Please Wait
الزيارة
7304
7304
محدثة عن:
2013/05/14
خلاصة السؤال
ما هي أهم وقائع حركة التوابين؟ و هل يتوب الله عليهم و يتجاوز عن خذلانهم للإمام عليه السلام؟
السؤال
ما هي أهم وقائع حركة التوابين؟ و هل يتوب الله عليهم و يتجاوز عن خذلانهم للإمام عليه السلام؟
الجواب الإجمالي
بعد أن وضعت الحرب أوزارها و انتهت باستشهاد الإمام الحسين و صحبه عليهم السلام، ندم أهل الكوفة أشدَّ الندم على خُذلانهم للإمام، و جعلوا يتلاومون على ما اقترفوه مِن عظيم الإثم، و قد أجمعوا على إقرارهم بالذنب في خُذلانه، و لزوم التكفير عنه بالمُطالبة بثأره، فاجتمعوا في دار سليمان بن صرد الخزاعي و قرروا الثورة التي انطلق في سنة 65هجرية كما اثبتت ذلك الوثائق التاريخية.
والملاحظ من خلال رصد سبب الثورة و الندم الذي اعترى القوم بسبب تخاذلهم عن نصرة الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء و اعترافهم بأنّهم قد قصروا في أداء حقّه (ع) و تركوه يلاقي الكوفيين مع تلك الثلة القليلة من انصاره و اصحابه، و اظهروا التوبة باجلى صورها و التي صدقوا فيها من خلال تقديمهم لأعزّ ما يملكون و إراقة دمائهم في هذا الطريق، يمكن القول: بما أنّ قبول التوبة وعدمه من شأن الله تعالى الذي ينحصر عالم الغيب و الشهادة به تعالى و لا يعلم ذلك غيره، فمن هنا لا يمكن الجزم بقبول توبتهم أو القطع برفضها، إلا أن القرائن الحافة و سعي القوم الحثيث للاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (ع) و أصحابه و بذلهم الغالي و النفيس في هذا المجال كلّ ذلك يشير إلى قبول توبتهم خاصّة مع الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الآيات الحاثة على التوبة و الإنابة إلى الله تعالى، كقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، و قوله عزّ شأنه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا".
والملاحظ من خلال رصد سبب الثورة و الندم الذي اعترى القوم بسبب تخاذلهم عن نصرة الإمام الحسين (ع) يوم عاشوراء و اعترافهم بأنّهم قد قصروا في أداء حقّه (ع) و تركوه يلاقي الكوفيين مع تلك الثلة القليلة من انصاره و اصحابه، و اظهروا التوبة باجلى صورها و التي صدقوا فيها من خلال تقديمهم لأعزّ ما يملكون و إراقة دمائهم في هذا الطريق، يمكن القول: بما أنّ قبول التوبة وعدمه من شأن الله تعالى الذي ينحصر عالم الغيب و الشهادة به تعالى و لا يعلم ذلك غيره، فمن هنا لا يمكن الجزم بقبول توبتهم أو القطع برفضها، إلا أن القرائن الحافة و سعي القوم الحثيث للاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (ع) و أصحابه و بذلهم الغالي و النفيس في هذا المجال كلّ ذلك يشير إلى قبول توبتهم خاصّة مع الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الآيات الحاثة على التوبة و الإنابة إلى الله تعالى، كقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"، و قوله عزّ شأنه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا".
الجواب التفصيلي
ثورة التوابين
من الثابت تاريخياً أنّ كبار رجال الكوفة و رؤساء القبائل و الشخصيات المتصدية في المدينة كتبوا إلى الإمام الحسين (ع) بعد هلاك معاوية: فقد اخضر الجناب، و أينعت الثمار، و أعشبت الأرض، و أورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة. و تلاقت الرسل كلّها عنده (ع) فقرأ الكتب وسأل الرسل عن الناس، ثم كتب مع هانئ بن هانئ و سعيد بن عبد الله، و كانا آخر الرسل: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين و المسلمين، أما بعد فإن هانئاً و سعيداً قد قدما عليّ بكتبكم، و كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، و قد فهمت كلَّ الذي اقتصصتم و ذكرتم، و مقالة جلكم، أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله أنْ يجمعنا بك على الحق و الهدى، و أنا باعث إليكم أخي و ابن عمّي و ثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ بأنه قد اجتمع رأي ملاكم، و ذوي الحجى و الفضل منكم، على مثل ما قدمت به رسلكم، و قرأت في كتبكم، فإنّي أقدم إليكم و شيكا إنْ شاء الله تعالى....
