بحث متقدم
الزيارة
8081
محدثة عن: 2006/09/28
خلاصة السؤال
ما هی الصلاة البتراء؟
السؤال
ما هی الصلاة البتراء
الجواب الإجمالي

 لمّا اکد النبی صلی الله علیه و آله طریقة الصلاة علیه فی روایات کثیرة، نقلها اصحاب الصحاح والکتب المعتبرة و قرن الصلاة علی الآل بالصلاة علیه مما یعطی أهل بیته علیهم السلام منزلة اخری من المنازل و الحقوق التی فرضها الله علی الأمة اراد صلى الله علیه و آله و سلم ان یؤکد علی اهمیة الصلاة علی أهل بیته و ان الذی یرید ان یصلی علیه لابد ان یقرن به الآل و لا یکتفی بالصلاة علی النبی وحده، فقال لهم - کما ینقل ذلک ابن حجر بعد ان نقل الآیة المبارکة و روى جملة من الاخبار الصحیحة الواردة فیها، و ان النبی صلی الله علیه و آله و سلم قرن الصلاة علی آله باالصلاة علیه- حیث قال ابن حجر: و یروی: "لا تصلوا علی الصلاة البتراء، فقالوا: و ما الصلاة البتراء ؟ قال: تقولون: اللهم صل علی محمد و تمسکون، بل قولوا: اللهم صل علی محمد و علی آل محمد" ثم نقل ابن حجر عن الامام الشافعی قوله:

یا أهل بیت رسول الله حبکم           فرض من الله فی القرآن أنزله

کفاکم من عظیم القدر إنکم            من لم یصل علیکم لاصلاة له

فقال ـ ابن حجرـ: فیحتمل لاصلاة له صحیحة فیکون موافقاً لقوله ـ ای لقول الشافعی ـ بوجوب الصلاة علی الآل، و یحتمل لاصلاة کاملة فیوافق اظهر قولیه.

اذاً "الصلاة البتراء" هی الصلاة التی یصلی و یسلم فیها علی النبی صلی الله علیه وحده و لم یصلی و یسلم فیها علی آل النبی الطاهرین علیهم اسلام.
الجواب التفصيلي

لمّا نزلت الآیة المبارکة: «ان الله و ملائکته یصلّون علی النبی یا ایها الذین امنوا صلّوا علیه و سلّموا تسلیما»[1]

و التی تشیر بظاهرها الی الأمر بالصلاة علی النبی صلی الله علیه و آله و سلم، من هنا راح الصحابة یسألون النبی الاکرم صلی الله علیه و آله وسلم عن کیفیة الصلاة علیه، و بعبارة اخری: طلبوا من النبی الاکرم ان یوضح لهم کیفیة تنفیذ مؤدی الآیة الکریمة فأخذوا یسألونه عن ذلک و قد وردت روایات متضافرة فی هذا المجال منها:

1 ـ اخرج البخاری عن عبد الرحمن بن ابی لیلی، قال: لقینی کعب بن عجزة، قال: ألا أهدی لک هدیة سمعتها من النبی(ص)؟ فقلت: بلی، فأهدها لی، فقال: سألنا رسول الله(ص) فقلنا: یا رسول الله!، کیف الصلاة علیکم أهل البیت، فان الله قد علمنا کیف نسلم؟

قال: «قولوا : اللهم صل علی محمد و علی آل محمد، کما صلیت علی ابراهیم و علی آل ابراهیم انک حمید مجید، اللهم بارک علی محمد و على آل محمد کما بارکت على ابراهیم و علی آل ابراهیم انک حمید مجید»[2] و اخرج البخاری الحدیث المذکور فی تفسیره عند تفسیر سورة الاحزاب[3] و اخرج الحدیث المذکورایضا الامام مسلم فی صحیحه فی باب الصلاة علی النبی.[4]

