بحث متقدم
الزيارة
5753
محدثة عن: 2010/09/08
خلاصة السؤال
هل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة، أو أن للمسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و ما هی الطریقة الإسلامیة للترویح عن الروح و البدن؟
السؤال
طبقاً للروایات فإن الانشغال و ملأ أوقات الفراغ بالموسیقی یعدّ من الذنوب الکبیرة. فهل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة أو تأخذ هذه المسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و هل تحرم أیضاً الموسیقی العرفانیة مع الشعر الإلهی (مثل بعض أناشید الدکتور الاصفهانی)؟
و ما هی الطریقة الذسلامیة للترویح عن النفس و الجسم؟ ألّا یؤدی حبّ أهل البیت و ذکر مصابهم فقط الی الضجر و الملل الروحی؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

یمکنکم الحصول علی جمیع ما یتعلق بالموسیقی من ابحاث فی المواضیع: 6167 (الموقع 6550) حدیث حول فائدة الموسیقی. و اما ما یتعلّق بسؤالکم فهو ما یلی:

إذا کانت الموسیقی مصداقاً للحرام (بالالتفات الی المواضیع المرتبطه) فالاستماع الیها لا یختلف حکمه فی الحالات کالسیاقة و غیرها. فکل موسیقی تشتمل علی شرط الحرام فهی حرام، و اختلاف الأسماء (کالموسیقی العرفانیة أو الکلاسیکیة و ...) لا تغیّر من حقیقة الأمر شیئاً. فیجب علیکم تشخیص نوع الموسیقی و هل إنها مصداق للموسیقی المحرمة أو لا؟

و اما بالنسبة للسؤال الآخر: التعالیم الإسلامیة فی الترویح عن النفس و الجسم:

ان الإیمان الدینی من حیث انه یکوّن شکلاً خاصاً لتصور الإنسان بالنسبة للکون فهو یری أن وراء الخلق هدفاً، و الهدف هو الخیر و التکامل و السعادة، فهو بذلک یجعل نظرة الإنسان للنظام الکونی و القوانین الحاکمة علیة نظرة متفاءلة، فحال الفرد المؤمن فی عالم الکون تشبه حالة الفرد الذی یعیش فی بلد تسوده القوانین و المؤسسات و الأنظمة الصحیحة و العادلة و هو واثق من حسن نیة کبار المسؤولین فی الدولة أیضاً، فیری الظروف متوفّرة للتطوّر و الرقی له و لجمیع الناس و یری ان الشیء الوحید الذی من الممکن أن یؤدّی الی تخلفه هو کسله و قلّة تجربته هو و الأشخاص الذین هم مکلّفون و مسؤولون مثله، و ان کل خلل أو نقص موجود فهو بسبب أنه هو و أمثاله لم یؤدّوا وظائفهم و مسؤولیّاتهم.

ان مثل هذا الشخص – مع شعوره الدینی و الإیمانی- یحصل عنده اطمئنان و شعور بالرضا. اذن فأصل الإیمان له تأثیر کبیر فی الاطمئنان الروحی للإنسان، یقول الله تعالی: "ألا بذکر الله تطمئن القلوب" [1] .

و قد سمّی الإسلام الأعیاد و المناسبات الدینیة و اعتبرها أیام عید و فرح و سرور، یقول الإمام الصادق(ع) حول عید الغدیر: "انه یوم عید و فرح و سرور". [2]

و روایات أهل البیت(ع) مع انها لم تتعرّض لمصادیق و طرق الترفیة الجسمی (لأنه من الممکن ان تتغیّر مثل هذه الامور) و لکنها اکّدت علی أصل الترفیة.

فقد ورد فی الأحادیث بأن علی الإنسان أن یجعل من وقته ساعة فی الیوم فی اللذّة المحلّلة لکة یعود له النشاط و الحیویة و قد أکّدت أیضاً علی أن تخصیص هذه الساعة یؤدی الی حسن أداء باقی الواجبات و أداء العبادات باقبال و توجه.