فلما قدم مسلم بن عقيل الكوفة بايعه ثمانية عشر ألفا، فكتب إلى الإمام الحسين (ع) يخبره بذلك و يطلب منه القدوم قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، أما بعد! فإنّ الرائد لا يكذب أهله و قد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي فإنّ الناس كلّهم معك، و ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى، و السلام.
الا أن الأمور لم تستقم و حدثت تحولات في المدينة و تغيرت المواقف مما أدى في نهاية المطاف إلى استشهاد الإمام عليه السلام و أصحابه في العاشر من المحرم سنة 61ق وعلى يد نفس الجيوش التي كانت قد دعته بالأمس ليكون إماماً لها، لكن الجدير بالذكر هنا أن الكثير من رجالات الشيعة و قادتها الكبار من الكوفيين كانوا قد أوصدت الابواب بوجههم و لم يتمكنوا من فعل شيء مقابل الحيل و الخطط التي مارسها عبيد الله بن زياد ولم يتمكنوا من اللحاق بركب الإمام عليه السلام.
بداية ثورة التوابين
بعد أن وضعت الحرب أوزارها و انتهت بشهاد الإمام وصحبه عليهم السلام فقد ندم أهل الكوفة أشدَّ الندم على خُذلانهم للإمام، و جعلوا يتلاومون على ما اقترفوه مِن عظيم الإثم، و قد أجمعوا على إقرارهم بالذنب في خُذلانه، و لزوم التكفير عنه بالمُطالبة بثأره.[1]
فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فبدأهم المسيب بن نجبة فقال بعد حمد الله: أما بعد فإنا ابتلينا بطول العمر و التعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا أن لا يجعلنا ممن يقول له غدا! "أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير"![2] فإن أمير المؤمنين علياً (ع) قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة. و ليس فينا رجل إلا و قد بلغه، و قد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا فوجدنا الله كاذبين في كل موطن من مواطن ابن بنت نبيّه و قد بلغنا قبل ذلك كتبه و رسله و اعذر إلينا فسألنا نصره عوداً و بدءاً و علانية فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا و لا جادلنا عنه بألسنتنا و لا قويناه بأموالنا و لا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربّنا وعند لقاء نبيّنا و قد قتل فينا ولد حبيبه و ذريته و نسله!!! لا و الله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالبين عليه أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربّنا أنْ يرضى عنا عند ذلك و لا أنا بعد لقائة لعقوبته بآمن.[3]
فكان لتلك الكلمات و الخطب التي إلقيت الأثر الكبير في شحذ الهمم و العزم الشديد على الثورة و مواجهة الأمويين، و قد تمخض الاجتماع عن رسم خطة الثورة و الإعداد لها و ما ينبغي فعله خلال الفترة القادمة، و منها الاجماع على اختيار سليمان بن صرد الخزاعي قائداً للثورة.[4]
فأخذت الجماهير تلتحق بصفوف الثورة و كتب سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة يدعوه و من قبله إلى التوبة، و الطلب بدم الحسين، فأجابوه إلى ذلك، و هم شيعة بالمدائن، و كانوا انتقلوا إليها من الكوفة، و قال لهم سعد بن حذيفة: إنكم كنتم على نصرة الحسين لولا أن خبر قتله و معاجلة القوم إياه أتاكم، فانهضوا لقتال قتلته.
و كتب سليمان بن صرد إلى المثنى بن مخربة العبدي، و من قبله من شيعة البصرة، بمثل ذلك فأجابوه إلى النهوض معه.[5]
وكان ابتداء أمر التوابين في آخر سنة إحدى و ستين، فكانوا يتداعون و يستعدون ويرتأون، و كان مهلك يزيد بن معاوية في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين و كان أجل الشيعة الذي ضربوه لمن كتبوا إليه في شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستين، على أن يتوافوا و يجتمعوا بالنخيلة. و كان عبيد الله حين أتاه موت يزيد بالبصرة وثب به أهلها حتى استخفى، ثم لحق بالشام.[6] و تحولت الشام الى ملاذ لجأ إليه قتلة الإمام الحسين (ع).
أهداف ثورة التوابين
يمكن رصد أهداف الثورة من خلال كلمات و سلوكيات الثائرين، و قد سعى قادة الثورة لترسيخ تلك الاهداف في عمق الوجدان الشيعي آنذاك، و التي يقع في مقدمتها الثأر لدم الحسين، و الانتقام من قتلته و من جميع المجرمين المشاركين في تلك المأساة، و التكفير عمّا بدر من الثائرين من تقصير في دعم الثورة الحسينية و الوقوف إلى جانبها يوم عاشوراء؛ ومن هنا رفع الثائرون شعار "يا لثارات الحسين"، و كان الثوار يرون أنّه لا يغسل عار ما اقترفوه الإ الثورة ضد يزيد و لو استلزم ذلك القتل و الشهادة.
