بحث متقدم
الزيارة
6012
محدثة عن: 2011/08/17
خلاصة السؤال
ما هی دلالات و الآثار المترتبة و المعانی العمیقة المرتبطة بتسمیة أولیاء الله عزوجل من قبل سبحانه و تعالى؟
السؤال
نرى فی القرآن الکریم أن الله عز و جل إختار لأولیاءه أسماءهم , مثلا عیسى بن مریم أو یحیى بن زکریا صلوات الله و سلامه علیهم أجمعین و لم یجعل له من قبل سمیّا , کذلک بالنسبة لأسماء أهل البیت علیهم السلام , فإن إسمی محمّد و علی , لم یسبق التسمیة بهما عند العرب على حد علمی قبلهما صلوات الله و سلامه علیهما أجمعین , سؤالی هو ما هی دلالات و الآثار المترتبة و المعانی العمیقة المرتبطة بتسمیة أولیاء الله عزوجل من قبل سبحانه و تعالى؟
الجواب الإجمالي

إن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک. لکن یمکن القول هنا أن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء للذوات المقدسة یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة . ثم ان القضیة بالنسبة الى اصحاب الکساء تعد من الامور التی لا شک فیها و هکذا الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".

الجواب التفصيلي

من الابحاث اللطیفة فی المعارف الدینیة مسألة العلاقة بین الإسم و المسمّى، و هناک شواهد کثیرة تدل على تلک الابحاث فی روایات المعصومین (ع).

وهذه العلاقة بحثت بشکل واضح فی اسماء المعصومین عامة و اصحاب الکساء علیهم السلام خاصة، فلایمکن انکار تلک القضیة بوجه من الوجوه. بل القضیة تتعدى العلاقة بین الاسم و المسمى فی اللغة العربیة الى وجودها فی الکلمات المرادفة لها فی اللغات الاخرى حیث الکل تشترک فی وجود معنى وحیانی فیها.

و من الواضح أن البحث عن کیفیة تسمیة الانبیاء و الائمة و المسیرة التطوریة لتلک الاسماء على طول الحضارة البشریة یستدعی بحثا مفصلاً و معرفة موسوعة بعلم الالسنیات و الهرمنوتیک و هذا ما لا یستوعبه هذا المختصر من الاجابة، و لکن لنأخذ القضیة کأصل مسلًم و نستعین بالمنهج النقلی و الروائی فی التوصل الى جواب السؤال المطروح. و من هنا نحاول الاکتفاء ببعض الشواهد فقط:

من الامور المثیرة فی خصوص اسماء اصحاب الکساء الخمسة وفقا للعقیدة الاسلامیة عامّة و الشیعیة خاصة هی أن تلک الاسماء  تعد من اسماء المنتجبین و المصطفین المتنبأ به قبل أن یولد اصحابها ، بل تذهب بعض الآراء الى أن تلک الذوات لیس مجرد اسماء و إنما هی ذوات نورانیة توسل بها الکثیر من الانبیاء لطلب الرحمة و العون الالهیین.[1] و بعد أن وطأت أقدامها ظهر المعمورة بعد التلبس بلباس المادة سمیت بالاسماء الالهیة التی اختارها الله لها.

إن العلاقة بین اللفظ و المعنى فی تلک الاسماء یکشف عن کون تلک الاسماء حاکیة عن مقام و منزلت خاصة لمسمیاتها فی عالم الوجود، و تذهب بعض الروایات الى القول بان تلک الاسماء مشتقة من الاسماء الالهیة کما أن ذواتها مشتقة من نور الله تعالى، و من تلک الروایات المشهورة التی تصرح بهذا المعنى:

" عن أبی عبد الله (ع) قال إن الله تبارک و تعالى کان و لا شی‏ء فخلق خمسة من نور جلاله و [جعل‏] لکل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة فهو الحمید و سمى [النبی‏] محمدا ص و هو الأعلى و سمى أمیر المؤمنین علیا و له الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا و حسینا و هو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه اسما»[2]

اذن لاشک فی کون اسماء اصحاب الکساء تدل على علاقة بین الاسم و المسمى و انها تسمیات للسماء مدخلیة فی وضعها و هکذا یصدق الامر بالنسبة الى اسماء بعض الانبیاء من قبیل "یحیى" و "عیسى".



[1] انظر: الکلینی، الکافی، ج 8، ص 305، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش؛ الشیخ الصدوق، معانی ‏الأخبار، ص 125، انتشارات جامعة مدرسین، قم، 1361 ش.

