Please Wait
7115
الأخدود: شقّ في الأرض مستطيل غائص، و جمع الأخدود أَخَادِيد، و هو الشق العظيم في الأرض، أو الخندق. و المراد هنا هو عبارة عن خنادق کبیرة کانت ملیئة بالنار و معدة لتعذیب المؤمنین بالقائهم فیها و إحراقهم من قبل طاغیة زمانهم.
و قد وقع الکلام بین المفسرین و المؤرخین حول زمن وقوع هذه الحادثة و من هم أصحابها؟ و هل هي حادثة خاصة و معینة أم انها اشارة الی وقائع متعددة من هذا القبیل في مناطق مختلفة من العالم؟ و أشهر الآراء هو أن الواقعة ترتبط بـ (ذي نؤاس) و هو آخر ملوک (حمیر) في أرض الیمن. و بناء علی هذا فأصحاب الاخدود جماعة من الجبارة الظلمة کانوا یشقون الارض و یملأونها ناراً و یلقون المؤمنین فیها بسبب إیمانهم و یحرقونهم عن آخرهم.
الأخدود: شقّ في الأرض مستطيل غائص، و جمع الأخدود أَخَادِيد [1]. و المراد هنا هو عبارة عن خنادق کبیرة کانت ملیئة بالنار و معدة لتعذیب المؤمنین بالقائهم فیها و إحراقهم من قبل طاغیة زمانهم.
و قد وقع الکلام بین المفسرین و المؤرخین حول زمن وقوع هذه الحادثة و من هم أصحابها؟ و هل هي حادثة خاصة و معینة أم أنها اشارة الی وقائع متعددة من هذا القبیل في مناطق مختلفة من العالم؟ و اشهر الآراء هو ان الواقعة ترتبط بـ (ذي نؤاس) و هو آخر ملوک (حمیر)[2] في أرض الیمن.
و كان «ذو نواس» قد تهوّد، و اجتمعت معه حمير على اليهودية، و سمّى نفسه (يوسف)، و أقام على ذلك حينا من الدهر، ثمّ أخبر أنّ «بنجران» (شمال اليمن) بقايا قوم على دين النصرانية، و كانوا على دين عيسى عليه السّلام و حكم الإنجيل، فحمله أهل دينه على أن يسير إليهم و يحملهم على اليهودية، و يدخلهم فيها، فسار حتى قدم نجران، فجمع من كان بها على دين النصرانية، ثمّ عرض عليهم دين اليهودية و الدخول فيها، فأبوا عليه، فجادلهم و حرص الحرص كلّه، فأبوا عليه و امتنعوا من اليهودية و الدخول فيها، و اختاروا القتل، فاتخذ لهم أخدودا و جمع فيه الحطب، و أشعل فيه النّار، فمنهم من احرق بالنّار، و منهم من قتل بالسيف، و مثّل بهم كلّ مثلة، فبلغ عدد من قتل و احرق بالنّار عشرين ألفا.[3].
و قد وردت هذه القصة بصور مختلفة و مفصلة في کثیر کتب التفسیر و التاریخ، فقد نقلت في مجمع البیان و تفسیر ابو الفتوح الرازي و روح المعاني و تفسیر القرطبي في ذیل الآیات مورد البحث في سورة البروج، کما نقلها ابن هشام في سیرته[4] و....
و قد اتضح مما تقدم ان هؤلاء الجناة القساة قد نالوا في هذه الدنیا جزاءهم من العذاب الالهي، و القصاص للدماء التي سفکوها، ثم وراءهم عذاب الحریق في یوم القیامة ایضاً.
و ما ذکرناه حول أصحاب الاخدود هو الموافق للرؤیة المشهورة و المعروفة، و لکن هناک روایات اخری في هذا المجال تذکر ان أصحاب الاخدود لم یکونوا في (الیمن) و في عهد (ذو نواس) فحسب، و قد نقل بعض المفسرین عشرة اقوال في أصحاب الاخدود[5].
و یقول العلامة الطباطبائي في المیزان
و الأخدود الشق العظيم في الأرض، و أصحاب الأخدود هم الجبابرة الذين خدوا أخدودا و أضرموا فيها النار و أمروا المؤمنين بدخولها فأحرقوهم عن آخرهم نقما منهم لإيمانهم فقوله: «قُتِلَ» إلخ دعاء عليهم و المراد بالقتل اللعن و الطرد.[6]
و یقول بعض المفسرین: و المعنى أنهم قتلوا بالإحراق في النار ذكرهم الله سبحانه و أثنى عليهم بحسن بصيرتهم و صبرهم على دينهم حتى أحرقوا بالنار[7].
[1] الراغب الاصفهاني، مفردات الفاظ القرآن، مادة:(خد)
[2] کانت حمير قبيلة من قبائل اليمن المعروفة، نقلاً عن: مکارم، ناصر، تفسير الامثل، ج26، ص338، دار الکتب الاسلامية، طهران، الطبعة الاولی، 1374ش.
[3] القمي، علي بن ابراهيم، تفسير القمي، تحقیق موسوي الجزائري، سيد طيب، ج2، ص414، دار الكتاب، قم، الطبعة الرابعة، 1374 ش.
[4] ج1، ص35.
[5] يمکنکم مطالعة تفصيل هذه الواقعة في تفسير الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج20، ص: 85، نشر مدرسة الامام علي بن ابي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.
[6] الطباطبائي، السيد محمد حسين، الميزان، ج20، ص251، مکتب النشر الاسلامي، قم، الطبعة الخامسة، 1417ق.
[7] الطبرسي، مجمع البيان، 26، ص422، منشورات ناصر خسرو، طهران، البعة الثالثة، 1372ش.