Please Wait
32117
تفتح أبواب المشاهدات و المكاشفات بوجه الإنسان عندما تتجلى الأنوار الربوبية في قلبه و مشاعره الباطنية و الظاهرية، و تبدأ المكاشفات بتجلي هذه الأنوار بنسبة ما يحصل عليه القلب من هذه الأنوار، و تقسم المكاشفة إلى قسمين بلحاظ ما، الكشف الصوري و الكشف المعنوي، الكشف الصوري يعني انكشاف الصور و الحقائق المثالية و البرزخية في مراتب مختلفة. و ينقسم الكشف الصوري إلى: الكشف الإبصاري، الكشف السماعي، الكشف الشمي، الكشف الذوقي، و الكشف اللمسي. و أما الكشف المعنوي فيعني: انكشاف الحقائق في عوالم ما فوق البرزخ و أسرار و دقائق الوجود. و يذكر للكشف المعنوي ست مراتب، و هناك من يصولها الى سبع مراتب. و من الجدير بالذكر أن كلا النوعين من أنواع الكشف يستفيد من الإشارات الموجودة في الروايات لمراتب الإيمان و بطون القرآن فيما يبدي من نظر و يتبنى من آراء، و كذلك يقسم الكشف المعنوي إلى عدة أقسام منها: الكشف الحدسي، القدسي، الإلهامي، الروحي، السري، الخفي و الأخفى.
تفتح أبواب المشاهدات و المكاشفات بوجه الإنسان عندما تتجلى الأنوار الربوبية في قلبه و مشاعره الباطنية و الظاهرية، و تبدأ المكاشفات بتجلي هذه الأنوار و بنسبة ما يحصل عليه القلب من هذه الأنوار. و ينهل السالكون إلى الله من هذه التجليات النورية و المكاشفات بمقدار ما يتناسب مع المقام و المنزلة العبودية للسالك.
وب ظهور الأنوار في القلب و المشاعر، فإن القلب و كل من المشاعر الباطنية و الظاهرية تصبح أكثر قدرة على الإدراك، و تنقشع الحجب عنها لتصل إلى الحقائق الموجودة خلف هذه الحجب، و يسمى انكشاف الحقائق المستورة بـ "الكشف" أو "المكاشفة".
و تقسم المكاشفة من زاوية نظر معينة إلى قسمين، الكشف الصوري، و الكشف المعنوي.
أ ـ الكشف الصوري: انكشاف الصور و الحقائق المثالية و البرزخية في المراتب المختلفة. و بعبارة أخرى: إن الكشف الصوري عبارة عن معلومية الحقائق الملكوتية الأدنى بمراتب مختلفة للسالكين، كل بحسب مقامه و منزلته العبودية، و على أساس عناية و مشيئة الحق تعالى و ذاته و بالحدود التي أرادها أن تظهر عن طريق المشاعر الظاهرية و الباطنية أو بعضها. و لا ينبغي توهم كون المراد هي المشاعر العالية و المشاعر المنورة بالنور الإلهي لا المشاعر القلبية المجردة.
و يتحقق الكشف الصوري في حالتي النوم و اليقظة، كما أن الكشف الصوري لم يكن بنفس الكيفية عند جميع السالكين، و إنما تتعلق بالظروف التي يعيشها السالك و هي مختلفة من شخصٍ لآخر. و يقسم الكشف الصوري إلى أقسام منها: الكشف الإبصاري، الكشف السماعي، الكشف الشمي، الكشف الذوقي، و اللمسي. و نحاول هنا توضيح كل قسم منها باختصار.