[2] . ابوالقاسم فرات بن ابراهیم‏، تفسیر فرات الکوفی، ص 57، نشر وزارة الارشاد الاسلامی‏. طهران، 1410ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هو حکم الاستنساخ من وجهة نظر الاسلام؟
    7304 الحقوق والاحکام 2008/07/20
    الاستنساخ و خصوصاً الاستنساخ الانسانی هو من المسائل الجدیدة (المستحدثة) و لهذا لم یذکر حکمها فی الآیات و الروایات. و لکن علماء الشیعة و فقهاؤهم طرحوا نظریاتهم فی هذه القضیة و ذلک عبر الاجتهاد فی الآیات و الروایات و توجد الآن حول هذا الموضوع بین فقهاء الشیعة عدة نظریات. 1- ...
  • هل یجوز وضع علامة على جبهة أو جسد المجرم؟
    5289 الحقوق والاحکام 2010/06/06
    لکل إنسان فی نظر الإسلام قیمته و مکانته، بما فی ذلک المجرمون و أصحاب الذنوب. و یجازى المجرم بقدر ما ارتکب من جرم. و قد وضع الإسلام عقوبات خاصة لغرض ردع  المجرمین المرتکبین لجرائم خاصة؛ مثل الزنا، اللواط، شرب الخمر، السرقة و ... مثل الضرب بالسوط، قطع الید، أو القتل ...
  • ما هی المکانة و المنزلة التی تحتلها الاخلاق فی میادین الریاضة؟
    6715 العملیة 2011/12/17
    لم یهمل الدین الاسلامی انطلاقا من شمولیته و عالمیته أی بعد من الابعاد التی تساعد الانسان فی حرکته التکاملیة و التی تأخذ بیده الى السعادة فی الدارین، کما أهتم کثیرا بعنصری السلامة البدنیة و الروحیة و الجانب الریاضی لانه یوفر الارضیة المناسبة لتحقیق هذا الغرض المهم.و یجب على العنصر ...
  • لماذا یجب علینا ان نؤدی الصلاة باللغة العربیة؟
    6703 الفلسفة الاحکام والحقوق 2008/01/22
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • هل فقرة \" و الراسخون فی العلم\" الواردة فی الآیة 7 من سورة آل عمران، معطوفة على سابقتها، او هی جملة استئنافیة مستقلة؟
    7002 التفسیر 2012/05/20
    اختلفت کلمة المفسرین و الباحثین فی الشأن القرآنی فی تفسیر الأیة المبارکة، و هل أن جملة «وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ»  استئنافیة أو هی معطوفة على سابقتها؟ فذهب کل فریق الى تبنّی واحد من الرأیین، و إنّ لکلّ فریق من مؤیّدی هذین الاتجاهین أدلّته و براهینه و شواهده. ...
  • لماذا یجب أن تدار أمور الاسلام من قبل الفقهاء؟
    6142 الکلام الجدید 2008/08/23
    الاسلام هو الدین الخاتم و أحکامه و قوانینه و تعالیمه ثابتة و لها صفة الخلود، و کما کان هو الحلاّل لجمیع المشاکل منذ الیوم الأول کذلک یبقی للأبد. من جانب آخر فان الاوضاع و الظروف تتجدد فی کل یوم فتولد أوضاع و ظروف مغایرة تماماً للظروف القدیمة.و الدین الاسلامی ...
  • متى تتنجس الأشیاء الطاهرة؟ و کیف یمکن تطهیرها؟
    6666 النظری 2010/07/15
    حکم الإسلام أن کل شیء طاهر حتى تتیقن أنه نجس[1]، و إذا شککت بنجاسة شیء فهو طاهر[2].و علیه فالمورد الأول إذا کنت متیقناً من نجاسة یدک و أن فیها رطوبة کافیة تتنقل إلى ملابسک ...
  • ما هو حکم خلف الوعد؟
    7003 الحقوق والاحکام 2008/07/23
    إذا عاهد الله شخصٌ (بحسب الشروط و الکیفیة التی وردت فی رسائل الفقهاء العملیة)،[1] و لم یلتزم بعهده فعلیه أن یدفع الکفارة، إما أن یطعم ستین مسکیناً، أو یصوم ستین یوماً،[2] أو یحرر رقبة،
  • هل تعتبر زیارة الناحیة معتبرة من حیث السند؟ کیف نوجه بعض فقراتها التی تدل علی نشر شعور حریم آل البیت (ع)؟
    4741 الحدیث 2017/12/31
    کل ما یمکن قوله فی سند زیارة الناحیة المقدسة هو أن هذه الزیارة منسوبة للإمام الحجة (عج) فی بعض الکتب "کالمزار الکبیر" لإبن المشهدی؛ أما سندها فهی ککثیر من التواقیع الشریفة المنسوبة للإمام المهدی (عج) التی لا مجال لإجراء التحقیق السندی المتداول فی الأحادیث الأخری علیها. راجع المزید ...
  • ما المراد بالفقه الموروث؟
    5528 الحقوق والاحکام 2010/08/07
    الفقه الموروث: هو الاجتهاد و استنباط الأحکام الشرعیة على أساس المنهج القدیم لعلماء الشیعة و الذی تجاوز عمره الألف سنة، بطریقة بقیت راسخاً فی مصنفاتهم. الفقه الموروث هو الذی اعتبره الإمام الخمینی (ره) أفضل منهج و طریق لدراسة و تحقیق و ستنباط الأحکام الشرعیة حیث یقول: «إننی ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281333 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261303 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130404 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118523 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90239 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61964 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61771 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57904 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53445 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49827 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...