یقول الإمام الصادق(ع): "ینبغی للمسلم العاقل أن لا یری ضاعناً الا فی ثلاث: مرّمته لمعاش، أو تزود لمعاد أو لذة فی غیر ذات محرم، و ینبغی للمسلم العاقل أن یکون له ساعة یفضی بها الی عمله فیها بینه و بین الله عزوجل و ساعة یلاقی إخوانه الذین یفاوضهم و یفاوضونه فی أمر آخرته و ساعة یخلّی بین نفسه و لذاتها فی غیر محرم فإنها عون علی تلک الساعتین". [3]

و من جانب آخر فقد رفض الإسلام الکسل و التکاسل و دعا الی النشاط الروحی و الجسمی، حتی أنه فی العبادات و المستحبّات دعا الی أن یکون أداء العبادات عن نشاط و اندفاع، فإذا أراد الإنسان أن یعمل عملاً مستحباً فلا ینبغی له أن یفرض علی نفسه و یجبرها علی ذلک، بل ینبغی فعل ذلک عن نشاط و اندفاع. یقول نبیّ الذسلام الأکرم (ص): "ان للقلوب اقبالاً و ادباراً، فإذا أقبلت فتنفلوا و إذا أدبرت فعلیکم بالفریضة". [4]

و الکسل و التکاسل فی الامور الدنیویة أیضاً أمر مرفوض فی الإسلام، فالاسلام دین السعی و النشاط، یقول الإمام الکاظم(ع): "إیاک و الکسل و الضجر فإنهما یمنعانک من حظک من الدنیا و الآخرة". [5]

بناء علی هذا فالاسلام لا أنه یؤید النشاط الروحی و البدنی فقط بل انه أمر بذلک، و لکن ما ینبغی الالتفات الیه هو انه یمکن أن تکون مصادیق الامور المنشطة مختلفة، فکل عمل یبعّد الإنسان عن الکسل و لیس فیه معصیة الله و أذی للناس فیمکنه أن یکون مصداقاً لهذا الأمر.

انظر: السؤال 1214 (الموقع 2049) طرق اکتساب حب الله.


[1] الرعد، 28.

[2] وسائل الشیعة، ج10، ص444.

[3] الکافی، ج5، ص87.

[4] الکافی، ج3، ص454.

