Please Wait
19461
حددت الروايات مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند زيارة القبورة، الكثير منها تهدف الى تعزيز إحترام الميت و بعضها الآخر يهدف الى تعزير العلاقة بين الاحياء و الاموات،و من تلك العوامل التي تؤدي الى تعزير العلاقة بين الميت و الحي وضع يد الميت على قبر من يزوره، عن عبد الرَّحمن بن أَبي عبد اللَّه قال: سأَلْتُُ أبا عبد الله (ع) عن وضع الرَّجلِ يدهُ على القبر ما هو و لم صنع؟ فقال: صنعهُ رسول اللَّه (ص) على ابنهِ بعد النَّضح.
نعم، هناك أمور متعارفة بين الناس من قبيل النقر على القبر الا اننا لم نعثر على رواية تؤيد هذا المعنى الخاص "النقر"، و لعل سلوكهم منطلق من الخطأ في فهم طريقة وضع اليد، باعتبار ان الروايات أكدت على وضع اليد، فقد يخطأ البعض و يتصور أن وضع اليد يتمثل بالنقر على القبر، و هذا لا يضر باصل القضية.
و الجدير بالذكرة ان عدم وجود الدليل الخاص على قضية لا يعني معارضتها للاصول و القواعد العامة فقد تدخل ضمن عمومات الاحكام و اطلاقاتها، و بهذا من غير الصحيح وصف أي سنة من السنن المتبعة بين الناس بالبدعة لمجرد عدم وجود الدليل الخاص بها. نعم، اذا لم يكن للعمل المذكور دليل خاص و لا يوجد دليل عام يشمله كعنوان البر و الاحسان و الخير و الاحترام و ما شابه ذلك من العنوانين العامة، فحيئنذ لا يمكن ادراجه ضمن السنن و الاداب و الاسلامية.
أكدت الروايات الاسلامية على الاهتمام بشأن الموتى و عدم حرمانهم من أعمال الخير كالدعاء و تلاوة القرآن و التصدق نيابة عنهم ، و من تلك الامور التي تم التأكيد عليها اهداء ثواب سورة الفاتحة و قراءة القرآن لهم. فقد روي عن الإمام الرضا (ع): "ما من عبد مؤمنٍ زار قبر مؤمنٍ فقرأَ عندهُ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ سبع مرَّاتٍ إِلا غفرَ اللَّهُ لهُ و لصاحب القبر".[1]
و من السنن الحسنة الرائجة في اوساط المسلمين إهداء الخيرات الى الموتى و زيارة قبورهم، و نحن لا نشك في وجود الكثير من الفوائد التي تعود على الموتى من خلال هذه الاعمال و تساعده في ذلك العالم الذي يكون الانسان بأمس الحاجة فيه الى إعمال الرحمة الالهية و الفيض الرباني، و الا يكون تشريعه لغواً تعالى الله تعالى عن ذلك؛ من هنا جاء في الروايات الحث على عدم نسيان الموتى و التواصل معهم دائما، روي عن الامام الصادق (ع) أنه قال: " ما يمنعُ الرَّجلَ مِنْكُمْ أَنْ يَبَرَّ وَالِدَيْهِ حَيَّيْنِ وَ مَيِّتَيْنِ يُصَلِّيَ عَنْهُمَا و يتصدَّقَ عنهُما و يَحُجَّ عَنْهُمَا وَ يَصُومَ عَنْهُمَا فَيَكُونَ الَّذِي صَنَعَ لَهُمَا وَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ فَيَزِيدَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِبِرِّهِ وَ صِلَتِهِ خَيْراً كَثِيراً ".[2]
ثم ان الروايات حددت مجموعة من الآداب التي ينبغي مراعاتها عند زيارة القبورة، الكثير منها تهدف الى تعزيز احترام الميت و بعضها الآخر يهدف الى تعزير العلاقة بين الاحياء و الاموات، روى إِسحاق بن عمَّار،عن أَبي الحسن الكاظم (ع) قال: قلت له: المؤمنُ يعلمُ بمن يزور قبرهُ؟ قال: نعمْ، و لا يزالُ مُسْتَأْنِساً بِهِ مَا دَامَ عند قبره".[3]
و من تلك العوامل التي تؤدي الى تعزير العلاقة بين الميت و الحي وضع يد الميت على قبر من يزوره، عن عبد الرَّحمن بن أَبي عبد اللَّه قال: سأَلْتُُ أبا عبد الله (ع) عن وضع الرَّجلِ يدهُ على القبر ما هو و لم صنع؟ فقال: صنعهُ رسول اللَّه (ص) على ابنهِ بعد النَّضح. قال: و سأَلْتُهُ كيفَ أَضَعُ يدي على قبور المسلمينَ؟ فأَشار بيده إِلى الأَرض و وضعها عَليهَا ثمَّ رَفَعَهَا وَ هُوَ مُقَابِلُ الْقِبْلَة.[4]
أضافة الى ما جاء في الروايات المذكورة هناك امور متعارفة بين الناس من قبيل النقر على القبر الا اننا لم نعثر على رواية بهذا المعنى الخاص "النقر"، و لعلها منطلقة من الخطأ في فهم طريقة وضع اليد، باعتبار ان الروايات أكدت على وضع اليد كما مر، فقد يخطأ البعض و يتصور ان وضع اليد هو النقر على القبر، و هذا لا يضر باصل القضية.
و الجدير بالذكرة ان عدم وجود الدليل الخاص على قضية لا يعني معارضتها للاصول و القواعد العامة فقد تدخل ضمن عمومات الاحكام و اطلاقاتها، و بهذا من غير الصحيح وصف أي سنة من السنن المتبعة بين الناس بالبدعة لمجرد عدم وجود الدليل الخاص بها. نعم، اذا لم يكن للعمل المذكور دليل خاص و لا يوجد دليل عام يشمله كعنوان البر و الاحسان و الخير و الاحترام و ما شابه ذلك من العنوانين العامة، فحيئنذ لا يمكن ادراجه ضمن السنن و الاداب و الاسلامية.
[1] الشيخ الصدوق، من لا يحضره الفقيه، ج 1، ص 181، جامعة المدرسين، قم، 1413 ق.
[2] انظر: نفس المصدر، ج2، ص159، روايات الباب.
[3] نفس المصدر، ج3، ص229.
[4] نفس المصدر، ج3، ص200.