بحث متقدم
الزيارة
4599
محدثة عن: 2011/02/24
خلاصة السؤال
ما هو شرط قبول إدعاء الاسلام من قبل الاشخاص؟
السؤال
ورد فی القرآن صریحاً قوله تعالی: (اجتنبوا کثیراً من الظن ان بعض الظن إثم ولا تجسسوا)، و کذلک قوله: (ولا تقولوا لمن ألقی إلیکم السلام لست مؤمناً ).و لکن من جانب آخر، نقل عن أمیر المؤمنین و باقی الائمة (ع) أیضاً قولهم: "اذا استولی الصلاح علی الزمان و أهله ثم أساء رجل الظن برجل لم تظهر منه خزیة فقد ظلم، و اذا استولی الفساد علی الزمان و أهله فأحسن رجل الظن برجل فقد غرر) و کذلک قولهم: "من الحزم سوء الظن".
ا.ما هو القانون العام فی مورد الظن بالآخرین الذی یجب علینا (أو یجوز)؟
ب. و بشکل خاص، فانا نری بعض الاشخاص من المقیمین فی بلد غیر مسلم، حینما یقومون بشراء اللحم، فیقول لهم البائع انی مسلم و هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة ، فانهم لا یکتفون بهذا الکلام و لا یثقون به. و هم یقدمون فی بعض الاحیان أدلة، من قبیل قولهم (لا وثوق الیوم بأی أحد) أو قولهم (ان هذا البائع لم یشاهد فی المسجد أبداً، و تبث فی محله الموسیقی المحرمة)، و بهذه الکلمات یقومون برد ادعائه. فهل هذا العمل صحیح أم باطل؟ و فی مقام التحقیق و توفیر الرزق الحلال، الی أی مدی یجب علینا التفحص (أو التجسس)؟ فهل یجب الثقة بمجرد قول الطرف المقابل، و ترتیب الاثر علیه، أم یجب المزید من الاحتیاط؟
3. ما هو المراد من التعبد فی لسان الشریعة؟وما هی شروط هذا التعبد؟ و ما هو الدلیل الذی یمکن إقامته لإثبات ان بعض الامور تعبدیة (بشکل عام) و کیف یتم تعیین مصادیق تلک الامور؟
الجواب الإجمالي

فی المجتمع الذی یعیش فیه المسلمون أو المحلة الخاصة بالمسلمین- و ان کانت فی بلاد غیر اسلامیة – وقد کونوا لهم مجتمعاً، یستطیع الانسان الانتفاع بذبائحهم من دون سؤال[1].

و فی البلاد غیر الاسلامیة و فی مجتمع المسلمین، اذا وثقنا بإسلام شخص، فانه یمکننا حمل أعماله و أقواله علی الفعل الصحیح و الشرعی[2]. و لکن اذا شککنا بهذا الامر، و لم تتوفر قرائن تثبت انه مسلم، و کان المجتمع غیر اسلامی، فلا یمکن إجراء أصالة الصحة فی عمله و قوله، و ذلک لان هذا الاصل یجری فی مورد المسلمین (الذین نقطع بکونهم مسلمین). و علی فرض القول بجریان أصالة الصحة فی فعل و قول غیر المسلم، فحیث ان الاصل فی الذبیحة عدم التذکیة[3]، فلا یجوز الانتفاع بذبائحه. نعم، اذا کان مجتمع المسلمین و المتدینین یتعامل معه معاملة المسلم و کانوا یتناولون من ذبائحه، فانه یمکن إجراء أصالة الصحة فی قول و فعل هؤلاء المتدینین، و بالتالی یمکن الوثوق به و التناول من ذبائحه. و بعبارة خری: فی المجتمع الاسلامی یمکن الدخول الی السوق و شراء اللحوم التی تباع فیه و تناولها من دون حاجة الی سؤال و تفحص، و کذلک یمکن حمل المعاملات التی تجری فیه علی الصحة، و من الناحیة الفقهیة، فان سوق المسلمین (أی ما یعرض و یباع فی سوق المسلمین، له معاییر و ضوابط شرعیة و یمکن ترتیب الآثار الشرعیة لتلک الضوابط من دون تفحص و تدقیق، و ذلک مثل الجواز و صحة البیع و الشراء، و الطهارة، و کونه حلالاً و...) هو دلیل مهم جداً علی حلیة الاموال الموجودة فیه و التی یتم التعامل علیها. یقول سماحة آیة الله العظمی بهجت (ره) فی هذا المجال: "ان ما یباع فی سوق المسلمین من الذبائح و الجلود و التی هی بحاجة الی تذکیة، یجوز شراؤها من دون فحص عن التذکیة و عن کون البائع مستحلاً لذبائح أهل الکتاب أو مستحلاً للتطهیر بالدباغ أم لا. و کذلک ما کان منها فی أرض الاسلام و ما صنع منها فی أرض الاسلام من الالبسة. و الظاهر صدق سوق المسلمین و أرض الاسلام علی غلبة المسلمین علی ذلک المحل"[4].

