بحث متقدم
الزيارة
6952
محدثة عن: 2011/03/16
خلاصة السؤال
مع الأخذ بنظر الاعتبار ما جاء في القرآن الكريم من عدم التفرقة بين الأنبياء، فكيف يمكن القول أن نبي الإسلام و الأئمة أفضل من سائر الأنبياء؟ و هل أن المعصومين قادرون على ارتكاب الذنوب؟
السؤال
بحسب اعتقاد الشيعة أن نبي الإسلام و أئمة الشيعة أفضل من باقي الأنبياء، الرجاء توضيح هذه المسألة بالاستناد إلى القرآن الكريم، لأن النص القرآني صريح بتساوي الأنبياء، و كذلك الرجاء بيان هل أن كان الأنبياء و المعصومون قادرين على الاتيان بالذنب؟، فإذا كانوا غير قادرين فمعنى ذلك أنهم ملائكة و ليسوا بشراً، و إذا كانت إمكانية الخطأ موجودة فلا يمكن الاعتماد على أقوال إنسان يجوز عليه الخطأ؟، لطفاً أريد جواباً من القرآن الكريم لأنني وقعت في دوامة، أقسم عليكم إلا ما أسرعتم في إجابتي و أكرر و أطلب الإجابة من القرآن، و أنا أعلم أنه من دون الاعتماد على الحديث لا يمكن فهم الأمور الدينية، و لكن فيما يتعلق بهذا المدعى المخالف للقرآن أطلب دليلاً عليه من القرآن، لأن النبي (ص) قال: (اعرضوا الحديث على القرآن فما وافقه فخذوا به)
الجواب الإجمالي

طرح هذا السؤال على قسمين، و قد تمت الإجابة على أحد قسميه في الأجوبة السابقة، و القسم الآخر يمكن أن يدرس و يبحث على محورين، المحور الأول وظيفة الإنسان بلحاظ الإيمان بجميع الأنبياء السابقين و عدم التفريق بينهم من جهة حقانيتهم، و المحور الثاني أفضلية بعض الأنبياء على البعض الآخر.

و مع الأخذ بنظر الاعتبار أن جميع أفراد الإنسان مختارون في الوظائف و التكاليف، و إن قدرة بني البشر مختلفة، فمن الممكن القول أن الاختلاف في المرتبة و الفضيلة (حتى بين المعصومين) من الأمور التي لا تضر باعتقادنا.

الجواب التفصيلي

يحتوي السؤال على قسمين، القسم الأول نجيب عنه، و القسم الثاني نحيله إلى الأجوبة ذات العلاقة التي نشرت على هذا الموقع.

أولاً: من الضروري متابعة البحث على محورين

تكليف الإنسان و وظيفته فيما يخص مسألة الإيمان بالأنبياء السابقين (ع) و كتبهم، و في هذا المحور نجد القرآن يصرح بأن تكليف المؤمنين هو الإيمان بجميع الأنبياء من دون أي فرق بينهم، و عندما نؤمن بالأنبياء فمعنى ذلك أننا نؤمن بتمام كلامهم و نحن نعلم أن من تعاليم الأنبياء التصديق بالأنبياء السابقين لهم، و من هنا يجب على المؤمنين التصديق بالأنبياء جميعاً.

و أما الآيات التي أشرتم أيها و التي نوردها فإنها ناظرة إلى هذا المعنى:

  • "قولوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَى ا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَى  وَعِيسَى وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ".[1]

ب- "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلاائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".[2]

جـ- "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".[3]

أفضلية بعض الأنبياء على البعض الآخر.

و هذا هو المحور الثاني و الذي يتعلق بشخصية الأنبياء الدينية الإلهية و المعنوية و لا علاقة لها بتكاليف الآخرين و وظائفهم، و يرتبط بأفضلية بعضهم على البعض الآخر.

و بالنظر لكون جميع الناس مختارين في التكاليف و الواجبات من جهة و من جهة أخرى إن قدرات الناس و استعداداتهم مختلفة، فمن المحتمل إمكانية للقول أن الاختلاف و التفاضل من الأمور البديهية، و لا يمكن الاعتقاد بخلافة. و قد أشار القرآن في عدة مواضع لهذا الاختلاف، من جملتها:

  • "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ".[4]

ب- "ولقد فضّلنا بعض النبيين على بعض".[5]

و للاطلاع على الإجابة فيما يخص بالقسم الثاني يمكن الرجوع إلى المواضيع التالية:

"معنی العصمة رقم السؤال 1738 (الموقع: 1885)"، "عصمة النبي (ص) في غیر موارد الوحی عند أهل السنة رقم 8062 (الموقع: ar8216)"، "اختبارية العصمة رقم 16499 (الموقع: ar16229)"، "اختيارية العصمة و كون المعصومين اسوة رقم 7156 (الموقع: 7267)" و "عصمة الأئمه رقم 8486 (الموقع: 8511)".

 


[1] البقرة، 136

[2]البقرة، 5.

[3]آل عمران: 4

[4]البقرة: 253.

