بحث متقدم
الزيارة
3873
محدثة عن: 2015/05/23
خلاصة السؤال
هل یستحق الاخوه و الاخوات الارث مع وجود الزوجه و الابناء؟
السؤال
هل یستحق الاخوه و الاخوات الارث مع وجود الزوجه و الابناء؟ او یکون المال من نصیب الاولاد و الزوجه حصراً؟ و ما هی طبقات الارث؟
الجواب الإجمالي
للقرابه فی المیراث مراتب ثلاث لا تداخل بینها، ای لا یرث واحد من المرتبه الثانیه مع وجود وارث من المرتبه الاولى، و لا واحد من المرتبه الثالثه مع وجود وارث من المرتبه الثانیه، و هذه المراتب هی:
1- الابوان من غیر ارتفاع، ای من غیر الاجداد. و الاولاد، و ان نزلوا، ای و اولادهم.
2- الاجداد و ان ارتفعوا، و الاخوه و اولادهم و ان نزلوا.
3- الاعمام و الاخوال و اولادهم و ان نزلوا على شریطه ان یصدق علیهم اسم القرابه فی نظر العرف.
و ان هذه المراتب تاتی فی الارث على الترتیب، فلا یرث واحد من الفئه الثانیه مع وجود واحد من الاولى، و لا واحد من الثالثه مع وجود واحد من الثانیه.
علماً ان الزوجین (الزوج و الزوجه) لا یندرجان فی الطبقات الثلاث المذکوره، بل لهما حق الارث مع جمیع الطبقات فلو توفیت امراه و ترکت ورثه من الطبقه الاولى شارکهم الزوج نصیبه، و لو ترکت روثه من الطبقه الثانیه شارکهم الزوج نصیبه کذلک الحال لو ترکت ورثه من الطبقه الثالثه؛ و هکذا الامر لو توفی الرجل و ترک زوجته فانها ترث مع ای طبقه من طبقات الارث فرض وجودها.
و على هذا الاساس لا تعد الزوجه ما نعه من ارث الاخوه فلو توفی شخص و ترک زوجه و اخوه کان للزوجه نصیبها و للاخوه نصیبهم المذکور، نعم، لو کان للمیت ولد سواء من زوجته هذه او من غیرها منع الاخوه من المیراث، و توزع الترکه حینئذ على الزوجه و الابناء فقط  حسب التقسیم الشرعی؛ لانهم من الطبقه الاولى و الاخوه من الطبقه الثانیه، فلا تصل النوبه للطبقه الثانیه مع وجود الاولى.
 
الجواب التفصيلي
لم تشر الآیتان 13 و14 من سوره النساء لمقدار السهام و طبقات الارث، الا انّه ورد فی الآیتین 11و 12 من نفس السوره: "یُوصیکُمُ اللَّهُ فی‏ اَوْلادِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْاُنْثَیَیْنِ فَاِنْ کُنَّ نِساءً فَوْقَ اثْنَتَیْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثا ما تَرَکَ وَ اِنْ کانَتْ واحِدَهً فَلَهَا النِّصْفُ وَ لِاَبَوَیْهِ لِکُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَکَ اِنْ کانَ لَهُ وَلَدٌ فَاِنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلَدٌ وَ وَرِثَهُ اَبَواهُ فَلِاُمِّهِ الثُّلُثُ فَاِنْ کانَ لَهُ اِخْوَهٌ فَلِاُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّهٍ یُوصی‏ بِها اَوْ دَیْنٍ آباؤُکُمْ وَ اَبْناؤُکُمْ لا تَدْرُونَ اَیُّهُمْ اَقْرَبُ لَکُمْ نَفْعاً فَریضَهً مِنَ اللَّهِ اِنَّ اللَّهَ کانَ عَلیماً حَکیماً * وَ لَکُمْ نِصْفُ ما تَرَکَ اَزْواجُکُمْ اِنْ لَمْ یَکُنْ لَهُنَّ وَلَدٌ فَاِنْ کانَ لَهُنَّ وَلَدٌ فَلَکُمُ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَکْنَ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّهٍ یُوصینَ بِها اَوْ دَیْنٍ وَ لَهُنَّ الرُّبُعُ مِمَّا تَرَکْتُمْ اِنْ لَمْ یَکُنْ لَکُمْ وَلَدٌ فَاِنْ کانَ لَکُمْ وَلَدٌ فَلَهُنَّ الثُّمُنُ مِمَّا تَرَکْتُمْ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّهٍ تُوصُونَ بِها اَوْ دَیْنٍ وَ اِنْ کانَ رَجُلٌ یُورَثُ کَلالَهً اَوِ امْرَاَهٌ وَ لَهُ اَخٌ اَوْ اُخْتٌ فَلِکُلِّ واحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ فَاِنْ کانُوا اَکْثَرَ مِنْ ذلِکَ فَهُمْ شُرَکاءُ فِی الثُّلُثِ مِنْ بَعْدِ وَصِیَّهٍ یُوصى‏ بِها اَوْ دَیْنٍ غَیْرَ مُضَارٍّ وَصِیَّهً مِنَ اللَّهِ وَ اللَّهُ عَلیمٌ حَلیمٌ".[1]
انطلاقا من الآیتین المذکورتین و غیرهما من الآیات و الروایات عمد الفقهاء الى وضع مجموعه من القواعد و الاصول لتوزیع الترکه ذکروها فی رسائلهم العملیه.
