بحث متقدم
الزيارة
5864
محدثة عن: 2010/09/08
خلاصة السؤال
هل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة، أو أن للمسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و ما هی الطریقة الإسلامیة للترویح عن الروح و البدن؟
السؤال
طبقاً للروایات فإن الانشغال و ملأ أوقات الفراغ بالموسیقی یعدّ من الذنوب الکبیرة. فهل یجوز الإستماع للموسیقی أثناء السیاقة فی المسافات البعیدة أو تأخذ هذه المسألة حکم الاشتغال باللهو و اللعب أیضاً؟ و هل تحرم أیضاً الموسیقی العرفانیة مع الشعر الإلهی (مثل بعض أناشید الدکتور الاصفهانی)؟
و ما هی الطریقة الذسلامیة للترویح عن النفس و الجسم؟ ألّا یؤدی حبّ أهل البیت و ذکر مصابهم فقط الی الضجر و الملل الروحی؟
الجواب الإجمالي
لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی.
الجواب التفصيلي

یمکنکم الحصول علی جمیع ما یتعلق بالموسیقی من ابحاث فی المواضیع: 6167 (الموقع 6550) حدیث حول فائدة الموسیقی. و اما ما یتعلّق بسؤالکم فهو ما یلی:

إذا کانت الموسیقی مصداقاً للحرام (بالالتفات الی المواضیع المرتبطه) فالاستماع الیها لا یختلف حکمه فی الحالات کالسیاقة و غیرها. فکل موسیقی تشتمل علی شرط الحرام فهی حرام، و اختلاف الأسماء (کالموسیقی العرفانیة أو الکلاسیکیة و ...) لا تغیّر من حقیقة الأمر شیئاً. فیجب علیکم تشخیص نوع الموسیقی و هل إنها مصداق للموسیقی المحرمة أو لا؟

و اما بالنسبة للسؤال الآخر: التعالیم الإسلامیة فی الترویح عن النفس و الجسم:

ان الإیمان الدینی من حیث انه یکوّن شکلاً خاصاً لتصور الإنسان بالنسبة للکون فهو یری أن وراء الخلق هدفاً، و الهدف هو الخیر و التکامل و السعادة، فهو بذلک یجعل نظرة الإنسان للنظام الکونی و القوانین الحاکمة علیة نظرة متفاءلة، فحال الفرد المؤمن فی عالم الکون تشبه حالة الفرد الذی یعیش فی بلد تسوده القوانین و المؤسسات و الأنظمة الصحیحة و العادلة و هو واثق من حسن نیة کبار المسؤولین فی الدولة أیضاً، فیری الظروف متوفّرة للتطوّر و الرقی له و لجمیع الناس و یری ان الشیء الوحید الذی من الممکن أن یؤدّی الی تخلفه هو کسله و قلّة تجربته هو و الأشخاص الذین هم مکلّفون و مسؤولون مثله، و ان کل خلل أو نقص موجود فهو بسبب أنه هو و أمثاله لم یؤدّوا وظائفهم و مسؤولیّاتهم.

ان مثل هذا الشخص – مع شعوره الدینی و الإیمانی- یحصل عنده اطمئنان و شعور بالرضا. اذن فأصل الإیمان له تأثیر کبیر فی الاطمئنان الروحی للإنسان، یقول الله تعالی: "ألا بذکر الله تطمئن القلوب" [1] .

و قد سمّی الإسلام الأعیاد و المناسبات الدینیة و اعتبرها أیام عید و فرح و سرور، یقول الإمام الصادق(ع) حول عید الغدیر: "انه یوم عید و فرح و سرور". [2]

و روایات أهل البیت(ع) مع انها لم تتعرّض لمصادیق و طرق الترفیة الجسمی (لأنه من الممکن ان تتغیّر مثل هذه الامور) و لکنها اکّدت علی أصل الترفیة.

