشاهد فی المسجد أبداً، و تبث فی محله الموسیقی المحرمة)، و بهذه الکلمات یقومون برد ادعائه. فهل هذا العمل صحیح أم باطل؟ و فی مقام التحقیق و توفیر الرزق الحلال، الی أی مدی یجب علینا التفحص (أو التجسس)؟ فهل یجب الثقة بمجرد قول الطرف المقابل، و ترتیب الاثر علیه، أم یجب المزید من الاحتیاط؟
3. ما هو المراد من التعبد فی لسان الشریعة؟وما هی شروط هذا التعبد؟ و ما هو الدلیل الذی یمکن إقامته لإثبات ان بعض الامور تعبدیة (بشکل عام) و کیف یتم تعیین مصادیق تلک الامور؟
الجواب الإجمالي

فی المجتمع الذی یعیش فیه المسلمون أو المحلة الخاصة بالمسلمین- و ان کانت فی بلاد غیر اسلامیة – وقد کونوا لهم مجتمعاً، یستطیع الانسان الانتفاع بذبائحهم من دون سؤال[1].

و فی البلاد غیر الاسلامیة و فی مجتمع المسلمین، اذا وثقنا بإسلام شخص، فانه یمکننا حمل أعماله و أقواله علی الفعل الصحیح و الشرعی[2]. و لکن اذا شککنا بهذا الامر، و لم تتوفر قرائن تثبت انه مسلم، و کان المجتمع غیر اسلامی، فلا یمکن إجراء أصالة الصحة فی عمله و قوله، و ذلک لان هذا الاصل یجری فی مورد المسلمین (الذین نقطع بکونهم مسلمین). و علی فرض القول بجریان أصالة الصحة فی فعل و قول غیر المسلم، فحیث ان الاصل فی الذبیحة عدم التذکیة[3]، فلا یجوز الانتفاع بذبائحه. نعم، اذا کان مجتمع المسلمین و المتدینین یتعامل معه معاملة المسلم و کانوا یتناولون من ذبائحه، فانه یمکن إجراء أصالة الصحة فی قول و فعل هؤلاء المتدینین، و بالتالی یمکن الوثوق به و التناول من ذبائحه. و بعبارة خری: فی المجتمع الاسلامی یمکن الدخول الی السوق و شراء اللحوم التی تباع فیه و تناولها من دون حاجة الی سؤال و تفحص، و کذلک یمکن حمل المعاملات التی تجری فیه علی الصحة، و من الناحیة الفقهیة، فان سوق المسلمین (أی ما یعرض و یباع فی سوق المسلمین، له معاییر و ضوابط شرعیة و یمکن ترتیب الآثار الشرعیة لتلک الضوابط من دون تفحص و تدقیق، و ذلک مثل الجواز و صحة البیع و الشراء، و الطهارة، و کونه حلالاً و...) هو دلیل مهم جداً علی حلیة الاموال الموجودة فیه و التی یتم التعامل علیها. یقول سماحة آیة الله العظمی بهجت (ره) فی هذا المجال: "ان ما یباع فی سوق المسلمین من الذبائح و الجلود و التی هی بحاجة الی تذکیة، یجوز شراؤها من دون فحص عن التذکیة و عن کون البائع مستحلاً لذبائح أهل الکتاب أو مستحلاً للتطهیر بالدباغ أم لا. و کذلک ما کان منها فی أرض الاسلام و ما صنع منها فی أرض الاسلام من الالبسة. و الظاهر صدق سوق المسلمین و أرض الاسلام علی غلبة المسلمین علی ذلک المحل"[4].

و اما البلدان غیر الاسلامیة (البلدان التی تکون فیها الاکثریة غیر مسلمة) فلا یمکن الحکم بحلیة الذبائح بأصالة الصحة، و ذلک لان الاصل هو ان الناس الذین یعیشون فی مثل هذه البلدان غیر مسلمین، فعلی هذا الاساس فان الشخص الذی یدعی الاسلام فی هذه البلدان، لا یمکن قبول ادعائه بسهولة، بل یجب ان نتیقن أولاً من صحة قوله، و من ثم نرتب علیه آثار الاسلام و نحمل أعماله علی الصحة و نعتبرها أعمالاً لشخص مسلم، فنستطیع مثلاً ان نتناول من الطعام الذی عنده (مثل اللحوم التی یجب ان یثبت إسلام ذابحها). و بناءً علی هذا، ففی مثل هذه البلدان، لا یمکن الوثوق بمجرد قول الشخص: أنا مسلم، أو ان هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة، بل یجب أولاً الوثوق باسلامه – بأی طریق من الطرق (مثل مشارکته فی اجتماعات المسلمین و مراعاة التکالیف الاسلامیة أو...)- و ذلک لان قاعدة سوق المسلمین مختصة بالبلدان الاسلامیة [5].



[1] الکلبایکانی، محمد رضا، هدایة العباد،2: 224، دار القرآن الکریم، قم ،1404.

[2] الانصاری، الشیخ مرتضی، فرائد الاصول: 717، مؤسسة النشر الاسلامی، قم.

[3] الامام الخمینی، کتاب الطهارة، الطبعة الحدیثة،4: 234.

[4] جامع المسائل (للبهجة)،4: 370.

[5] وسیلة النجاة،(مع حواشی الکلبایکانی) 1: 104، حاشیة رقم :3 ( و اما المأخوذ منه فی سوق الکفار فالاحوط الاجتناب عنه الا اذا عامل المسلم معه معاملة الطهارة مع احتمال احرازه لها).