1ـ الكشف الإبصاري: و هو عبارة عن مشاهدة الصور المثالية و الحقائق البرزخية و الموجودات النورية في المراتب المختلفة. سواء في الرؤيا أو في اليقظة، و كما أشرنا فإن أبعاد الكشف الصور متنوعة و كثيرة جداً، و السالك إلى الله يشاهد الحقائق البرزخية و الموجودات المثالية و الأرواح بالقوالب النورية و المثالية بما يتناسب و مرتبته و منزلته العبودية، و تارة يشاهد حقائق مرحلة أعلى من الحقائق البرزخية حيث يشاهدها بصورها المثالية، و في الحقيقة أنه يشاهد الحقائق المجردة في هيكلها البرزخي و المثالي، و تارة يشاهد حالاته الروحية و الداخلية، و تارة يشاهد الحالات و الخصوصيات النفسية الباطنية للآخرين في صورها المثالية[1]. و من الجدير بالقول أن جميع المكاشفات لها مراتب و درجات، لأن الحقائق المستورة خلف الحجب و التي تحكيها المكاشفات لها مراتب، لذا فإن انكشاف مرتبة أعلى من عالم المادة للسالك لا يعني أنه صار عالماً بجميع الحقائق الماورائية، فمن الممكن أن تبقى الحقائق الأعلى مرتبة خافية عليه، و ذلك لأن كل عالم هو حجاب بالنسبة للعالم الأعلى منه مرتبة، و عليه فإن مشاهدة أي عالم تحتاج إلى عين خاصة تحتاجها مشاهدة ذلك العالم، و على السالك أن يحصل عليها.
و مما يذكر أنه ليس كل كشف إبصاري كشفاً صورياً، فقسم الكشف الإبصاري المتعلق بالصور المثالية و الحقائق البرزخية هو من الكشف الصوري، و أما الكشف الإبصاري المرتبط بعوالم ما فوق البرزخ و الحقائق المجردة و عوالم الملكوت الأعلى و موجوداتها و عالم الأسماء فهو من أقسام الكشف المعنوي، و سوف يأتي توضيح هذا النوع من الكشف لاحقاً.
2ـ الكشف السماعي: و هو عبارة عن انكشاف الأصوات و المسموعات المثالية و البرزخية لدى السمع الأفضل و الأعلى، فعندما يكون السالك مشمولاً بالعناية الإلهية على إثر مجاهداته و عبودياته، و عندما تتجلى الأنوار الإلهية في قلبه و مشاعره، فسوف يتمتع بمشاعر أفضل و أكمل، و في النتيجة تنكشف لها الحقائق المستورة بما يتناسب مع منزلته و درجته.
إن جميع الجوانب و الجهات المحيطة بنا، بل و حتى باطننا و داخلنا مليئة بالمسموعات و الأصوات و النداءات، و لكننا لا نسمعها، و أما السالك إلى الله الذي شمله النور الإلهي فإن له القدرة و الإمكانية التي تجعله يسمع هذه الأصوات بما يتناسب و درجته.
و في المراحل الأولى فإن الكشف السماعي للأصوات الغيبية يصل إلى الأسماع بصورة خاصة، سواء في حالة النوم أم في حالة اليقظة في المراحل الأولى للكشف السماعي و التي ما يزال السالك فيها محكوماً لمسائل الزمان و المكان و الجهة و نظائرها، و أنها ما زالت في محيط فكره و ذهنه فإن انكشاف بعض الأصوات و المسموعات له يوقعه في نوع من الحيرة، من أين تأتي هذه الأصوات و ما هي كيفيتها و طبيعتها؟ من الظاهر أم من الباطن؟ حتى يصل إلى الحقيقة بمرور الزمن[2].
3ـ الكشف الشمي: بتجلي الأنوار الإلهية في قلب و مشاعر السالك يصبح متمتعاً بشمٍ أفضل يستطيع من خلاله أن يستشم الروائح الربوبية و النفحات الإلهية الموجودة في كل ثنايا الوجود و نظامه و أماكنه المختلفة، و هذا الكشف هو أيضاً كشف صوري كغيره من أنواع الكشف الصوري التي تبدأ بصورة خاصة في بداية الأمر و لها درجات و مراتب و التي تحصل في النوم أو اليقظة أو حالة بينهما أو في حالة ليست من جنس الحالتين.
