Please Wait
6233
1-ضمان خدمات العمال 2- حمایة العمال و سلامتهم.
بشکل عام فقد أمر الله تعالی فی القرآن الکریم بالعمل و الاکتساب، و ثمن السعی و الجهاد فی الامور الدنیویة و الاخرویة وجعل له أجراً و ثواباً جزیلاً.
وانتم بأدائکم لوظائفکم الدینیة بالنسبة للعمال مثل: دفع اجورهم، و التعامل معهم برحمة و عطف و...و الاهتمام بروحیاتهم و نفسیاتهم، تکونوا قد قمتم بافضل ضمان لخدماتهم. فعلیکم السعی فی هذا المجال.
ننبه اولاً انکم طلبتم احادیث عن النبی الاکرم (ص) [1] و لکننا سنورد هنا احادیث عن النبی الاکرم (ص) و عن الائمة المعصومین (ع) ایضاً، و ذلک لان کلام الائمة المعصومین (ع) هو نفس کلام النبی (ص).
ضمان خدمة العمال: بشکل عام فقد أمر الله تعالی فی القرآن الکریم بالعمل و الاکتساب، و ثمن السعی و الجهاد فی الامور الدنیویة و الاخرویة، و جعل له اجراً و ثواباً جزیلاً.(إِنَّ هذا کانَ لَکُمْ جَزاءً وَ کانَ سَعْیُکُمْ مَشْکُوراً) [2] ، و (فَإِذا قُضِیَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِی الْأَرْضِ وَ ابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَ اذْکُرُوا اللَّهَ کَثیراً لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُون) [3] ، و...
فعلی ربّ العمل ان یعلم ان عماله لهم مثل هذه المنزلة و الجزاء، و علیه ان یظهر ذلک لهم عملاً.
ان علی مدیر العمال تکالیف بالنسبة الی العاملین لدیه، و ان أداء هذه التکالیف یعد بنفسه أفضل صمانة لخدمات العمال.
ونشیر فیما یلی الی بعض هذه التکالیف المهمة:
1- دفع اجور العمال: من اهم مصادیق ضمان خدمات العمال هو دفع اجورهم فی الوقت المقرر و بالمقدار المحدد. و قد ورد فی الروایات التأکید علی دفع اجر العامل له قبل ان یجف عرقه. [4]
وکذلک فقد روی عن الامام الصادق (ع) انه قال: (عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ (ع) أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ (ص) قال: مَلْعُونٌ مَنْ ظَلَمَ أَجِیراً أُجْرَتَهُ) [5] .
2- الرحمة و التعاطف مع العمال: ان الاسلام الذی هو دین خالد و قد بنی علی اساس الفطرة و تلبیة جمیع الرغبات الانسانیة، قد اهتم بمسألة المحبة و التراحم بین الناس واعتبر ذلک امراً مقدساً. و حیث ان جمیع الناس مخلوقون لله و هم جمیعاً من أب و أم واحدة، فهم مستحقون جمیعاً للاحترام و المحبة. یقول الامام الباقر(ع) : إِنَّ أَعْرَابِیّاً مِنْ بَنِی تَمِیمٍ أَتَى النَّبِیَّ (ص) فقال له: أَوْصِنِی! فَکَانَ مِمَّا أَوْصَاهُ تَحَبَّبْ إِلَى النَّاسِ یُحِبُّوک) [6] .
ویلاحظ ان الاسلام قد اهتم بحب الناس الی درجة بحیث انه یوصی اتباعه بحب الخیر والتوفیق للآخرین کما یحبون ذلک لانفسهم.
وحینما أقبل رسول الله صلى الله علیه وسلم من غزوة تبوک فاستقبله سعد بن معاذ الأنصاری فصافحه النبی (ص) ثم قال له: "ما هذا الذی اکنفت یداک فقال: یا رسول الله أضرب بالمر والمسحاة فی نفقة عیالی قال: فقبل النبی (ص) فقال: "ذه ید لا تمسها النار أبداً" [7] .
ویقول الامام السجاد (ع) حول حقوق المولی علیهم و الذین من مصادیقهم العمال :
وَ أَمَّا حَقُّ رَعِیَّتِکَ بِالسُّلْطَانِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُمْ صَارُوا رَعِیَّتَکَ لِضَعْفِهِمْ وَ قُوَّتِکَ فَیَجِبُ أَنْ تَعْدِلَ فِیهِمْ وَ تَکُونَ لَهُمْ کَالْوَالِدِ الرَّحِیمِ وَ تَغْفِرَ لَهُمْ جَهْلَهُمْ وَ لَا تُعَاجِلَهُمْ بِالْعُقُوبَةِ وَ تَشْکُرَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى مَا آتَاکَ مِنَ الْقُوَّةِ عَلَیْهِم. [8]
اذن فالمحبة و التعاطف هی وظیفة کل الناس و لا تختص بمؤسسة او شرکة خاصة او اشخاص معنیین، و علی ربّ العمل ان یتعامل مع عماله بمحبة و احترام و ینظر الیهم باعتبارهم عباداً لله تعالی و لیس باعتبارهم عمالاً و خدمة.
