بحث متقدم
الزيارة
6268
محدثة عن: 2011/12/20
خلاصة السؤال
ما هی کیفیة قصد القربة فی الصلاة؟
السؤال
ما هی کیفیة قصد القربة فی الصلاة؟ هل الصحیح "قربة الى الله" او "قربة عند الله"؟
الجواب الإجمالي

لا یتوقف قصد الصلاة على التلفظ بصیغة معینة، فالنیة عبارة عن قصد الفعل، و یعتبر فیها التقرب الى اللَّه تعالى و امتثال أمره، و لا یجب فیها التلفظ، لأنها أمر قلبی، کما لا یجب فیها الاخطار أی الحدیث الفکری و الإحضار بالبال.

اما لو أراد التلفظ بالنیة فبما ان العرب یستعملون عبارة "قربة عند الله" فی نفس المعنى حسب ظاهر القرآن الکریم فی قوله تعالى " وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ یَتَّخِذُ ما یُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَیُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فی‏ رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحیمٌ". فلما کانت قربات جمع قربة و و ان لفظة "عند" و ضعت للتقرب؛ من هنا یصح استعمال عبارة "قربة عند الله".

الجواب التفصيلي

لا یتوقف قصد الصلاة على التلفظ بصیغة معینة، فالنیة عبارة عن قصد الفعل، و یعتبر فیها التقرب الى اللَّه تعالى و امتثال أمره، و لا یجب فیها التلفظ، لأنها أمر قلبی، کما لا یجب فیها الاخطار أی الحدیث الفکری و الإحضار بالبال، بأن یرتّب فی فکره و خزانة خیاله مثلا أصلّی صلاة فلا نیّة امتثالا لأمره، بل یکفی الداعی و هو الإرادة الإجمالیة المؤثرة فی صدور الفعل المنبعثة عمّا فی نفسه من الغایات على وجه یخرج به عن الساهی و الغافل، و یدخل فعله فی فعل الفاعل المختار، کسائر أفعاله الإرادیة و الاختیاریة، و یکون الباعث و المحرک للعمل الامتثال و نحوه.[1]

اما لو أراد التلفظ بالنیة فبما أن الکلام قبل تکبیرة الاحرام لا یؤدی الى الاخلال بالصلاة، فمن هنا یمکنه التلفظ من کلا الصیغیتن (قربة الى الله و عند الله) و لا یضر ذلک بصحة الصلاة، لان العرب یستعملون فی الغالب عبارة "قربة الى الله" و لکن قد یستعملون "قربة عند الله" فی نفس المعنى حسب الظاهر، و قد ورد ذلک فی القرآن الکریم " وَ مِنَ الْأَعْرابِ مَنْ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ وَ یَتَّخِذُ ما یُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللَّهِ وَ صَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَیُدْخِلُهُمُ اللَّهُ فی‏ رَحْمَتِهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحیمٌ"[2]

و فی عبارة جاءت کلمة "عند" فی قوله "قربات عند الله" صفة للقربات و على قول انها ظرف لقوله "یتخذ"[3] و بما ان قربات جمع قربة[4] و قال بعض اللغویین بان لفظة "عند" و ضعت للتقرب[5]؛ من هنا یصح استعمال عبارة "قربة عند الله".



[1]الامام الخمینی (ره)، تحریر الوسیلة، ج1، ص156، القول فی النیة، المسالة الاولى.

[2] توبه. 99.

[3] العکبری، عبدالله بن حسین، التبیان فى اعراب القرآن‏، ص 188،الطبعة الاولی، بیت الافکار الدولیه‏، عمان- ریاض‏.

[4] الطریحی، فخر الدین،مجمع البحرین، ج 2، ص 142، مکتبة المرتضوی، طهران، 1375.ش.

[5] مصطفوی، حسن، التحقیق فی کلمات القرآن الکریم، ج 8، ص 236،بنگاه ترجمه و نشر کتاب، طهران، 1360 ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279421 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257169 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128118 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113185 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88976 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59796 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56843 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49697 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...