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هی الطریقة التی تؤدى بها صلاة نافلة العشاء؟
    5687 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    ان وقت صلاة العشاءین (المغرب و العشاء) من أول المغرب الى منتصف اللیل، و یختص أول الوقت بصلاة المغرب و آخره بصلاة العشاء بمقدار أدائهما. فاذا انتهى المصلی من صلاة المغرب بدأ وقت صلاة العشاء و یمتد الى منتصف اللیل. و لما کانت صلاة نافلة العشاء تاتی ...
  • هل تؤیدون الدعوة التی اطلقها بعض العلماء للحوار الشیعی السنی؟ و ما هی فائدته؟ و کیف سیتم؟
    7614 الکلام القدیم 2008/12/22
    ان الادیان السماویة عامة و الدین الاسلامی خاصة تحث على الحوار و تبادل الافکار، لان الهدف منها هو هدایة البشریة و هذا الهدف لا یتم الا من خلال التعامل مع العقول و اخضاعها للمنطق الرصین و الدلیل الواضح، و نحن اذا رجعنا الى القرآن الکریم نجده، قد أشار الى نماذج ...
  • ما هی أنواع القتل و فروعه؟
    6270 الحقوق والاحکام 2009/05/04
    القتل له أقسام مختلفة کذلک بحسب الموارد المختلفة نشیر الی بعضها:1. یقسّم القتل الی قتل حق و قتل باطل.2. یمکن تقسیم القتل حسب الأوقات الزمانیة.3. یوجد هناک أنواع من القتل الجزائی أیضاً کالإعدام بالسلاح أو الإعدام شنقا أو رجما و غیرها من أنواع القتل.4. و ...
  • هل یمکن اعتماد المنهج المعرفی الغربی لادراک حقیقة الاسلام؟
    5993 الکلام الجدید 2011/03/06
    مما لاریب فیه أن الدین الاسلامی دین المعرفة و الکشف عن الحقائق، و لا یمکن بحال من الاحوال أن یکون موقفه سلبیاً تجاه المنهج العقلی او التجریبی، و کذلک لا یمکن ان تکون ردة الفعل الاسلامیة فی هذا المجال انفعالیة و متحجرة. و لکن فی الوقت نفسه ...
  • ما رأيكم في نظرية التكامل التي طرحها داروين؟
    5610 خلقت انسان 2015/06/30
    هناك فرضيتان يطرحهما علماء العلوم الطبيعية حول خلقة الكائنات الحيّة أعم من النباتات و الحيوانات. أ: فرضية تطور الأنواع التي تقول بأن الكائنات الحيّة لم تكن بشكلها الحالي من الأوّل، بل في البداية كانت أوليات وحيدة الخلايا حيث تكونت في المحيطات و بين رواسب البحار إثر طفرة؛ يعني ...
  • هل کان النبی الاکرم(ص) یسجد على تربة کربلاء؟
    7202 الحقوق والاحکام 2009/06/15
    یذهب فقهاء الشیعة الى وجوب السجود على الارض أو ما یخرج منها غیر المأکول و الملبوس. و لقد کان النبی الاکرم (ص) یسجد على الارض أو باقی مکوناتها من قبیل التراب، الرمل، الحصى، النبات(غیر الماکول) و... و لم یکن یسجد على الملبوس أو المفروش و کذلک لم یکن یسجد على ...
  • هل یبطل صوم الانسان اذا تقیأ عن غیر عمد؟
    2913 الحقوق والاحکام 2020/10/04
    یقول مراجع التقلید العظام عن هذا: إذا تقيّأ الصائم متعمدا يبطل صومه، و إن اضطرّ إلى ذلك لمرض او ما شابهه. لکن اذا تقیأ سهوا او بدون اختیار فانه لا اشکال فی ذلک و لا یکون صومه باطلا[1]. علی ای حال ان هذا الفعل و ان ...
  • ما المراد من قوله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلاً ثَقِیلاً }؟
    7729 التفسیر 2012/01/05
    المراد من القول الثقیل فی الآیة المبارکة هو القرآن الکریم، و قد وجهه المفسرون بتوجیهات متعددة، من قبیل أن: القرآن قول إلهی ثقیل من حیث تلقی معناه فإنه کلام إلهی مأخوذ من ساحة العظمة و الکبریاء لا تتلقاه إلا نفس ...
  • إذا کان الشراب و ارتباط المرأة بالرجل ممنوعا شرعاً، إذن لماذا نتکلّم عن الحور و الشراب فی الجنة؟
    6236 الکلام القدیم 2011/09/06
    نشیر الی عدة نکات مهمة لأجل توضیح هذا المطلب:الف: للزمان و المکان ارتباط وثیق فی نفی و إثبات الأحکام الشرعیة، و لیس إذا ثبت حکم ما فی زمان أو مکان ما أو تحت شروط معینة لموضوع معین، من الضروری أن یثبت لنفس هذا الموضوع فی زمان أو مکان أو ...
  • هل ان روایة القیام من ایران فی آخر الزمان معتبرة؟
    9566 درایة الحدیث 2011/10/16
    تتفق جمیع المصادر الشیعیة و السنیة علی ان ظهور الامام المهدی (عج) سیکون بعد ثورة تمهد لظهوره. و سیکون اصحاب الرایات السود فی هذه الثورة هم الممهدون لمقدمات الظهور.[1]وحکومة الایرانیین الممهدة تنقسم الی مرحلتین:

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281361 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261404 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130425 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118651 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90260 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61984 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61790 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57919 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53467 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49867 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...