بحث متقدم
الزيارة
5411
محدثة عن: 2012/01/28
خلاصة السؤال
ما المراد من الحدیث المروی عن أمیر المؤمنین (ع): " لَا یَتْرُکِ النَّاسُ شَیْئاً مِنْ دِینِهِمْ لِإِصْلَاحِ دُنْیَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ"؟
السؤال
ما المراد من الحدیث المروی عن أمیر المؤمنین (ع): " لَا یَتْرُکِ النَّاسُ شَیْئاً مِنْ دِینِهِمْ لِإِصْلَاحِ دُنْیَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ"؟
الجواب الإجمالي

ورد عن أمیر المؤمنین (ع) أنه قال ضمن قصار الحکم التی جمعها الآمدی فی غرر الحکم: " لَا یَتْرُکِ النَّاسُ شَیْئاً مِنْ دِینِهِمْ لِإِصْلَاحِ دُنْیَاهُمْ إِلَّا فَتَحَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مَا هُوَ أَضَرُّ مِنْهُ"[1] و قد تعرض شراح کلماته و خطبه (ع) لبیان المراد منه الحکمة المذکورة و هی ان الحدیث یطلب من المؤمن ان یعیش حالة من التوازن بین الامور الدینیة و الدنیویة فلا یرجح امور الدنیا على الدین و لا یهمل الدنیا بالکامل تحت ذریعة التمسک بالدین، فان لکل واحدة منها مکانه الخاص الذی یجب على الانسان و ان یقوم بکل ذلک کما أراد الله تعالى، و الحکمة العلویة تشیر الى قضیة مهمة و هی أن اکثر الناس الا من رحم ربّی یرجحون الدنیا على الاخرة، و لمّا کانت مطالب الناس فی الدنیا إذا فتح باب الطلب لها غیر متناهیة لکون کلّ مطلوب یحصل معدّا لطلب الزیادة فیه و الاستکثار منه و تحصیل شرایطه و لوازمه و کان بعد الإنسان عن اللّه بقدر قربه من الدنیا و بعد أمله فیها کان کلّ أمر استصلحت به الدنیا لأنّها دنیا معدّا لفتح باب من أبواب طلبها و إصلاحها و هو أضرّ من الأوّل لکونه أشدّ ایغالا فیها و إبعادا عن اللّه.[2]

وقد اشار ابن ابن الحدید الى معنى الحدیث من خلال بیان المصداق فقال: مثال ذلک إنسان یضیع وقت صلاة الفریضة علیه- و هو مشتغل بمحاسبة وکیله و مخافته على ماله- خوفا أن یکون خانه فی شی‏ء منه- فهو یحرص على مناقشته علیه فتفوته الصلاة- . قال ع- من فعل مثل هذا فتح الله علیه فی أمر دنیاه و ماله- ما هو أضر علیه مما رام أن یستدرکه بإهماله الفریضة".[3]

و قریب من ذلک ما روی عن الإمام الصادق (ع): " مَثَلُ الدُّنْیَا کَمَثَلِ مَاءِ الْبَحْرِ کُلَّمَا شَرِبَ مِنْهُ الْعَطْشَانُ ازْدَادَ عَطَشاً حَتَّى یَقْتُلَهُ".[4]

فعلى الانسان أن یعیش حالة التوازن و لا یفرط بجانب – خاصة الجانب الدینی- على جانب آخر، و هذا ما أکدت علیه الروایات ایضا: " لَیْسَ مِنَّا مَنْ تَرَکَ دُنْیَاهُ لآِخِرَتِهِ و لا آخِرَتَهُ لِدُنْیَاهُ".[5]



[1] نهج البلاغة، الحکمة 103.

[2]شرح‏نهج‏البلاغة (ابن‏میثم)، ج 5 ، صفحة 295.

[3]شرح‏نهج‏البلاغة (ابن‏أبی‏الحدید)، ج 18، صفحة 268.

[4]مجلسی، محمد باقر، بحار الانوار، ج 70، ص 125، باب حب الدنیا و ذمها، مؤسسة الوفاء، بیروت، 1404ق.

[5]الشیخ الصدوق، من ‏لایحضره ‏الفقیه، ج 3، ص 156، رقم الحدیث3568.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279421 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257170 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128118 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113185 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88976 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59796 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59519 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56843 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49697 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47148 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...