و اما البلدان غیر الاسلامیة (البلدان التی تکون فیها الاکثریة غیر مسلمة) فلا یمکن الحکم بحلیة الذبائح بأصالة الصحة، و ذلک لان الاصل هو ان الناس الذین یعیشون فی مثل هذه البلدان غیر مسلمین، فعلی هذا الاساس فان الشخص الذی یدعی الاسلام فی هذه البلدان، لا یمکن قبول ادعائه بسهولة، بل یجب ان نتیقن أولاً من صحة قوله، و من ثم نرتب علیه آثار الاسلام و نحمل أعماله علی الصحة و نعتبرها أعمالاً لشخص مسلم، فنستطیع مثلاً ان نتناول من الطعام الذی عنده (مثل اللحوم التی یجب ان یثبت إسلام ذابحها). و بناءً علی هذا، ففی مثل هذه البلدان، لا یمکن الوثوق بمجرد قول الشخص: أنا مسلم، أو ان هذا اللحم مذبوح علی الطریقة الاسلامیة، بل یجب أولاً الوثوق باسلامه – بأی طریق من الطرق (مثل مشارکته فی اجتماعات المسلمین و مراعاة التکالیف الاسلامیة أو...)- و ذلک لان قاعدة سوق المسلمین مختصة بالبلدان الاسلامیة [5].



[1] الکلبایکانی، محمد رضا، هدایة العباد،2: 224، دار القرآن الکریم، قم ،1404.

[2] الانصاری، الشیخ مرتضی، فرائد الاصول: 717، مؤسسة النشر الاسلامی، قم.

[3] الامام الخمینی، کتاب الطهارة، الطبعة الحدیثة،4: 234.

[4] جامع المسائل (للبهجة)،4: 370.

[5] وسیلة النجاة،(مع حواشی الکلبایکانی) 1: 104، حاشیة رقم :3 ( و اما المأخوذ منه فی سوق الکفار فالاحوط الاجتناب عنه الا اذا عامل المسلم معه معاملة الطهارة مع احتمال احرازه لها).

