بحث متقدم
الزيارة
7665
محدثة عن: 2011/03/16
خلاصة السؤال
مع الأخذ بنظر الاعتبار ما جاء في القرآن الكريم من عدم التفرقة بين الأنبياء، فكيف يمكن القول أن نبي الإسلام و الأئمة أفضل من سائر الأنبياء؟ و هل أن المعصومين قادرون على ارتكاب الذنوب؟
السؤال
بحسب اعتقاد الشيعة أن نبي الإسلام و أئمة الشيعة أفضل من باقي الأنبياء، الرجاء توضيح هذه المسألة بالاستناد إلى القرآن الكريم، لأن النص القرآني صريح بتساوي الأنبياء، و كذلك الرجاء بيان هل أن كان الأنبياء و المعصومون قادرين على الاتيان بالذنب؟، فإذا كانوا غير قادرين فمعنى ذلك أنهم ملائكة و ليسوا بشراً، و إذا كانت إمكانية الخطأ موجودة فلا يمكن الاعتماد على أقوال إنسان يجوز عليه الخطأ؟، لطفاً أريد جواباً من القرآن الكريم لأنني وقعت في دوامة، أقسم عليكم إلا ما أسرعتم في إجابتي و أكرر و أطلب الإجابة من القرآن، و أنا أعلم أنه من دون الاعتماد على الحديث لا يمكن فهم الأمور الدينية، و لكن فيما يتعلق بهذا المدعى المخالف للقرآن أطلب دليلاً عليه من القرآن، لأن النبي (ص) قال: (اعرضوا الحديث على القرآن فما وافقه فخذوا به)
الجواب الإجمالي

طرح هذا السؤال على قسمين، و قد تمت الإجابة على أحد قسميه في الأجوبة السابقة، و القسم الآخر يمكن أن يدرس و يبحث على محورين، المحور الأول وظيفة الإنسان بلحاظ الإيمان بجميع الأنبياء السابقين و عدم التفريق بينهم من جهة حقانيتهم، و المحور الثاني أفضلية بعض الأنبياء على البعض الآخر.

و مع الأخذ بنظر الاعتبار أن جميع أفراد الإنسان مختارون في الوظائف و التكاليف، و إن قدرة بني البشر مختلفة، فمن الممكن القول أن الاختلاف في المرتبة و الفضيلة (حتى بين المعصومين) من الأمور التي لا تضر باعتقادنا.

الجواب التفصيلي

يحتوي السؤال على قسمين، القسم الأول نجيب عنه، و القسم الثاني نحيله إلى الأجوبة ذات العلاقة التي نشرت على هذا الموقع.

أولاً: من الضروري متابعة البحث على محورين

تكليف الإنسان و وظيفته فيما يخص مسألة الإيمان بالأنبياء السابقين (ع) و كتبهم، و في هذا المحور نجد القرآن يصرح بأن تكليف المؤمنين هو الإيمان بجميع الأنبياء من دون أي فرق بينهم، و عندما نؤمن بالأنبياء فمعنى ذلك أننا نؤمن بتمام كلامهم و نحن نعلم أن من تعاليم الأنبياء التصديق بالأنبياء السابقين لهم، و من هنا يجب على المؤمنين التصديق بالأنبياء جميعاً.

و أما الآيات التي أشرتم أيها و التي نوردها فإنها ناظرة إلى هذا المعنى:

  • "قولوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ إِلَى ا إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَآ أُوتِيَ مُوسَى  وَعِيسَى وَ مَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ".[1]

ب- "آمَنَ الرَّسُولُ بِمَآ أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلاائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ".[2]

جـ- "قُلْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَآ أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ".[3]

أفضلية بعض الأنبياء على البعض الآخر.

و هذا هو المحور الثاني و الذي يتعلق بشخصية الأنبياء الدينية الإلهية و المعنوية و لا علاقة لها بتكاليف الآخرين و وظائفهم، و يرتبط بأفضلية بعضهم على البعض الآخر.

و بالنظر لكون جميع الناس مختارين في التكاليف و الواجبات من جهة و من جهة أخرى إن قدرات الناس و استعداداتهم مختلفة، فمن المحتمل إمكانية للقول أن الاختلاف و التفاضل من الأمور البديهية، و لا يمكن الاعتقاد بخلافة. و قد أشار القرآن في عدة مواضع لهذا الاختلاف، من جملتها:

  • "تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ".[4]

ب- "ولقد فضّلنا بعض النبيين على بعض".[5]

و للاطلاع على الإجابة فيما يخص بالقسم الثاني يمكن الرجوع إلى المواضيع التالية:

"معنی العصمة رقم السؤال 1738 (الموقع: 1885)"، "عصمة النبي (ص) في غیر موارد الوحی عند أهل السنة رقم 8062 (الموقع: ar8216)"، "اختبارية العصمة رقم 16499 (الموقع: ar16229)"، "اختيارية العصمة و كون المعصومين اسوة رقم 7156 (الموقع: 7267)" و "عصمة الأئمه رقم 8486 (الموقع: 8511)".

 


[1] البقرة، 136

[2]البقرة، 5.

