الإمام خلیفة النبی (ص)، و یؤدی نفس مسؤولیات و مهام النبی (ص)، (سوى تلقی الوحی) و کما أن النبی (ص) لا یحتاج فی أداء مسؤولیاته و إنجاز مهامه إلى أن یتواجد فی کل مکان، فکذلک أداء مهام الإمامة لا تحتاج إلى تواجد کذلک فی کل مکان، بل هذه المسألة (عدم الحاجة إلى التواجد الشخصی للرئیس فی کل مکان لکی یؤدی مهام الرئاسة) من المسائل الواضحة لدى العقلاء. و بیان ذلک أن المهام التی على الإمام أن یقوم بها هی:

1. حفظ و إحیاء الإسلام،

2. تفسیر و توضیح الأحکام و الأوامر الشرعیة،

3. هدایة الناس نحو الکمال و إرشاد الناس إلى الانتفاع بالنعم الإلهیة.

و من الواضح أن هذه المهام لا تحتاج إلى تواجد شخصی فی کل مکان. کما أن القادة (أعم من قادة الدین،أو القادة السیاسیین، فی الماضی و الحاضر) لم یتوقف أداؤهم لمهام أعمالهم على تواجدهم فی کل مکان.

و بالإضافة إلى ذلک فإنه طبقا للآیات القرآنیة فإن النبی (ص) شاهد و مطلع على أعمال أمته (أو على کل الأمم)،[1] و علیه فکما أن النبی (ص) متواجد فی کل مکان و شاهد على أعمال العباد، فکذلک خلفاؤه بالحق الأئمة یستطیعون التواجد و الشهود فی کل مکان و زمان. و طبعا وفقا لمبانی العرفان الإسلامی و فلاسفة الحکمة المتعالیة، فإن الإنسان الکامل یبلغ مقاما یکون فیه جمیع الخلق بمنزلة أعضائه و جوارحه، و لذا یکون المعصوم مطلعا على کل ما فی عالم الوجود.

و اذا تنزلنا عن ذلک فان روایات العرض کافیة فی تحقیق الغرض من دون حاجة الى تواجد المعصوم فی اکثر من مکان فمن هذه الروایة التی رواها الحر العاملی:

1. عن أَبِی بصیرٍ قال: قلت لاَبی عبد الله (ع) إِنَّ أبا الخطَّاب کان یقول: إِنّ رسول الله (ص) تعرض علیه أعمالُ أُمَّته کلَّ خمیس؟ فقال: أبو عبد الله (ع): لیس هکذا و لکنَّ رسول الله (ص) تعرض علیه أعمالُ أُمّته کلَّ صباح أبرارها و فجَّارُها فاحذروا و هو قول اللَّهِ عَزَّ جَلَّ (وَ قُلِ اعْمَلُوا فَسَیَرَى اللَّهُ عَمَلَکُمْ وَ رَسُولُهُ وَ الْمُؤْمِنُونَ) و سکت. قال أَبو بَصِیرٍ: إِنَّما عنى الأئِمَّة (ع).

2- عن أنَسٍ قال: قال رسولُ اللَّه (ص): حَیَاتِی خَیْرٌ لَکُمْ وَ مَمَاتِی خَیْرٌ لَکُمْ أَمَّا حَیَاتِی فَتُحَدِّثُونِّی وَ أُحَدِّثُکُمْ وَ أَمَّا مَوْتِی فَتُعْرَضُ عَلَیَّ أَعْمَالُکُمْ عَشِیَّةَ الْإِثْنَیْنِ وَ الْخَمِیسِ فَمَا کَانَ مِنْ عَمَلٍ صَالِحٍ حَمِدْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ وَ مَا کَانَ مِنْ عَمَلٍ سَیِّئٍ اسْتَغْفَرْتُ اللَّهَ لَکُمْ .[2]