كبار قائدة التوابين
من الضروري جداً معرفة قادة الثورة، حيث لا تعرف أيّ ثورة مع الجهل بالقادة و الشخصيات الكبيرة التي لعبت دوراً محورياً فيها و تصدت لها و أخذت بزمامها، و ليست ثورة التوابين بمستثناة عن هذه القاعدة و من هنا لابد من معرفة الشخصيات التي لعبت دورا أساسياً في الإعداد للثورة و تحريك حلقاتها، و يقع في مقدمة هؤلاء القادة كلّ من: سليمان بن صرد الخزاعي و المسيّب بن نجبة.
سليمان بن صرد
سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة[7] بن أصرم بن ضبيس ابن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة و هو لحي الخزاعي و ولد عمرو هم خزاعة، كان اسمه في الجاهلية يسارا فسمّاه رسول الله (ص) سليمان يكنى أبا المطرف.[8]
وكان له قدر و شرف في قومه وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها.[9] و كان خيرا فاضلا له دين وعبادة سكن الكوفة أوّل ما نزلها المسلمون.[10] و قد جعله الإمام علي عليه السلام على رجالة الميمنة في صفين.[11] و هناك بعض الوثائق التاريخية التي تؤكد مشاركته في معركة الجمل لا نرى من الضروري التعرض لها هنا.
المسيّب بن نجبة
هو المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح الفزاري، تابعي، كان رأس قومه، شهد القادسية[12] و فتوح العراق، كان مع علي عليه السلام في مشاهده، سكن الكوفة، استشهد بالعراق سنة 65 هـ، و كان شجاعاً بطلاً متعبداً ناسكاً.[13]
و هناك مجموعة أخرى من قادة و رجال الثورة، منهم: عبد الله بن سعد بن نفيل، و أخوه خالد بن سعد، و عبد الله بن وأل و رفاعة بن شداد.
الفرصة الذهبية
كان لرحيل يزيد الدور الكبير في تعزيز روحية المقاتلين،[14] في مقابل ضعف قدرة الشاميين على الرد بسبب ثورة عبد الله بن الزبير في الحجار و مبايعة الكثير من المسلمين له و إرساله للكثير من القادة و الولاة إلى سائر المدن الاسلامية، و قد مثل نهوض الزبيرين و قوّة شكوتهم تهديداً جادّاً و معارضة حقيقية للعاصمة دمشق فكانت تلك الفترة فرصة ذهبية للثورة و النهوض بوجه الأمويين رغم الجهود الكبيرة التي بذلها والي الزبيريين في الكوفة لاخضاع رجال الثورة و جرّهم إلى العمل تحت راية ابن الزبير و أن تكون القيادة للزبيريين، الأمر الذي لاقى رفضا قاطعا من قبل الثوار الذين أصروا على استقلالية الثورة.[15]
معسكر النخيلة
لما أهلّ هلال شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستّين، خرج سليمان إلى النخيلة في أصحابه فعسكر بها[16]، و كانوا تواعدوا للخروج تلك الليلة، فلمّا أتى النّخيلة دار في النّاس فلم يعجبه عددهم، فأرسل حكيم بن منقذ الكنديّ و الوليد بن عصير الكنانيّ، فناديا في الكوفة: يا لثارات الحسين!.
فأصبح من الغد و قد أتاه نحو ممّا في عسكره، ثمّ نظر في ديوانه فوجدهم ستّة عشر ألفا ممّن بايعه، فقال: سبحان الله! ما وافانا من ستّة عشر ألفا إلّا أربعة آلاف، أ ما هؤلاء بمؤمنين؟ أ ما يذكرون الله و العهود و المواثيق؟ فأقام بالنّخيلة ثلاثا يبعث إلى من تخلّف عنه، فخرج إليه نحو من ألف رجل. فقام إليه المسيّب بن نجبة فقال: رحمك الله! إنّه لا ينفعك الكاره و لا يقاتل معك إلّا من أخرجته النيّة، فلا تنتظر أحداً و جدّ في أمرك.[17] و[18]
الآراء في وجهة الثائرين
اختلفت کلمة الثائرين بين القتال في الكوفة لوجود قتلة الإمام الحسين عليه السلام فيها، و بين الشخوص إلى الشام لوجود عبيد الله بن زياد العامل الاساسي في قتل الإمام (ع)، و قد سجّل صاحب الاستيعاب هذا الخلاف قائلا: و أجمع سليمان المسير فأشار عليه عبد الله بن سعد بن نفيل بأن يطلب بدم الحسين عمر بن سعد بن أبي وقّاص، و من بالمصر فإنّهم الذين شركوا في دمه و تولّوا أمره، فقال سليمان: إنّ هذا لكما قلت، و لكنّ ابن زياد هو الذي سرّب إليه عمر بن سعد و الجنود، و عبّأهم عليه، و قال: لا أمان له عندي، فسيروا إليه فإنّكم إن رزقتم الظفر به فأمر من دونه أهل مصركم أيسر من أمره.
