Please Wait
الزيارة
4117
4117
محدثة عن:
2017/07/08
خلاصة السؤال
هل من المتصوّر وجود خربة إلى جنب قصر یزید بن معاویة؟
السؤال
نسمع فی المقاتل أن السبایا وضعوهم فی الخربة المقاربة لقصر یزید و الدلیل على ذلک عندما افاقت رقیة و أخذت تبکی بعد رؤیتها لأبیها فی المنام و ضجت النساء بالبکاء و العویل استیقظ یزید وسال مالخبر --- و قد وصف الامام زین العابدین (ع) تلک الخربة بأنها لا تقیهم من حرّ الشمس و لامن برد الشتاء. فهل یعقل ذلک بأنْ تکون خربة بجانب قصر یزید المتغطرس و نحن نعلم أنّ الملوک تحیط بقصورهم البساتین و... وغیر ذلک؟
الجواب الإجمالي
قبل الإجابة عن السؤال المطروح لابد من الترکیز على نقطة منهجیة مهمة و هی: أنّ القضایا المطروحة تدرس و فق القواعد و المنهج العلمی الذی تنتسب له تلک القضیة فلیس من الصحیح مثلا دراسة القضایا القانونیة بلغة و منهج دراسة الفلسفة و القضایا العقلیة و العکس صحیح، و من هنا نقول بأنّ القضایا التاریخیة ینبغی أنْ تدرس حسب منهج البحث التاریخی القائم على النقل الصحیح و القرائن الحافة مع المقارنة و التحلیل و رصد أبعاد القضیة المطروحة، لا على أساس الاستبعاد العقلی للقضیة و إنْ کانت تلک الاستبعادات و الاحتمالات المخالفة تُعدُّ من ضروریات البحث التاریخی على مستوى طرح القضایا للنقاش و البحث و التحلیل فقط ،لا اعتبار نفس الاستبعاد دلیلا و مستنداً لتفنید القضیة المطروحة. و من هنا نقول:
من الثابت تاریخیاً أنّ قافلة عیال الإمام الحسین (ع) و أهل بیته قد سیقت بعد أحداث العاشر من المحرم الى الشام و ادخلت العائلة إلى مجلس یزید بن معاویة، و قد سجلت بعض المصادر التاریخیة جوانب من وقائع و أحداث تلک الرحلة و ما دار فی مجلس یزید مما کشف عن حقانیة الثورة الحسینیة و صوابیه موقف الإمام علیه السلام، و على أثر تلک الوقائع أمر یزید بابقاء عائلة الامام (ع) فی الشام لفترة معینة، یقول الشیخ المفید: "ثم أمر بالنسوة أن ینزلن فی دار على حدة معهن أخوهن علی بن الحسین (ع) فأفرد لهم دار تتصل بدار یزید فأقاموا أیاما".[1]
و المستفاد من کلام الشیخ أنّهم وضعوا فی دار إلى جنب القصر من دون الاشارة إلى خصائص تلک الدار؛ إلا أنّ قطب الدین الراوندی أشار إلى ذلک فی روایة مفصلة فی هذا المجال جاء فیها: روی عن عمران بن علی الحلبی قال: سمعت أبا عبد الله (ع) یقول: لما أتی بعلی بن الحسین (ع) و من معه إلى یزید بن معاویة علیهما لعائن الله جعلوهم فی بیت خراب واهی الحیطان فقال بعضهم: إنما جعلنا فی هذا البیت لیقع علینا. فقال الموکلون بهم من الحرس بالقبطیة: انظروا إلى هؤلاء یخافون أنْ یقع علیهم هذا البیت و هو أصلح لهم من أن یخرجوا غدا فتضرب أعناقهم واحداً بعد واحد صبراً! فقال علی بن الحسین بالقبطیة: لا یکونان جمیعا بإذن الله. فقال: و کان کذلک.[2]
و هذه الروایة الواردة فی کتاب الخرائج الذی هو من مصنفات القرن السادس الهجری تشیر بصراحة إلى کون الأسارى وضعوا فی "بیت خراب" و هو مرادف لدار خربة أو الخرابة؛ و قد أورد محمد بن الحسن الصفار من أعلام القرن الثالث الروایة المذکورة فی کتابه "بصائر الدرجات" عن محمد بن علی الحلبی عن الإمام الصادق (ع) من دون التعرض لوصف الدار بالخربة[3]، إلا أن ذیل الروایة واضح جداً فی وصف الخربة حیث جاء فیها:.... فقال بعضهم إنما جعلنا فی هذا البیت لیقع علینا... و علیه من غیر المستعبد وضعهم علیهم السلام فی خربة تنکیلا بهم.
أما فی خصوص ما ذکر فی متن السؤال من استبعاد وجود خربة إلى جانب قصور الملوک! فجوابه لیس من المستبعد وجود بیوت مائلة إلى الانهدام و السقوط إلى جانب قصور الملوک فی ذلک العصر؛ و ذلک لوجود مجموعة من الاحتمالات التی تبرر ذلک من قبیل أن القصر شیّد فی منطقة قدیمة فیکون توسیع مجاله مجاورا لبیوت کانت قد شیدت سابقاً فی تلک المنطقة ثم أزلیت بمرور الأیام و اضیفت إلى ملحقات القصر و دور الوزراء و سائر الدور الحکومیة.