فقد ورد فی الأحادیث بأن علی الإنسان أن یجعل من وقته ساعة فی الیوم فی اللذّة المحلّلة لکة یعود له النشاط و الحیویة و قد أکّدت أیضاً علی أن تخصیص هذه الساعة یؤدی الی حسن أداء باقی الواجبات و أداء العبادات باقبال و توجه.

یقول الإمام الصادق(ع): "ینبغی للمسلم العاقل أن لا یری ضاعناً الا فی ثلاث: مرّمته لمعاش، أو تزود لمعاد أو لذة فی غیر ذات محرم، و ینبغی للمسلم العاقل أن یکون له ساعة یفضی بها الی عمله فیها بینه و بین الله عزوجل و ساعة یلاقی إخوانه الذین یفاوضهم و یفاوضونه فی أمر آخرته و ساعة یخلّی بین نفسه و لذاتها فی غیر محرم فإنها عون علی تلک الساعتین". [3]

و من جانب آخر فقد رفض الإسلام الکسل و التکاسل و دعا الی النشاط الروحی و الجسمی، حتی أنه فی العبادات و المستحبّات دعا الی أن یکون أداء العبادات عن نشاط و اندفاع، فإذا أراد الإنسان أن یعمل عملاً مستحباً فلا ینبغی له أن یفرض علی نفسه و یجبرها علی ذلک، بل ینبغی فعل ذلک عن نشاط و اندفاع. یقول نبیّ الذسلام الأکرم (ص): "ان للقلوب اقبالاً و ادباراً، فإذا أقبلت فتنفلوا و إذا أدبرت فعلیکم بالفریضة". [4]

و الکسل و التکاسل فی الامور الدنیویة أیضاً أمر مرفوض فی الإسلام، فالاسلام دین السعی و النشاط، یقول الإمام الکاظم(ع): "إیاک و الکسل و الضجر فإنهما یمنعانک من حظک من الدنیا و الآخرة". [5]

بناء علی هذا فالاسلام لا أنه یؤید النشاط الروحی و البدنی فقط بل انه أمر بذلک، و لکن ما ینبغی الالتفات الیه هو انه یمکن أن تکون مصادیق الامور المنشطة مختلفة، فکل عمل یبعّد الإنسان عن الکسل و لیس فیه معصیة الله و أذی للناس فیمکنه أن یکون مصداقاً لهذا الأمر.

انظر: السؤال 1214 (الموقع 2049) طرق اکتساب حب الله.


[1] الرعد، 28.

[2] وسائل الشیعة، ج10، ص444.

[3] الکافی، ج5، ص87.

[4] الکافی، ج3، ص454.