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • 1ـ هل يجوز إعطاء كفّارة الصوم لأختي و أمي اللتين لا كفيل لهما؟ 2ـ و ما مقدارها؟
    7001 الحقوق والاحکام 2012/04/17
    1ـ يجب أن تدفع الكفّارة المتعلقة بالصوم كطعام للفقير على أن لا يكون هذا الفقير واجب النفقة على دافع الكفّارة.[1] و الفقير هو الشخص الذي ليس لديه مخارج السنة له و لعياله. أما من كان عنده عمل أو ملك أو رأس مال يمكن ...
  • ما تفسیر قوله تعالى: { وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْیًا بَیْنَهُمْ ۚ}؟
    6185 التفسیر 2014/05/18
    إن قوله تعالى" بَغْیاً بَیْنَهُمْ" یشیر بوضوح الى عامل الاختلاف و قد فسرت کلمة البغی لغة بالحسد تارة، و بالظلم تارة أخرى. و لما کان (بغیا) مفعولا لأجله عامله تفرّقوا، فهو اشارة الى بیان العلة من وراء التفرق . و علیه یظهر أن من بین إحدى العلل المؤدیة ...
  • ما الفرق بين "الصريح" و "الظاهر"؟
    13937 مبانی فقهی و اصولی 2012/07/19
    قد تكون دلالة عبارةٍ معينة على مراد المتكلم صريحة جداً بحيث ينتفي احتمال خلافه. فيقال هنا أن هذه العبارة نصّ و صريحة على المعنى المراد، و قد لا تكون دلالة العبارة على مراد المتكلم صريحة، بل تحتمل عدة معانٍ، و لكن يوجد من بين هذه المعاني معنى ...
  • ما المراد فیما ورد فی الآیة 8 من سورة النمل فی قوله (من فی النار و من حولها)؟
    5368 التفسیر 2011/07/21
    فیما یخص المراد فی الآیة 8 من سورة النمل فإن للمفسرین نظریات مختلفة، فالبعض یذهب إلى أن (من فی النار) هو الله، و المعنى أنه بورک الذی أظهر قدرته و سلطته فی النار، لأن الصوت کان یأتی من الشجرة التی کانت تحیطها النار من جمیع أطرافها کما ورد فی آیات ...
  • هل يصح نسبة التوبة النصوح لشخصٍ يسمّى نصوح؟
    7766 التفسیر 2012/09/10
    كلمة نصوح من مادة "نصح" بمعنى الخالص،[1] و قد جاءت مفردة التوبة النصوح في سورة التحريم الآية 8 و هناك أحاديث كثيرة في بيان التوبة النصوح. فقد سُئل الإمام الصادق (ع) عن التوبة النصوح فقال: "يتوب العبد من الذنب ثم لا ...
  • ما هو رأي الإسلام حول الإحسان إلی الآخرین؟
    2271 عمل صالح 2020/07/29
    انّ وجهة نظر الاسلام حول موضوع الاحسان الی الناس، اوضح من أن تحتاج الی دلیل وبرهان. لأنّه بالرجوع إلى المصادر الدينية، نلاحظ أنّه قد تم التوصية کثیرا بهذا الموضوع في آيات من القرآن وفی بعض الروايات الصادرة عن زعماء الدين.  انّ لهذا الموضوع درجة کبیرة من الاهمّیه بحیث ...
  • هل إن طلب الحاجة من غیر الله شرک؟
    10097 الکلام القدیم 2007/10/22
    إن احترام هؤلاء العظماء (النبی و الامام) و الرجوع إلیهم، و التوسل بهم، و طلب الحاجة منهم، إذا کان فی عرض الخالق سبحانه، أو أنه مستقل و غیر محتیاج إلى الذات المقدسة الأحدیة، فإن هذا القصد و هذا الفهم شرک، و إنه لا ینسجم مع التوحید الأفعالی ...
  • ما هی طبیعة الاسئلة التی تثار عند خطبة المرأة؟
    4931 العملیة 2011/04/17
    تعد اللقاءات و الجلسات التی تحصل فی اثناء الخطبة فرصة ثمینة لتعرف الطرفین بعضهم على البعض الاخر، و بما ان الطرفین یرومان اتخاذ قرار مصیری یتعلق بحیاتهما المشترکة من هنا ینبغی التعرف على کل ما یتعلق بهذه القضیة و کل ما له مدخلیة فی نجاحها او رفع ...
  • ما معنى "بغیا بینهم" و "طائرکم عند الله"؟
    5847 التفسیر 2013/06/22
    1. عبارة "بغیا بینهم" الواردة فی الآیة 213 من سورة البقرة تشیر کما یقول صاحب جامع البیان الى اختلاف بنی اسرائیل و انه لم یکن اختلاف هؤلاء المختلفین من الیهود من بنی إسرائیل فی کتابی الذی أنزلته مع نبی عن جهل منهم به، بل کان اختلافهم فیه، و ...
  • ما هو الحکم الشرعی للتصاویر المنسوبة إلى الأئمة؟
    7067 الحقوق والاحکام 2008/07/22
    فیما یلی أجوبة مراجع التقلید العظام:حضرة آیة الله العظمى الخامنئی (مد ظله العالی):لیس فی هذا العمل بحد ذاته ـ إشکال من جهة الشرع، شریطة ألا یتضمن ما یوحی بالإهانة فی نظر العرف أو عدم الاحترام و لیس فیه ما ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257253 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113248 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56857 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49743 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...