بحث متقدم
الزيارة
6224
محدثة عن: 2009/08/20
خلاصة السؤال
ما حکم من یقسم بالقرآن الکریم ثم یحنث؟
السؤال
لو ان انسانا اقسم بالقرآن الکریم بان یقطع العلاقة مع أحد ثم عقد على نفس المرأة التی اقسم على قطع العلاقة معها عقدا مؤقتا، فهل هو آثم فی هذه الحالة؟
الجواب الإجمالي

ان للقسم شروطا فاذا توفرت تلک الشروط و لم یلتزم المکلف بقسمه (ای حنث) فحینئذ تجب علیه کفارة حنث الیمین، لکن لو اختل شرط من تلک الشروط لاینعقد القسم و حینئذ لاتجب الکفارة و لایعد مذنبا، و سوف نتعرض لذکر شروط القسم الشرعی فی الجواب التفصیلی مع ذلک بعض الروابط التی ینبغی الرجوع الیها.

الجواب التفصيلي

لو قال: و اللَّه لأصومن أو لأترکن شرب الدخان مثلا، فإذا انعقدت الیمین وجب علیه الوفاء بها، و حرمت علیه مخالفتها، و وجبت الکفارة بحنثها، و کفارة الیمین عتق رقبة أو إطعام عشرة مساکین أو کسوتهم‏، فان لم یقدر فصیام ثلاثة أیام.[1]‏ و ذلک عندما تتوفر جمیع الشروط التی هی عبارة عن:

اولا: یعتبر فی الحالف البلوغ و العقل و الاختیار و القصد و انتفاء الحجر فی متعلقه[2]، فلا تنعقد یمین الصغیر و المجنون مطبقا أو أدوارا حال دوره و لا المکره و لا السکران، بل و لا الغضبان فی شدة الغضب السالب‏ للقصد و لا المحجور علیه فیما حجر علیه.[3]

ثانیا: الشیء المحلوف علیه:

لا إشکال فی انعقاد الیمین لو تعلقت بفعل واجب أو مستحب‏

أو بترک حرام أو مکروه و فی عدم انعقادها لو تعلقت بفعل حرام أو مکروه أو بترک واجب أو مستحب، و أما المباح المتساوی الطرفین فی نظر الشرع فان ترجح فعله على ترکه بحسب المنافع و الأغراض العقلائیة الدنیویة أو العکس فلا إشکال فی انعقادها إذا تعلقت بطرفه الراجح، و عدم انعقادها لو تعلقت بطرفه المرجوح، و لو ساوى طرفاه بحسب الدنیا أیضا فهل تنعقد إن تعلقت به فعلا أو ترکا؟ قولان، أشهرهما و أحوطهما أولهما، بل لا یخلو من قوة.[4]

الثالث: المعتبر فی انعقاد الیمین أن یکون الحلف باللّه تعالى لا بغیره فکل ما صدق عرفا أنه حلف به تعالى‏

انعقدت الیمین به، و الظاهر صدق ذلک بأن یقول: «و حق اللَّه» و «بجلال اللَّه» و «بعظمة اللَّه» و «بکبریاء اللَّه» و «لعمر اللَّه» و فی انعقادها بقوله: «بقدرة اللَّه» و «بعلم اللَّه» تأمل و إن لا یخلو من قرب.[5] و لا تنعقد الیمین بالحلف بالنبی (ص) و الأئمة (ع) و سائر النفوس المقدسة المعظمة، و لا بالقرآن الکریم و لا بالکعبة المشرفة و سائر الأمکنة المحترمة.[6]

رابعا: لا تنعقد الیمین إلا باللفظ أو ما یقوم مقامه کاشارة الأخرس‏، و لا تنعقد بالکتابة على الأقوى‏.[7]

خامسا: انما تنعقد الیمین على المقدور دون غیره، و لو کان مقدورا ثم طرأ علیه العجز بعدها انحلت إذا کان عجزه فی تمام الوقت المضروب للمحلوف علیه أو أبدا إذا کان الحلف مطلقا، و کذا الحال فی العسر و الحرج الرافعین للتکلیف.[8]

المستثنیات:

نعم لا اشکال لو اقسم کاذبا لنجاة نفسه او نجاة مسلم من ید ظالم؛ بل قد یجب ذلک فی بعض الاحیان.[9]

النتیجة:

و على هذا الاساس لو اقسم الانسان باحد اسماء الله تعالى و تحقق الشرائط المذکورة، فاذا لم یلتزم بقسمه یجب علیه دفع کفارة حنث الیمین.

و اما بالنسبة الى السؤال باعتبار ان المکلف قد اقسم بالقرآن الکریم و لم یقسم بالله تعالى فلاینعقد قسمه شرعا و لا یترتب علیه الاثر اللازم.

و لکنکم احسنتم حیث اقسمتم بعدم الاقتراب من هذه المرأة.

و بالنسبة الى العقد المؤقت نقول ان القسم لایحرمها علیک و علیک ان تراعی شروط الزواج المؤقت التی یمکن معرفتها من خلال مراجعة:

1- شروط صحة العقد المؤقت سؤال رقم1290.

2- صیغة المؤقت رقم السؤال 1098 الموقع 1150.



[1]الامام الخمینی، تحریر الوسیلة، ج 2، ص111- 116، کتاب الایمان و النذور، المقدمة و المسالة رقم 13 و رقم 16.

[2]یعنی اذا کان المحلوف علیه امرا مالیا یجب ان یکون الناذر رشیدا غیر سفیه.

[3]تحریر الوسیلة، ج 2، ص113- 114.

[4]نفس المصدر، ص114، المسالة رقم 10.

