Please Wait
5346
لا شک فی أن جمیع أبناء فاطمة الزهراء(س) هم أبناء رسول الله(ص) و أن السیادة تنتقل عن طریق الأم أیضاً. و یؤید هذه المسألة العدید من الروایات المختلفة التی نقلت عن الأئمة الأطهار(ع)ن و هذا الکلام لا یتنافى مع اختصاص الأحکام الفقهیة بالسادة التی وصلتهم السیادة عن طریق الأب.
لا یتردد أحد فی کون أبناء فاطمة(س) هم أبناء رسول الله(ص) و لذلک لیس صحیحاً ما اعتبرتموه من المسلمات فی نفی السیادة فی سؤالکم. بل الصحیح أن کل من ینسب إلى فاطمة الزهراء(س) هو من نسل النبی(ص) و یعد فی السادة، و لأجل إیضاح هذه المسألة نورد بعض الروایات.
1ـ قال الإمام موسى بن جعفر(ع): «أن هارون الرشید سأله: لم لا تنهون شیعتکم عن قولهم لکم یا ابن رسول الله و أنتم ولد علی و فاطمة إنما هی وعاء، و الولد ینسب إلى الأب لا إلى الأم؟ فأجابه الإمام: قال تعالى: «وَ وَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ کُلاًّ هَدَیْنَا وَ نُوحًا هَدَیْنَا مِنْ قَبْلُ وَ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ دَاوُودَ وَ سُلَیْمَانَ وَ أَیُّوبَ وَ یُوسُفَ وَ مُوسَى وَ هَارُونَ وَ کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ * وَ زَکَرِیَّا وَ یَحْیَى وَ عِیسَى وَ إِلْیَاسَ کُلٌّ مِنَ الصَّالِحِینَ»[1] فمن أبو عیسى؟ فقال: لیس له أب إنما خلق من کلام الله (عز و جل) و روح القدس». فقلت لهارون: «إنما ألحق عیسى بذراری الأنبیاء من قبل مریم، و ألحقنا بذراری الأنبیاء من قبل فاطمة لا من قبل علی»[2].
2ـ و قد ورد فی تفسیر العیاشی: «عن أبی حرب عن أبی الأسود قال: أرسل الحجاج إلى یحیى بن معمر قال: بلغنی أنک تزعم أن الحسن و الحسین من ذریة النبی تجدونه فی کتاب الله، و قد قرأت کتاب الله من أوله إلى آخره فلم أجده. قال: ألیس تقرأ سورة الأنعام؟ «و من ذریته داود و سلیمان» حتى بلغ یحیى و عیسى قال: ألیس عیسى من ذریة إبراهیم؟ قال: نعم قرأت»[3].
3ـ یقول أبو الجارود: قال الإمام الباقر: قال أبو جعفر(ع): یا أبا الجارود ما یقولون لکم فی الحسن و الحسین(ع)؟ قلت: ینکرون علینا أنهما ابنا رسول الله (ص) قال: فبأی شیء احتججتم علیهم؟ قلت: احتججنا علیهم بقول الله عز و جل فی عیسى بن مریم (ع) و من ذریته داود و سلیمان و أیوب إلى قوله: و عیسى، قال: فبأی شیء قالوا لکم؟ قلت: قالوا: قد یکون ولد الابنة من الولد و لا یکون من الصلب، قال: فبأی شیء احتججتم علیهم قلت: بقول الله تعالى لرسوله: (فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءکم) [4] قال: فأی شیء قالوا لکم؟ قلت قالوا: قد یکون فی کلام العرب أبناء رجل و یقول آخر: أبناؤنا، قال: فقال أبو جعفر (ع): یا أبا الجارود لأعطینکها من کتاب الله عز وجل: «حرمت علیکم أمهاتکم و بناتکم»[5] إلى أن انتهى إلى قوله: «و حلائل أبنائکم الذین من أصلابکم»، فسلهم یا أبا الجارود هل کان لرسول الله نکاح حلیلتهما؟ فإن قالوا: نعم، کذبوا و فجروا ، و إن قالوا لا فهما ابناه لصلبه»[6].
و على هذا الأساس فالمرأة التی تنسب إلى النبی(ص) یکون جمیع أبنائها من نسل النبی(ص) و من السادة أیضاً و إن کان زوجها لیس من السادة و لذلک فالإنسان یکون سیداً عن طریق الأم أیضاً.
و أما بالنسبة للأحکام و الآثار الفقهیة المبینة فإنها تخص السادة من طرف الأب.
و قد أجاب الإمام الخمینی عن سؤال بخصوص هذه المسألة فقال: «مع أن المنتسبین إلى الرسول(ص) عن طریق الأم هم أولاد النبی(ص) إلا أن ملاک الأحکام الفقهیة الشرعیة الانتساب عن طریق الأب»[7].