بحث متقدم
الزيارة
31653
محدثة عن: 2012/05/20
خلاصة السؤال
ما مضمون سورة الكهف و ما فضل قراءتها؟
السؤال
ما مضمون سورة الكهف و ما فضل قراءتها؟
الجواب الإجمالي

إن سورة الكهف كباقي سور القرآن تحظى بفضائل و خصائص كثيرة و قد ذكر عظمتها و فضلها في روايات كثيرة نقلت عن النبي (ص) و الأئمة (ع)، من قبيل أن سبعين ألف ملكا قد شيعوها حين نزولها، أو كل من قرأها يوم الجمعة يغفر الله له إلى الجمعة القادمة، أو من قرأ سورة الكهف كل ليلة جمعة مات شهيدا و يحشر مع الشهداء و…

تبدأ معارف هذه السورة بحمد الله و ثنائه و تنتهي بالتوحيد و الإيمان و العمل الصالح. إن أغلب آيات هذه السورة قد اختصت ببيان المبدأ و المعاد و بشارة نعيم الجنان و إنذار عذاب يوم القيامة.

من القضايا اللطيفة في هذه السورة هي أنها أشارت إلى ثلاث قصص: أ. قصة أصحاب الكهف ب. قصة موسى و الخضر ج. قصة ذي القرنين.

الجواب التفصيلي

بناء على سؤال السائل عن فضل و مقام السورة و كذلك سؤاله عن معارف سورة الكهف، قسمنا الجواب إلى قسمين:

الأول: مقام و شأن سورة الكهف

إن سورة الكهف كباقي سور القرآن تحظى بفضائل و خصائص كثيرة و قد ذكر عظمتها و فضلها في روايات كثيرة نقلت عن النبي (ص) و الأئمة (ع)، و لا شك في أن مقامها هذا هو بسبب أهمية مضمونها و معارفها. في هذا المقام نكتفي بذكر بعض أحاديث أهل البيت (ع) بشأن قيمة سورة الكهف و مقامها و ثواب قراءتها:

1. روي عن النبي (ص) حيث قال لأصحابه: الا أدلكم على سورة شيعها سبعون ألف ملك حين نزلت، ملأت عظمتها ما بين السماء و الأرض؟ قالوا: بلى، قال: سورة أصحاب الكهف من قرأها يوم الجمعة غفر الله له الى الجمعة الاخرى.[1]

2. و جاء في حديث آخر عن النبي (ص) حيث قال: من قرء عشر آيات من سورة الكهف لم يضره فتنة الدجال، و من قرء السورة كلها دخل الجنة".[2]

3. و كذلك روي عن الإمام الصادق (ع) أنه قال: مَنْ قَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ فِي كُلِّ لَيْلَةِ جُمُعَةٍ لَمْ يَمُتْ إِلَّا شَهِيداً و بَعَثَهُ اللَّهُ مَعَ الشُّهَدَاءِ و وقَفَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ الشُّهَدَاءِ.[3] [4]

الثاني: صورة عن معارف سورة الكهف

تبدأ معارف هذه السورة بحمد الله و الثناء عليه و تنتهي بالتوحيد و الإيمان و العمل الصالح. و إليك نبذة من أهم عناوين مضمون سورة الكهف:

1. إن مضمون هذه السورة كباقي السور المكية قد اختص غالبه ببيان المبدأ و المعاد و التبشير بنعم الجنان و الثواب و إنذار عذاب يوم القيامة.

2. أشارت هذه السورة إلى إحدى المسائل المهمة التي كان المسلمون بحاجة إليها في تلك الأيام العصيبة، و هي أن الفئة القليلة و إن كانت قليلة و لكن لا ينبغي أن تستسلم للفئة الكثيرة حتى و إن كانوا أقوى منهم بحسب الظاهر، بل يجب عليهم أن يفصلوا حسابهم عن البيئة الفاسدة و المشركة كما فعل أصحاب الكهف، و أن ينهضوا ضد قيم هذا المجتمع. فإن كانت لهم القدرة فليستمروا بجهادهم و إن لا فليهاجروا.

3. و من جملة قصص هذه السورة هي قصة رجلين أحدهما كان غنيا و مرفها جدا و لكنه كافر بلا إيمان، و الآخر فقيرا مؤمنا، و لكنه لم يفقد عزته و كرامته أمام صاحبه الكافر، و بالغ في نصيحة ذاك الكافر، و في آخر المطاف تبرأ منه و كان له النصر و الفلاح.

4. المقطع الآخر من السورة قد تطرق إلى قصة موسى و الخضر ـ و إن لم يذكر اسم الخضر في السورة ـ و تشير إلى أنه كيف لم يستطع النبي موسى (ع) أن يصبر على أعمال الخضر المنكرة في الظاهر و التي في باطنها و حقيقتها مطابقة للمصلحة، و لكنه عرف حقيقة الأمر بعد ما شرحها الخضر له و ندم من قلة صبره.

5. و القسم الآخر من السورة قد تطرق إلى قصة ذي القرنين و كيف طوى شرق العالم و غربه، و كيف التقى بمختلف الأقوام الذين كانت لهم أعراف مختلفة، و أخيرا واجه مؤامرة يأجوج و مأجوج بمساعدة قوم من الناس و بنى عليهم سدا من زبر الحديد و سد عليهم طريق نفوذهم.

6. من القضايا اللطيفة في هذه السورة هي أنها أشارت إلى ثلاث قصص: أ. قصة أصحاب الكهف ب. قصة موسى و الخضر ج. قصة ذي القرنين.

و جدير بالذكر أن خلافا لبعض قصص القرآن التي قد تذكر قصة واحدة في عدة مقاطع من القرآن، لم تذكر هذه القصص في مكان آخر ـ ما عدى قضية يأجوج و مأجوج حيث أشير إليها في الآية 96 من سورة الأنبياء من دون ذكر ذي القرنين ـ و هذه من خصائص هذه السورة.[5]

 


[1] . العروسي الحويزي، عبد علی بن جمعة، تفسير نور الثقلين، ج ‏3، ص 241، اسماعیلیان، قم، 1415ق.

[2]  المصدر نفسه.

[3]  الحر العاملي، و سائل الشیعة، ج 7، ص 410، مؤسسه آل البیت (ع)، قم، 1409 ق.

[4]  من أجل الحصول على المزيد راجع: موضوع: ثواب قراءة سور القرآن، 2879 (الموقع: 3192)؛ تفسیر نور الثقلين، ج‏ 3، ص 241- 242.

[5]  من أجل الحصول على المزيد من معارف سورة الكهف راجع: مکارم الشیرازي، ناصر، الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل، ج 9، ص  187-190، مدرسة الإمام علي بن أبي طالب، قم، 1421 ق؛ تفسیر نور الثقلين، ج‏ 3، ص 241- 242؛ الطبرسي، مجمع البیان، ج 6، ص 690- 691، ناصر خسرو، طهران، 1372ش.

 

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280300 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258899 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129701 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115823 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89600 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61143 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60417 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57401 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51759 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47752 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...