بحث متقدم
الزيارة
6216
محدثة عن: 2012/01/21
خلاصة السؤال
لماذا لا یعد سیداً من کانت أمه سیدة، رغم أن کل أولاد السیدة الزهراء یعتبرون سادة؟
السؤال
لماذا لا یعد سیداً من کانت أمه سیدة، رغم أن کل أولاد السیدة الزهراء یعتبرون سادة؟
الجواب الإجمالي
کلمة «السید» تطلق فی الإسلام علی من یصل نسبه من جهة الأب إلی هاشم جد نبی الإسلام (ص) حتی لو لم یکن من أولاد السیدة الزهراء (س). و بتعبیر آخر أن المراد من السادة هم من یرتبط نسبهم بهاشم جد النبی (ص) و لیس من الضروری أن یکون من ذریة السیدة الزهراء (س). لذلک فذریة السیدة الزهراء یعتبرون سادة لا لأنهم من ذریتها، بل لأجل إنهم یصلون إلی هاشم من جهة الأب و الأم لذا یحسبون سادة.
الجواب التفصيلي

من کانت أمه سیدة فهو ینتسب إلی السیدة الزهراء (س) من جهة السیادة، لکن یلزم الإلتفات إلی إن اصطلاح «السید» لا یُطلق لأولاد السیدة الزهراء (س) فحسب، بل لجمیع من یصل نسبه إلی هاشم جد النبی (ص) و أولاده. و هذه المسألة مورد اتفاق جمیع العلماء، و الاختلاف هو فی بعض الأحکام المرتبطة بأصل المسألة، کدفع الخمس لهم و الذی لا یجوزه أکثر الفقهاء.

فمن هنا صار واضحاً، أن من کانت أمّه سیدة فهو من ذریة الرسول (ص) بلا شک، کما أن الأئمة (ع) أیضاً بنفس هذا الطریق یعتبرون ذریة الرسول (ص)، و الشاهد علی هذه المسألة ما روی عن الإمام الرضا (ع) فی جوابه للمأمون الخلیفة العباسی: " أنَّهُ لَمَّا سَارَ الْمَأْمُونُ إِلَى خُرَاسَانَ وَ کَانَ مَعَهُ الرِّضَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَى (ع) فَبَیْنَا هُمَا یَسِیرَانِ إِذْ قَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنِّی فَکَّرْتُ فِی شَیْ‏ءٍ فَنَتَجَ لِیَ الْفِکْرُ الصَّوَابَ فِیهِ فَکَّرْتُ فِی أَمْرِنَا وَ أَمْرِکُمْ وَ نَسَبِنَا وَ نَسَبِکُمْ فَوَجَدْتُ الْفَضِیلَةَ فِیهِ وَاحِدَةً وَ رَأَیْتُ اخْتِلَافَ شِیعَتِنَا فِی ذَلِکَ مَحْمُولًا عَلَى الْهَوَى وَ الْعَصَبِیَّةِ. فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ (ع): إِنَّ لِهَذَا الْکَلَامِ جَوَاباً إِنْ شِئْتَ ذَکَرْتُهُ لَکَ وَ إِنْ شِئْتَ أَمْسَکْتُ. فَقَالَ لَهُ الْمَأْمُونُ: إِنِّی لَمْ أَقُلْهُ إِلَّا لِأَعْلَمَ مَا عِنْدَکَ فِیهِ. قَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): أَنْشُدُکَ اللَّهَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ بَعَثَ نَبِیَّهُ مُحَمَّداً (ص) فَخَرَجَ عَلَیْنَا مِنْ وَرَاءِ أَکَمَةٍ مِنْ هَذِهِ الْآکَامِ یَخْطُبُ إِلَیْکَ ابْنَتَکَ کُنْتَ مُزَوِّجَهُ إِیَّاهَا؟ فَقَالَ: یَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَ هَلْ یَرْغَبُ أَحَدٌ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ (ص)! فَقَالَ لَهُ الرِّضَا (ع): أَ فَتَرَاهُ کَانَ یَحِلُّ لَهُ أَنْ یَخْطُبَ إِلَیَّ؟! قَالَ: فَسَکَتَ الْمَأْمُونُ هُنَیْئَةً ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمْ وَ اللَّهِ أَمَسُّ بِرَسُولِ اللَّهِ ص رَحِماً".[1]

نفهم من هذه الروایة أن أولاد و أحفاد و ذریة الرسول (ص) من جهة الأم هم أولاده و ذریته و لا یجوز للرسول الزواج بهن. لکن الإنتساب العرقی و القلبی من جهة الأب، أمر عرفی رائج فی بلدنا کأغلب البلدان فی عالمنا المعاصر، حیث یثبتون أسماء الأولاد بنسبتهم إلی أبیهم، و إن کان إنتسابهم لأمهم أمر متسالم علیه، لکن النکتة الحائزة علی الأهمیة هنا، أن بعض الأمور العرفیة فی بعض الأوساط قد أقرّها الإسلام و اعتبرها أصلاً من أصوله. و الدلیل علی هذه المسألة تعبّدی و قد اُشیر إلیه فی بعض الروایات. ففی موضوع السؤال یقول الإمام الکاظم بعد بیان مستحقی الخمس: " وَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ هَذَا الْخُمُسَ خَاصَّةً لَهُمْ(و هم بنو عبد المطلب) دُونَ مَسَاکِینِ النَّاسِ وَ أَبْنَاءِ سَبِیلِهِمْ عِوَضاً لَهُمْ مِنْ صَدَقَاتِ النَّاسِ . ثم قال (ع): وَ لا بَأْسَ بِصَدَقَاتِ بَعْضِهِمْ عَلَى بَعْضٍ وَ قَدْ تَحِلُّ صَدَقَاتُ النَّاسِ لِمَوَالِیهِمْ وَ هُمْ وَ النَّاسُ سَوَاءٌ وَ مَنْ کَانَتْ أُمُّهُ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ أَبُوهُ مِنْ سَائِرِ قُرَیْشٍ فَإِنَّ الصَّدَقَاتِ تَحِلُّ لَهُ وَ لَیْسَ لَهُ مِنَ الْخُمُسِ شَیْ‏ءٌ‏".[2] و یقول القرآن الکریم " ادْعُوهُمْ لاَبَائهِم". [3]



[1]  المجلسی، محمد باقر، بحار الأنوار، ج 10، ص349، ح 9، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404 ق.

[2]  الکلینی، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 1، ص539، ح 4، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365 ش.

[3]  الأحزاب، 5.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280465 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259118 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129816 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    116202 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89697 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61314 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60564 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57472 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52091 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    48156 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...