بحث متقدم
الزيارة
6663
محدثة عن: 2008/05/01
خلاصة السؤال
ما هو حکم الحیاة فی الکواکب السماویة الأخرى؟
السؤال
ما هی رؤیة الإسلام حیال الحیاة فی الکواکب الأخرى؟
الجواب الإجمالي

یکون البحث عن الحیاة فی الکواکب الأخرى عبر سؤالین:

1. هل توجد فی الکواکب السماویة الأخرى حیاة و کائنات حیة؟ و هل یمکن للإنسان أن یعیش فی الکواکب الأخرى؟ و هل الإنسان قادر على السفر إلى هناک؟

الإجابة عن هذه الأسئلة تکون على عاتق علماء الفلک و علماء العلوم الطبیعیة.

2. فی حالة إمکان الحیاة فی تلک الکرات، ما هو حکم الحیاة للإنسان هناک فی رؤیة الإسلام؟ و کیف یمکنه تأدیة التزاماته الشرعیة؟

یتکفل الفقهاء و علماء الدین الإجابة عن مثل هذه الأسئلة. فإجمالاَ حسب القوانین و القواعد الإسلامیة العامة، لو لم تستلزم الحیاة فی الکواکب الأخرى ضرراَ کبیراَ على الفرد و المجتمع البشری أو مشاکل أخرى فیجوز له السکن فیها، و أمّا بالنسبة إلى الواجبات الشرعیة فعلى المکلف أن یستفتی المرجع الذی یقلده.

لکن الذی یمکن قوله هنا، ان هذه القضیة تدخل فی عداد المسائل المستحدثة و بما ان الاحکام تابعة لموضوعها من هنا قبل اصدار الحکم الشرعی فیها یحتاج الفقیة الى تحدید الموضوع بصورة دقیقة ای یدرس القضیة من جمیع ابعادها ثم یصدر الحکم بعد تنقیح الموضوع، و من المعروف ان تنقیح مثل هکذا مواضیع تحتاج الى استشارة المختصین فی علوم الفلک و الطبیعة و هم لحد الان لم یتوصلوا الى بیان الامور العامة فی تلک القضیة فضلا عن ذکر الجزئیات التی قد تساعد الفقیة فی عملیة الاستنباط، و بهذا تکون القضیة الیوم فی عداد الفرضیات التی تترک الى ان تتضح جمیع ابعادها بصورة جلیة.

الجواب التفصيلي

الحیاة فی الکواکب الأخرى من الأبحاث التی طرحت فی العصر الراهن، و یبحث عنها عبر سؤالین:

1. هل توجد حیاة فی الکواکب الأخرى؟

2. الإجابة عن مثل هذه الأسئلة تکون على عاتق علماء الفلک و علماء العلوم الطبیعیة.

و بعد أن ثبت لنا بأن هناک حیاة فی الکواکب الأخرى و أنه یمکن العیش فیها، عندئذ نتساءل عن الذین یعیشون فی الکواکب الأخرى ما هی مسؤلیاتهم و کیف یؤدون التزاماتهم الدینیة؟

یتکفل الفقهاء و المجتهدون و المفکرون الإسلامیون الإجابة عن السؤال الثانی حیث انهم یجیبون عن مثل هذه التساؤلات من خلال مراجعة الآیات و الروایات المعتبرة و القواعد العامة فی أصول الفقه و الحمدلله استطاعوا أن یؤدوا هذه المهمة بأفضل ما یمکن.

مبدئیاًَ نحکم على ضوء القوانین و القواعد العامة بعدم حرمة ذلک[1] و أنه لا إشکال فی الحیاة على سطح هذه الکواکب إلا إذا استلزمت الحیاة هناک ضرراً کبیراً على الفرد أو المجتمع البشری کما إذا سبّبت مشاکل أخرى فعند ذلک أیضا نستخدم القوانین العامة نفسها فی الحکم على الحالات هذه.

و أمّا بالنسبة إلى التکالیف الشرعیة و أنه کیف یمکن الالتزام بها؟

فنقول: إن المکلف فی معرفة مسائل کتحدید القبلة و أوقات الصلوات الیومیة و .... لابد أن یستفتی المرجع الذی یرجع إلیه.

فعلى سبیل المثال طرح على احد المراجع العظام واحد من هذه الأسئلة فکان الجواب هکذا:

السؤال: وفرّت التقنیات الحدیثة فی العصر الراهن للإنسان السفر حول الکرة الأرضیة مرات متعددة فی کل یوم، ففی هذه الحالة ما هی مسؤولیته الشرعیة تجاه الصلوات الیومیة؟

الجواب: کلما سافر عبر السفن الفضائیة حول الکرة الأرضیة یجب علیه أن یصلی خمس مرات فی الیوم و یستطیع أن یأخذ موطنه على الأرض المقیاس فی تحدید ذلک[2].

