بحث متقدم
الزيارة
6241
محدثة عن: 2012/02/19
خلاصة السؤال
ما هی فلسفة سجدة الشکر فی زیارة عاشوراء؟
السؤال
ما المراد بقولنا فی زیارة عاشوراء" اللهم لک الحمد حمد الشاکرین على مصابهم"؟ و لماذا هذا الشکر مع هذه المصیبة الکبرى و الفجیعة العظمى؟ و ما هو سر السجود؟ حسنا لو کانت الاجابة وفقا للمبانی العرفانیة و روایات أهل البیت (ع)
الجواب الإجمالي

الشکر من الموضوعات التی أکدت علیها المصادر الدینیة قرآنا و سنة، و قد حظی الشکر باهتمام کبیر فی روایات المعصومین (ع).[1] و الانسان المؤمن الموحد لما کان ینطلق من معرفة حقة و صحیحة لله تعالى و الخلق، من هنا یرى کل ما یصدر من الله تعالى یستحق الشکر، فهو شکور صبور فی السراء و الضراء؛ و ذلک لانه یؤمن باحقیة ما یفعله الله تعالى و ان النور لایصدر منه الا النور، هذا من جهة، و من جهة اخرى یرى نفسه ملزما بالتسلیم و الطاعة لله تعالى – فی العسر و الیسر و السراء و الضراء- و ان کل ما یفعله الباری یضع الانسان فی مسیره التکاملی.

و کنموذج على ذلک نرى الامام الحسین (ع) یقول فی عصر عاشوراء بعد ان خطب فی اصحابه: " احمده على السرّاء والضرّاء"؛[2]   و قد وقف اصحابه نفس الموقف من الحمد و الثناء على الباری تعالى: " الحمد للّه الذی أکرمنا بنصرک وشرّفنا بالقتل معک"؛[3]

اذا اتضح هذا نقول: صحیح ان ثورة الامام الحسین (ع) و الموقف یوم عاشوراء کان یحمل الکثیر من المصائب و الآلام و المحن و... و لکن اذا نظرنا الى القضیة من زاویة أخرى نرى القضیة نعمة کبرى على الاسلام و المسلمین؛ و ذلک لان ببرکة دماء الامام الحسین (ع) و أهل بیته الاطهار و صحبه الابرار، تجذرت شجرة الدین الاسلامی و حفظ الدین من مسیرة الانحراف التی رسم الامویون و السفیانیون خطوطها، و جندوا لها کل ما یمکلون من قدرات و طاقات، حیث حاول ضرب الدین باسم الدین و حرف الدین من خلال الدین، فکانت ثورة الامام الصرخة التی نبهت الامة الى الخطر و حذرت الجمیع من الانحراف و سلبت الشریعیة من بنی أمیة.

إذن، مثل هکذا نعمة، حفظ بها الدین و تمسکت الامة بهویتها و لم تضع الجهود التی بذلها الرسول الاکرم (ص) و اصحابه البررة سدى، لاریب انها تستحق الشکر و الثناء من قبل المسلمین کافة و اتباع مدرسة اهل البیت خاص، على الله تعالى الذی وفق ثلة من اولیائه و على رأسهم سبط رسول الله (ص) للقیام بهذا العمل الجبار و رد کید الظالمین و المنافقین و المنحرفین.

اضف الى اننا نشکر الباری تعالى مع هذه المصیبة العظمى لا من باب الشماتة کما یفعل بعض المنحرفین عن خط اهل البیت(ع) الذین اتخذوا من یوم عاشورا عیدا لهم، وانما نشکره و لسان حالنا یقول: ربنا انک تستحق الشکر فی السراء و الضراء، و نحن مع عظیم رزیتنا نشکرک و نثنی علیک ، وهذا ما نصرح به فی نفس المقطع من الزیارة " اَلْحَمْدُ لِلّهِ عَلى عَظیمِ رَزِیَّتی" فهی رزیة و مصیبه و لکنها بعین الله و لله فله الحمد علیها.[4]



[1]انظر: الکلینی، الکافی، ج 2، ص 94، باب الشکر، دار الکتب الاسلامیة، طهران، 1365ش.

[2]. مقرم، عبد الرزاق، مقتل الحسین(ع)، ص 212، مؤسسة الخرسان للمطبوعات، بیروت، 1426.

[3]. همان، ص 215.

[4]انظر: زیارة عاشوراء.

