بحث متقدم
الزيارة
7773
محدثة عن: 2012/05/14
خلاصة السؤال
ما هو شأن نزول الآية الثانية من سورة الحشر" و قذف في قلوبهم الرعب"؟
السؤال
ما هو شأن نزول الآية الثانية من سورة الحشر" و قذف في قلوبهم الرعب"؟
الجواب الإجمالي

اتفقت كلمة المفسرين الى حد ما على أن الآية المذكورة[1]، نزلت في بني النضير، و ذلك أن النبي (ص) لما قدم المدينة صالحه بنو النضير على أن لا يقاتلوه و لا يقاتلوا معه، و قبل رسول الله (ص) منهم، فلما غزا رسول الله (ص) بدرا وظهر على المشركين قالت بنو النضير: و الله إنه النبي الذي وجدنا نعته في التوراة لا ترد له راية، فلما غزا أحدا و هزم المسلمون نقضوا العهد و أظهروا العداوة لرسول الله (ص) و المؤمنين، فحاصرهم (ص) ثم صالحهم عن الجلاء من المدينة.

و قيل انّه (ص) أتاهم يسلفهم دية رجلين قتلهما رجل من أصحابه غيلة يعني يستقرض و كان قصد كعب بن الأشرف فلمّا دخل على كعب قال مرحبا يا أبا القاسم و اهلًا و قام كأنه يصنع له الطّعام و حدث نفسه ان يقتل رسول اللَّه (ص) و يتبع أصحابه فنزل جبرئيل فأخبره بذلك فرجع رسول اللَّه (ص) الى المدينة و قال لمحمّد بن مسيلمة الانصَاري اذهب الى بني النّضير فأخبرهم انّ اللَّه تعالى قد اخبرني بما هممتم به من الغدر فامّا ان تخرجوا من بلدنا و امّا ان تأذنوا بحرب فقالوا نخرج من بلادكم.[2]

و الجدير بالذكر أن روايات اسباب النزول مع اهميتها الا ان المشكلة فيها عدم الغربلة و التصفية لها حيث يوجد الكثير منها لا ينسجم مع الواقع التأريخي و لا يتماشى مع الثوابت العقائدية، فمن غير الصحيح الاطمئنان لها دائماً، و قد اشار بعض المفسرين الى هذه الحقيقة بقوله: نحن لا نعتمد روايات أسباب النزول إلا القليل البالغ حد اليقين أو الاطمئنان، لأن العلماء لم يهتموا بغربلتها و تمحيصها، كما فعلوا بأحاديث الأحكام، فبقيت على سقمها و عللها.[3]

 


[1] " هُوَ الَّذي أَخْرَجَ الَّذينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ مِنْ دِيارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ مِنَ اللَّهِ فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَيْثُ لَمْ يَحْتَسِبُوا وَ قَذَفَ في‏ قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْديهِمْ وَ أَيْدِي الْمُؤْمِنينَ فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ". الحشر،2.

[2] الواحدي النیشابوري، اسباب النزول، ج 1، ص 221؛ طيب، سيد عبد الحسين، اطيب البيان في تفسير القرآن، ج 12، ص 467 و 468، الطبعة الثانية، انتشارات اسلام، طهران، 1378 ش؛ مكارم شيرازى، ناصر، تفسير نمونه، ج 23، ص 488-493، دار الكتب الإسلامية، طهران، 1374 ش؛ الطباطبائي، سيد محمد حسين، الميزان في تفسير القرآن، ج 19، ص 201، مكتب الاعلام الاسلامي، قم، الطبعة الخامسة، 1417 ق؛ حسيني همداني، سيد محمد حسين، انوار درخشان، تحقيق، البهبودي، محمد باقر، ج 16، ص 250، مكتبة لطفي، طهران، الطبعة الاولى، 1404 ق.

[3] مغنية، محمد جواد، تفسير الكاشف، ج‏1، ص: 227، دار الكتب الإسلامية، طهران، الطبعة الاولى،  1424 ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279471 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257336 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128200 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113312 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89027 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59880 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59590 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56883 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49822 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47191 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...