2 ـ اخرج البخاری، عن ابی ابی سعید الخدری، قال: قلنا یا رسول الله! هذا التسلیم فکیف نصلی علیک؟ قال(ص): «قولوا: اللهم صل علی محمد عبدک و رسولک کما صلیت علی آل ابراهیم، و بارک علی محمد و علی آل محمد، کما بارکت علی ابراهیم.»[5]

3 ـ اخرج مسلم، عن ابی مسعود الانصاری، قال: أتانا رسول الله(ص) ونحن فی مجلس سعد بن عبادة، فقال له بشیر بن سعد: أمرنا الله تعالی ان نصلی علیک یا رسول الله، فکیف نصلی علیک؟

قال: فسکت رسول الله(ص) حتی تمنینا أنّه لم یسأله.

ثم قال رسول الله(ص): «اللهم صل علی محمد و علی آل محمد، کما صلیت علی آل ابراهیم، و بارک علی محمد و علی آل محمد کما بارکت علی آل ابراهیم فی العالمین انّک حمید مجید، و السلام کما قد علمتم».[6]

و لمّا اکد النبی صلی الله علیه و آله طریقة الصلاة و قرن الصلاة علی الآل بالصلاة علیه مما یعطی أهل بیته علیهم السلام منزلة اخری من المنازل و الحقوق التی فرضها الله علی الأمة اراد صلى الله علیه و آله و سلم ان یؤکد علی اهمیة الصلاة علی أهل بیته و ان الذی یرید ان یصلی علیه لابد ان یقرن به الآل و لا یکتفی بالصلاة علی النبی وحده فقال لهم کما ینقل ذلک ابن حجر بعد ان نقل الآیة المبارکة و روى جملة من الاخبار الصحیحة الواردة فیها، و ان النبی صلی الله علیه و آله و سلم قرن الصلاة علی آله بالصلاة علیه، حیث قال ابن حجر: و یروی: "لا تصلوا علی الصلاة البتراء، فقالوا: و ما الصلاة البتراء ؟ قال: تقولون: اللهم صل علی محمد و تمسکون، بل قولوا: اللهم صل علی محمد و علی آل محمد" ثم نقل ابن حجر عن الامام الشافعی قوله:

یا أهل بیت رسول الله حبکم           فرض من الله فی القرآن أنزله

کفاکم من عظیم القدر إنکم            من لم یصل علیکم لاصلاة له

فقال ـ ابن حجرـ : فیحتمل لاصلاة له صحیحة، فیکون موافقاً لقوله ـ ای لقول الشافعی ـ بوجوب الصلاة علی الآل، و یحتمل لاصلاة کاملة فیوافق اظهر قولیه.[7]

اذاً الصلاة البتراء هی الصلاة التی یصلی و یسلم فیها علی النبی صلی الله علیه وحده و لم یصلی و یسلم فیها علی آل النبی الطاهرین علیهم اسلام.[8]



[1]   ـ الاحزاب: الآیة56.
[2]  ـ صحیح البخاری: 4 / 156.
[3]  ـ صحیح البخاری: 6 / 151 تفسیر سورة الاحزاب.
[4]  ـ صحیح مسلم: 2 / 16.
[5]  ـ صحیح البخاری: 6 / 151، تفسیر سورة الاحزاب.
[6]  ـ صحیح مسلم: 2 / 46 ، باب الصلاة علی النبی(ص) باب التشهد فی کتاب الصلاة.
[7]  ـ الصواعق المحرقة : 146 ، طبع عام 1385 هـ.
[8]  ـ لمزید الاطلاع انظر مفاهیم القرآن للسبحانی «اهل البیت سماتهم و حقوقهم فی القرآن الکریم، الغدیر للامینی: 2 / 303 ، شرح احقاق الحق للسید المرعشی: 1 / 23 ، و 2 / 253 و ما بعدها، و العقائد الاسلامیة اصدار مرکز المصطفی: 1 / 297.

التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280340 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258959 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129743 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115935 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89635 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61186 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60465 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57425 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51871 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    47814 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...