كما أن استنشاق الروائح البرزخية هي في المجموع من باب الكشف الصوري، و أما استشمام و استنشاق الروائح الأعلى و النفحات الرحمانية في المراتب العالية فهي الأخرى لها درجات و هي في المجموع من باب الكشف المعنوي و من أقسامه.
و المسألة الجديرة بالتذكير أن الروائح و النفحات المعنوية و كل واحدة من المعاني و الحقائق فإنها تحمل رسالة و تخبر عن شيء. و الحديث المعروف المروي عن الرسول الأكرم (ص) يشير إلى هذا الأمر، حيث قال: "إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن"[3]، و ذلك إشارة إلى منزلة أويس القرني.
4ـ الكشف الذوقي: و هو عبارة عن تذوق الطعم الأعلى بذائقة أعلى، و بعبارة أخرى فإن معنى الكشف الذوقي هو عبارة عن أكل و شرب الطعام الملكوتي و الشراب البرزخي، و من خلال الاستفادة من هذا الغذاء يصل السالكون إلى مراحل متقدمة في سيرهم إلى الله، و لا بد أن نقول أن الطعام و الشراب الملكوتي، و الغيبي يدفع إلى المقصد الأعلى و الهدف كل بنحو معين من الأنحاء، و إن عباد الحق ينهلون منه كل بحسب درجته و مقامه.
5ـ الكشف اللمسي: عندما يتمتع السالك بمشاعر أعلى و من جملتها اللامسة الأعلى يبدأ لديه الكشف اللمسي، فيتمكن السالك من لمس ما لم يكن قادراً على لمسه في الماضي، و هذا اللمس مثل أنواع الكشف الصوري الأخرى و له مراتب متعددة، و يقع في النوم أو اليقظة أو فيما بينهما.
ب ـ الكشف المعنوي و أقسامه:
من خلال التوضيح المتقدم عن الكشف الصوري يتضح معنى الكشف المعنوي بشكل إجمالي، و الكشف المعنوي عبارة عن: انكشاف حقائق عوالم ما فوق البرزخ و أسرار الوجود و دقائقه، و قد ذكر البعض ست مراتب للكشف المعنوي و أوصلها البعض الآخر الى سبع مراتب، و من الجدير بالذكر أن كلا الفريقين يستفيد من الإشارات الواردة في الروايات بخصوص مراتب الإيمان و بطون القرآن في إبداء رأيه و إيضاح وجهة نظره.
و بالتوجه إلى أن انكشاف العوالم العالية و وجودها و أسرارها بعناية الله للإنسان لا بد أن نعرف أن هذه العوالم مختلفة و متعددة لعدة لحاظات و اعتبارات، و من الطبيعي أن تكون مراتب الكشف متعددة و مختلفة تبعاً لاختلاف اللحاظ، و من هنا فإن بعض كبار العرفاء يرون أن مراتب الوجود تبلغ تسعين ألف.
و قد وردت الإشارة في بعض الأحاديث أن الحجب ما بين الخلق و الخالق تبلغ تسعين ألفاً[4]. و على أي حال فقد ذكر بعض العلماء الكبار هذه المراتب السبع، نشير إلى كل منها باختصار:
المرتبة الأولى: الكشف الحدسي: و هذه المرتبة هي أدنى مراتب الكشف المعنوي، إن القوة المفكرة لدى الإنسان و على إثر تجلي الأنوار الربوبية فيها و بلحاظ تطهير الباطن من الكدورات تحصل على مرتبة مخصوصة من الكمال، فتصل إلى سلسلة من الحقائق و المعاني الغيبية دون الاستفادة من المقدمات العقلية و الاستدلالية. و بعبارة أخرى: إن الحصول على المقدمات اللازمة و تصفية الروح و تنقيتها يفضي إلى تجلي إسمين من أسماء الله عند السالك "العليم" و "الحكيم" و آثار هذه المرتبة من الكشف تظهر في مراحلها الأولى حيث تصل المعاني الغيبية إلى فكر الإنسان، و تتجلى للقوة المفكرة، دون الحاجة إلى المقدمات العقلية و حركات الاستدلال[5].
