بحث متقدم
الزيارة
5783
محدثة عن: 2009/11/10
خلاصة السؤال
أنا بنت اتواصل منذ سبعة اشهر هاتفياً مع أحد الشباب و لم نتبادل ما يشير الى أي علاقة غرامية بل نتعامل كتعامل الرجال، ما حكم تلك العلاقة؟
السؤال
أنا بنت اتواصل منذ سبعة اشهر هاتفياً مع أحد الشباب و لم نتبادل ما يشير الى أي علاقة غرامية بل نتعامل كتعامل الرجال، و قد انقطعت العلاقة بطلب مني فكان لهذا الانقطاع أثر سلبي علينا، فما حكم تلك العلاقة؟
الجواب الإجمالي

تعد قضية العلاقة بين الجنسين من القضايا الحساسة التي تزيد من احتمال الوقوع في الخطأ و زلة القدم بنسبة كبيرة جداً، فان الغفلة عن المعايير الشرعية و الاخلاقية قد تؤدي بصاحبها الى الوقوع في الهاوية و الانحراف الشرعي و الاخلاقي الخطير، من هنا قررت الشريعة مجموعة من القوانين الاخلاقية و الشرعية التي يمكن من خلالها الحد من تلك العلاقة و من ثم الحد من عوامل الانحراف التي يقف على رأسها العلاقة بين الجنسين و خاصة الشباب منهم؛ و ذلك لان مثل هكذا علاقات توفر الارضية المناسبة لاقتراف الذنب و يزداد احتمال الزلل فيها، خاصة اذا كانت العلاقة تصاغ بطريقة مغرية و تسودها روح الحب و التوادد و.... من هنا توصي التعاليم الاسلامية الشباب بالاقتصار على الحد الادنى من العلاقة و الذي تتطلبه الضرورة كعلاقة الاستاذ بالطالبة او علاقة ربّ العمل او العامل بزميلته في العمل، شريطة ان تكون تلك العلاقة على ضعفها أمام الناس و لا تكون في أماكن خفية يختلي الشابان بمكان لا يشاهدان فيه.

إن الكثير من المفاسد الاخلاقية التي يتعرض لها الشباب ناتجة من هذا النوع من العلاقات، التي تبدو للوهلة الاولى بريئة و لم يشعر الشباب بخطورة الطريق الذي وضعوا قدمهم فيه و لم يكونوا يشعرون بأية عاطفة بعضهم اتجاه الآخر، الا انه رويداً رويداً تترسخ تلك العلاقة لتزيح العلاقات البريئة و تحل محلها الى الحد الذي لا يمكن التخلص منها. نعم، قد توجد حالات استثنائية يسيطر فيها الشباب على أحاسيسهم و مشاعرهم و يبقون العلاقة على ما هي عليه من براءة و نزاهة، و لكنها حالات استثنائية لا يمكن التعويل عليها للتقليل من خطر تلك العلاقات.

و نتساءل هنا: ما الضرورة التي تدعو ذلك الشاب لمواصلة العلاقة؟ و لماذا يشعر بالضيق و الأذى عند انقطاعها؟ و كيف حصلت ردة الفعل تلك اذا كانت العلاقة بريئة حقاً؟ ثم عدم الحديث هاتفياً بقضايا عن علاقة الحب و ما شابه ذلك لا يعني بالضرورة نفي تلك الصلة و تعلق أحدكما بالآخر. علما أن الذنوب الكبيرة عادة ما تنطلق من صغائر الذنوب التي لا يشعر الانسان بخطرها.

و لابد من التأكيد على قضية مهمة أخرى و هي أن علاقات ما قبل الزواج كلما كانت سالمة و طاهرة كان لها الأثر الفاعل في نجاح الحياة الزوجية في المستقبل. و من هنا نشد على يدك في قطع العلاقة و عدم الاستمرار فيها. فكلما احتاط الانسان في مثل هذه القضايا كانت النتيجة لصالحه في المستقبل. و من هنا نرى أمير المؤمنين (ع) يكره السلام على الشابة حذراً مما يحيط بالقضية من مردودات حيث يقول (ع): " أَتَخَوَّفُ أَنْ يُعْجِبَنِي صَوْتُهَا فَيَدْخُلَ عَلَيَّ أَكْثَرُ مِمَّا أَطْلُبُ مِنَ الأَجْرِ".[1]

و تشير الروايات الى طريقة تعامل موسى (ع) مع إبنة شعيب عند ما جاءته تخطو بخطوات ملؤها الحياء و العفة و يظهر منها أنّها تستحي من الكلام مع شاب غريب، فإنّ البنت كانت تسير أمام موسى لتدله على الطريق، إلا أن الهواء كان يحرّك ثيابها و ربّما انكشف ثوبها عنها، و لكن موسى لما عنده من عفة و حياء طلب منها أن تمشي خلفه و أن يسير أمامها، فإذا ما وصلا إلى مفترق طرق تدله و تخبره من أي طريق يمضي إلى دار أبيها شعيب.[2] فاذا كان الاولياء الالهيون يحتاطون لانفسهم بهذه الشدة من الاحتياط فما بال غيرهم من الناس؟!

نعم، قد يبرر الانسان هذه العلاقة و يعطيها بعداً نزيها كالعلم و المعرفة و البراءة و ما شابه ذلك من التبريرات. لكن الحقيقة تحكي عن شيء آخر و لا يمكن الركون الى مثل هذه التبريرات عادة. فكلما اقترب الطرفان و ترسخت العلاقة بينهما بنحو أشد، كانت ثمرة ذلك ظهور الكثير من المشاكل و الانحرافات الاجتماعية التي يصعب السيطرة عليها في المستقبل. و بالنتيجة يضحي الطرفان بالثوابت الاخلاقية و الاجتماعية و الدينية فداءً لشهوات عابرة و لذة زائلة!.

لمزيد الاطلاع تراجع المواضيع التالية:

السؤال 1044 (الموقع: 1110) (الاسلام و العلاقة البریئة بین الجنسین).

السؤال 3184 (الموقع: 3430) (الصداقة بین الجنسین قبل الزواج).

السؤال 6086 (الموقع: 6278) (علاقات ما قبل الزواج).

 


[1] الکلیني، اصول الكافي، ج 2، ص 648، ح 1، باب التسليم على النساء.

[2] مكارم الشيرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج‏12، ص: 211، مدرسة الامام علي بن أبي طالب (ع)، قم، الطبعة الاولى، 1421هـ.

 

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257244 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128141 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56855 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49733 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...