[5] الکافی، ج5، ص85، ح2.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • هل یجوز التعرف والزواج عبر الانترنیت؟ وهل یدوم الزواج؟
    8275 العملیة 2006/10/04
    باعتبارکم من اتباع المذهب الحنفی کان من المناسب ان تتصل بعلماء المذهب الحنفی لعل عندهم رؤیة خاصة فی المجال، اما وفقا لمذهب أهل البیت علیهم السلام فیکون الجواب بالنحو التالی:لقد اهتم الاسلام بامر الزواج وبحثه من اکثر من جانب، یقول الامام الخمینی (قدس) فی تحریر الوسیلة:مما ینبغی ان ...
  • هل یوجد تناقض بین الآیة 29 من سورة البقرة و الآیة 30 من النازعات حیث تشیر احداهما الى تقدم خلق الارض و الاخرى الى تقدم السماء؟
    6531 التفسیر 2009/07/22
    طرحت عدة اجابات عن السؤال المطروح نشیر الى اثنتن منهما فقط:1- انه لایوجد تناقض أو تعارض بین الآیتین أبدا؛ و ذلک لان کلمة "دحا" مأخوذة من اصل "دحو" الذی لایعطی معنى الخلق، بل بمعنى التسطیح و المد، من هنا یمکن القول أن الآیة المبارکة ناظرة الى ثلاث مراحل:الف: ...
  • کیف یرتبط الرزق المقسوم و المقرر مع سعی الانسان؟
    11127 الکلام القدیم 2007/04/26
    الرزق علی نوعین: رزق نحن نطلبه ونسعی إلیه، و رزق هو یطلبنا و یأتینا، و قد عبرت الاحادیث عن الرزق الذی هو یأتینا ب (الرزق الطالب) و الرزق الذی نحن نسعی الیه ب(الرزق المطلوب). فالرزق الطالب والحتمی هو نعمة الوجود و العمر و الامکانیات و البیئة و الاسرة و القابلیات ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119487 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما هو حکم مرتکب الکبیرة عند الشیعة؟
    7044 الکلام القدیم 2010/08/17
    تعددت النظریات التی طرحها المفکرون المسلمون حول مرتکب الکبیرة تراوحت بین الافراط و التفریط اکثرها ینطلق من مواقف سیاسیة مسبقة.و لعل من أبرز تلک النماذج المرجئة و الخوارج:فقد بذلت المرجئة قصارى جهدها لتطهیر ذیل رجال السیاسة و تبرئة قادة ...
  • ما هو موقف بلال من مسالة الخلافة؟
    6310 تاريخ بزرگان 2009/11/11
    یظهر من التاریخ ان بلالاً الحبشی لم یبایع الخلفاء بل انه اعترض علیهم فی بعض المواقف کما انه امتنع من الاذان لمؤسسة الخلافة و على اثر ذلک اخرج الى الشام و مات هناک. ...
  • كيف تجاهد المرأة في الأسرة؟
    3082 الحدیث 2022/04/19
    للجهاد جوانب مختلفة يستطيع كل فرد - ذكر وأنثى، متزوج وعزب - القيام بجزء منها على الأقل؛ مثل الجهاد الاکبر الذي یقصد منه في الروايات محاربة أهواء النفس الامارة وشهواتها.[1] تشیر بعض الروایات الی ان بعض اعمال المراة افعالها له أجر الجهاد، منها: خدمة ...
  • ما هو عمل الامام بعد الظهور وسبب شهادته وکیفیة قلعه للظلم؟
    6932 الکلام القدیم 2007/08/21
    یسعى الإمام الحجة (عج) فی ذلک الوقت لحشد کل الإمکانات المعنویة و المادیة لإقامة حکومة العدل الإلهی و تحقیق العدالة العالمیة التی تعد من أغلى أمانی البشریة و تطلعاتها و أهم أهدافها، فیعیش الناس جمیعاً بکرامة و عزة، و یحققون کل أمنیاتهم الخضراء فی جمیع مناحی الحیاة، و فی ذلک ...
  • هل العبادة و القیام بالواجبات و المستحبات یعدان من التوفیق الالهی أم هما مجرّد اعتیاد و تطبع؟
    5809 العملیة 2011/08/20
    لاریب أن القیام بالعبادات یعد من التوفیق الالهی فما یوّفر الارضیة المناسبة للعبادات یعد من الامور التی وفق الله لها، و لکن الجدیر بالالتفات الیه أن العادات اذا کانت من قبیل العادات الفعلیة التی لا تجعل الانسان أسیراً للعوامل الخارجیة و انما ینحصر دورها فی جعله أکثر إتقانا للفعل الممارس ...
  • ما هي کیفیة تطهیر مخرج البول و الغائط؟
    6545 الحقوق والاحکام 2014/09/21
    للتطهير بعد البول و الغائط عدة صور: الف: التطهير بالماء القلیل (و هو الماء الذي لا ینبع من الأرض و یقل عن الکر)كماء الابريق مثلا: [1] 1- تحصل الطهارة الشرعیة بالماء القلیل لموضع الغائط فیما لو غسل المخرج و لم یبق من النجاسة شيء، ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281629 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    262238 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130602 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119487 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90494 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62228 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    62057 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    58042 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53757 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    50183 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...