بحث متقدم
الزيارة
6729
محدثة عن: 2012/05/19
خلاصة السؤال
ما هي آداب الإهداء إلى الآخرين في سنة النبي (ص)؟
السؤال
ما هي آداب الإهداء إلى الآخرين في سنة النبي (ص)؟
الجواب الإجمالي

أحد مصاديق السيرة العملية لنبي الإسلام (ص) كان الإهداء و قبول الهدية. و لكن على أساس ما روي عنه (ص) لا ينبغي أن يستلزم المشقة و الكلفة للنفس و للآخرين؛ إذ أن الهدف من هذا العمل هو تحقيق الأنس و الألفة، فإن لم يعتن بآدابه و شرائطه لن يحقق النتيجة المطلوبة.

 

الجواب التفصيلي

من جملة التعاليم الدينية التي أكد الإسلام عليها هو الإهداء إلى الآخرين؛ طبعا لابد من الإشارة إلى هذه المسألة و هي أن مفهوم الهدية في النصوص الدينية أوسع من الهدايا المادية و تشمل الهدايا المعنوية أيضا.

لقد نقلت روايات كثيرة في هذا المجال عن النبي الأعظم (ص) فنشير إلى بعضها:

1. من تكرمة الرجل لأخيه المسلم أن يقبل تحفته و يتحفه بما عنده و لا يتكلف له شيئا و قال لا أحب المتكلفين.[1]

إن النبي (ص) في هذه الرواية قد اعتبر الإهداء كرامة الإنسان المسلم. و النقطة اللطيفة التي أشير إليها هي أنه لا ينبغي أن تكون الهدية بالمشقة و الكلفة، فلابد من مراعاة الظروف الاقتصادية في اختيار الهدية و إلا فيصدق عليها مصداق "التكلف" الذي يختلف مضمونا عن ما يراد من الهدية.

2. قال الإمام الباقر (ع): كان رسول الله (ص) يأكل الهدية و لا يأكل الصدقة و يقول تهادوا فإن الهدية تسل السخائم و تخلي ضغائن العداوة و الأحقاد.[2]

3. و قد روى الإمام الرضا (ع) عن أبيه عن جده أنه قال: إن النبي (ص) يحب الهدية يستحليها و يستدعيها و يكافئ عليها أهلها.[3]

4. و قال رسول الله (ص): الْهَدِيَّةُ عَلَى ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ هَدِيَّةُ مُكَافَأَةٍ و هَدِيَّةُ مُصَانَعَةٍ و هَدِيَّةٌ لِلَّهِ عَزَّ و جَل‏.[4]

5. و كذلك قال رسول الله (ص): لَوْ دُعِيتُ إِلَى كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ و لَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ.[5]

و إنما ذكر النبي الكراع مثالا و لعل المقصود هو أن لو أهدي لي شيء غير ثمين لقبلته.

6. و كذلك قال رسول الله (ص): عَجِّلُوا رَدَّ ظُرُوفِ الْهَدَايَا فَإِنَّهُ أَسْرَعُ لِتَوَاتُرِهَ.[6]

7. و قد روى الإمام الرضا (ع) عن أجداده عن رسول الله (ص) أنه قال: نعم الشي‏ء الهدية و هي مفتاح الحوائج.[7]

يتضح من خلال الروايات التي نقلناها في باب الهدية هو أن الهدية و إن كانت تحظى بأهمية بالغة و قد أوصى رسول الله (ص) بها، و لكن لابد من الإهتمام بخصائصها و آدابها و شرائطها التي ذكرت في هذه النصوص؛ إذ أن الهدف الرئيس من الإهداء هو إيجاد الألفة و المحبة و إزالة الضغائن بين القلوب.

 


[1] الطبرسي، علی بن حسن، مشکاة الآنوار، ص 219، المكتبة الحيدرية، النجف، 1385ق.

[2] المصدر نفسه.

[3] المصدر نفسه.

[4] الكليني، محمد بن یعقوب، الکافی، ج 5، ص 141، ح 1، دار الکتب الإسلامیة، طهران، 1365ش.

[5] الصدوق، محمد بن علی، من لا یحضره الفقیه، ج 3، ص 299، نشر جماعة المدرسين، قم، 1413 ق.

[6] المصدر نفسه، ص 300.

[7] الصدوق، محمد بن علی، عیون أخبار الرضا (ع)، ج 2، ص 74، ح 342، دار نشر جهان، 1378ق.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280273 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258850 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129648 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115694 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89575 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61076 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60380 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57382 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51659 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47724 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...