[5]نفس المصدر، ص 113، مسالة رقم 3.

[6]المصدر، مسالة رقم 5.

[7]نفس المصدر، ص112، المسالة رقم1

[8]نفس المصدر، ص114-115، مسالة رقم 12.

[9]توضیح المسائل (المحشى للإمام الخمینی)، ج ‏2، ص 628.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

  • ما هی خواص سورة النور؟
    10555 التفسیر 2009/08/13
    ان القرآن الکریم کتاب عمل و تلاوته مقدمة للتفکیر و التأمل و الایمان و هذا ایضا وسیلة للعمل بمحتواه، و من هنا تتحقق کل هذه الهدایا و المثوبات العظیمة و بهذه الشروط.ثم ان قراءة جمیع السور تعود على الانسان بالنعم و البرکات الدنیویة ...
  • لماذا وجبت علینا الصلاة؟
    7881 الکلام القدیم 2009/06/03
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • ما حکم تخیّل ارتکاب العمل المحرَّم فی الذهن ؟
    5538 الکلام الجدید 2010/08/17
    إنّ التفکیر بالذنب و العمل المحرّم یلوث الذهن و الفکر و روح الإنسان، و یسلب توفیقات کثیرة لکنه طالما لم یصل الی مرحلة ارتکاب الحرام فعلا فلا یحرم علی الانسان ، و لکن لو ترتب علیه الحرام کالجنابة، فیعدّ حینئذ من مصادیق الاستمناء المحرم
  • لماذا تؤکد بعض المجالس على إبراز و شرح مظلومیة الإمام الحسین و إظهاره کشخصٍ مظلوم؟
    6942 تاريخ بزرگان 2009/12/10
    من اللازم أن نعرف أن المصائب التی سبقت شهادة الإمام الحسین و المصائب التی أعقبتها کانت سبباً فی إظهار جانب المظلومیة بالنسبة إلى الإمام الحسین(ع) و عندما نحلل مصطلح المظلومیة المنسوبة إلى الإمام الحسین(ع) فلیس معنى ذلک أنه کان شخصاً ضعیفاً یقبل الظلم الواقع علیه، و لکنها المظلومیة المقارنة للعزة ...
  • ما هو حکم الانزواء و الانقطاع الکامل عن المجتمع و الالتجاء الى الخلوة و الانعزال؟
    5726 العملیة 2008/07/19
    ان الانعزال و الخلوة یمکن تصورها تارة تکون خلوة مستمرة و دائمة و انقطاعاً مستمراً عن المجتمع، و اخرى نتصورها بانها انقطاع مرحلی و مؤقت.اما النحو الاوّل من الانقطاع فیمکن ان یتوجه الیه بالاشکال من عدة جهات:1- انه خلاف السنة و التدبیر الالهی، فان السنة و المشیئة الالهیة ...
  • ما هی الأدلة على إیمان أبی طالب (ع)؟
    5952 تاريخ بزرگان 2009/08/22
    الحدیث الذی أشرتم إلیه حدیثٌ مرفوع، و لا اعتبار له من حیث السند، و لکن لا بد من الالتفات إلى أننا لسنا بحاجة الى هذا الحدیث لإثبات إیمان أبی طالب، لأن الأدلة على إیمان الرجل کثیرة تغنینا عن الرجوع إلى هذه الروایة، و من جملة الأدلة على إیمانه أقواله و ...
  • کیف کان حجاب النساء فی عصر النبی و قبل ذلک؟
    12737 الحقوق والاحکام 2007/12/26
    الحجاب لغة بمعنی الستار و الحاجب و الشیء الذی یحول و یفصل بین شیئین. و بالطبع فکما قال المفسرون و المحققون انّ لفظة الحجاب بمعنی الستر للمرأة هو اصطلاح نشأ فی زماننا فهو اصطلاح معاصر. و الذی کان یستعمل سابقاً و خصوصاً فی اصطلاح الفقهاء هو کلمة "الستر" التی هی ...
  • بماذا یختلف الإمام عن النبی؟
    6697 الکلام القدیم 2009/07/21
    ذکرت الروایات فروقاً بین الأئمة(ع) و النبی الأکرم (ص) و نحن نورد مجملاً من ذلک للإختصار و نحیل السائل المحترم الی مراجعة المصادر التفسیریة و الکلامیة:الفرق الأول: یستفاد من الأخبار ان الإمام لیس مشرّعاً فلا توحی الیه أحکام و قوانین ...
  • کیف استدل الفقهاء على حرمة الرشوة بقوله تعالى: "سماعون للکذب اکالون للسّحت"؟
    5215 الحقوق والاحکام 2012/01/21
    من الآیات التی استدل بها الفقهاء و المفسرون على حرمة الرشوة قوله تعالى: " سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ أَکَّالُونَ لِلسُّحْت"؛ وذلک لان:1. ‏ان کلمة " سُحت " بضم السین مشقتة من ...
  • توجد رواية مبتنية على أن المحسنين من الجن لا يدخلون الجنة بل يبقون في مكان بين الجنة و النار مع الشيعة المذنبين. ما هو رأيكم في هذا الأمر؟
    6323 درایة الحدیث 2012/04/17
    هناك آيات كثيرة في القرآن الكريم تبيّن أن الجن مكلّفون كالإنسان و مسؤولون عن أعمالهم و يحاسبون عليها.[1] فالله سبحانه و تعالى يصرّح في سورة الرحمن التي يخاطب بها الجنّ و الإنس "وَ لِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَان"[2] و ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279435 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257244 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128140 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113244 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88996 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59835 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59551 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56855 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49733 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47164 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...