بحث متقدم
الزيارة
5101
محدثة عن: 2009/10/13
خلاصة السؤال
هل یجوز أداء مناسک الحج بغسل مستحب؟
السؤال
هل یمکن أداء مناسک الحج بغسل مستحب عوضاً عن الغسل الواجب؟
الجواب الإجمالي
الجواب التفصیلی...
الجواب التفصيلي

لا بد من أن نذکر فی البدایة أن کل طهارة «الوضوء، التیمم، الغسل » تکفی لأداء الصلاة فإنها تکفی لأداء أعمال الحج المشروطة بالطهارة، و علیه لا بد من طرح عدة أبحاث:

1ـ هل یمکن أداء بعض الأعمال بالغسل الواجب کالصلاة أو أعمال الحج المشروطة بالوضوء «الطهارة من الحدث»؟

2ـ هل یمکن للغسل المستحب أن یکون بدیلاً عن الغسل الواجب فی هذه الخصوصیة «الکفایة فی الطهارة»؟

بالنسبة للسؤال الأول لا بد من القول: على رأی بعض الفقهاء المحترمین لا یمکن أداء الصلاة و الأعمال التی تحتاج إلى مثل هذه الطهارة بأی غسل واجب الا غسل الجنابة فانه یکفی. فرأی الآیات العظام الإمام، و بهجت و خامنئی و الصافی: یمکن أداء الصلاة بغسل الجنابة فقط، و أما بالنسبة إلى الأغسال الأخرى فلا بد من إضافة الوضوء[1].

و على هذا الأساس فلیس الغسل المستحب غیر کافٍ عن الطهارة و حسب، و إنما الغسل الواجب ـ ما عدا غسل الجنابة ـ غیر کافٍ عن الطهارة أیضاً.

و أما على فرض کفایة الأغسال الواجبة عن الوضوء، فهل أن الغسل المستحب یکفی أیضاً و یعوض عن الغسل الواجب؟ و جواب هذا السؤال بحسب رأی بعض المراجع المحترمین: یمکن أداء الصلاة بکل الأغسال الواجبة و المستحبة مع الاحتیاط استحباباً فی غیر غسل الجنابة بإضافة الوضوء.

آیة الله مکارم الشیرازی: یمکن أداء الصلاة بکل الأغسال الواجبة و المستحبة و لا یجب الوضوء، و لکن الاحتیاط المستحب هو إضافة الوضوء فی غیر غسل الجنابة[2].

الآیات العظام التبریزی، السیستانی، النوری، الوحید الخراسانی: یمکن أداء الصلاة بجمیع الأغسال الواجبة و المستحبة باستثناء غسل الاستحاضة المتوسطة. و الاحوط استحبابا أن یضیف الوضوء مع الغسل فی غیر غسل الجنابة[3].

و على أساس آراء هؤلاء المراجع المحترمین من الممکن حصول الطهارة من الحدث الاصغر فی الصلاة بواسطة الأغسال المستحبة و یکتفى بها و علیه فإن أداء أعمال الحج المشروطة بهذه الطهارة ممکن بالغسل المستحب، و لا إشکال فی ذلک.

و لکن الجدیر بالالتفات الیه هو أنه لا یکفی الغسل المستحب الغسل الواجب و لا ینوب عنه إزالة الآثار الأخرى کالطهارة من الجنابة و مس المیت، و إنما تبقى الحاجة قائمة إلى الغسل الواجب فی مثل هذه الموارد[4].



[1]توضیح المسائل مراجع، 391 و 646.

[2]المصدر نفسه، م 391 و 646.

[3]المصدر نفسه، م391 و 646 آیة الله وحید، توضیح المسائل، م397، و آیة الله النوری، توضیح المسائل، م392 و 647 (الاستفادة من السؤال 3249).

[4] للاطلاع الأکثر انظر: القواعد و الفوائد، ج 1، ص 83.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...