بحث متقدم
الزيارة
6887
محدثة عن: 2009/10/01
خلاصة السؤال
أ لیس من الأرجح الحکم بالاحتیاط فی موارد الشک؟
السؤال
ذکرت الرسائل العملیة للفقهاء أن الشاک لا یعتنی بشکه إلا إذا کان له حکم معلوم، مثلاً جاء فی باب النکاح، إن من النساء التی یحرم نکاحها، هی امرأة فُعل(لاط) بأخیها، و أنه لا حرمة على من شک أو ظن فی الدخول.
فأتساءل عن مستند هذه الفتوى التی تعدّ من القضایا الأساسیة فی حیاة الإنسان. ثم أ لیس من الأفضل أن نجری الاحتیاط فیها؛ إذ یحتمل أن تکون الحرمة مستقرة، فحینئذٍ لا مجال للشک. أرجو التفصیل فی الإجابة و شکراً.
الجواب الإجمالي

تختلف حالات الإنسان عند مواجهة المواضیع، ففی بعض هذه المسائل یحصل له الیقین أو ما هو فی حد الیقین، و فی بعضها یحصل له وهم (دون 50%)، و فی البعض الآخر الشک (أی حد الوسط). و الناس عادةً ما، لا یعتنون بالشک و الوهم فی حیاتهم الیومیة.

و قد افرد  علماء الأصول بحثاً مطولاً عن مجرى البراءة، و الاحتیاط، و أثبتوا أنه لو شک المکلّف فی أصل التکلیف (هل توجّه إلیه التکلیف أم لا؟) فبإمکانه أن یحکم بعدم توجّه التکلیف، أما لو علم بتوجه التکلیف ثم شک فی إمتثاله و براءة ذمته (هل أدى ما علیه أم لا؟) فهنا یجرى الاحتیاط، و أما فی ما یتعلق بسؤالکم فالشک فی أصل التکلیف و علیه تجرى البراءة.

و نشیر فی ما یلی إلى ملاحظات تساعد  على فهم الجواب:

1. على ضوء حدیث الرفع[1]ـ المروی عن النبی (ص) ـ رفعت عن أمة النبی (ص) تبعات بعض الأفعال، ـ لطفاً من الله ـ منها (ما جهل الإنسان بحکمه) فنظراً إلى الشروط التی استخرجها العلماء و الفقهاء من مضمون الحدیث، لا یترتّب على الأمور التی یرتکبها الإنسان عن جهالة، حکم حقوقی و عقاب أخروی.

و ینطوی مضمون الحدیث على مواضع الشک، فلو شک المکلف فی موضع ـ و کان ینسجم مع شروط الحدیث ـ فلا یعتنی بشکّه، و علیه فالموضع الذی ذکر فی سؤالکم هو مجرى لهذه القاعدة، لان الشاک فی الدخول یصدق علیه انه غیر عالم.

و على هذا الأساس ـ و فی مقام العمل بالأحکام ـ فإننا لو عملنا بالتکلیف طبقا للقاعدة نکون معذورین و لا تترتب علیه الاثار الاخرى و ان کان العمل غیر مطابق للواقع.

2. إن حرمة النکاح تتحقق عند ما نتیقن من تحقق اللواط، أما إذا شککنا فی تحققه فلا نحکم بحرمة النکاح لأنا لا نعلم بتحقق موضوع الحرمة.

3. لو فرضنا أن هذا النکاح قد تحقق، فهل نستطیع أن نحکم بحرمته و بطلانه لمجرد الشک فقط؟ ثم لو فرضنا، بأن کان حاصل هذا النکاح أولاد، فهل نخضع لجریان الاحتیاط و نحکم بعدم صحة هذا النکاح، و من ثم الحکم بعدم مشروعیة الأولاد.



[1] حرعاملی، وسائل الشیعه، ج 15، ص 369 .

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280270 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258846 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129641 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115675 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89568 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61060 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60378 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57381 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51647 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47721 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...