قبل الاجابة عن السؤال نشیر الى بعض النقاط المهمة، و هی:

الاولى: وردت الروایة فی بعض المصادر و لکن لم یرد فیها الاشارة الى التوراة او الانجیل کما جاء فی متن السؤال، بل الذی جاء فیها انه تنحنح بإذن الله تعالى، و قال «بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ هُمْ فِی صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ» إلى آخر الآیات. [1] ‏

الثانیة: الروایة من الناحیة السندیة فیها مناقشة بسبب بعض رواتها لعدم توثیق البعض و ورد الذم فی بعضهم الآخر و لا یمکن الاطمئنان لها بسبب الخلل السندی فیها.

الثالثة: علق العلامة المجلسی على الروایة بقوله: لا یخفى مخالفة هذا الخبر لما مر من التواریخ و یمکن حمله على النسی‏ء الذی کانت قریش ابتدعوه فی الجاهلیة بأن یکون ولادته (ع) فی رجب أو شعبان و هم أوقعوا الحج فی تلک السنة فی أحدهما و بشعبان أوفق و الله یعلم. [2]

الرابعة: على فرض التسلیم بصحة الروایة سنداً فان الروایة لا تتنافى مع بعثة النبی الاکرم (ص) و ذلک لانه قد یکون الباری تعالى قد انطقه بهذا المقطع مما هو فی اللوح المحفوظ لیظهر فضله و کرامته حدث ذلک لعیسى عندما انطقه الله تعالى فی المهد "   قالَ إِنِّی عَبْدُ اللَّهِ آتانِیَ الْکِتابَ وَ جَعَلَنی‏ نَبِیًّا * وَ جَعَلَنی‏ مُبارَکاً أَیْنَ ما کُنْتُ وَ أَوْصانی‏ بِالصَّلاةِ وَ الزَّکاةِ ما دُمْتُ حَیًّا" . [3]

و على کل حال لیس کل ما ورد فی المصادر الروائیة صحیح یتم الاعتماد علیه من جهة، و من جهة اخرى ان أمیر المؤمنین (ع) له من الفضل و الکرامات التی لم یحصل غیره – باستثناء الرسول الاکرم (ص)- معشار منها، و یکفیه أنه عدل القرآن الکریم کما فی حدیث الثقلین و غیرها من الکرامات والفضائل التی لایناقش فیها أحد الا من أعمى الله بصیرته، و یکفی ان ترجع فی هذا المجال الى النسائی و هو من کبار اعلام أهل السنة فی کتابه خصائص أمیر المؤمنین (ع) حیث دون فیه الکثیر من الفضائل والخصائص التی امتاز بها علیه السلام عن غیره.

وعلى کل حال الروایة ضعیفة السند و یرد علمها الى الله تعالى.

لمزید الاطلاع انظر:

«ما یمیز النبی (ص) عن الائمة»، السؤال رقم 1384 (الموقع: 4213).

«مقام أئمة الشیعة مقارنة بالنبی الاکرم (ص)»، سؤال 9198 (الموقع: 9188).