الجواب التفصيلي
لایوجد لهذا السؤال الجواب التفصیلی.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • إذا قام مندوب الشراء بتغییر فاتورة البضائع لیعوض عن أجوره الزهیدة، فهل عمله شرعی؟
    5645 الحقوق والاحکام 2010/07/19
    بما أن السؤال المذکور راجع إلى الأبحاث الفقهیة فارتأینا أن نستفتی مکاتب المراجع العظام وکانت أجوبتهم کالتالی:مکتب آیة الله العظمى ولی أمر المسلمین (مد ظله العالی)لا یجوز، وما ذکر لا یعد ذریعة لتجویز هذا العمل.
  • ما هی حقیقة الاطمئنان و ما هی طرق الوصول الیه؟
    6305 العملیة 2008/12/14
    الاطمئنان بمعنی الطمأنینة و راحة البال فی الحیاة هی امر مطلوب مدحه الاسلام و وضع طرقاً للوصول الیه. فبعض عوامل الوصول الی الاطمئنان التی وردت فی نصوصنا الاسلامیة عبارة عن ذکر الله، حسن الظن، الثقة بالنفس، الابتعاد عن المنی البعیدة، الزواج، النظم فی الحیاة و ...
  • من هو حذیفة بن الیمان؟ و ما هی علاقته بأهل البیت و إمامة أمیر المؤمنین(ع)؟
    5950 تاريخ بزرگان 2009/03/10
    لایوجد جواب الجمالی لهذا السؤال، النقر الجواب التفصیلی ...
  • هل کان ارسطو من الانبیاء الالهیین؟
    7152 تاريخ بزرگان 2008/07/20
    ولد ارسطو الفیلسوف الغیزیاوی و العالم الیونانی الکبیر عام 384 ق. م فی استاگیرا الواقعة فی شمال الیونان. و کان ابوه نیکو ماخوس طبیباً فی بلاط ملک مقدونیة. و قد رحل ارسطو فی سن السابعة عشرة الی أثینا لتحصیل العلم و أصبح فی سنة 368 ق . م عضوا فی ...
  • وضّحوا معنی الاصطلاحات التالیة: البول، الاستمناء، غسل الجنابة.
    6040 الحقوق والاحکام 2011/11/20
    جواب آیة الله الشیخ مهدی الهادوی الطهرانی (دامت برکاته) کالآتی:البول: هو نفس الادرار.الاستمناء: أن یفعل المرء بنفسه ما یوجب خروج المنی منه.غسل الجنابة: هو غسل یجب علی الإنسان المجنب. فإذا اجنب الشخص بواسطة الاحتلام أو الاستمناء أو المقاربة وجب علیه الغسل للصلاة و الصوم و... و باتیان ...
  • هل ینسجم الدین مع السیاسة؟
    7477 الکلام الجدید 2007/07/18
    ان دیناً جاء لیهدی الناس إلی طریق الفلاح حتی نهایة التاریخ، لا یسعه ان یکون حیادیاً و یقف مکتوف الأیدی حیال شأن الحکم الذی یمثل أمراً تحتاجه سائر المجتمعات. و من جهة أخری فإن بنیة الأحکام الإسلامیة و طبیعتها، یتطلبان وجود حکومة تتیح للإسلام ان یتواصل. ...
  • هل تصح النیابة عن الحی فی الاعمال المستحبة؟ و ما هی التی لاتصح فیها النیابة؟
    4591 الحقوق والاحکام 2009/10/08
    لامانع من القیام بالاعمال المستحبة و اهداء ثوابها الى الحی و یصح ذلک فی جمیع الاعمال المستحبة و لا اشکال فی ذلک[1]. و قال صاحب کتاب فقه الامام الصادق (ع):أجمع الفقهاء على جواز الحج و الطواف عن الحی استحبابا، فقد سئل ...
  • ما هی حدود الاختیار و الحریة؟
    8594 الکلام القدیم 2008/04/14
    للحریة معان متعددة، و إن حدود الحریة مختلفة بلحاظ المعانی المتفاوتة لها.1. الحریة بمعنى الاستقلال الوجودی، و هذا النوع یتعلق بالوجود المطلق و ینحصر بالذات الإلهیة التی لا تقبل أی نوع من أنواع الحدود.2. الحریة بمعنى الاختیار، و هذا بحث فلسفی و کلامی؛ یعنی أن الإنسان مختار فی ...
  • هل أن الآیة 288 من سورة البقرة تعنی إعلاناً و تصریحاً بتفضیل الرجل على المرأة، أ لیس ذلک منافیاً للعدل الإلهی؟
    9370 التفسیر 2008/07/07
    الموضوع الذی تعالجه الآیة یتعلق بالنساء المطلقات، و تشیر إلى أحکام الطلاق الرجعی، و ذلک یعنی رجوع الزوج إلى زوجته المطلقة ما دامت فی عدتها، کما أنها تشیر إلى قاعدة کلیة فی الإسلام و هی تساوی الرجال و النساء فی الحقوق و الواجبات.من ...
  • هل أن أکل «لابستر» lobster و صدف البحر و الأخطبوط حرام؟
    9939 الحقوق والاحکام 2009/04/16
    إن أکل اللابستر[1] و صدف البحر و الأخطبوط حرام. طبقاً للنصوص الدینیة هناک ضوابط و معاییر عدیدة فی مسألة اللحوم المحرمة و المحللة. و لکل من الحیوانات البریة و البحریة و الطیور ضوابط خاصة و معاییر یعرف من خلالها المحلل من ...

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280862 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    259687 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130102 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    117403 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89931 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61650 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61340 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57637 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    52839 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49118 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...