Please Wait
5799
إن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک. لکن یمکن القول هنا أن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء للذوات المقدسة یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة . ثم ان القضیة بالنسبة الى اصحاب الکساء تعد من الامور التی لا شک فیها و هکذا الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".
من الابحاث اللطیفة فی المعارف الدینیة مسألة العلاقة بین الإسم و المسمّى، و هناک شواهد کثیرة تدل على تلک الابحاث فی روایات المعصومین (ع).
وهذه العلاقة بحثت بشکل واضح فی اسماء المعصومین عامة و اصحاب الکساء علیهم السلام خاصة، فلایمکن انکار تلک القضیة بوجه من الوجوه. بل القضیة تتعدى العلاقة بین الاسم و المسمى فی اللغة العربیة الى وجودها فی الکلمات المرادفة لها فی اللغات الاخرى حیث الکل تشترک فی وجود معنى وحیانی فیها.
و من الواضح أن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک و هذا ما لا یستوعبه هذا المختصر من الاجابة، و لکن لنأخذ القضیة کأصل مسلًم و نستعین بالمنهج النقلی و الروائی فی التوصل الى جواب السؤال المطروح. و من هنا نحاول الاکتفاء ببعض الشواهد فقط:
من الامور المثیرة فی خصوص اسماء اصحاب الکساء الخمسة وفقا للعقیدة الاسلامیة عامّة و الشیعیة خاصة هی أن تلک الاسماء تعد من اسماء المنتجبین و المصطفین المتنبأ به قبل أن یولد اصحابها ، بل تذهب بعض الآراء الى أن تلک الذوات لیس مجرد اسماء و إنما هی ذوات نورانیة توسل بها الکثیر من الانبیاء لطلب الرحمة و العون الالهیین.[1] و بعد أن وطأت أقدامها ظهر المعمورة بعد التلبس بلباس المادة سمیت بالاسماء الالهیة التی اختارها الله لها.
إن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة کما أن ذواتها مشتقة من نور الله تعالى، و من تلک الروایات المشهورة التی تصرح بهذا المعنى:
" عن أبی عبد الله (ع) قال إن الله تبارک و تعالى کان و لا شیء فخلق خمسة من نور جلاله و [جعل] لکل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة فهو الحمید و سمى [النبی] محمدا ص و هو الأعلى و سمى أمیر المؤمنین علیا و له الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا و حسینا و هو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما»[2]
اذن لاشک فی کون اسماء اصحاب الکساء تدل على علاقة بین الاسم و المسمى و انها تسمیات للسماء مدخلیة فی وضعها و هکذا یصدق الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".