بحث متقدم
الزيارة
5624
محدثة عن: 2011/11/12
خلاصة السؤال
ما المراد من قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ }الحجر99و ما معنى حتى هنا؟
السؤال
ما المراد من قوله تعالى: {وَاعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِینُ }الحجر99و ما معنى حتى هنا؟
الجواب الإجمالي

المعروف و المشهور بین المفسّرین أنّ المقصود من «الیقین» هنا الموت، و سمّی بالیقین لحتمیته، فربما یشک الإنسان فی کل شی‏ء، إلّا الموت فلا یشک فیه أحد قط.

أو لأنّ الحجب تزال عن عین الإنسان عند الموت فتتّضح الحقائق أمامه و یحصل له الیقین.

و فی الآیتین السادسة و الأربعین و السابعة و الأربعین من سورة المدّثر نقرأ عن لسان أهل جهنم: "وَ کُنَّا نُکَذِّبُ بِیَوْمِ الدِّینِ حَتَّى أَتانَا الْیَقِینُ" أی الموت.

و من هنا یتّضح خطأ ما نقل عن بعض الصوفیة من أنّ الآیة أعلاه دلیل على ترک العبادة. فقالوا: أعبد اللّه حتى تحصل على درجة الیقین، فإذا حصلت علیها فلا حاجة للعبادة بعدها! و نقول:

أوّلا: الیقین هنا بمعنى الموت بشهادة الآیات القرآنیة المشار إلیها، و هو ما یحصل للمؤمن و الکافر سواء.

ثانیا: المخاطب بهذه الایة هو النّبی (ص)، و مقام الیقین للنّبی من المسلمات، و هل یجرأ أحد أن یدّعی أنّ النّبی (ص) لم یصل لدرجة الیقین، حتى یخاطب بالآیة المذکورة؟!! ثانیا: المقطوع به أنّ النّبی (ص) لم یترک العبادة حتى آخر لحظات عمره الشریف، و کذا الحال بالنسبة لأمیر المؤمنین علی (ع) و هو المستشهد فی المحراب، و هو ما سار علیه بقیة الأئمّة علیهم السّلام.[1]

من هنا یکون معنى المراد من الآیة المبارکة الحث على العبادة حتى آخر لحظات الحیاة و التی ینتقل فیها الانسان من عالم الى عالم آخر، "وَ أَوْصانِی بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ ما دُمْتُ حَیًّا"[2]  و قد ورد فی الحدیث عن النبی الاکرم (ص) أنه قال: "مَا أُوحِیَ إِلَیَّ أَنِ اجْمَعِ الْمَالَ وَ کُنْ مِنَ التَّاجِرِینَ وَ لَکِنْ أُوحِیَ إِلَیَّ أَنْ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ وَ اعْبُدْ رَبَّکَ حَتَّى یَأْتِیَکَ الْیَقِین".[3]

کذلک روی عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " لَمْ یَخْلُقِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ یَقِیناً لَا شَکَّ فِیهِ أَشْبَهَ بِشَکٍّ لَا یَقِینَ فِیهِ مِنَ الْمَوْتِ"[4].

و من المفسرین من ذهب الى تفسیر الیقین بالنصر حیث قال: هو النصر الذی وعده اللّه به.[5]



[1]انظر: مکارم الشیرازی، ناصر، الأمثل فی تفسیر کتاب الله المنزل، ج‏8، ص: 119، نشر مدرسة الامام علی بن أبی طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ. و انظر: ترجمه المیزان، ج‏12، ص 289و... .

[2] مریم، 31.

[3] المجلسی، بحار الانوار، ج 69، ص 47، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1409ق.

[4] الشیخ الصدوق، من لایحضره الفقیه، ج 1، ص 194، جامعه مدرسین، قم، 1413ق.

[5]ابن عاشور محمد بن طاهر، التحریر و التنویر، ج13، ص74.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...