و عرض عليه عبد الله بن يزيد الخطمي أن ينظر إلى قدوم ابن زياد ليكون أمرهم و أمره في محاربته واحدا، فكره ذلك، فعرض عليه أن يوجّه معه جيشا، و قال: إنّكم أعلام أهل مصركم فإن أصبتم اختلّ مصركم فحاجزه، و أجمع على الشخوص و استقبال ابن زياد.[19] و كان عمر بن سعد في تلك الأيام خائفا، لا يبيت إلا في قصر الإمارة[20] تحت حماية والي الزبيريين.
و لمّا انتهى سليمان و أصحابه إلى قبر الحسين صرخوا صرخة واحدة، و بكوا و قال سليمان: اللهمّ ارحم الشهيد بن الشهيد و نادوا: يا لثأرات الحسين، و أظهروا التوبة من خذلانه.[21] فكان لحركتهم هذه الأثر الكبير في شحذ همم الثائرين و في تحقيق أهدافهم التي تقع التوبة إلى الله تعالى في مقدمتها.
معركة عين الوردة
عبّأ سليمان بن صرد كنانته، و انتهى إلى عين الوردة، فنزل في غربيّها، و أقام خمسا، فاستراحوا و أراحوا خيولهم، ثم قال سليمان: إن قتلت فأميركم المسيّب، فإن أصيب فالأمير عبد الله بن سعد بن نفيل، فإن قتل فالأمير عبد الله بن وال، فإن قتل فالأمير رفاعة بن شدّاد، رحم الله من صدق ما عاهد الله عليه، ثم جهّز المسيّب بن نجبة في أربعمائة، فانقضّوا على مقدّمة القوم، و عليها شرحبيل بن ذي الكلاع، و هم غارّون، فقاتلوهم فهزموهم، و أخذوا من خيلهم و أمتعتهم و ردّوا، فبلغ الخبر عبيد الله بن زياد.
فجهّز إليهم الحصين بن نمير في اثني عشر ألفاً، ثم ردفهم بشرحبيل في ثمانية آلاف، ثم أمدّهم من الصباح بأدهم بن محرز في عشرة آلاف، و وقع القتال، و دام الحرب ثلاثة أيام قتالا لم ير مثله، و قتل من الشاميين خلق كثير. و قتل من التّوّابين فاستشهد أمراؤهم الأربعة، و انتهت الحرب بانكسار التوابيين.[22]
الموقف من توبتهم
بعد هذه الاطلالة المختصرة على ثورة التوابين التي اتضح من خلالها سبب ثورتهم و الندم الذي اعترى القوم بسبب تخاذلهم عن نصرة الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء و اعترافهم بأنّهم قد قصروا في حق الإمام و تركوه يلاقي الكوفيين مع تلك الثلة القليلة من انصاره و اصحابه، فالقوم قد شعروا بالندم و اظهروا التوبة التي صدقوا فيها من خلال تقديمهم لأعز ما يملكون و إراقة دمائهم في هذا الطريق؛ هذا هو ظاهر القضية و بما أن قبول التوبة وعدمه من شأن الله تعالى الذي ينحصر عالم الغيب و الشهادة به تعالى و لا يعلم ذلك غيره، فمن هنا لا يمكن الجزم بقبول توبتهم أو القطع برفضها، إلا أن القرائن الحافة و سعي القوم الحثيث للاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (ع) و أصحابه و بذلهم الغالي و النفيس في هذا المجال كل ذلك يشير إلى قبول توبتهم خاصّة مع الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الآيات الحاثة على التوبة و الإنابة إلى الله تعالى، كقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"[23]، و قوله عزّ شأنه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا".[24]
من الثابت تاريخياً أنّ كبار رجال الكوفة و رؤساء القبائل و الشخصيات المتصدية في المدينة كتبوا إلى الإمام الحسين (ع) بعد هلاك معاوية: فقد اخضر الجناب، و أينعت الثمار، و أعشبت الأرض، و أورقت الأشجار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة. و تلاقت الرسل كلّها عنده (ع) فقرأ الكتب وسأل الرسل عن الناس، ثم كتب مع هانئ بن هانئ و سعيد بن عبد الله، و كانا آخر الرسل: " بسم الله الرحمن الرحيم من الحسين بن علي إلى الملأ من المؤمنين و المسلمين، أما بعد فإن هانئاً و سعيداً قد قدما عليّ بكتبكم، و كانا آخر من قدم عليّ من رسلكم، و قد فهمت كلَّ الذي اقتصصتم و ذكرتم، و مقالة جلكم، أنّه ليس علينا إمام فأقبل لعلّ الله أنْ يجمعنا بك على الحق و الهدى، و أنا باعث إليكم أخي و ابن عمّي و ثقتي من أهل بيتي مسلم بن عقيل، فإن كتب إليّ بأنه قد اجتمع رأي ملاكم، و ذوي الحجى و الفضل منكم، على مثل ما قدمت به رسلكم، و قرأت في كتبكم، فإنّي أقدم إليكم و شيكا إنْ شاء الله تعالى....