3- جزاء الاحسان بالاحسان: حینما یقوم العامل باعمال صعبة و شاقة و لها دور مهم فی تقدم العمل- و ان کان ذلک من مهامه و یتقاضی مقابله أجرة معینة- و لکن و بنظرة انسانیة فان العامل یکون قد تفضل علی ربّ العمل وعلی الآخرین و احسن الیهم، و من هنا فانه ینبغی ان یجازی احسانه بالاحسان. یقول القرآن الکریم (هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ) [9] . ویقول الامام السجاد (ع): (وَ أَمَّا حَقُّ ذِی الْمَعْرُوفِ عَلَیْکَ فَأَنْ تَشْکُرَهُ وَ تَذْکُرَ مَعْرُوفَهُ وَ تَکْسِبَهُ الْمَقَالَةَ الْحَسَنَةَ وَ تُخْلِصَ لَهُ الدُّعَاءَ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِکَ کُنْتَ قَدْ شَکَرْتَهُ سِرّاً وَ عَلَانِیَةً ثُمَّ إِنْ قَدَرْتَ عَلَى مُکَافَأَتِهِ یَوْماً کَافَأْتَه) [10] .
4- الشکر علی الخدمات: یقول الامام السجاد (ع): إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ کُلَّ قَلْبٍ حَزِینٍ وَ یُحِبُّ کُلَّ عَبْدٍ شَکُورٍ یَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَى لِعَبْدٍ مِنْ عَبِیدِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَ شَکَرْتَ فُلَاناً فَیَقُولُ بَلْ شَکَرْتُکَ یَا رَبِّ فَیَقُولُ لَمْ تَشْکُرْنِی إِذْ لَمْ تَشْکُرْهُ ثُمَّ قَالَ أَشْکَرُکُمْ لِلَّهِ أَشْکَرُکُمْ لِلنَّاسِ) [11] .
5- حمایة العمال و سلامتهم: و الذی یلاحظ فی سیرة النبی (ص) التأکید علی الاهتمام بجمیع ابعاد شخصیة القوی العاملة- و حیث ان الانسان السلیم هو اساس النمو فی البلد، فانه ینبغی الترکیز علی الاهتمام بصحته و سلامته. و علی رب العمل ان ینظر الی العامل نظرة انسانیة، وان تکون حیاته أمراً مهماً له و لهذا فیجب علیه توفیر مستلزمات السلامة و الامان للعمال. و قد اهتم الاسلام بمسألة السلامة و الامان، فلو تسبب أی شخص باحداث أی اذی او ضرر مالی او بدنی بانسان فانه یکون ضامناً له،بالاضافة الی ما یستتبعه من عقوبة دنیویة و أخرویة.
ونشیر فی ما یلی الی بعض ما یدل علی ذلک:
1-یقول الامام الصادق (ع): (ثَلَاثَةُ أَشْیَاءَ یَحْتَاجُ النَّاسُ طُرّاً إِلَیْهَا الْأَمْنُ وَ الْعَدْلُ وَ الْخِصْب) [12] . وقد ورد التصریح فی هذه الروایة بالامان الذی هو ضرورة ذاتیة فی الحیاة الدنیا.
2- طبقاً لقاعدة (لاضرر)- حیث قال النبی (ص): لا ضرر ولا ضرار فی الاسلام [13] ، فانه لا ینبغی للانسان ان یتسبب فی اذی وضرر الآخرین و یوقع الضرر بهم.
3- قال النبی (ص): نِعْمَتَانِ مَفْتُونٌ [مَغْبُونٌ] فِیهِمَا کَثِیرٌ مِنَ النَّاسِ الْفَرَاغُ وَ الصِّحَّةُ [14] .
والنتیجة: انکم بأدائکم لوظائفکم الدینیة بالنسبة للعمال و الاهتمام بحیاتهم و اموالهم تکونوا قد قمتم بافضل ضمان لخدماتهم. فعلیکم السعی فی هذا المجال.
[2] الجمعة: 10.
[3] الاسراء: 12.
[4] الحیاة، ج5، ص502.
[5] کمرهای، محمد باقر؛ السماء والعالم،ترجمة کتاب السماء والعالم من بحار الانوار، ج
، ص1987،منشورات الاسلامیة، طهران، الطبعة الاولی، 1351ش.
[6] الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج2، ص642، دار الکتب الاسلامیة، طهران،
380ه.ش.
[7] الحکیمی، اخوان وآرام، أحمد، الحیاة، ج5،ض504، مکتب نشر الثقافة الاسلامیة،
هران، 1380ش.
[8] الافراسیابی،علی، ترجمة جهاد النفس من وسائل الشیعة، ص29، منشورات
لنهاوندی، قم، الطبعة الاولی، 1380ش.
[9] الرحمن: 60.
[10] الحرانی، ابن شعبة، تحف العقول، منشورات آل علی(ع)، قم، الطبعة الاولی،
382ش.
[11] الکافی، ج2، ص99، باب الشکر، ح30، اقتباس عن: السؤال: 9702 (الموقع:
718).
[12] العلامة المجلسی، بحار الانوار، ج75،ص234،مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ه.ق.
قلاً عن تحف العقول، اقتباس من السؤال: 7560( الموقع: 7644).
[13] الشیخ الصدوق، من لا یحضره الفقیه، ج4، 334، اقتباس من السؤال: 1401
الموقع: 2711).
[14] بحار الانوار، ج78، ص171، اقتباس من السؤال: 2123 ( الموقع: 2266).