و من الجدیر بالذکر ان هذه القضیة تدخل فی عداد المسائل المستحدثة و بما ان الاحکام تابعة لموضوعها من هنا قبل اصدار الحکم الشرعی فیها یحتاج الفقیة الى تحدید الموضوع بصورة دقیقة، ای یدرس القضیة من جمیع ابعادها ثم یصدر الحکم بعد تنقیح الموضوع، و من المعروف ان تنقیح مثل هکذا مواضیع تحتاج الى استشارة المختصین فی علوم الفلک و الطبیعة و هم لحد الان لم یتوصلوا الى بیان الامور العامة فی تلک القضیة فضلا عن ذکر الجزئیات التی قد تساعد الفقیة فی عملیة الاستنباط، و بهذا تکون القضیة الیوم فی عداد الفرضیات التی تترک الى ان تتضح جمیع ابعادها بصورة جلیة.

و اخیراً: ینظر الإسلام برؤیة ایجابیة و منفتحة إلى الحیاة البشریة و تحولاتها و القرآن أنبأ عن تسخیر الشمس و القمر و ...[3] للإنسان و من الواضح أن التسخیر أعظم من إرسال السفن الفضائیة. و حدّثنا عن الحیاة فی بطن الحوت و أنه لولا رحمة الله و مغفرته للبث فی بطنها إلى یوم یبعثون[4]، الأمر الذی لعله لا یخطر إلى عقل الإنسان فی هذا العصر.

ثم هناک روایات کثیرة عن النبی (ص) تحکی عن موقع الایرانیین فی کسب العلم الذی نرجو تحققها فی المستقبل القریب إذ یقول (ص): لو کان العلم فی الثریا لتناولته رجال من فارس.[5]



[1] کاستعمال أصالة البراءة عند ما یکون الحکم مجهولا. الحکیم، السید محسن، حقائق الأصول، ج2، ، ص 223.

[2] الشیخ مکارم الشیرازی، الاستفتاءات الجدیدة، ج2، ص 74.

[3] إبراهیم، 33 ؛ نحل،12؛ ابراهیم،32؛ نحل 14.

[4] قصة نبی الله یونس جاءت فی سورة الصافات الآیات 139ـ 148.

[5] شیخ عباس القمی، سفینة البحار، ج 2، ص 707.

س ترجمات بلغات أخرى
التعليقات
عدد التعليقات 0
يرجى إدخال القيمة
مثال : Yourname@YourDomane.ext
يرجى إدخال القيمة
يرجى إدخال القيمة