فلما قدم مسلم بن عقيل الكوفة بايعه ثمانية عشر ألفا، فكتب إلى الإمام الحسين (ع) يخبره بذلك و يطلب منه القدوم قائلاً: بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، أما بعد! فإنّ الرائد لا يكذب أهله و قد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي فإنّ الناس كلّهم معك، و ليس لهم في آل معاوية رأي ولا هوى، و السلام.
الا أن الأمور لم تستقم و حدثت تحولات في المدينة و تغيرت المواقف مما أدى في نهاية المطاف إلى استشهاد الإمام عليه السلام و أصحابه في العاشر من المحرم سنة 61ق وعلى يد نفس الجيوش التي كانت قد دعته بالأمس ليكون إماماً لها، لكن الجدير بالذكر هنا أن الكثير من رجالات الشيعة و قادتها الكبار من الكوفيين كانوا قد أوصدت الابواب بوجههم و لم يتمكنوا من فعل شيء مقابل الحيل و الخطط التي مارسها عبيد الله بن زياد ولم يتمكنوا من اللحاق بركب الإمام عليه السلام.
بداية ثورة التوابين
بعد أن وضعت الحرب أوزارها و انتهت بشهاد الإمام وصحبه عليهم السلام فقد ندم أهل الكوفة أشدَّ الندم على خُذلانهم للإمام، و جعلوا يتلاومون على ما اقترفوه مِن عظيم الإثم، و قد أجمعوا على إقرارهم بالذنب في خُذلانه، و لزوم التكفير عنه بالمُطالبة بثأره.[1]
فاجتمعوا في منزل سليمان بن صرد الخزاعي فبدأهم المسيب بن نجبة فقال بعد حمد الله: أما بعد فإنا ابتلينا بطول العمر و التعرض لأنواع الفتن فنرغب إلى ربنا أن لا يجعلنا ممن يقول له غدا! "أو لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير"![2] فإن أمير المؤمنين علياً (ع) قال: العمر الذي أعذر الله فيه إلى ابن آدم ستون سنة. و ليس فينا رجل إلا و قد بلغه، و قد كنا مغرمين بتزكية أنفسنا فوجدنا الله كاذبين في كل موطن من مواطن ابن بنت نبيّه و قد بلغنا قبل ذلك كتبه و رسله و اعذر إلينا فسألنا نصره عوداً و بدءاً و علانية فبخلنا عنه بأنفسنا حتى قتل إلى جانبنا لا نحن نصرناه بأيدينا و لا جادلنا عنه بألسنتنا و لا قويناه بأموالنا و لا طلبنا له النصرة إلى عشائرنا فما عذرنا عند ربّنا وعند لقاء نبيّنا و قد قتل فينا ولد حبيبه و ذريته و نسله!!! لا و الله لا عذر دون أن تقتلوا قاتله والموالبين عليه أو تقتلوا في طلب ذلك فعسى ربّنا أنْ يرضى عنا عند ذلك و لا أنا بعد لقائة لعقوبته بآمن.[3]
فكان لتلك الكلمات و الخطب التي إلقيت الأثر الكبير في شحذ الهمم و العزم الشديد على الثورة و مواجهة الأمويين، و قد تمخض الاجتماع عن رسم خطة الثورة و الإعداد لها و ما ينبغي فعله خلال الفترة القادمة، و منها الاجماع على اختيار سليمان بن صرد الخزاعي قائداً للثورة.[4]
فأخذت الجماهير تلتحق بصفوف الثورة و كتب سليمان بن صرد إلى سعد بن حذيفة يدعوه و من قبله إلى التوبة، و الطلب بدم الحسين، فأجابوه إلى ذلك، و هم شيعة بالمدائن، و كانوا انتقلوا إليها من الكوفة، و قال لهم سعد بن حذيفة: إنكم كنتم على نصرة الحسين لولا أن خبر قتله و معاجلة القوم إياه أتاكم، فانهضوا لقتال قتلته.
