Please Wait
6958
تأسست فرقة الحجتیة أیام انقلاب 28 مرداد سنة 1332 هـ.ش من قبل الشیخ محمود ذاکر زادة تولائی الحلبی بهدف التصدی لفرقة البهائیة.
و کانت هذه الفرقة تتکون من جهاز تنظیمی معقد و شمولی و من لجان: التدریس و التحقیق و الکتابة و الارشاد، و العلاقات الخارجیة و المؤثرات.
عقائد الفرقة:
1. عقیدة سطحیة و تحلیل ساذج حول علائم ظهور الامام الحجة (ع).
2. الاعتقاد بفصل الدین عن السیاسة.
3. المعارضة لقیام و نهضة الامام الخمینی (ره) و الثورة الاسلامیة للشعب الایرانی، و الاعتقاد بان کل حکومة دینیة قبل ظهور الامام صاحب الزمان (عج) فان مصیرها الفشل، و ان تشکیل الحکومة سد لباب المهدویة و الحکومة العالمیة.
و قد أدت هذه الأفکار الی فشلها، حیث ان هذه الفرقة کانت – و الی ما یقارب انتصار الثورة – تدین تظاهرات الشعب الایرانی و أفکار الامام الخمینی (ع)، لکنها ضعفت بانتصار الثورة و أصابتها الحیرة لما یقارب الخمسة الی الستة أشهر، ثم غیرت مواقفها فجأة و الغت جلساتها بالتدریج، و علی أثر الضغوط من قبل بعض أعضائها غیرت نظامها الداخلی، و علی أثر خطاب الامام الخمینی (ره) فی 5 مرداد سنة 1362 هـ.ش أعلنت عن حلها و ایقاف عملها بشکل رسمی، و ان کان من الممکن ان تکون لها فعالیة بصورة غیر رسمیة.
حیث ان اسم فرقة الحجتیة ارتبط باسم الشیخ محمود الحلبی (مؤسس هذه الفرقة) نشیر بصورة مختصرة الی قصة حیاته:
کان الشیخ محمود الحلبی من العلماء السیاسین ذوی الخطابات الناریة فی أثارة الشعب و الدفاع عن آیة الله الکاشانی أیام حرکة تأمیم شرکة النفط الوطنیة. و لکنه و بسبب بروز الخلافات بین قادة حرکة تأمیم النفظ خمد کلیاً و ترک السیاسة شأنه شأن الکثیر من القوی الثوریة الدینیة الذین یئسوا من الاستمرار فی العمل السیاسی، حیث وصل هو ایضاً الی هذه النتیجة و هی انه یجب ان تترک الساحة السیاسة الی السیاسیین.
و کان فی البدایة متصدیا لمنصب عالم الدین فی هیئة مسلم بن عقیل[1] و مسؤولیته هی التحقیق و البحث حول البهائیین.[2] و قد أسس فرقة الحجتیة أیام انقلاب 28 مرداد 1332 هـ.ش بهدف التصدی لفرفة البهائیة،[3] و لهذه الفرقة جهاز تنظیمی معقد و شمولی و تتألف من لجان: التدریس، و التحقیق و الکتابة و الارشاد و العلاقات الخارجیة و المؤتمرات، و کل ذلک تحت اشراف هیئة الادارة و التی تعمل برئاسة الشیخ محمود الحلبی.[4] و [5]
عقائد فرقة الحجتیة:
1. التحلیل الساذج لعلائم ظهور الامام الحجة (ع) مثل حدیث: "یملأ الله به الدنیا قسطاً و عدلاً کما ملئت ظلماً وجوداً".[6] و [7] فان هذه الفرقة تصرح فی کثیر من نشراتها ان أحد علائم ظهور الامام القائم (عج) هو ان الانسان و علی أثر انتشار الذنوب و الفحشاء یصبح أسوء خلق الله علی وجه الارض، و ان الله یبتلیهم بثلاثة ابتلاءات: جور السلطان و قحط الزمان و ظلم الحکام.[8]
2. و حول ما یرتبط بعلاقة الدین بالسیاسة کانوا یعتقدون بان الدین منفصل عن السیاسة و قد کان أهم محور فی الفکر السیاسی للفرقة هو ان من الخطأ دخول الدین فی مجال السیاسة فی زمن غیبة الامام الحجة (عج). و قد ورد ذلک فی النظام الداخلی لهم و یثقفون اتباعهم علیه فی جلساتهم أیضاً و کان ذلک ایضاً شرطاً للعضویة فی الفرقة، و مخالفته توجب الاخراج من الفرقة.[9]
3. و فیما یرتبط بتشکیل الحکومة الدینیة قبل ظهور امام العصر (عج) کانوا یعتقدون: ان الامام صاحب الزمان (عج) لا یوافق علی تشکیل الحکومة، و ان کل حکومة دینیة مصیرها الفشل و ان تشکیل الحکومة هو سد لباب المهدویة و الحکومة العالمیة.[10] و [11]
4. تعتقد الفرقة ان التصدی للحاکم الظالم فی عصر الغیبة یجب ان تکون مواجهة ضعیفة، و ذلک لکی یدخر الانسان قواه و اسلحته و الامکانیات و الذخائر لتلک المعرکة الکبری ... اذن فیلزم الاستتار و الاختفاء و فوق ذلک یلزم الصبر و التحمل.[12]
و لهذا السبب فقد کانوا یعارضون و بشدة ثورة الامام الخمینی (ره).[13]
اعمال الفرقة:
1. التصدی و مواجهة فرقة البهائیة الضالة.
