المؤسسات و الأنظمة التي تتشکّل في حکومة معینة تکون دائماً متناسبة مع هویتها و أهدافها. و التعبئة في النظام المقدس للجمهوریة الإسلامیة في إیران لا تخرج عن هذه القاعدة، لأن هویة الإثنین و أهدافهما إسلامیة.[1] لذلک، فمن الطبیعي أن تتشکل في الجمهوریة الإسلامیة منظمة کالتعبئة، و هي حکومة إسلامیة معتمدة علی الشعب و من الشعب، و سیادة الشعب فیها منبثقة من دینیّتها. ففي الواقع ان الإحترام و القدسیّة المعطاة للشعب في الجمهوریة الإسلامیة مضاعفین و بمستوی رفیع جداً، لأن هذه الحکومة تعمل لله و تحترم الشعب بمقدار ما یقدسه الله سبحانه، و هذا الأمر یختلف کثیراً عما علیه سائر الحکومات الأخری التي تهتم بالشعب بمقدار احتیاجها له ناهیک عن الحکومات التي لا تهتم بشعبها أبداً.

علی کلٍ، فبما أن هویة حکومتنا إسلامیة فهي شعبیة لا محالة.

أهداف تشکیل التعبئة في الجمهوریة الإسلامیة في إیران

«التعبئة» في نظام الجمهوریة الإسلامیة ثقافة قیّمة و أهداف تشکیلها واسعة جداً و في أبعاد مختلفة، عسکریة و ثقافیة و إجتماعیة و غیر ذلک نشیر إلی بعضها:

الف: الأهداف العسکریة لتوسعة المشارکة الشعبیة في الدفاع و استقرار الأمن: فإذا کانت الحکومة شعبیة، فلابد من جعل الهیکل لهذا النظام، و هو الشعب أحد الأرکان الأصلیة المعتمد علیها لتأمین الدفاع و الأمن المستقر و المستحکم، هذا إضافة إلی المؤسسات العسکریة لهذه الدولة؛ کالجیش وحرس الثورة (في الجمهوریة الإسلامیة في إیران). فالمشارکة الشعبیة لإستقرار الأمن و الدفاع عن الدولة (خصوصاً الدولة التي لها أعداء علی مستوی عالمي) أمر مصیري و مهم جداً.فحفظ الأمن الشامل و المستقر في حکومة شعبیة یمکن أن یتم بواسطة نفس الشعب.و تشکیل التعبئة یحقق هذا الأمر المهم.

ب: الأهداف الإجتماعیة و تقویة الوحدة الوطنیة: إن أهم ما یحقق الوحدة الوطنیة في إیران الإسلامیة دین الناس و عقیدتهم الصحیحة النقية، مع کل ذلک لتشکیل التعبئة الشعبیة دور مهم في دعم هذه الوحدة؛ لأن التعبئة في الحقیقة هي ضمّ القطرات المتفرّقة و جمعها ليتشکّل  منها في نهاية المطاف بحر زخار، کما أنها مؤثّرة جداً في تزاید قدرة الشعب و وحدته علی المستوی الوطني. کذلک تعتبر مجریً لازماً و حاضراً لتشکیل موجاً کبیراً بسعة کل الشعب و لإیجاد الوحدة و التضامن بينهم لتحقيق الأهداف المقدسة للثورة.

ج: الأهداف الثقافیة: التعبئة قوة تکوّنت و تشکّلت لأجل حفظ و بقاء إنجازات الثورة؛ و بما أن هذه الثورة تحقّقت علی أساس التحوّل الثقافي للأمة الإسلامیة في إیران، فلابد من الإذعان بأن التعبئة هي الحافظة و الحارسة لهذه الثقافة الإسلامیة الخالصة، و الفکر التعبوي لا وظیفة له إلا تقویة البُنیة الثقافیة للإسلام و الثورة. و قد وصف الإمام الخمیني (ره) قوات التعبئة بصفات و خصوصیات راقیة تشکّل الأسس الأصلیة للثقافة الإسلامیة الأصلیة.[2] لذلک أصدر الإمام (ره) الأمر التأریخي بتشکیل التعبئة في الخامس من شهر آذر سنة 1358، و منذ ذلک الوقت و حتى هذه الساعة انضم إلی هذه التشکیلات الشعبیة أفراد و فصائل کثیرة من المجتمع و حصلوا علی قابلیات منوّعة، و تجارب وافرة و قد تقدّموا خطوات واسعة و قدّموا خدمات جلیلة للدولة و الثورة و الإسلام و قد استشهد في هذا الدرب عدد کبیر من قوی التعبئة المخلصة و عدد آخر وصلوا أوفي طریقهم إلی سنّ الکهولة.

لذلک یتضمّن حضور أفراد التعبئة القدماء إلی جانب الجیل الشاب الناشئ نتائج ثمینة نشیر إلی بعضها:

1- الإستفادة الواسعة من تجاربهم القیمة التي لم یحصلوا علیها إلا بشقّ الأنفس.

2- تعلیم القوی الشابة المستعدة و لاريب ان اصطفاف القوة الشابّة المستعدة إلی جانب ذوي السابقة و التجربة یعتبر من أفضل طرق التعلیم (التعلیم العملي) لهم.

3- الإرتقاء الکیفي للأنشطة و الوظائف المحالة؛ لأن التطوّر في کل مجال يعتبر نتیجة الإستعانة بتجارب القدماء و أصحاب الخبرات.

4- الاعتراف بالجمیل و الإشادة بالأفراد المتمرّسين و اصحاب الخبرات القدامى.

5- شعور القوی الشابّة بعرفان الجميل و الإشادة بهم و الإعتراف بجمیلهم في مسقتبل الايام.