[5]لإسراء، 55.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • إذا کان الله خالق کل شیء، فهل إن ما یصدر من الإنسان من أعمال قبیحة یمکن أن ینسب إلى الله؟
    6659 الکلام القدیم 2007/12/09
    یتضح الجواب عن هذا السؤال من خلال تعریف الإرادة وتقسیمها إلى تکوینیة و تشریعیة، فالإرادة على قسمین: أحدهما إرادة تکوینیة و الأخرى إرادة تشریعیة.الإرادة التکوینیة عبارة عن العلم بالنظام بشکل کامل و تام، یعنی أنه بالقدر الذی یکون الله فیه عالماً بالنظام الأتم الأکمل، فإن هذا العلم هو العلة ...
  • ما هی طریقة علاج الریاء؟
    8935 العملیة 2010/05/30
    الریاء هو عبارة عن أن یقصد الإنسان عن طریق إراءة أعماله الحسنة للآخرین الحصول علی الاعتبار و المنزلة عندهم. و الریاء یقابل الاخلاص.و هناک مجموعة من الطرق لعلاج ا الریاء ، منها:التفکّر فی سخط الله و غضبه علی عمل الریاء، ...
  • هل أن الرزّ الذی سخن لعدة مرات و صارت فیه رائحة الکحول نجس؟
    4361 الحقوق والاحکام 2009/11/23
    أرسلنا السؤال المذکو الی مکاتب المراجع (حفظهم الله) فکانت الأجوبة التی حصلنا علیها کما یلی:مکتب آیة الله العظمی الخامنئی(مد ظله العالی):مجرّد الأمر المذکور لا یوجب حرمة و ...
  • هل وضع الإمام الحسین(ع) فرقاً بین العرب و العجم، و أنه ذمَّ العجم؟
    7015 درایة الحدیث 2009/05/09
    الروایات التی أشرتم إلیها منقولة عن أبی عبد الله الصادق (ع) (و لیس عن الإمام الحسین) حیث قال: «نحن من قریش و شیعتنا من العرب و أعداؤنا من العجم» و هذه الروایة لا یمکن الأخذ بها و اعتماد ظاهرها الذی هو دعوة الى القومیة والعنصریة؛ کما أنها غیر معتبرة بلحاظ ...
  • أشیر فی تفسیر تسنیم الى مقامی الاثبات و الثبوت فی القرآن الکریم ما المراد منهما؟
    4942 التفسیر 2011/06/20
    مقام الثبوت یعنی کون القرآن حجة فی نفسه أی أن هذا الکتاب المقدس حجة بما هو هو، و أما مقام الإثبات فیعنی أن القرآن الکریم بالاضافة الى حجیته النفسیه یتملک القابلیة على إثبات حجیة المتون الأخرى و العقائد المختلفة و أنه المعیار الذی توزن به الاحادیث و الروایات الأخرى.
  • هل أن رجوع الشهود عن الشهادة أو ثبوت کذبهم یوجب سقوط القصاص؟
    4894 الحقوق والاحکام 2009/10/31
    من طرق إثبات القتل هو شهادة الشهود فإذا شهد رجلان عاقلان بالغان عادلان علی القتل العمدی، ثبت قتل العمدی و جاز القصاص.[1]فإذا رجع الشهود عن شهادتهم فی حضور القاضی بعد حکمه (طبقاً لشهادتهم) سقط القصاص.[2]ولو ثبت أنهم ...
  • ما هی الاخلاقیات و القیم التی توجد فی سورة الحجرات؟
    5697 التفسیر 2015/06/10
    لاریب أنّ لعلاقة المسلم باللّه و رسوله آداب فی الإسلام یفترض بالمسلم احترامها عند مخاطبتهما، کما أنّ هناک آدابا لعلاقة المسلم بالآخرین تلزمه باحترام أسرارهم و خفایاهم و عیوبهم و أوضاعهم، بحیث لا ینفذ إلیها إلّا بإذن إلهیّ، أو بإذن أصحابها أنفسهم، و لا یذکر من تلک الخفایا ...
  • ما التكليف إن تعارض الشهود على أعلمية المجتهد؟
    5446 الحقوق والاحکام 2012/09/05
    لقد أفتى جميع مراجع التقليد أنه: "يثبت الاجتهاد بالاختبار و بالشياع المفيد للعلم و بشهادة العدلين من أهل الخبرة‌، و كذا الأعلمية"[1] إذن فيما إذا تحقق هذا الفرض، أي تعارض شهادة عادلين مع شهادة عادلين آخرين، هنا لابد للإنسان أن ...
  • ما هو معنی اطاعة الولی الفقیه؟
    4584 الانظمة 2011/06/20
    جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی کالآتی:إذا أصدر الفقیه العادل ذو الکفاءة حکماً تحت شرائط معیّنة، یجب علی الجمیع العمل به حتی علی سائر الفقهاء العدول الکفوئین، بل حتی علی شخص ذلک الفقیه، و هذا الأمر هو الاطاعة للولی الفقیه.و بعبارة ...
  • ما هی الآثار المترتبة على عقوق الوالدین و عدم احترامهم؟
    8749 العملیة 2012/08/13
    من الواجبات التی أکدت علیها الشریعة الاسلامیة و القرآن الکریم - بعد عبادة الله تعالى و الایمان به- برّ الوالدین و احترامهم، " وَ إِذْ أَخَذْنا میثاقَ بَنی‏ إِسْرائیلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَ بِالْوالِدَیْنِ إِحْسانا"[1]، و قد تکرر التأکید على هذا المعنى ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257251 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128143 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113247 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88997 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59838 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56856 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49741 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47165 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...