[3]آل عمران: 4

[4]البقرة: 253.

[5]لإسراء، 55.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو حکم صوم المرأة المرضعة؟
    6183 الحقوق والاحکام 2011/06/14
    لا یجب الصوم علی المرأة الحامل المقربة التی یضر الصوم بحملها، و لکن یجب علیها أن تتصدّق عن کل یوم لم تصمه بمد (حنطة أو شعیر) للفقیر و تقضی الأیام التی فاتتها فی السنین القادمة؟ [1]و کذلک المرأة المرضعة، لا یجب علیها الصوم إذا أدّی ...
  • هل یمکن ان تشرح لی الجنان السبع بالتفصیل؟
    10105 القرآن 2006/09/12
    ورد فی الکتب الحدیثیة ان الجنان سبع هی: دار السلام، دار الجلال، و جنة الماوى، و جنة الخلد، وجنة عدن، و جنة الفردوس، و جنة النعیم، و ذهب بعضهم الى انها واحدة، و الاسماء کلها صادقة علیها،اذ یصدق علیها انها جنة عدن ای اقامة و دار السلام ...
  • أنا أعمل فی القسم الإداری لشرکة إنتاج سیارات. فباعتبار أن عملنا المفید لا یتجاوز الساعتین فهل فی الراتب المستلم الذی نستلمه على أساس التخصص و الأداء شبهة الحرمة؟
    6179 الحقوق والاحکام 2011/06/02
    مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):1و3) هذه الأمور تتبع القوانین و الضوابط الخاصة فإن کانت مطابقة للقوانین فلا بأس بها.2) إن کان بإذن المسؤول المعنی و الذی له صلاحیة الإذن شرعا و قانونا فلا بأس به. 
  • هل ورد في الروایات دعاء لطلب المولود الذکر و تسمیته باسم محمد؟
    7737 العملیة 2012/03/08
    ورد الحث في الروایات علی تسمیة الاولاد بجمیع الاسماء الحسنة، و قد ورد الاهتمام في الروایات بالاولاد ذکوراً و اناثاً و لیس فیها اي الزام علی التأکید علی کون جمیع الموالید ذکوراً (کما في مفروض السؤال). و اذا کان الشخص راغباً في مثل ذلک فیمکنه ان ینوي ...
  • ما هو المقدار الذی یجب تنفیذه فی وصیة الموصی؟
    5209 الحقوق والاحکام 2009/08/06
    أجاب مکتب السید القائد عن السؤال بالآتی:یجب العمل فی کلا الموردین طبقاً لآخر وصیة، و إذا کان المال الموصی به زائداً على الثلث، فلا بد من أن یجیز الورثة التصرف فیما زاد عن الثلث[1].
  • بیان وقائع غزوة تبوک
    6445 تاريخ بزرگان 2011/08/07
    وقعت غزوة تبوک فی السنة التاسعة للهجرة حیث کانت الروم الشرقیة تمثل خط المواجهة مع المسلمین من هذه الناحیة فلما واجهت الامبراطور الرومانیة الطوفان الاسلامی الهادر و عرفت بالروح المعنویة العالیة للمقاتلین المسلمین احتملت أن تکون من أوائل ضحایا تقدم الإسلام السریع، لذلک فقد جهزت جیشا قوامه أربعون ألف مقاتل ...
  • هل یجوز تبدیل محل المرافق الصحیة الى مسجد؟
    5896 الحقوق والاحکام 2010/09/05
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی. ...
  • کیف ینسجم قتل موسى للرجل القبطی مع العصمة؟
    6708 الکلام القدیم 2008/11/01
    جمیع الأنبیاء (على اختلاف درجاتهم) معصومون و على قمة هرم التکامل و القرب من الله تعالى، کما أن لهم واجبات و تکالیف غیر ما للآخرین، بل إنهم یعدون کل توجه لغیر الله المعبود ذنباً عظیماً.و قد وردت توضیحات و آراء عدیدة من قبل ...
  • ما هی المشارکة؟
    5540 الحقوق والاحکام 2010/06/06
    للمشارکة فی الفقه الإسلامی معنیان:1ـ کون شی‏ء واحد لاثنین أو أزید مشاعاً، و هی إما فی عین أو دین أو منفعة أو حق‏. و من أحکام هذا النوع من المشارکة أنه لا یجوز لبعض الشرکاء التصرف فی المال المشترک إلا برضا الباقین.[1]2ـ ...
  • هل یجوز لغیر الرسول الاکرم أن یفسیر کلام الله؟
    8331 التفسیر 2010/07/20
    خلافاً للکتب السماویة الأخرى التی تعرضت للتحریف، لا نشاهد الآن أیّ شیء مخالف للواقع فی القرآن و حتى الذین یعتقدون بمعنى خاص من التحریف، لم یغفلوا عن هذه الحقیقة. إن الله سبحانه و تعالى قد أنزل القرآن الکریم بنص سهل و یسیر لکل المخاطبین، فجمیع الناس قادرون ـ ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281485 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261689 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130493 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    119029 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90360 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    62066 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61885 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57968 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53591 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49996 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...