[5] الکافی، ج5، ص85، ح2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما الذی تعده التعالیم الدینیة سببا للبرکة فی الحیاة؟
    3110 الحدیث 2021/02/14
    بعض عوامل الخیر والبرکة فی حیاة الفرد والمجتمع هی: الإیمان والتقوى، والعدالة، وصلة الرحم، وإطعام الفقراء، والصدق فی التعامل، والقناعة، إلخ. ...
  • ما هی طرق تعزیز غریزة البحث عن الله؟
    7581 العملیة 2009/10/12
    المراد من غریزة البحث عن الله تعالى هی الفطرة الباطنیة التی اودعها الله تعالى فی الانسان. إن هذا الشعور نداء باطنی لامحرک له الا الفطرة.ثم ان وجود غریزة البحث عن الله تعالى بلا معلم أو مرشد علامة على فطریته. لکن بطبیعة الحال ان هذا الشعور الفطری شأنه شأن سائر ...
  • ارجو بیان ادلة حرمة و حلیة الموسیقی.
    10006 الفلسفة الاحکام والحقوق 2008/05/03
    تختلف الموسیقی عن الغناء فی المصطلح الفقهی, فالغناء عبارة عن الصوت الخارج من الحنجرة بترجیع و الذی یُوجد فی مُستمعه حالة السرور و الوجد و یناسب مجالس اللهو و الباطل، اما الموسیقی فهی الصوت المنبعث من الآلات الموسیقیة.و بالالتفات الی بعض الآیات و الروایات و کلام بعض علماء النفس ...
  • ما هو الحکم الشرعی للتصاویر المنسوبة إلى الأئمة؟
    7824 الحقوق والاحکام 2008/07/22
    فیما یلی أجوبة مراجع التقلید العظام:حضرة آیة الله العظمى الخامنئی (مد ظله العالی):لیس فی هذا العمل بحد ذاته ـ إشکال من جهة الشرع، شریطة ألا یتضمن ما یوحی بالإهانة فی نظر العرف أو عدم الاحترام و لیس فیه ما ...
  • ما هو الفرق بین العقل (المدبر) و القلب (الإیمان و العشق).
    11438 النظری 2007/05/23
    توجد قوتان عظیمتان فی ترکیب الإنسان (العقل و العشق) و لکل واحدة من هذه القوى دور کبیر و فعال فی حیاة الإنسان، فالعقل مثله کالمصباح الشدید النور الذی یشع بنوره لیکشف الانحناءات و الانعطافات التی توجد فی الطریق الذی یسلکه الإنسان فی حیاته و هو بمثابة الآلة الحاسبة حیث یهتم ...
  • کیف نهتدی؟
    5679 النظریة 2011/11/20
    جواب آیة الله الشیخ هادوی الطهرانی (دامت برکاته) کالآتی:1- اصلاح النفس یتطلّب صبراً و تحملاً. و بدونهما لا یمکن ذلک.2- البرنامج العملی (الوصفة العامة) لإصلاح النفس قائمة علی عدة أمور:الف: الالتفات إلی النعم الإلهیة للإنسان و معرفتها. (إن تعدوا نعمة الله لا تحصوها).ب: الالتفات إلی ان ...
  • ما هی طبیعة الموقف الاسلامی من علم الجینات و العلاج الجینی؟
    5465 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    کما تعلمون ان هذه القضیة یمکن النظر الیها من زوایا مختلفة، و یمکن دراستها من خلال نوع التحولات و التغیرات الجینیة التی تحصل عن طریق هذا العلاج؛ و ذلک:1. هناک معالجات تحصل قبل ولادة الانسان و بعضها الآخر یحصل بعد الولادة.
  • ما هی أهم خصائص المواطن فی المجتمع الاسلامی؟
    11715 العملیة 2008/04/23
    ان الدین الاسلامی باعتباره آخر شریعة إلهیة هو دین جامع و کامل و علی هذا فقد اهتم الاسلام بالاحکام و القوانین الاجتماعیة کاهتمامه بالاحکام الفردیة، فمن وجهة نظر الاسلام فان الحیاة الاجتماعیة و علاقات الافراد فی المجتمع و مسؤولیات المواطن فی قبال الناس و المجتمع الذی یعیش فیه، لها اصول ...
  • هل الإنسان مختار؟ وما هی حدود اختیاره؟
    8968 الکلام القدیم 2007/09/12
    لعدة مرات فی الحیاة نجد أنفسنا غرباء منفردین، و الطریق الذی لا نجد بداً من السیر علیه، هو الطریق الثابت المعین من قبل لحیاتنا، و ذلک فی عدة أمور من أمثال الأصل الذی ننحدر منه، القومیة ، العائلة التی نولد فیها، القوام الذی نتمتع به، الهیئة التی ...
  • هل مجرد سوء الظن بالآخرين و الذي لم يقارنه شيء آخر يستوجب طلب البراءة منهم؟
    6737 العملیة 2012/05/31
    لا شك أن التعاليم الاسلامية قد حثت على اشاعة ظاهرة حسن الظن بين المؤمنين و وثوق بعضهم بالبعض الآخر و إجتناب سوء الظن، و بينت أن سوء الظن في حد نفسه، أمر غير محبذ، سواء اقترن بما يظهره للملأ أم لا، و سواء انعكس على سلوكيات صاحبه أم ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281235 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261019 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130348 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118268 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90162 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61908 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61674 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57866 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53353 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49713 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...