بحث متقدم
الزيارة
6176
محدثة عن: 2011/08/20
خلاصة السؤال
هل یوجد فی المهدویة موضوع بإسم الظهور الأصغر؟
السؤال
هل یوجد فی المهدویة موضوع بإسم الظهور الأصغر؟ ارجوا توضیح ذلک.
الجواب الإجمالي

الظهور الأصغر اصطلاح ورد فی مقابل الغیبة الصغری، و القصد منه هو کما أن للإمام الحجة –عج- غیبة صغری قبل الغیبة الکبری، فبالنسبة للظهور کذلک فله ظهور اصغر کما له ظهور أکبر عالمی. لکن هذا الاصطلاح لیس له أی منشأ روائی.

الجواب التفصيلي

الظهور الأصغر اصطلاح ورد فی مقابل الغیبة الصغری، و القصد منه هو کما أن للإمام الحجة –عج- غیبة صغری قبل الغیبة الکبری، فبالنسبة للظهور کذلک فله ظهور اصغر کما له ظهور أکبر عالمی، و هذه المسألة لیس لها حسب الظاهر مستند روائی، و انما یُعتبر من المباحث الجدیدة، بالإضافة الی أن الروایات التی تتکلّم عن الظهور تُشیر الی أنه یکون بغتة و فجأة. [1]

و إذا کان القصد من الظهور الأصغر هو قرب زمان الظهور للإمام –عج- فهذا بحث آخر یحتاج الی تحقیق و بحث مستقل و علی حده. و نحن نعلم أن کثیراً من علامات الظهور قد تحقّقت فی عصرنا الحاضر و لم تکن لها سابقة فی الماضی، و هذا ینبؤ بقرب ظهور الإمام الحجة –عج- انشاء الله تعالی.

و فی هذا البحث وردت اصطلاحات اخری شبیهة بالظهور الأصغر: مثل الظهور الجزئی و الظهور العرفانی و الظهور النوعی، و یجب أن یبحث عنها فی محلّها مفصلاً. و البعض الآخر قد طرح مسألة الظهور التدریجی و هو غیر الظهور الأصغر، و هو بحث واسع و سیاق البحث عنه شبیه ببحث یوم القیامة و أن القیامة فی عین أنها دفعیة، لکنها أمر تکوینی موجود فی کل عالم الخلقة و عالم الوجود کله یسیر تدریجیاً نحو یوم القیامة. و کما أن القیامة، لها مراتب و مقامات مختلفة تظهر –علی قول بعض العرفاء- قبل القیامة الکبری. کذلک الظهور فهو غیر مستثنی من هذه القاعدة، و من هذه الجهة فإن ظهور الإمام الحجة –عج- هو أیضاً من مقدمات یوم القیامة و یُعتبر کمرتبة من مراتبها.

کما نقل عن النبی الأکرم (ص): "أن مثله کمثل الساعة ثقلت فی السموات و الأرض لا تأتیکم إلا بغتة". [2]

و من جهة اخری توجد آیات قرآنیة تخبر بقرب وقوع «الساعة» أی (القیامة) و تفسَر بظهور الإمام الحجة –عج- [3] منها: قوله تعالی " اللَّهُ الَّذِى أَنزَلَ الْکِتَابَ بِالحَْقّ‏ِ وَ الْمِیزَانَ وَ مَا یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِیبٌ" [4] و کذلک آیة "یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لَا یُؤْمِنُونَ بِهَا وَ الَّذِینَ ءَامَنُواْ مُشْفِقُونَ مِنهَْا وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الحَْقُّ أَلَا إِنَّ الَّذِینَ یُمَارُونَ فىِ السَّاعَةِ لَفِى ضَلَالِ بَعِید" [5] و هذه من الآیات التی أوّلت فیها الساعة بمعنی الظهور.

بالالتفات الی هذه الآیات و الروایات التی تفسر بأن أمر الظهور کأمر یوم القیامة، لذا فکل البحوث التی ترد فی معرفة یوم القیامة و المعاد، یُمکن أن تُرد فی مباحث الظهور و آخر الزمان من بعد آخر، و ذلک لوجود الترابط الوثیق بین البحثین.

المواضیع المرتبطة:

علائم ظهور الإمام المهدی (عج)، 1994 (الموقع: 375) .

علامات الظهور، 3667 (الموقع: 3987) .



[1]    المجلسی، بحار الأنوار، ج2، ص164، مؤسسة الوفاء، 1404 ق، بیروت.

[2]    نفس المصدر، ج36، ص341، ح205.

[3]   «   ُ رُوِیَ فِی بَعْضِ مُؤَلَّفَاتِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ حَمْدَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ عَنْ أَبِی شُعَیْبٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْفُرَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ سَأَلْتُ سَیِّدِیَ الصَّادِقَ ع هَلْ لِلْمَأْمُورِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِیِّ ع مِنْ وَقْتٍ مُوَقَّتٍ یَعْلَمُهُ النَّاسُ فَقَالَ حَاشَ لِلَّهِ أَنْ یُوَقِّتَ ظُهُورَهُ بِوَقْتٍ یَعْلَمُهُ شِیعَتُنَا قُلْتُ یَا سَیِّدِی وَ لِمَ ذَاکَ قَالَ لِأَنَّهُ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَى یَسْئَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ

أَیَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْآیَةَ وَ هُوَ السَّاعَةُ الَّتِی قَالَ اللَّهُ تَعَالَى یَسْئَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها وَ قَالَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ لَمْ یَقُلْ إِنَّهَا عِنْدَ أَحَدٍ وَ قَالَ فَهَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِیَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جاءَ أَشْراطُها الْآیَةَ وَ قَالَ اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ وَ قَالَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَکُونُ قَرِیباً یَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِها وَ الَّذِینَ آمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْها وَ یَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ أَلا إِنَّ الَّذِینَ یُمارُونَ فِی السَّاعَةِ لَفِی ضَلالٍ بَعِیدٍ». نفس المصدر، ج53، ص1.

[4]    الشوری، 17 و 18.

[5]     بحار الأنوار، ج2، ص164.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280455 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259110 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129804 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116173 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89692 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61302 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60550 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57467 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52073 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48112 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...