التصنیف الموضوعی

أسئلة عشوائية

  • ما هی الطریقة التی تؤدى بها صلاة نافلة العشاء؟
    5687 الحقوق والاحکام 2011/04/17
    ان وقت صلاة العشاءین (المغرب و العشاء) من أول المغرب الى منتصف اللیل، و یختص أول الوقت بصلاة المغرب و آخره بصلاة العشاء بمقدار أدائهما. فاذا انتهى المصلی من صلاة المغرب بدأ وقت صلاة العشاء و یمتد الى منتصف اللیل. و لما کانت صلاة نافلة العشاء تاتی ...
  • هل تؤیدون الدعوة التی اطلقها بعض العلماء للحوار الشیعی السنی؟ و ما هی فائدته؟ و کیف سیتم؟
    7614 الکلام القدیم 2008/12/22
    ان الادیان السماویة عامة و الدین الاسلامی خاصة تحث على الحوار و تبادل الافکار، لان الهدف منها هو هدایة البشریة و هذا الهدف لا یتم الا من خلال التعامل مع العقول و اخضاعها للمنطق الرصین و الدلیل الواضح، و نحن اذا رجعنا الى القرآن الکریم نجده، قد أشار الى نماذج ...
  • ما هی أنواع القتل و فروعه؟
    6270 الحقوق والاحکام 2009/05/04
    القتل له أقسام مختلفة کذلک بحسب الموارد المختلفة نشیر الی بعضها:1. یقسّم القتل الی قتل حق و قتل باطل.2. یمکن تقسیم القتل حسب الأوقات الزمانیة.3. یوجد هناک أنواع من القتل الجزائی أیضاً کالإعدام بالسلاح أو الإعدام شنقا أو رجما و غیرها من أنواع القتل.4. و ...
  • هل یمکن اعتماد المنهج المعرفی الغربی لادراک حقیقة الاسلام؟
    5993 الکلام الجدید 2011/03/06
    مما لاریب فیه أن الدین الاسلامی دین المعرفة و الکشف عن الحقائق، و لا یمکن بحال من الاحوال أن یکون موقفه سلبیاً تجاه المنهج العقلی او التجریبی، و کذلک لا یمکن ان تکون ردة الفعل الاسلامیة فی هذا المجال انفعالیة و متحجرة. و لکن فی الوقت نفسه ...
  • ما رأيكم في نظرية التكامل التي طرحها داروين؟
    5610 خلقت انسان 2015/06/30
    هناك فرضيتان يطرحهما علماء العلوم الطبيعية حول خلقة الكائنات الحيّة أعم من النباتات و الحيوانات. أ: فرضية تطور الأنواع التي تقول بأن الكائنات الحيّة لم تكن بشكلها الحالي من الأوّل، بل في البداية كانت أوليات وحيدة الخلايا حيث تكونت في المحيطات و بين رواسب البحار إثر طفرة؛ يعني ...
  • هل کان النبی الاکرم(ص) یسجد على تربة کربلاء؟
    7202 الحقوق والاحکام 2009/06/15
    یذهب فقهاء الشیعة الى وجوب السجود على الارض أو ما یخرج منها غیر المأکول و الملبوس. و لقد کان النبی الاکرم (ص) یسجد على الارض أو باقی مکوناتها من قبیل التراب، الرمل، الحصى، النبات(غیر الماکول) و... و لم یکن یسجد على الملبوس أو المفروش و کذلک لم یکن یسجد على ...
  • هل یبطل صوم الانسان اذا تقیأ عن غیر عمد؟
    2913 الحقوق والاحکام 2020/10/04
    یقول مراجع التقلید العظام عن هذا: إذا تقيّأ الصائم متعمدا يبطل صومه، و إن اضطرّ إلى ذلك لمرض او ما شابهه. لکن اذا تقیأ سهوا او بدون اختیار فانه لا اشکال فی ذلک و لا یکون صومه باطلا[1]. علی ای حال ان هذا الفعل و ان ...
  • ما المراد من قوله تعالى {إِنَّا سَنُلْقِی عَلَیْکَ قَوْلاً ثَقِیلاً }؟
    7729 التفسیر 2012/01/05
    المراد من القول الثقیل فی الآیة المبارکة هو القرآن الکریم، و قد وجهه المفسرون بتوجیهات متعددة، من قبیل أن: القرآن قول إلهی ثقیل من حیث تلقی معناه فإنه کلام إلهی مأخوذ من ساحة العظمة و الکبریاء لا تتلقاه إلا نفس ...
  • إذا کان الشراب و ارتباط المرأة بالرجل ممنوعا شرعاً، إذن لماذا نتکلّم عن الحور و الشراب فی الجنة؟
    6236 الکلام القدیم 2011/09/06
    نشیر الی عدة نکات مهمة لأجل توضیح هذا المطلب:الف: للزمان و المکان ارتباط وثیق فی نفی و إثبات الأحکام الشرعیة، و لیس إذا ثبت حکم ما فی زمان أو مکان ما أو تحت شروط معینة لموضوع معین، من الضروری أن یثبت لنفس هذا الموضوع فی زمان أو مکان أو ...
  • هل ان روایة القیام من ایران فی آخر الزمان معتبرة؟
    9566 درایة الحدیث 2011/10/16
    تتفق جمیع المصادر الشیعیة و السنیة علی ان ظهور الامام المهدی (عج) سیکون بعد ثورة تمهد لظهوره. و سیکون اصحاب الرایات السود فی هذه الثورة هم الممهدون لمقدمات الظهور.[1]وحکومة الایرانیین الممهدة تنقسم الی مرحلتین:

الأكثر مشاهدة

  • ما هي أحكام و شروط العقيقة و مستحباتها؟
    281361 العملیة 2012/08/13
    العقيقة هي الذبيحة التي تذبح عن المولود يوم أسبوعه، و الافضل ان تكون من الضأن، و يجزي البقر و الابل عنها. كذلك من الافضل تساوي جنس الحيوانات المذبوح مع المولود المعق عنه في الذكورة و الانوثة، و يجزي عدم المماثلة، و الافضل أيضاً أن تجتمع فيها شرائط ...
  • كيف تتم الإستخارة بالقرآن الكريم؟ و كيف ندرك مدلول الآيات أثناء الإستخارة؟
    261404 التفسیر 2015/05/04
    1. من أشهر الإستخارات الرائجة في الوسط المتشرعي الإستخارة بالقرآن الكريم، و التي تتم بطرق مختلفة، منها: الطريقة الأولى: إِذا أَردت أَنْ تَتَفَأَّلَ بكتاب اللَّه عزَّ و جلَّ فاقرأْ سورةَ الإِخلاص ثلاث مرَّاتٍ ثمَّ صلِّ على النَّبيِّ و آله ثلاثاً ثمَّ قل: "اللَّهُمَّ تفأَّلتُ بكتابكَ و توكّلتُ عليكَ ...
  • ماهي أسباب سوء الظن؟ و ما هي طرق علاجه؟
    130425 العملیة 2012/03/12
    يطلق في تعاليمنا الدينية علی الشخص الذي يظن بالآخرين سوءً، سيء الظن، و من هنا نحاول دراسة هذه الصفه بما جاء في النصوص الإسلامية. فسوء الظن و سوء التخيّل بمعنى الخيال و الفكر السيء نسبة لشخص ما. و بعبارة أخرى، سيء الظن، هو الإنسان الذي يتخيّل و ...
  • كم مرّة ورد إسم النبي (ص) في القرآن؟ و ما هو السبب؟
    118651 علوم القرآن 2012/03/12
    ورد إسم النبي محمد (ص) أربع مرّات في القرآن الکریم، و في السور الآتية: 1ـ آل عمران، الآية 144: "وَ مَا محُمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِيْن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلىَ أَعْقَابِكُمْ وَ مَن يَنقَلِبْ عَلىَ‏ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضرُّ اللَّهَ ...
  • ما الحكمة من وجود العادة الشهرية عند النساء؟
    90260 التفسیر 2012/05/15
    إن منشأ دم الحيض مرتبط باحتقان عروق الرحم و تقشّر مخاطه ما يؤدي إلى نزيف الدم. إن نزيف دم الحيض و العادة النسوية مقتضى عمل أجهزة المرأة السالمة، و إن خروجه بالرغم من الألم و الأذى و المعاناة التي تعاني منها المرأة يمثل أحد ألطاف الله الرحيم ...
  • هل يستر الله ذنوب عباده عن أبصار الآخرين يوم القيامة كما يستر عيوب و معاصي عباده في الدنيا، فيما لو ندم المرء عن ذنبه و تاب عنه؟
    61984 الکلام القدیم 2012/09/20
    ما تؤكده علينا التعاليم الدينية دائماً أن الله "ستار العيوب"، أي يستر العيب و يخفيه عن أنظار الآخرين. و المراد من العيوب هنا الذنوب و الخطايا التي تصدر من العباد. روي عن النبي محمد (ص) أنه قال: " سألت الله أن يجعل حساب أمتي إليّ لئلا تفتضح ...
  • ما هو النسناس و أي موجود هو؟
    61790 الکلام القدیم 2012/11/17
    لقد عرف "النسناس" بتعاريف مختلفة و نظراً إلى ما في بعض الروايات، فهي موجودات كانت قبل خلقة آدم (ع). نعم، بناء على مجموعة أخرى من الروايات، هم مجموعة من البشر عدّوا من مصاديق النسناس بسبب كثرة ذنوبهم و تقوية الجانب الحيواني فيهم و إبتعادهم عن ...
  • لماذا يستجاب الدعاء أكثر عند نزول المطر؟
    57919 الفلسفة الاخلاق 2012/05/17
    وقت نزول الأمطار من الأزمنة التي يوصى عندها بالدعاء، أما الدليل العام على ذلك فهو كما جاء في الآيات و الروايات، حيث يمكن اعتبار المطر مظهراً من مظاهر الرحمة الإلهية فوقت نزوله يُعتبر من أوقات فتح أبواب الرحمة، فلذلك يزداد الأمل باستجابة الدعاء حینئذ. ...
  • ما هو الذنب الذي ارتكبه النبي يونس؟ أ ليس الانبياء مصونين عن الخطأ و المعصية؟
    53467 التفسیر 2012/11/17
    عاش يونس (ع) بين قومه سنين طويلة في منطقة يقال لها الموصل من ارض العراق، و لبث في قومه داعيا لهم الى الايمان بالله، الا أن مساعيه التبليغية و الارشادة واجهت عناداً و ردت فعل عنيفة من قبل قومه فلم يؤمن بدعوته الا رجلان من قومه طوال ...
  • هل أن أكل سرطان البحر هو حرام؟
    49867 الحقوق والاحکام 2019/06/10
    لقد ورد معيار في أقوال و عبارات الفقهاء بخصوص حلية لحوم الحيوانات المائية حيث قالوا: بالاستناد إلى الروايات فان لحوم الحيوانات البحرية لا تؤكل و هذا يعني إن أكلها حرام[1]. إلا إذا كانت من نوع الأسماك التي لها فلس[2]، و ...