بحث متقدم
الزيارة
6312
محدثة عن: 2011/10/16
خلاصة السؤال
کیف اعیش مع زوج لا أحبه؟ و کیف أخرج حب غیر الزوج من قلبی؟
السؤال
انا امرأة تزوجت تحت ضغط الاسرة برجل لم أحبه أبداً، و کنت حینها أحب شخصاً آخر علماً أنی انجبت عددا من الاولاد، و زوجی رجل جید جداً و لکنه لم یدخل حبه فی قلبی حتی هذه اللحظة، فقد تعرفت علی شاب ثم قویت علاقتنا مع بعض و لکنه عزم علی الزواج و تزوج و قد آلمنی ذلک. و قد دعوت الله فی اعماق اللیل ان یعفو عن ذنوبی و یعیننی علی نسیان هذا الشاب. و طلبت من الله ان یغفر لی. و جعلت الامام الحسین و الامام علیاً(ع) واسطة لکی تغفر لی ذنوبی و یخرج حب هذا الشاب لانی صرت مولهة ً به. و ان الله لا یغفر لی لاجل ذلک. فماذا علی ان اعمل لکی یرضی الله عنی؟ اقسم علیکم بالله ان تعینونی.
الجواب الإجمالي

إن اساس الحیاة المشترکة هو الحب و تعلق الزوجین احدهما بالآخر. فعلی کل رجل و امرأة منذ البدایة الزواج بالشخص الذی یحبه، و لاجل استمرار و استحکام بناء الاسرة علیه ان یسعی لتقویة هذه العلاقة و المحبة یوماً بعد یوم. حتی لو انه لم تکن بین الرجل و المرأة علاقة و لکنهما تزوجا معاً لسبب او لآخر فان علیهما من اجل استمرار حیاتهما ان یحققا العلاقة و العشق بینهما، و الا ستتحول حیاتهما جحیماً لا یطاق. ان ایجاد العشق و العلاقة فی هذه المرحلة لیس عملاً شاقاً جداً، الا ان تکون فی احد الطرفین مشکلة حادة.

وعلی هذا الاساس فوصیتنا هی انه مادام قد مر علی زواجکما مدة طویلة و کانت لکما حیاة مشترکة و کانت ثمرة هذا الزواج هو الولد الذی وهبه الله لکما. فان علیک ان تسعی حتی لو رأیت عیباً و نقصاً فی زوجک الحالی- ان تقوی علاقة المحبة له و ذلک لاجل ابنائکم الذین هم امانة الهیة لدیکم و بملاحظة النقاط الایجابیة عند زوجک و التی تعترفین بها، فانک تعلمین انه لیس هناک ای انسان- عدا المعصومین- منزه عن النقائص و العیوب. و علی هذا الاساس فان جمیع الاشخاص الذین تحبینهم و جمیع الرجال الذین تظنین انک ستکونین سعیدة بالزواج بهم، فانه یمکن ان تکون فیهم عیوب و نقائص هی خافیة علیک الان، و لکنک حینما تنفصلین عن زوجک الفعلی و تتزوجین بهم فانک سوف تطلعین علی عیوبهم و سوف تکتشفین أن السبب الذی دعاک الی عشق ذلک الشخص لم یکن  بتلک الاهمیة، و انه کان هناک فی زوجک الفعلی عوامل افضل تدعو الی حبه و التعلق به لکنک کنت تتجاهلینها.

وقد ورد فی الروایات و النصوص الدینیة ما یشبه الذی ذکرناه فقد خوطب الرجال بقول النبی (ص): "اذا نظر احدکم الی المرأة الحسناء فلیأت اهله فان الذی معها مثل الذی مع تلک"[1] و قال أمیر المؤمنین علی (ع) فی نهج البلاغة: "ان أبصار هذه الفحول طوامح و ان ذلک سبب هبابها، فاذا نظر أحدکم الی امرأة تعجبه فلیلامس أهله، فان الذی معها مثل الذی مع تلک"[2]. و بناءً علی هذا فان علیک ان تسعی لادراک قدر حیاتک الفعلیة لکی لا یصیبک الندم.

وقولک انک کنت تحبین ذلک الرجل و انک مهما حاولت لم تتمکنی من اخراج حبه من قلبک، فان الحب و ان کان امراً قلبیاً و انه ما لم یصل الی مرحلة العمل و لم یتبعه اقدام عملی فلا یعد ذلک ذنباً و معصیة، و لکن یجب الالتفات الی انه یمکنک عن طریق التفکر الصحیح فی جوانب الاشخاص الذین تحبینهم و التعقل فی اسباب الجذور و الاثار و النتائج الحسنة و السیئة کذلک، السیطرة علی عواطفک و توجیهها الوجهة الصحیحة.

فانه اذا التفت الانسان الی ان العلاقة و العشق القلبی للاشخاص الاجانب یکون سبباً لکثیر من الانحرافات و الاعمال غیر المشروعة و ایقاع الفرقة بین الازواج و زوجاتهم، و یدمر الاسرة و یؤدی الی انتشار ظاهرة ابناء الطلاق مع کل عوارضها السلبیة فی المجتمع، فانه سوف یدرک بان مثل هذا الحب معصیة و حرام قطعاً.

وکذلک فان الانسان اذا التفت الی ان الزواج میثاق یتضمن تعهدات للزوج و الزوجة و ان کل من یتخلف عن هذه التعهدات یکون مدیناً للطرف الاخر، فانه سوف لن یرضی قطعاً ان یکون مدیناً فی الدنیا و الآخرة لزوجه و اطفاله و ان یدمر حیاتهم لاجل أمر تافه و حب عابر.

ومن الامور التی یمکنها ان تحول دون انحراف الانسان و تحفزه للمواجهة الجدیة مع الانحرافات هو التفات الانسان الی مقامه و قیمته و منزلته، فان من یری نفسه ذا شخصیة و قیمة مهمة فانه لن یستسلم بسهولة لای عدو و منه عدوه الداخلی (هوی النفس).

اننا نری فیک نقاط ایجابیة کثیرة یمکنک عن طریقها ان تتخلصی من العشق الکاذب و المدمر و تنقذی حیاتک و حیاة زوجک و ابنائک و ان تبعثی فیها البهجة من جدید.

فمن النقاط الایجابیة والتی توجب الثقة بک هو ایمانک بالله تعالی و اهتمامک باداء الواجبات مثل الصلاة و الصوم و.. و حبک للائمة الاطهار (ع) و ارتباطک القلبی بهم و حبک و زیارتک لقبورهم المطهرة، و اهتمامهم بزائرهم و محبیهم هو ایضاً من صفاتک الایجابیة المهمة.

وبناءً علی هذا فبملاحظة ایمانک و اعتقادک بالله القادر المتعال، علیک ان تسعی بالاستعانة به ان تخرجی محبة کل شخص اجنبی، و هذا العمل و ان کان شاقاً و لکنه لیس محالا بعد الاستعانة بالله الکریم، و یمکنک عن طریق التفکیر فی الاسباب و الجذور و الآثار السیئة و المدمرة لمثل هذه العلاقة، ان تقاومیها و تخرجیها من قلبک و کونی علی ثقة بانک بالارادة القویة و الثابتة و بالتوکل علی الله تعالی یمکنک ان تتغلبی علی العشق الکاذب و المدمر.

وفی الختام نقول بان مطالعة المواضیع المتعلقة بالتوبة و الموجودة فی نفس هذا الموقع، لا تخلو من فائدة.



[1] الکافی، ج5، ص494.

[2] صبحی الصالح، ص550.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...