ومن الممکن أیضاً أنّه لا یراد بالمجاورة الملاصفة تماما، بل یراد منها القرب، و لما کانت المدن السابقة تعیش حالة من السکون المطبق فی اللیلة لانتفاء الوسائط الصناعیة و المصانع التی تثیر الضوضاء و الضجیج فی أجوائها فلیس من المستبعد أن یسمع الصوت من على مسافة لیست بالقریبة.
للحصول علی الجواب راجع موضوع:
قصة رقیة و مشاهدتها للسیدة الزهراء (س) فی عالم الرؤیا؛ 82426.
من الثابت تاریخیاً أنّ قافلة عیال الإمام الحسین (ع) و أهل بیته قد سیقت بعد أحداث العاشر من المحرم الى الشام و ادخلت العائلة إلى مجلس یزید بن معاویة، و قد سجلت بعض المصادر التاریخیة جوانب من وقائع و أحداث تلک الرحلة و ما دار فی مجلس یزید مما کشف عن حقانیة الثورة الحسینیة و صوابیه موقف الإمام علیه السلام، و على أثر تلک الوقائع أمر یزید بابقاء عائلة الامام (ع) فی الشام لفترة معینة، یقول الشیخ المفید: "ثم أمر بالنسوة أن ینزلن فی دار على حدة معهن أخوهن علی بن الحسین (ع) فأفرد لهم دار تتصل بدار یزید فأقاموا أیاما".[1]
و المستفاد من کلام الشیخ أنّهم وضعوا فی دار إلى جنب القصر من دون الاشارة إلى خصائص تلک الدار؛ إلا أنّ قطب الدین الراوندی أشار إلى ذلک فی روایة مفصلة فی هذا المجال جاء فیها: روی عن عمران بن علی الحلبی قال: سمعت أبا عبد الله (ع) یقول: لما أتی بعلی بن الحسین (ع) و من معه إلى یزید بن معاویة علیهما لعائن الله جعلوهم فی بیت خراب واهی الحیطان فقال بعضهم: إنما جعلنا فی هذا البیت لیقع علینا. فقال الموکلون بهم من الحرس بالقبطیة: انظروا إلى هؤلاء یخافون أنْ یقع علیهم هذا البیت و هو أصلح لهم من أن یخرجوا غدا فتضرب أعناقهم واحداً بعد واحد صبراً! فقال علی بن الحسین بالقبطیة: لا یکونان جمیعا بإذن الله. فقال: و کان کذلک.[2]
و هذه الروایة الواردة فی کتاب الخرائج الذی هو من مصنفات القرن السادس الهجری تشیر بصراحة إلى کون الأسارى وضعوا فی "بیت خراب" و هو مرادف لدار خربة أو الخرابة؛ و قد أورد محمد بن الحسن الصفار من أعلام القرن الثالث الروایة المذکورة فی کتابه "بصائر الدرجات" عن محمد بن علی الحلبی عن الإمام الصادق (ع) من دون التعرض لوصف الدار بالخربة[3]، إلا أن ذیل الروایة واضح جداً فی وصف الخربة حیث جاء فیها:.... فقال بعضهم إنما جعلنا فی هذا البیت لیقع علینا... و علیه من غیر المستعبد وضعهم علیهم السلام فی خربة تنکیلا بهم.
أما فی خصوص ما ذکر فی متن السؤال من استبعاد وجود خربة إلى جانب قصور الملوک! فجوابه لیس من المستبعد وجود بیوت مائلة إلى الانهدام و السقوط إلى جانب قصور الملوک فی ذلک العصر؛ و ذلک لوجود مجموعة من الاحتمالات التی تبرر ذلک من قبیل أن القصر شیّد فی منطقة قدیمة فیکون توسیع مجاله مجاورا لبیوت کانت قد شیدت سابقاً فی تلک المنطقة ثم أزلیت بمرور الأیام و اضیفت إلى ملحقات القصر و دور الوزراء و سائر الدور الحکومیة.
ومن الممکن أیضاً أنّه لا یراد بالمجاورة الملاصفة تماما، بل یراد منها القرب، و لما کانت المدن السابقة تعیش حالة من السکون المطبق فی اللیلة لانتفاء الوسائط الصناعیة و المصانع التی تثیر الضوضاء و الضجیج فی أجوائها فلیس من المستبعد أن یسمع الصوت من على مسافة لیست بالقریبة.
للحصول علی الجواب راجع موضوع:
قصة رقیة و مشاهدتها للسیدة الزهراء (س) فی عالم الرؤیا؛ 82426.
[1]. الشیخ المفید، الإرشاد فی معرفة حجج الله علی العباد، ج2، ص 122، قم، مؤتمر الشیخ المفید، الطبعة الأولى، 1413ق.
[2]. قطب الدین الراوندی، سعید بن عبد اللّٰه، الخرائج و الجرائح، ج2، ص 753، مؤسسة الإمام المهدی (عج)، قم، الطبعة الأولى، 1409ق.
[3]. الصفار، محمد بن حسن، بصائر الدرجات فی فضائل آل محمّد صلّی الله علیهم، ج 1، ص 338، تحقیق و تصحیح: کوچه باغی، محسن بن عباس علی، مکتبة آیة الله المرعشی النجفی، قم، الطبعة الثانیة، 1404ق.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات