بحث متقدم
الزيارة
5238
محدثة عن: 2012/02/14
خلاصة السؤال
هل للعدم و اللاشیئیة وجود فی الخارج؟
السؤال
هناک فکرة تجول فی خاطری و هی أن کل شیء له وجود! حتی العدم، أی لا توجد ماهیة غیر موجودة، لکن فکرت قلیلاً بعدها فوصلت إلی عدة نتائج: إذا کان کل شیء موجوداً و لا وجود للعدم، فهذا یعنی أنه لم یوجد شیء من العدم بل کان من الأول (و هنا تطرح هذه المسألة و هی وجود الله من العدم، بمعنی أن الله لم یوجد من أی شیء بل کان من الأزل و هذا طریق الإثبات وجود الله. لکن إذا کان کل شیء موجوداً من الأزل فسیکون الله موجوداً فی عرض کل الموجودات منذ الأزل و هذا نقض لوجود الله) و الشیء الآخر إذا کان کل شیء موجوداً، فما هو الشیء الذی لیس من العدم؟
الجواب الإجمالي

ینقسم الوجود إلی وجود خارجی و ذهنی، و وجود العدم بصورة الوجود الخارجی محال، لأنه یستلزم إجتماع النقیضین، لکن وجود العدم بصورة الوجود الذهنی أمر ممکن. کما أن الوجود الذهنی لشریک الباری ممکن، و لکن یستحیل وجوده فی الخارج، من جهة أخری نجد کل البراهین التی تثبت وجود الله تعالی، تثبت کونه قدیماً و أزلیاً و کذلک تثبت حادثیة ما دونه.

الجواب التفصيلي

للوجود أنواع و مراتب، ففی إحدی التقسیمات قسّموا الوجود إلی خارجی و ذهنی.[1] و الوجود الخارجی هو عین الشیء، و هو موجود فی الخارج و تترتّب علیه کل آثار الوجود الخارجی. فمثلاً النار لها وجود فی الخارج، و هذه النار الموجودة فی الخارج لها آثار خاصة بها کتولید النور و الحرارة، إذن یقال لهذا الوجود، وجود خارجی.

ثم تصوّروا الآن نفس هذه النار فی ذهنکم، سترون أن النار موجودة فی ذهنکم، و لکن مع إختلاف مع وجودها فی الخارج و هو عدم وجود أی أثر لآثارها المتعلقة بالوجود الخارجی، أی أنها لا تحرق و لیس لها نور. یقال لهذا الوجود ، الوجود الذهنی. و لیس محالا أن یوجد المحال فی الذهن بصورة کیفیة نفسانیة تحضر فی الذهن، لکن لیس له وجود فی الخارج. و کمثال علی ما نقول عندما نقول وجود شریک الباری محال و لا یمکن وجوده أبداً، فعندما ندرس هذا الموضوع و نحقق فیه سیکون له نصیب من الوجود لا محالة، هنا یقال أن شریک الباری لیس


له وجود فی الخارج، لکن فی الذهن له وجود. إذن شریک الباری الذی یستحیل وجوده فی الخارج، فی نفس الوقت له وجود ذهنی با لحمل الشائع ککیفیة نفسانیة لها وجود ذهنی و هو ممکن بالذات و مخلوق من قبل الباری تعالی.

إذن بشکل عام کل ما یخطر فی الذهن فهو بعنوان أمر ذهنی و أثر ذهنی و فی حد نفسه تصوّر ذهنی بصورة الکیف النفسانی و له وجود، و علی کل حال فهو یحمّل علی ذهن الإنسان حملاً و إن امتنع وجوده فی الخارج علی الإطلاق.

اتضح إذن الحد المائز بین الوجود و العدم. و الوجود إما أن یکون خارجیاً أو ذهنیاً و لا ثالث لهما، کما اتضح إن وجود العدم هو بمعنی وجوده الذهنی لا الخارجی، لذا فمفهوم العدم هو أیضاً کیفیة ذهنیة له وجود مثل باقی الذهنیات و الکیفیات الذهنیة و هذا لا ینافی کونه لیس له ما بإزاء خارجی، و ذلک لأننا لو قلنا أن للعدم وجوداً خارجیاً إستلزم هذا الکلام اجتماع النقیضین، أی إن الشیء الواحد بأعتباره أنه عدم لا وجود له و باعتبار وجوده موجود، و هذا الأمر محال عقلاً. من جهة أخری لیس من اللازم أن نقول أن کل شیء موجود من الأزل، حتی یشکّک فی وحدانیة الله و أزلیته و کونه قدیماً. فهناک أدلة کثیرة تثبت حدوث العالم و برهان الإمکان و الوجوب الذی یثبت وجود الله تعالی یبتنی علی هذا الأمر و هو أن کل ما دون الله محتاج للعلة و هذا الأمر یعنی أنه لم یکن موجوداً ثم وجد.



[1]  العلامة الطباطبائی، بدایة الحکمة، ص 35، مؤسسة النشر الإسلامی، قم، 1428 ق.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما هو الفرق بین الشیطان و النفس الأمارة؟
    7297 النظریة 2008/09/28
    إن هویة الإنسان الحقیقیة التی یعبرون عنها بالنفس لها عدة أوصاف و أبعاد، أشار إلیها القرآن و أجملها فی ثلاث مراتب «الأمارة، اللوامة، المطمئنة». النفس الأمارة تمثل حالة سیطرة المیول الحیوانیة على وجود الإنسان، و هی حالة النفس التی تدعو الإنسان دائماً إلى الرذائل و تأمین متطلبات الشهوة. أما الشیطان فی ...
  • ما هو المقدار الواجب مراعاته من التجوید فی الصلاة الواجبة؟
    7545 القرآن 2009/07/01
    ما یجب فی قراءة الصلاة و القرآن و الأدعیة هو أن یکون باللغة العربیة و لیس شیئاً آخر.فإذا کانت هناک قواعد تجویدیة فی قراءة النصوص الدینیة العربیة، فذلک لأجل أن نتمکن من القراءة مثل ما یقرأ العرب و الا فلا موضوعیة لذلک و علی هذا فمثلاً لو استطاع شخص ...
  • ما هو سرّ طول عمر و غیبة بعض الأنبیاء، مثل الخضر و الیاس و عیسی (ع)؟
    6616 الکلام القدیم 2009/01/28
    ان طول العمر و الحیاة الخالدة لبعض الأنبیاء مثل حضرة الخضر (ع) و الیاس (ع) و عیسی (ع) أمر خارق للعادة و هو من المعجزات الالهیة التی تمت بقدرة الله اللامتناهیة. و اذا لم یکن هنا الأمر حاصلاً لکان القبول و الایمان بامکان مثل هذا الامر أمراً محالاً بالنسبة للذین ...
  • ما هو معنی اطاعة الولی الفقیه؟
    4587 الانظمة 2011/06/20
    جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی کالآتی:إذا أصدر الفقیه العادل ذو الکفاءة حکماً تحت شرائط معیّنة، یجب علی الجمیع العمل به حتی علی سائر الفقهاء العدول الکفوئین، بل حتی علی شخص ذلک الفقیه، و هذا الأمر هو الاطاعة للولی الفقیه.و بعبارة ...
  • ما هی شروط تمدید العقد الموقت؟
    7062 الحقوق والاحکام 2009/08/11
    طبقاً لرأی المراجع العظام فان الرجل و المرأة اللذان تزوّجا زواجاً مؤقتاً فأرادا بعد انتهاء مدة العقد أو اثنائها أن یتزوجا مجدّداً فانه یجب أن یجریا العقد مرة اخری و لکن یلزم أن تنتهی مدة العقد الأول أو أن یهبها المدة الباقیة ثم یعقد علیها جدیداً.
  • ما هی الأعمال التی تمحو الذنوب الکبیرة؟
    6458 العملیة 2012/01/18
    لا تقع الذنوب التی یرتکبها العباد فی رتبة واحدة، و علی هذا فغفرانها أیضاً متعلّق بنوع الذنب المرتکَب. فقد یغفر الذنب باستغفار لسانی واحد، و قد تحتاج إلی مشقة و جبران أکثر لرفع ذنب آخر. من الطبیعی، ان طریق الرجوع إلی الله (التوبة) مفتوح فی الإسلام أمام الإنسان المذنب مادام ...
  • هل ان الاغنیاء یحصلون على الثروة بسبب سعیهم و مثابرتهم أم بسبب اللطف الالهی؟
    5602 الکلام القدیم 2009/08/09
    الرزق و الثروة بنحو کلی هما لطف الهی عام و انه لایتنافى مع السعی لتحصیلهما؛ نعم ان الله تعالى اولى عباده المؤمنین عنایة خاصة، منها منحهم الثروة و المال الحلال. و لکن لابد من الالتفات الى انه لاتلازم بین الثروة و اللطف فلیس کل ثروة ...
  • ما هو حکم الشرکة التی تبیع منتجاتها بمارکة أجنبیة و بسعر أعلی؟
    4671 الحقوق والاحکام 2009/11/23
    حصلنا علی الأجوبة التالیة من مکاتب مراجع التقلید:مکتب سماحة آیة الله العظمی الخامنئی (مد ظله العالی):إذا کان التعرّف و التمییز بین البضاعة الأجنبیة و المحلّیة ممکناً من قبل المشتری بالمشاهدة فلا یصدق علی ...
  • ما هی حقیقة الصلاة؟
    9634 العملیة 2006/11/25
    الصلاة قمة عروج کل سالک و الطریق المباشر للحدیث و بلا واسطة مع ربّه تعالى.و کما ورد فی القرآن الکریم: (اننی انا الله لا إله الاّ انا فاعبدنی و اقم الصلاة لذکری) لیتجلی الله تعالى فی العبد ...
  • هل یمکن بناء المسجد فی المقبرة؟
    5227 الحقوق والاحکام 2012/01/19
    مکتب آیة الله العظمی السید الخامنئی (مد ظله العالی):لا إشکال فی ذلک إذا لم تکن أرض المقبرة أرضاً وقفیةً أو ملکاً لشخص معیّن و إذا لم تکن من الأماکن العامة أو من موارد الحاجة و استعمال الأهالی فی المناسبات و إذا لم یوجب بناء المسجد هتک أو نبش قبر ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279477 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257347 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128204 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113328 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89036 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59891 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59598 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56890 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49833 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47201 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...