و كتب سليمان بن صرد إلى المثنى بن مخربة العبدي، و من قبله من شيعة البصرة، بمثل ذلك فأجابوه إلى النهوض معه.[5]
وكان ابتداء أمر التوابين في آخر سنة إحدى و ستين، فكانوا يتداعون و يستعدون ويرتأون، و كان مهلك يزيد بن معاوية في شهر ربيع الأول سنة أربع وستين و كان أجل الشيعة الذي ضربوه لمن كتبوا إليه في شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستين، على أن يتوافوا و يجتمعوا بالنخيلة. و كان عبيد الله حين أتاه موت يزيد بالبصرة وثب به أهلها حتى استخفى، ثم لحق بالشام.[6] و تحولت الشام الى ملاذ لجأ إليه قتلة الإمام الحسين (ع).
أهداف ثورة التوابين
يمكن رصد أهداف الثورة من خلال كلمات و سلوكيات الثائرين، و قد سعى قادة الثورة لترسيخ تلك الاهداف في عمق الوجدان الشيعي آنذاك، و التي يقع في مقدمتها الثأر لدم الحسين، و الانتقام من قتلته و من جميع المجرمين المشاركين في تلك المأساة، و التكفير عمّا بدر من الثائرين من تقصير في دعم الثورة الحسينية و الوقوف إلى جانبها يوم عاشوراء؛ ومن هنا رفع الثائرون شعار "يا لثارات الحسين"، و كان الثوار يرون أنّه لا يغسل عار ما اقترفوه الإ الثورة ضد يزيد و لو استلزم ذلك القتل و الشهادة.
كبار قائدة التوابين
من الضروري جداً معرفة قادة الثورة، حيث لا تعرف أيّ ثورة مع الجهل بالقادة و الشخصيات الكبيرة التي لعبت دوراً محورياً فيها و تصدت لها و أخذت بزمامها، و ليست ثورة التوابين بمستثناة عن هذه القاعدة و من هنا لابد من معرفة الشخصيات التي لعبت دورا أساسياً في الإعداد للثورة و تحريك حلقاتها، و يقع في مقدمة هؤلاء القادة كلّ من: سليمان بن صرد الخزاعي و المسيّب بن نجبة.
سليمان بن صرد
سليمان بن صرد بن الجون بن أبي الجون بن منقذ بن ربيعة[7] بن أصرم بن ضبيس ابن حرام بن حبشية بن سلول بن كعب بن عمرو بن ربيعة و هو لحي الخزاعي و ولد عمرو هم خزاعة، كان اسمه في الجاهلية يسارا فسمّاه رسول الله (ص) سليمان يكنى أبا المطرف.[8]
وكان له قدر و شرف في قومه وشهد مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه مشاهده كلها.[9] و كان خيرا فاضلا له دين وعبادة سكن الكوفة أوّل ما نزلها المسلمون.[10] و قد جعله الإمام علي عليه السلام على رجالة الميمنة في صفين.[11] و هناك بعض الوثائق التاريخية التي تؤكد مشاركته في معركة الجمل لا نرى من الضروري التعرض لها هنا.
المسيّب بن نجبة
هو المسيب بن نجبة بن ربيعة بن رياح الفزاري، تابعي، كان رأس قومه، شهد القادسية[12] و فتوح العراق، كان مع علي عليه السلام في مشاهده، سكن الكوفة، استشهد بالعراق سنة 65 هـ، و كان شجاعاً بطلاً متعبداً ناسكاً.[13]
و هناك مجموعة أخرى من قادة و رجال الثورة، منهم: عبد الله بن سعد بن نفيل، و أخوه خالد بن سعد، و عبد الله بن وأل و رفاعة بن شداد.
