بحث متقدم
الزيارة
11326
محدثة عن: 2008/01/31
خلاصة السؤال
ما هو حکم تسخیر الجن و الارواح و الشیاطین؟
السؤال
أعتبار أتصال الانسان بالجن و الارواح و حتى الشیاطین و الاستفادة منهم فی أمور الحیاة هی حالة صحیحة و مشروعة أم لا؟و لماذا؟
الجواب الإجمالي

ان الاتصال و الاستفاده العلمیة و العملیة من الارواح و الجن و الشیاطین یسمى فی الاصطلاح اللغوی و الفقهی بالسحر.[i]

و قد اعتبر القرآن الکریم السحر کفراً و خلافا للایمان و التقوى، و هو بیع للنفس بالخسران و الحرمان من الآخرة،[ii] و زیادة فی الذنوب و الذلة.[iii]

و اعتبرت الروایات الاسلامیة السحر کفراً،[iv] و کفراً بالقرآن،[v] و شرکاً،[vi] و بعداً عن الرحمة الالهیة[vii] و الدین الاسلامی[viii] و استغناءً عن عبودیة الله،[ix] و سبباً لدخول جهنم[x] و عدم الدخول فی الجنة[xi] و ان الساحر ملعون.[xii]

و قد حرم الفقهاء السحر[xiii] و ذلک للآیات و الروایات و الاضرار الجسیمة و النفسیة و الدینیة و الاجتماعیة للسحر.[xiv]



[i] ثم ان الظاهر ان التسخیرات باقسامها داخلة فی السحر علی جمیع تعاریفه، شرح المکاسب المحرمة المزجی، السید محمد علی، الجزائری، ج 112:2. ثم ان الشهیدین عدا من السحر استخدام الملائکة و الجن و استنزال الشیاطین، نفس المصدر، ص 68 او علی سبیل الاستعانة بالارواح الساذجة نفس المصدر، ص 71.

[ii] "واتبعوا ما تتلو الشیاطین علی ملک سلیمان و ما کفر سلیمان و لکن الشیطاین کفروا ..."، البقرة، 103، 102؛ تفسیر المیزان، ج 1، ص 234.

[iii] "و انه کان رجال من الانس یعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً"، الجن، 6.

[iv] الوسائل، ج 107:12.

[v] نفس المصدر، ص 109.

[vi] نفس المصدر، ص 106.

[vii] نفس المصدر، ص 107.

[viii] نفس المصدر، ص 108.

[ix] نفس المصدر، ص 108.

[x] بحار الانوار، ج 58، ص 223.

[xi] الوسائل، ج 12، ص 107.

[xii] نفس المصدر، ص 103.

[xiii] المکاسب المحرمة المسألة العاشرة.

[xiv] بالرغم من ان الامام الخمینی (ره) لم یعتبر هذه الارتباطات هی من السحر لکنه حرمها: "و یلحق بذلک استخدام الملائکة و احضار الجن و تسخیرهم و احضار الارواح و تسخیرها و امثال ذلک.."، تحریر الوسیلة، ج 1؛ المکاسب المحرمة، المسألة 16.

الجواب التفصيلي

بالرغم من وجود تعاریف کثیرة فی الکتب اللغویة و الفقهیة حول تعریف السحر و تعیین موارده، لکن قد عد من المسلمات ان الارتباط بالارواح و الجن و الشیاطین یسمى سحراً.[1]

و للسحر ماض قدیم فی تاریخ البشر، حیث کان افضل وقت لانتشاره و نموه هو الوقت الذی لم یکن فیه الانبیاء الالهیون موجودین فی المجتمع، او کانت سلطتهم ضعیفة، و لذا فان اکثر زمان حضور هؤلاء کان ما بعد النبی نوح[2] و سلیمان،[3] و لکن و کما یشهد تاریخ السحر فان السحرة و بسبب ارتباطهم بالارواح و الجن و الشیاطین الذین لهم علم ناقص،[4] فانهم قد أضروا بالمجتمع البشری، فکم من السحرة قد ادعى النبوة او المهدویة و ...

إن من سعادة الانسان ان تکون صداقاته و معاداته، و لذاته و آلامه، و نومه و یقظته و سفره و حضره على أساس المصالح الدنیویة و الاخرویة، و الحال انه تشاهد خلاف هذه الامور فی تاریخ السحر.[5]

فمن جانب فان احضار الروح و تسخیر الجن و الشیاطین هو نوع من سلب الارادة و الاختیار،‌ و إجبار هؤلاء و أکراههم، أو ایقاع الضرر على روح المرأة أو الطفل الذین یحضر عن طریقهم هؤلاء (الارواح او الجن) و هذا نوع من الاذى و الضرر.[6]

و من جانب آخر، فان معلومات الارواح و الجن و الشیاطین و تأثیرهم محدود،[7] و بناء علیه فلیس هناک أی وثوق بمثل هذه الارتباطات. خصوصاً اذا أراد الانسان ان یستلم هذه المعلومات و التأثیرات من الشیاطین لان عمل الشیطان الاضلال و تزیین الباطل.[8] و لذا فاننا نعتقد بان طرق الوصول الی‌ الاجنة و الشیاطین و الارواح[9] عمل مخالف للدین و کذلک الحصول على المعلومات من قبل هؤلاء و التأثیر الذی یحصل من قبلهم.[10]

للأطلاع أکثر تراجع مواضیع :

1. ارتباط الانسان بالجن، السؤال، رقم (-) .

2. الارتباط بموجودات العوالم الاخری، رقم السؤال: .327

3. قدرة الشیطان و الجن، رقم السؤال: 767.



[1] شرح المکاسب المحرمة المزجی، ج 2، ص 112.

[2] عن الامام الحسن العسکری (ع):... کان بعد نوح قد کثرت السحرة"، الوسائل، ج 12، ص 106.

[3] تفسیر المیزان، ج 1، ص 237.

[4] نفس المصدر، ج 15، ص 330.

[5] نفس المصدر، ص 69.

[6] نفس المصدر، ص 69.

[7] الاحتجاج، ج 2، ص 81.

[8] النساء، 60؛ الانعام، 6، و آیات کثیرة فی القرآن حول الشیطان.

[9] شرح المکاسب المحرمة المزجی، ج 2، ص 67.

[10] نفس المصدر.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

أسئلة عشوائية

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    279467 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    257330 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    128194 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    113308 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    89023 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    59877 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    59589 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    56880 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    49820 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • ما هي آثار القناعة في الحياة و كيف نميز بينها و بين البخل في الحياة؟
    47189 العملیة 2012/09/13
    القناعة في اللغة بمعنى الاكتفاء بالمقدار القليل من اللوازم و الاحتياجات و رضا الإنسان بنصيبه. و في الروايات أحيانا جاء لفظ القناعة تعبيرا عن مطلق الرضا. أما بالنسبة إلى الفرق بين القناعة و البخل نقول: إن محل القناعة، في الأخلاق الفردية، و هي ترتبط بالاستخدام المقتَصَد لإمكانات ...