ثم انّ مراتب الارث عند الشیعه ثلاث، اشار الیها الفقهاء بقولهم:
و للقرابه فی المیراث مراتب ثلاث لا تداخل بینها، ای لا یرث واحد من المرتبه الثانیه مع وجود وارث من المرتبه الاولى، و لا واحد من المرتبه الثالثه مع وجود وارث من المرتبه الثانیه، و هذه المراتب هی:
1- الابوان من غیر ارتفاع، ای من غیر الاجداد. و الاولاد، و ان نزلوا، ای و اولادهم.
2- الاجداد و ان ارتفعوا، و الاخوه و اولادهم و ان نزلوا.
3- الاعمام و الاخوال و اولادهم و ان نزلوا على شریطه ان یصدق علیهم اسم القرابه فی نظر العرف.
و ان هذه المراتب تاتی فی الارث على الترتیب، فلا یرث واحد من الفئه الثانیه مع وجود واحد من الاولى، و لا واحد من الثالثه مع وجود واحد من الثانیه.[2]
و قد نقح الفقهاء مجموعه من القواعد فی باب الارث من قبیل:
القاعده الاولى: الطبقات بعضها مقدّم على البعض، فلا ترث الطبقه اللاحقه مع وجود ولو فرد واحد من الطبقه السابقه، فلو کان هناک فرد من الطبقات الاولى لا تصل النوبه الى الطبقه الثانیه، و مع وجود فرد من الطبقه الثانیه لا تصل النوبه الى الطبقه الثالثه؛ فالطبقه السابقه مانعه من ارث الطبقه اللاحقه.
القاعده الثانیه: فی کل صنف تکون الاولویه للاقرب الى المتوفى، فیکون الولد مقدما على الحفید و الحفید مقدما على ابن الحفید و هکذا، دون اختلاف الاصناف حیث لا یقدم القریب على البعید فعلى سبیل المثال لا یقدّم والد المتوفى على حفیده و لا یمنعه من الارث لاختلاف الصنف؛  و هکذا یقدّم جدّ المیت على جدّ والد المیت، و یقدم الاخ على ابن الاخ، و لا یتقدم الجدّ على ابن الاخ لاختلاف الصنف.
القاعده الثالثه: یقدم الاخوه من الابوین على الاخوه من الاب فقط، شریطه اتحاد الرتبه، و مع عدم اتحاد الرتبه لا یقدم الاخوه من الابویین.
علماً ان الزوجین (الزوج و الزوجه) لا یندرجان فی الطبقات الثلاث المذکوره، بل لهما حق الارث مع جمیع الطبقات فلو توفیت امراه و ترکت ورثه من الطبقه الاولى شارکهم الزوج نصیبه، و لو ترکت روثه من الطبقه الثانیه شارکهم الزوج نصیبه کذلک الحال لو ترکت ورثه من الطبقه الثالثه؛ و هکذا الامر لو توفی الرجل و ترک زوجته فانها ترث مع ای طبقه من طبقات الارث فرض وجودها.
و على هذا الاساس لا تعد الزوجه ما نعه من ارث الاخوه فلو توفی شخص و ترک زوجه و اخوه کان للزوجه نصیبها و للاخوه نصیبهم المذکور، نعم، لو کان للمیت ولد سواء من زوجته هذه او من غیرها منع الاخوه من المیراث، و توزع الترکه حینئذ على الزوجه و الابناء فقط  حسب التقسیم الشرعی؛ لانهم من الطبقه الاولى و الاخوه من الطبقه الثانیه، فلا تصل النوبه للطبقه الثانیه مع وجود الاولى.
 

[1] النساء، 11- 12.
[2] محمد جواد مغنیه، فقه الامام الصادق علیه السلام، ج‏6، ص: 206 و 210،  مؤسسه انصاریان،  1421 ه ق، الطبعه الثانیه،  قم- ایران.
س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279359 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    256911 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128057 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    112880 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    88919 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59629 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59355 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56812 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49389 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47111 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...