الفرصة الذهبية
كان لرحيل يزيد الدور الكبير في تعزيز روحية المقاتلين،[14] في مقابل ضعف قدرة الشاميين على الرد بسبب ثورة عبد الله بن الزبير في الحجار و مبايعة الكثير من المسلمين له و إرساله للكثير من القادة و الولاة إلى سائر المدن الاسلامية، و قد مثل نهوض الزبيرين و قوّة شكوتهم تهديداً جادّاً و معارضة حقيقية للعاصمة دمشق فكانت تلك الفترة فرصة ذهبية للثورة و النهوض بوجه الأمويين رغم الجهود الكبيرة التي بذلها والي الزبيريين في الكوفة لاخضاع رجال الثورة و جرّهم إلى العمل تحت راية ابن الزبير و أن تكون القيادة للزبيريين، الأمر الذي لاقى رفضا قاطعا من قبل الثوار الذين أصروا على استقلالية الثورة.[15]
معسكر النخيلة
لما أهلّ هلال شهر ربيع الآخر سنة خمس و ستّين، خرج سليمان إلى النخيلة في أصحابه فعسكر بها[16]، و كانوا تواعدوا للخروج تلك الليلة، فلمّا أتى النّخيلة دار في النّاس فلم يعجبه عددهم، فأرسل حكيم بن منقذ الكنديّ و الوليد بن عصير الكنانيّ، فناديا في الكوفة: يا لثارات الحسين!.
فأصبح من الغد و قد أتاه نحو ممّا في عسكره، ثمّ نظر في ديوانه فوجدهم ستّة عشر ألفا ممّن بايعه، فقال: سبحان الله! ما وافانا من ستّة عشر ألفا إلّا أربعة آلاف، أ ما هؤلاء بمؤمنين؟ أ ما يذكرون الله و العهود و المواثيق؟ فأقام بالنّخيلة ثلاثا يبعث إلى من تخلّف عنه، فخرج إليه نحو من ألف رجل. فقام إليه المسيّب بن نجبة فقال: رحمك الله! إنّه لا ينفعك الكاره و لا يقاتل معك إلّا من أخرجته النيّة، فلا تنتظر أحداً و جدّ في أمرك.[17] و[18]
الآراء في وجهة الثائرين
اختلفت کلمة الثائرين بين القتال في الكوفة لوجود قتلة الإمام الحسين عليه السلام فيها، و بين الشخوص إلى الشام لوجود عبيد الله بن زياد العامل الاساسي في قتل الإمام (ع)، و قد سجّل صاحب الاستيعاب هذا الخلاف قائلا: و أجمع سليمان المسير فأشار عليه عبد الله بن سعد بن نفيل بأن يطلب بدم الحسين عمر بن سعد بن أبي وقّاص، و من بالمصر فإنّهم الذين شركوا في دمه و تولّوا أمره، فقال سليمان: إنّ هذا لكما قلت، و لكنّ ابن زياد هو الذي سرّب إليه عمر بن سعد و الجنود، و عبّأهم عليه، و قال: لا أمان له عندي، فسيروا إليه فإنّكم إن رزقتم الظفر به فأمر من دونه أهل مصركم أيسر من أمره.
و عرض عليه عبد الله بن يزيد الخطمي أن ينظر إلى قدوم ابن زياد ليكون أمرهم و أمره في محاربته واحدا، فكره ذلك، فعرض عليه أن يوجّه معه جيشا، و قال: إنّكم أعلام أهل مصركم فإن أصبتم اختلّ مصركم فحاجزه، و أجمع على الشخوص و استقبال ابن زياد.[19] و كان عمر بن سعد في تلك الأيام خائفا، لا يبيت إلا في قصر الإمارة[20] تحت حماية والي الزبيريين.
و لمّا انتهى سليمان و أصحابه إلى قبر الحسين صرخوا صرخة واحدة، و بكوا و قال سليمان: اللهمّ ارحم الشهيد بن الشهيد و نادوا: يا لثأرات الحسين، و أظهروا التوبة من خذلانه.[21] فكان لحركتهم هذه الأثر الكبير في شحذ همم الثائرين و في تحقيق أهدافهم التي تقع التوبة إلى الله تعالى في مقدمتها.
معركة عين الوردة
عبّأ سليمان بن صرد كنانته، و انتهى إلى عين الوردة، فنزل في غربيّها، و أقام خمسا، فاستراحوا و أراحوا خيولهم، ثم قال سليمان: إن قتلت فأميركم المسيّب، فإن أصيب فالأمير عبد الله بن سعد بن نفيل، فإن قتل فالأمير عبد الله بن وال، فإن قتل فالأمير رفاعة بن شدّاد، رحم الله من صدق ما عاهد الله عليه، ثم جهّز المسيّب بن نجبة في أربعمائة، فانقضّوا على مقدّمة القوم، و عليها شرحبيل بن ذي الكلاع، و هم غارّون، فقاتلوهم فهزموهم، و أخذوا من خيلهم و أمتعتهم و ردّوا، فبلغ الخبر عبيد الله بن زياد.