المرتبة الثانية: الكشف القدسي: و هذه المرتبة أيضاً كسابقتها في مراحلها الابتدائية، و هي عبارة عن ظهور المعارف العقلية و المعاني الغيبية في قوى الإنسان العاقلة في مقام السلوك و أثر المجاهدات و تجلي الأنوار الإلهية، فعقل الإنسان يستفيد أيضاً من هذه الأنوار في ميدان العمل فيصبح عمله أكمل حتى يصل إلى المعاني الغيبية و المعارف العالية. و في مقام الكشف القدسي تظهر معاني إشارات الآيات القرآنية و رموزها و كذلك إشارات أحاديث المعصومين (ع). و في هذا المقام تكون أسرار أول الوجود و آخره معلومةً بحدود ما يوجب هذا المقام. و خلاصة المطلب أن في مثل هذا المقام يفسر الكتاب التكويني و الكتاب التشريعي المتمثل بأيات الوجود و آيات القرآن، و كلا الكتابين لهما خطاب واحد و لسان واحد[6].
المرتبة الثالثة: الكشف الإلهامي: يمكن اعتبار هذه المرتبة من مراتب الكشف بداية فصل في باب الكشف المعنوي، لأن في هذه المرتبة تجد المكاشفة طريقها إلى قلب الإنسان و تتحقق فيه. و بعبارة أخرى فإن الكشف يتحقق عن طريق القلب و في هذه المرتبة تظهر المعاني و الحقائق الغيبية في قلب الإنسان، و ما يجب الإلتفات إليه هو أن ظهور هذه المعاني في القلب هو نوع خاص من الظهور لا يشبه ظهورها في القوة المفكرة و العاقلة، و إنما هي من سنخ آخر لا يمكن أن تستوعبها الألفاظ و إنما تظهر و تتضح لأرباب الكشف و الشهود، و بهذا المقدار يتضح أن الإنسان يجد النجاة من التشتت و الضياع في هذا المقام، و يكون تحت ظل الولاية الربوبية، و يصبح قلبه محل نزول ملائكة الله، و يصبح جليس الملائكة في حرم القلب، يتكلم معهم و يسمع كلامهم، و يتعلم الأسرار منهم، و بواسطتهم يستفيد من التعاليم الإلهية[7].
المرتبة الرابعة: الكشف الروحي: و هذه المرحلة من مراحل الكشف المعنوي تحصل في المقام الروحي، و المقام الروحي من المقامات السبعة و هو فوق المقام القلبي، و عندما يصل السالك إلى المقام الروحي يفتح أمامه باب المكاشفات الروحية فيتمتع بالكشف الروحي، و في الكشف الروحي و في مراتب مختلفة تظهر للإنسان حقائق الأشياء، أي أن الحجب قد زالت فتجلى له حقائق الأشياء العينية كما هي بمقدار ما يقتضي المقام الروحي.
و في الكشف الروحي و مراحله الأولية تنكشف للسالك العوالم الأخروية المستترة وراء الحجب، أي عوالم الحشر و الحساب و الجنة و النار، درجات الجنان و دركات النيران، نعم الجنة و عذاب النار، تنكشف كل هذه العوالم بمقدار ما تقتضي مرتبة الإنسان الروحية[8].
المرتبة الخامسة: الكشف السري: و يحصل الإنسان على هذه المرتبة بالعناية الإلهية الخاصة في مقام السر. و الكشف السري عبارة عن انكشاف الحقائق القدسية و المفارقات العقلية و النورية و هي معادن الأسرار الإلهية.
