بحث متقدم
الزيارة
6476
محدثة عن: 2009/12/15
خلاصة السؤال
هل وردت کلمة بارک أو تبارک فی القرآن؟
السؤال
1. هل وردت فی القرآن کلمة مبارک أو بارک کما نقول فی جملة "و بارک علی محمد و آل محمد"؟ أو تبارک؟ و ما معنی هذه الکلمات؟ 2. کلمات: مبارک و بارک و تبارک التی ذکرت فی القرآن ما هو معناها؟ و هل فی متشابهة لما ورد فی جملة "و بارک علی محمد و آل محمد"؟
الجواب الإجمالي

هذه الکلمة فی اللغة العربیة هی إسم فاعل من باب المفاعلة (من أبواب الثلاثی المزید) و مصدرها "المبارکة"، و ذلک مثل آن یقال: "بارکه الله" أی أعطاه الله الخیر و البرکة. و قد وردت هذه الکلمة أیضاً فی باب التفاعل و التفعیل (من أبواب الثلاثی المزید) أی "التبارک" و "التبریک"، فیقال مثلاً: "إن الله تبارک و تعالی" أو "برّک علیه" أی طلب له البرکة و دعا له بالخیر.

و أصل هذه الکلمة هو "البرک" علی وزن "الضرب" و هو بمعنی صدر البعیر. و قد وردت مشتقّات هذه الکلمة فی سور من القرآن، منها: ورد کلمة تبارک فی الآیات الاولی من سورة الفرقان و الملک.

و إذا نسبت کلمة "تبارک و بارک" الی الله أی قیل "تبارک الله" فهی بمعنی أن الله دائم و طاهر و متعالی، و وردت فی الروایات أیضاً بنفس هذا المعنی.

الجواب التفصيلي

معنی "مبارک" لغة:

هذه الکلمة فی لغة العرب هی إسم فاعل من باب المفاعلة "من أبواب الثلاثی المزید" و مصدرها "المبارکة"، و ذلک مثل أن یقال: "بارکه الله" أی أعطاه الله الخیر و البرکة. و قد وردت هذه الکلمة أیضاً فی باب التفاعل و التفعیل (من أبواب الثلاثی المزید) أی "التبارک" و "التبریک"، فیقال مثلاً: "أن الله تبارک و تعالی" أو "برّک علیه" أی طلب له البرکة و دعا له بالخیر.

و أصل هذه الکلمة هو "البرک" علی وزن "الضرب" و هو بمعنی صدر البعیر. و حین یقال "برک البعیر" فمعناه أن البعیر وضع صدره علی الأرض. ثم جاءت هذه الکلمة بمعنی الدوام و البقاء و عدم الزوال و فی مورد کل نعمة ثابتة و دائمة. و یقال لمجمع الماء "برکة" لأن الماء یبقی فیه لمدة طویلة.[1]

معنی بارک من الناحیة القرآنیة و الروائیة:

وردت مشتقّات هذه الکلمة فی سور من القرآن، منها: ورد کلمة تبارک فی الآیات الاولی من سورة الفرقان و الملک. کقوله تعالی"تبارک الذی بیده الملک". و هذه الآیة الکریمة ذکرت فی الحقیقة سبب کون ذات الله تعالی مبارکة و هو مالکیته و حکمیته فی العالم و قدرته علی کل شیء. و هو لهذا السبب وجود دائم مبارک.[2]

إذن فإذا نسبت تبارک و بارک الی الله أی قیل :"تبارک الله" فهو بمعنی أن الله دائم و طاهر و متعالی.[3]

و قد وردت هذه الکلمة فی الروایات بنفس هذه المعانی الواردة فی القرآن و لکن بألفاظ مختلفة و نشیر الی عدة نماذج منها:

الف: نقل أمیر المؤمنین علی(ع) عن رسول الله (ص) قوله: "اللهم بارک لأمتی فی بکورها یوم الخمیس".[4] فقد جاءت کلمة "بارک" فی هذه الروایة و هی بمعنی "الخیر و السعادة".

ب: یقول الرسول الأکرم(ص): "البرکة فی المماسحة" أی أن الخیر و الکثرة فی المصافحة.[5]

ج: یقول أمیر المؤمنین علی(ع): "برکة المال فی أداء الزکاة".[6]

و بناء علی هذا فالکلمات المأخوذة من الحروف الأصلیة الثلاثة "ب ر ک" مثل "بارک" و "تبارک" و "مبارکة" و "تبریک" هی بشکل عام بمعنی الخیر و السعادة و الکثرة و الزیادة و لکن هذه الکلمة إذا استعملت فی مورد الله تعالی فهی بمعنی طهارة و علو الذات الإلهیة القدسیّة.



[1] مکارم الشیرازی، ناصر، تفسیر الأمثل ج 24، ص 316، منشورات دار الکتب الإسلامیة، مطبعة مدرسة أمیر المؤمنین(ع)، قم 1366، ش؛ القرائتی، محسن، تفسیر النور، فی تفسیر الآیة الاولی من سورتین الفرقان و الملک، من موقع القرائتی؛ جبران مسعود ، الرائد،، ج1، ص 355-376، مؤسسة الطبع و النشر للعتبة الرضویة المقدّسة، الطبعة الثانیة 1376 ش؛ سماحة العلامة الطباطبائی، محمد حسین، تفسیر المیزان، ج 19، ذیل الآیة الاولی من سورة الملک، قرص جامع تفاسیر الشیعة.

[2] تفسیر الأمثل، ج 24، ص 316؛ تفسیر المیزان، ج 19، ذیل الآیة الاولی من سورة الملک

[3] الرائد، ج1، ص 419.

[4] الحرّانی، ابو محمد الحسن بن علی بن شعبة، تحف العقول،ج1، ص 190، منظمة الطباعة و النشر فی وزارة الثقافة و الارشاد الإسلامی، منشورات الصدق، الطبعة الاولی 1377 ش.

[5] الخرمشاهی، بهاء الدین، الأنصاری، مسعود، رسالة النبی، ص 374، مطبعة منفرد، الطبعة الاولی 1376 ش.

[6] الصابری الیزدی، علی رضا، الحکم الزاهرة عن النبی و عترته الطاهرة،،و ) ص 316 مرکز الطباعة و النشر فی منظمة الاعلام الإسلامی 1372 ش.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    280255 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    258831 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    129627 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    115643 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89557 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61038 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    60364 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57374 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    51615 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47713 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...