2. مواجهة شرکة الببسی کولا و استبداله بالکوکاکولا و الکانادا.
3. مواجهة الافلام السینمائیة، مع عرض افلام کومیدیة محلها.
4. المعارضة لأهل السنة، مع ترویج فضائل أمیر المؤمنین (ع) فی الشجاعة و نشر الصور المناسبة لذلک.
5. معارضة الفلاسفة و العرفاء تبعاً للمعارضة مع الفلسفة و العرفان و اعتبارهما بدعة.[14]
6. معارضة قیام الامام الخمینی (ره ) و نهضة الشعب الایرانی.
و قد أدت هذه الأفکار و الأعمال فی النهایة الی فشل الفرقة، حیث کانت و الی عهد قریب من انتصار الثورة تدین التظاهرات و الامام (ره)، فانهارت بعد انتصار الثورة، و أصابها الحیرة لما یقارب الخمسة الی ستة أشهر ثم غیرت مواقفها فجأة و ألغت جلساتها بالتدریج، و علی اثر الضغوط من قبل بعض أعضائها غیرت نظامها الداخلی [15]، و علی اثر خطاب الامام الخمینی (ره ) فی 5 مرداد 1362 هـ.ش اعلنت عن حل نفسها و تعطیل عملها بشکل رسمی، و ان کان من الممکن ان تکون لها فعالیة بصورة غیر رسمیة.
[1] احد الهیئات المنضمة تحت المؤتلفة الاسلامیة.
[2] التعرف علی تیار منظمة الحجتیة، السید ضیاء الدین علیانسب، سلمان علوی نیکو، ص 13، 14، 15، 16، 17.
[3] نفس المصدر، 17.
[4] نفس المصدر، 97.
[5] للاطلاع اکثر حول عمل اللجان، راجع، نفس المصدر، 97و 98.
[6] وردت هذه الروایات بعبارات متعددة فی مصادرنا الروائیة، اصول الکافی، ج 1، ص 341؛ بحار الانوار، ج 3، ص 268، ج 36، ص 259، ج 51، ص 360، ج 52، ص 151.
[7] للتحلیل الصحیح لهذه الروایة راجع، نفس المصدر، ص 67 و 68.
[8] نفس المصدر، 54.
[9] نفس المصدر، 75، 76، 77 و 78.
[10] نفس المصدر، 78.
[11] و لرد هذه النظریة لا حظ: رأی الامام (رضوان الله علیه) و الشهید باهنر، نفس المصدر، 78، 79، 80.
[12] نفس المصدر، 57؛ و یتمسک هؤلاء لاثبات هذه النظریة بروایة التقیة، و الجهاد العلمی و العقائدی و التقلید. و للاطلاع علی ادلة هذه النظریة لاحظ: نفس المصدر، 78 – 79.
[13] للاطلاع حول معارضة المنظمة للامام الخمینی (ره) لاحظ: نفس المصدر، 143 – 172.
[14] نفس المصدر، 22، 24 و 94.
[15] نفس المصدر، 27 و 28 و 31 و 37 و 55 و 145 و 147.