و في الكشف السري تكون بواطن الأرواح و بواطن الأشياء معلومة للإنسان في مراتب مختلفة. و بعبارة أخرى سر الوجود و سر الخلق و من جملتها الأرواح، و كذلك ينكشف معنى كل موجود و مفهومه و يتضح ما معنى هذا الموجود بهذه الخصوصيات، و ما معناه بتلك الخصوصيات، و كذلك ينكشف ما معنى روحي و ما هي؟ و ما هي روحك، فيظهر باطن الأمر في نظام الوجود و نظام الخلقة و سر المسألة، كل ذلك بعناية الحق تعالى. و بذلك يتجلى معنى حروف و كلمات و كتاب الوجود[9].
المرتبة السادسة: الكشف الخفي: و يتحقق هذه المرتبة بفناء السالك في مسالك التوحيد و العرفان، و بالانقطاع عن الأغيار و بانكشاف الحجب، و بشهود وجه الله، و يجب أن يقال في تعريف الكشف الخفي: لا يمكن الإشارة إلى هذا المقام، و إن العبارات لا تكفي لبيانه، و قد اعتبر العرفاء الكبار مرتبتي الكشف السري و الكشف الخفي أقصى مراتب الكشف المعنوي، و عليه يمكن القول في تعريف هذه المرتبة: إن هذا الكشف يتم فيه شهود حقائق الأشياء و الوجوه الحقيقية لها، و كذلك الأسماء و الصفات للحضرة الأحدية. و بعبارة أخرى ينكشف له عالم الأسماء فيسير في عالم الأسماء و الصفات.
عندما يتمتع وجود الإنسان بالأنوار الربوبية في مراتبها العليا، و تغمر وجوده تجليات النور فإن جميع الحجب تنقشع من أمامه، و تتجلى أمامه الذات الغيبية بالأسماء الحسنى و الصفات العليا في كل مكان و كل زمان، فيشاهد الإنسان صفات الجلال و الجمال للحق تعالى[10].
المرتبة السابعة: الكشف الأخفى: و قد اعتبر البعض هذه المرتبة داخلة في المرتبة السادسة و اعتبروها من المراتب العالية، و على أي حال فإنهم اقتبسوا هذه المرتبة من الآية القرآنية السابعة في سورة طه في قوله تعالى: "و إن تجهر بالقول فإنه يعلم السر و أخفى" و كذلك قول الإمام علي (ع): "و كمال الإخلاص له نفي الصفات عنه"[11]. و كذلك الآية 7 من سورة النجم: "فكان قاب قوسين أو أدنى" و المقصود بالكشف الأخفى شهود الجمال الأحدي و الغرق في بحر التوحيد، و تارة نعبر عنه بالكشف الذاتي[12].
و في الختام فمن الجدير بالذكر أن أنواع المكاشفات التي ذكرناها بالكيفية المتقدمة تختلف بلحاظات مختلفة، و لذلك فإن للعرفان تقسيمات متنوعة و بلحاظات عديدة أعرضنا عن ذكرها طلباً للاختصار.
[1] الشجاعي، محمد، مقالات، ص 129ـ 133، سروش، طهران، 1380ق.
[2] مقالات، ص 137.
[3] ورام ابن أبي فراس، مجموعة أورام، ج5، ص 154، مكتبة الفقية، قم.
[4] المجلسي، محمد باقر، بحار الأنوار، ج55، ص43، مؤسسة الوفاء، بيروت، 1404هـ.
[5] مقالات، ص153.
[6] مقالات، ص153.
[7] مقالات، ص153.
[8] مقالات، ص164.
[9] مقالات، ص169.
[10] مقالات، ص173.
[11] العلامة المجلسي، بحار الأنوار، ج4، ص247، مؤسسة الوفاء، بيروت ـ لبنان، 1404هـ ق.
[12] مقالات، ص178.