Please Wait
7926
الانسان مركب من ثلاثة اشياء أساسية: الروح، البدن العنصري و المادي، البدن المثالي البرزخي. و البدن المثالي شفاف و رقيق جداً و أكثر شفافية من الهواء، و لا تسري احكام المادة في هذا البدن البرزخي اللطيف. و عندما تنفصل الروح و النفس الناطقة للانسان – و التي تمثل حقيقة الانسان- عن البدن المادي و العنصري تنتقل الى البدن البرزخي، و تبقى معه الى قيام الساعة؛ و هي في تلك الفترة إما منعمة نعيماً برزخياً أو معذبة كذلك. فاذا قامت القيامة إنبعثت الاجساد المادية من القبور و عادت الارواح الى تلك الاجساد المادية لتعيش حياة الخلود.
و بقطع النظر عن البراهين العقلية و الادلة الفلسفية على وجود عالم المثال و الاجسام البرزخية، يمكن الاستعانة بالادلة النقلية لاثبات ذلك، من قبيل الحديث التالي: قال الراوي: كنت عند أَبي عبد اللَّه (ع) فقال: ما يقول النَّاس في أَرواح المؤْمنين؟! فقلت: يقولُون تكون في حواصل طُيور خضر في قناديل تحت العرش! فقال أَبو عبد اللَّه (ع): سبحان اللَّه المؤمنُ أَكرمُ على اللَّه من أَن يجعل رُوحهُ في حوصلة طير! يا يونس! إِذا قبضهُ اللَّهُ عزَّ و جلَّ صيَّرَ تلكَ الرُّوح في قالبٍ كقالبِه في الدُّنيا فيأْكُلُونَ و يشربون فإِذا قدم عليهمُ القادمُ عرفوهُ بتلكَ الصُّورة الَّتي كانتْ في الدُّنيا».[1]
و عن أَبي عبد اللَّه الصادق (ع) أيضا: قال: قلتُ لهُ جعلت فداكَ يروونَ أَنَّ أَرْوَاحَ الْمُؤْمِنِينَ في حواصلِ طيور خضر حولَ العرْشِ؟! فقال: لا، الْمُؤْمِنُ أَكرمُ على اللَّه من أَن يجعلَ روحهُ في حوصلةِ طيرٍ و لكنْ في أَبدانٍ كأَبدانهمْ".[2]
و الجدير بالذكر ان البعض اطلق على الجسد المثالي البرزخي اسماء يونانية قديمة[3] لم ترد في كلمات المعصومين (ع). كذلك يرى البعض أن المعاد الاخروي يكون في تلك الاجساد المثالية فقط. الا ان هذه النظرية غير صحيحة و قد ثبت بطلانها في محلها.[4]
[1] الكليني، الکافي، ج 3، ص 245، دارالکتب الاسلامیة، 1365ش.
[2] نفس المصدر، ص244.
[3] حيث اطلق شیخ الاشراق (السهروردي) و الشیخ احمد احسائي على عالم المثال عالم هورقلیاء و الجسم المثالي اسم الجسم الهورقلیایي .
[4] انظر: مباحث المعاد الجسماني.