فجهّز إليهم الحصين بن نمير في اثني عشر ألفاً، ثم ردفهم بشرحبيل في ثمانية آلاف، ثم أمدّهم من الصباح بأدهم بن محرز في عشرة آلاف، و وقع القتال، و دام الحرب ثلاثة أيام قتالا لم ير مثله، و قتل من الشاميين خلق كثير. و قتل من التّوّابين فاستشهد أمراؤهم الأربعة، و انتهت الحرب بانكسار التوابيين.[22]
الموقف من توبتهم
بعد هذه الاطلالة المختصرة على ثورة التوابين التي اتضح من خلالها سبب ثورتهم و الندم الذي اعترى القوم بسبب تخاذلهم عن نصرة الامام الحسين (ع) يوم عاشوراء و اعترافهم بأنّهم قد قصروا في حق الإمام و تركوه يلاقي الكوفيين مع تلك الثلة القليلة من انصاره و اصحابه، فالقوم قد شعروا بالندم و اظهروا التوبة التي صدقوا فيها من خلال تقديمهم لأعز ما يملكون و إراقة دمائهم في هذا الطريق؛ هذا هو ظاهر القضية و بما أن قبول التوبة وعدمه من شأن الله تعالى الذي ينحصر عالم الغيب و الشهادة به تعالى و لا يعلم ذلك غيره، فمن هنا لا يمكن الجزم بقبول توبتهم أو القطع برفضها، إلا أن القرائن الحافة و سعي القوم الحثيث للاقتصاص من قتلة الإمام الحسين (ع) و أصحابه و بذلهم الغالي و النفيس في هذا المجال كل ذلك يشير إلى قبول توبتهم خاصّة مع الأخذ بعين الاعتبار الكثير من الآيات الحاثة على التوبة و الإنابة إلى الله تعالى، كقوله تعالى "وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ"[23]، و قوله عزّ شأنه: "إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا".[24]
[1]. انظر: مسكويه الرازي، أبو علي، تجارب الأمم، تحقيق: إمامى، أبو القاسم، ج 2، ص 107 – 108، سروش، طهران، الطبعة الثانية، 1379ش؛ ابن الأثیر، علي بن محمد، الکامل في التاریخ، ج 4، ص 158 – 165، دار صادر، بیروت، 1385ق.
[2]. فاطر، 37.
[3]. الکامل في التاریخ، ج 4، ص 159.
[4]. البلاذري، أحمد بن یحیی، أنساب الأشراف، تحقیق: زکار، سهیل، الزرکلي، ریاض، ج 6، ص 365، دار الفکر، بیروت، الطبعة الأولى، 1417ق.
[5]. المصدر نفسه، ص 366.
[6]. أنساب الأشراف، ج 6، ص 367.
[7]. ابن عبد البر، يوسف بن عبد الله، الاستيعاب في معرفة الأصحاب، تحقيق: البجاوي، علي محمد، ج 2، ص 249، دار الجيل، بیروت، الطبعة الأولى، 1412ق.
[8]. ابن الأثير، أبو الحسن علي بن محمد، أسد الغابة في معرفة الصحابة، ج 2، ص 297، دار الفكر، بيروت، 1409ق.
[9]. ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي، الإصابة في تمييز الصحابة، تحقيق: عبد الموجود، عادل أحمد، معوض، علي محمد، ج 3، ص 144، دار الكتب العلمية، بیروت، الطبعة الأولى، 1415ق.
[10]. أسد الغابة، ج 2، ص 297.
[11]. الدينوري، أبو حنيفه أحمد بن داود، الأخبار الطوال، تحقيق: عبد المنعم عامر، مراجعه جمال الدين شيال، ص 171، منشورات الرضى، قم، 1368ش.
[12] أنساب الأشراف، ج 6، ص 364.
[13]. الكامل في التاريخ 4|68 ـ 71، الإصابة ترجمة رقم 8424، الأعلام 7|225 ـ 226.
[14]. تجارب الأمم، ج 2، ص 109.
[15]. لمزيد الاطلاع انظر: سماك أماني، محمد رضا، قیام توابین القسم الثالث، العدد 39، خرداد 1379ش.
[16]. أنساب الأشراف،ج6،ص:368
[17]. أنساب الأشراف، ج 6، ص 367.
[18]. الکامل فی التاریخ، ج 4، ص 175.
[19].أنساب الأشراف، ج 6، ص 369.
[20]. الذهبي، شمس الدين محمد بن أحمد، تاريخ الإسلام، تحقيق: تدمري، عمر عبد السلام، ج 5، ص 46، دار الكتاب العربى، بيروت، الطبعة الثانية، 1413ق.
[21]. أنساب الأشراف، ج 6، ص 370.
[22]. تاريخ الإسلام، ج 5، ص 48.
[23]. الشوری، 25.
[24]. النسا، 48.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات